ملتقى شباب العالم



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى شباب العالم

ملتقى شباب العالم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شبابي عام

بشرى سارة (( منتدى مملكة الحرية يعود إليكم من جديد بحلته الجديدة و بإدارته المتجددة وبأعضائه المتميزون )) فأهلاً ومرحباً بكم أخواني وأخواتي على أرض مملكة الحرية التس تحرسها القلوب المؤمنة
أهدي تحياتي إلى جميع مشرفي وأعضاء وزوار منتدى مملكة الحرية
أهدي تحياتي وسلامي لكل من شارك ببناء ورقي هذا المنتدى الثقافي (( منتدى مملكة الحرية))

    موسوعة الشاعر محمود درويش

    avatar
    فاطنة الدوسري
    مشرفة منتدى العام


    عدد المساهمات : 89

    موسوعة الشاعر محمود درويش Empty موسوعة الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف فاطنة الدوسري الإثنين نوفمبر 02, 2009 2:36 pm


    محمود درويش شاعر المقاومة الفلسطينية 


    محمود درويش ، أحد أهم الشعراء الفلسطينين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة و الوطن المسلوب . يعتبر درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث و إدخال الرمزية فيه . في شعر درويش يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى 

    بداية حياته
    محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة ابناء وثلاث بنات ، ولد عام 1942 في قرية البروة (1) ، وفي عام 1948 لجأ إلى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد ، عاد بعدها متسللا إلى فلسطين وبقي في قرية دير الاسد شمال بلدة مجد كروم في الجليل لفترة قصيرة، استقر بعدها في قرية الجديدة شمال غرب قريته الام البروة.


    تعليمه
    اكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الاسد وهي قريه عربيه فلسطينيه تقع في الجليل الاعلى متخفيا ، فقد كان يخشى ان يتعرض للنفي من جديد اذا كشف اليهود امر تسلله ، وعاش تلك الفترة محروما من الجنسية ، اما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف (2).

    حياته
    انضم محمود درويش إلى الحزب الشيوعي في فلسطين ، وبعد انهائه تعليمه الثانوي ، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الاتحاد" والمجلات مثل "الجديد" التي اصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها ، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر .

    لم يسلم من مضايقات الاحتلال ، حيث اعتقل اكثر من مرّة منذ العام 1961 بتهم تتعلق باقواله ونشاطاته السياسية ، حتى عام 1972 حيث نزح إلى مصر وانتقل بعدها إلى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الحتجاجا على اتفاق اوسلو.

    شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر في مجلة الكرمل ، واقام في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث انه دخل إلى إسرائيل بتصريح لزيارة امه ، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض اعضاء الكنيست الاسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه ، وقد سمح له بذلك

    وحصل محمود درويش على عدد من الجوائز منها:

    جائزة لوتس عام 1969. 
    جائزة البحر المتوسط عام 1980. 
    درع الثورة الفلسطينية عام 1981. 
    لوحة أوروبا للشعر عام 1981. 
    جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982. 
    جائزة لينين في الاتحاد السوفييتي 1983
    يُعد محمود درويش شاعر المقاومة الفلسطينية، ومر شعره بعدة مراحل .ومنها:


    بعض مؤلفاته
    عصافير بلا اجنحة (شعر) - 1960. 
    اوراق الزيتون (شعر). 
    عاشق من فلسطين (شعر). 
    آخر الليل (شعر). 
    مطر ناعم في خريف بعيد (شعر). 
    يوميات الحزن العادي (خواطر وقصص). 
    يوميات جرح فلسطيني (شعر). 
    حبيبتي تنهض من نومها (شعر). 
    محاولة رقم 7 (شعر). 
    احبك أو لا احبك (شعر). 
    مديح الظل العالي (شعر). 
    هي اغنية ... هي اغنية (شعر). 
    لا تعتذر عما فعلت (شعر). 
    عرائس. 
    العصافير تموت في الجليل. 
    تلك صوتها وهذا انتحار العاشق. 
    حصار لمدائح البحر (شعر). 
    شيء عن الوطن (شعر). 
    ذاكرة للنسيان 
    وداعا ايها الحرب وداعا ايها السلم (مقالات). 
    كزهر اللوز أو أبعد 
    في حضرة الغياب (نص) - 2006 
    وهنا ايضا

    لماذا تركت الحصان وحيدا 
    بطاقة هوية (شعر)
    avatar
    فاطنة الدوسري
    مشرفة منتدى العام


    عدد المساهمات : 89

    موسوعة الشاعر محمود درويش Empty رد: موسوعة الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف فاطنة الدوسري الإثنين نوفمبر 02, 2009 2:44 pm

    أولا : ديوان أوراق الزيتون (1964)




    إلى القارئ


    الزنبقات السود في قلبي

    وفي شفتي ... اللهب

    من أي غاب جئتِني  

    يا كل صلبان الغضب ؟


    با يعت أحزاني ..

    وصافحت التشرد والسغب

    غضب يدي ..

    غضب فمي ..

    ودماء أوردتي عصير من غضب !

    يا قارئي !

    لا ترج مني الهمس !

    لا ترج الطرب

    هذا عذابي ..

    ضربة في الرمل طائشة

    وأخرى في السحب !

    حسبي بأني غاضب

    والنار أولها غضب !
    avatar
    فاطنة الدوسري
    مشرفة منتدى العام


    عدد المساهمات : 89

    موسوعة الشاعر محمود درويش Empty رد: موسوعة الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف فاطنة الدوسري الإثنين نوفمبر 02, 2009 2:51 pm

    ولاء



    حملت صوتك في قلبي وأوردتـــي

    فما عليك إذا فارقت معركتـــــــــي

    كل الرواية في دمي مفاصلهـــــــا

    تفضل الحقد كبريتا على شفتي !

    أطعمت للريح أبياتي وزخرفــــــــها

    إن لم تكن كسيوف النار .. قافيتي !

    آمنت بالحرف .. إما مـــيتا عدمــــــا
    أو ناصبا لعدوي حبل مشنــــــــــقة

    آمنت بالحرف نارا .. لا يضــــــــير إذا

    كنت الرماد أنا .. أو كان طاغيتي !

    فإن سقطت .. وكفي رافع علمي

    سيكتــــــــــب الناس فوق القبر :

    (لم يمت)


    avatar
    فاطنة الدوسري
    مشرفة منتدى العام


    عدد المساهمات : 89

    موسوعة الشاعر محمود درويش Empty ديوان أوراق الزيتون- نشيد ما

    مُساهمة من طرف فاطنة الدوسري الإثنين نوفمبر 02, 2009 2:59 pm

    نشيد ما


    عسل شفاهك، واليدان

    كأسا خمور ..

    للآخرين ..


    ***

    الدوح مروحة، وحرش السنديان

    مشط صغير

    للآخرين

    وحرير صدرك، والندى، والأقحوان

    فرش وثير

    للآخرين


    ***

    وأنا على أسوارك السوداء ساهد

    عطش الرمال أنا .. وأعصاب المواقد !

    من يوصد الأبواب دوني ؟

    أي طاغية ومارد !!


    سأحب شهدك ..

    رغم أن الشهد يسكب في كؤوس الآخرين

    يا نحلة

    ما قبلت إلا شفاه الياسمين !


    avatar
    فاطنة الدوسري
    مشرفة منتدى العام


    عدد المساهمات : 89

    موسوعة الشاعر محمود درويش Empty ديوان أوراق الزيتون- عن انسان

    مُساهمة من طرف فاطنة الدوسري الإثنين نوفمبر 02, 2009 3:11 pm


    عن انسان


    وضعوا على فمه السلاسل

    ربطوا يديه بصخرة الموتى،

    وقالوا : أنت قاتل
    ***
    أخذوا طعامه ، والملابس، والبيارق

    ورموه في زنزانة الموتى ،

    وقالوا : أنت سارق !
    ***
    طردوه من كل المرافئ

    أخذوا حبيبته الصغيرة،

    ثم قالوا : أنت لاجئ !
    ***
    يا دامي العينين، والكفين !

    إن الليل زائل

    لا غرفة التوقيف باقية

    ولا زرد السلاسل !

    نيرون مات، ولم تمت روما ...

    بعينيها تقاتل !

    وحبوب سنبلة تموت

    ستملأ الوادي سنابل ..!
    avatar
    فاطنة الدوسري
    مشرفة منتدى العام


    عدد المساهمات : 89

    موسوعة الشاعر محمود درويش Empty أوراق الزيتون- أمل

    مُساهمة من طرف فاطنة الدوسري الإثنين نوفمبر 02, 2009 3:16 pm


    أمل



    ما زال في صحونكم بقية من العسل

    ردوا الذباب عن صحونكم

    لتحفظو العسل !

    ***
    ما زال في كرومكم عناقد من العنب

    ردوا بنات آوى

    يا حارسي الكروم

    لينضج العنب ..

    ***
    ما زال في بيوتكم حصيرة.. وباب

    سدوا طريق الريح عن صغاركم

    ليرقد الأطفال

    الريح برد قارس .. فلتغلقوا الأبواب ..

    ***
    ما زال في قلوبكم دماء

    لا تسفحوها أيها الآباء ..

    فإن في أحشائكم جنين ..

    ***
    ما زال في موقدكم حطب

    وقهوة .. وحزمة من اللهب ..
    avatar
    فاطنة الدوسري
    مشرفة منتدى العام


    عدد المساهمات : 89

    موسوعة الشاعر محمود درويش Empty أوراق الزيتون -مرثية

    مُساهمة من طرف فاطنة الدوسري الإثنين نوفمبر 02, 2009 3:20 pm


    مرثية 

    لملمت جرحك يا أبي

    برموش أشعـــاري

    فبكت عيون الناس

    من حزني .. ومن ناري

    وغمست خبزي في التراب ..

    وما التمست شهامة الجار !

    وزرعت أزهاري

    في تربة صماء .. عارية

    بلا غيم .. وامطار

    فترقرقت لما نذرت لها

    جرحا بكى برموش أشعاري !

    عفوا أبي !

    قلبي موائدهم

    وتمزقي .. وتيتمي العاري !

    ما حيلة الشعراء يا أبتي

    غير الذي أورثت أقداري

    إن يشرب البؤساء من قدحي

    لن يسألوا

    من أي كرم خمري الجاري !
    avatar
    فاطنة الدوسري
    مشرفة منتدى العام


    عدد المساهمات : 89

    موسوعة الشاعر محمود درويش Empty أوراق الزيتون- وعاد في كفن

    مُساهمة من طرف فاطنة الدوسري الإثنين نوفمبر 02, 2009 3:25 pm


    وعاد.. في كفن


    -1-

    يحكون في بلادنا 

    يحكون في شجن

    عن صاحبي الذي مضى

    وعاد في كفن

    ***

    كان اسمه ...

    لا تذكروا اسمه !

    خلوه في قلوبنا ..

    لا تدعوا الكلمة 

    تضيع في الهواء، كالرماد ..

    خلوه جرحا راعفا .. لا يعرف الضماد

    طريقه إليه ..

    أخاف يا أحبتي .. أخاف يا أيتام ..

    أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء

    أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء !

    أخاف أن تنام في قلوبنا

    جراحنا ..

    أخاف أن تنام !!

    -2-

    العمر .. عمر برعم لا يذكر المطر ..

    لم يبك تحت شرفة القمر

    لم يوقف الساعات بالسهر ..

    وما تداعت عند حائط يداه ..

    ولم تسافر خلف خيط شهوة ..عيناه !

    ولم يقبل حلوة ..

    لم يعرف الغزل

    غير أغاني مطرب ضيعه الأمل

    ولم يقل لحلوة : الله !

    إلا مرتين !

    لم تلتفت إليه .. ما أعطته إلا طرف عين

    كان الفتى صغيرا ..

    فغاب عن طريقها

    ولم يفكر بالهوى كثيرا .. !


    -3-

    يحكون في بلادنا 

    يحكون في شجن

    عن صاحبي الذي مضى

    وعاد في كفن

    ما قال حين زغردت خطاه خلف الباب

    لأمه : الوداع !

    ما قال للأحباب .. للأصحاب :

    موعدنا غدا !

    ولم يضع رسالة .. كعادة المسافرين

    تقول : إني عائد .. وتسكت الظنون

    ولم يخط كلمة ..

    تضيء ليل أمه التي ..

    تخاطب السماء والأشياء،

    تقول : يا وسادة السرير !

    يا حقيبة الثياب !

    يا ليل ! يا نجوم ! يا إله ! يا سحاب ! :

    " أما رأيتم شاردا .. عيناه نجمتان ؟

    يداه سلتان من ريحان

    وصدره وسادة النجوم والقمر

    وشعره أرجوحة للريح والزهر !

    أما رأيتم شاردا

    مسافرا لا يحسن السفر !

    راح بلا زوّادة، من يطعم الفتى

    إن جاع في طريقه ؟

    من يرحم الغريب ؟

    قلبي عليه في غوائل الدروب !

    قلبي عليك يا فتى .. يا ولداه !

    قولوا لها، يا ليل ! يا نجوم !

    يا دروب ! يا سحاب !

    قولوا لها : لن تحملي الجواب

    فالجرح فوق الدمع .. فوق الحزن والعذاب !

    لن تحملي .. لن تصبري كثيرا

    لأنه ..

    لأنه مات، ولم يزل صغيرا !


    -4-

    يا أمه !

    لا تقلعي الدموع من جذورها !

    للدمع يا والدتي جذور،

    تخاطب المساء كل يوم :

    تقول : يا قافلة المساء !

    من أين تعبرين ؟

    غصت دروب الموت .. حين سدها المسافرون

    سدت دروب الحزن .. لو وقفت لحظتين

    لحظتين !

    لتمسحي الجبين والعينين

    وتحملي من دمعنا تذكار

    لمن قضوا من قبلنا .. أحبابنا المهاجرين

    يا أمه !

    لا تقلعي الدموع من جذورها

    خلي ببئر القلب دمعتين !

    فقد يموت في غد أبوه .. أو أخوه

    أو صديقه أنا

    خلي لنا ..

    للميتين في غد لو دمعتين .. دمعتين !


    -5-


    يحكون في بلادنا عن صاحبي الكثيرا

    حرائق الرصاص في وجناته

    وصدره .. ووجهه ..

    لا تشرحوا الأمور !

    أنا رأيت جرحه

    حدقت في أبعاده كثيرا ..

    (( قلبي على أطفالنا ))

    وكل أم تحضن السريرا !

    يا أصدقاء الراحل البعيد

    لا تسألوا : متى يعود

    لا تسألوا كثيرا

    بل اسألوا : متى

    يستيقظ الرجال !
    avatar
    فاطنة الدوسري
    مشرفة منتدى العام


    عدد المساهمات : 89

    موسوعة الشاعر محمود درويش Empty أوراق الزيتون - الموت في الغابة

    مُساهمة من طرف فاطنة الدوسري الإثنين نوفمبر 02, 2009 3:29 pm


    الموت في الغابة




    نامي !

    فعين الله نائمة

    عنا .. وأسراب الشحارير

    والسنديانة .. والطريق هنا

    فتوسدي أجفان مصدور

    وثلاث عشرة نجمة خمدت

    في درب أوهام المقادير

    لا شيء ! قصة طفلة همدت

    لا شيء يوحي صمت تفكير

    جرح صغير .. مات صاحبه

    فطواه ليل كالأساطير

    تاريــــــخه .. أنـفاس مزرعــــــة

    تسطـــــو عليها كف شريــــــــر

    كـــــانت ، فلا نقرات قــــــــبـرة

    بقــيـــت ، ولاصيحات ناطـــــــور

    وغصــــــــون زيتون مقدســـــة

    ذبــــــــلت عليها قطرة الـنـــور !

    لا شيء يستدعي غناء أسى

    فالمـــــوت أكبر من مزاميري ..

    نامــي .. عيـــون الله نائمـــــة

    عـــــنا ، وأســراب الشحاريـــر

    وضمــاد جرحك زهرة ذبلـــت !

    في مسرب في السفح مهجور

    لـكــن عيــــــن أخيك ساهــرة

    خلف الضباب، ووحشة الســور

    وفــــؤاده ملقى على جســــد

    ينهــــد كالأطلال .. مــصــــدور

    ويــــداه ممسكتان في لهــــف

    بترابه .. رغم الأعاصير ! ..
    avatar
    فاطنة الدوسري
    مشرفة منتدى العام


    عدد المساهمات : 89

    موسوعة الشاعر محمود درويش Empty أوراق الزيتون - ثلاث صور

    مُساهمة من طرف فاطنة الدوسري الإثنين نوفمبر 02, 2009 3:34 pm


    ثلاث صور


    -1-

    كان القمر

    كعهده -منذ ولدنا - باردا

    الحزن في جبينه مرقرق ..

    روافدا .. روافدا

    قرب سياج قرية

    خر حزينا

    شاردا ..

    -2-

    كان حبيبي

    كعهده - منذ التقينا - ساهما

    الغيم في عيونه

    يزرع أفقا غائما ..

    والنار في شفاهه

    تقول لي ملاحما ..

    ولم يزل في ليلة يقرأ شعرا حالما

    يسألني هدية ..

    وبيت شعر .. ناعما !

    -3-

    كان أبي

    كعهده، محملا متاعبا

    يطارد الرغيف أينما مضى ..

    لأجله .. يصارع الثعالبـــا

    ويصنع الأطفال ..

    والتراب ..

    والكواكبا ..

    أخي الصغير اهترأت

    ثيابه .. فعاتبا

    وأختي الكبرى اشـتـرت جواربــا !

    وكل من في بيتنا يقدم المطالبا

    ووالدي كعهده
    يسترجع المناقبا

    ويفتل الشواربا !

    ويصنع الأطفال ..

    والتراب ..

    والكواكبا !
    avatar
    فاطنة الدوسري
    مشرفة منتدى العام


    عدد المساهمات : 89

    موسوعة الشاعر محمود درويش Empty أوراق الزيتون- الموعد الول

    مُساهمة من طرف فاطنة الدوسري الإثنين نوفمبر 02, 2009 3:40 pm


    الموعد الأول




    شدت على يدي 

    ووشوشتني كلمتين

    أعز ما ملكته طوال يوم :

    " سنلتقي غدا "

    ولفها الطريق .

    ***
    حلقت ذقني مرتين !

    مسحت نعلي مرتين

    أخذت ثوب صاحبي .. وليرتين ..

    لأشتري حلوى لها، وقهوة مع الحليب ! ..

    ***
    وحدي على المقعد

    والعاشقون يبسمون ..

    وخافقي يقول :

    ونحن سوف نبتسم !

    ***
    لعلها قادمة على الطريق ..

    لعلها سهت .

    لعلها .. لعلها

    ولم تزل دقيقتان !

    ***
    النصف بعد الرابعه

    النصف مر

    وساعة .. وساعتان

    وامتدت الظلال

    ولم تجئ من وعدت

    في النصف بعد الرابعه
    avatar
    فاطنة الدوسري
    مشرفة منتدى العام


    عدد المساهمات : 89

    موسوعة الشاعر محمود درويش Empty رد: موسوعة الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف فاطنة الدوسري الإثنين نوفمبر 02, 2009 5:28 pm

    أغنية




    وحين أعود للبيت

    وحيدا فارغا ، إلا من الوحده

    يداي بغير أمتعة، وقلبي دونما ورده

    فقد وزعت ورداتي

    على البؤساء منذ الصبح .. ورداتي

    وصارعت الذئاب، وعدت للبيت

    بلا رنات ضحكة حلوة البيت

    بغير حفيف قبلتها

    بغير رفيف لمستها

    بغير سؤالها عني، وعن أخبار مأساتي

    وحيدا أصنع القهوه

    وحيدا أشرب القهوه

    فأخسر من حياتي .. من كفاحي

    أخسر النشوه

    رفاقي ها هنا المصباح والأشعار، والوحده

    وبعض سجائر .. وجرائد كالليل مسوده

    وحين أعود للبيت

    أحس بوحشة البيت

    وأخسر من حياتي كل ورداتي

    وسر النبع .. نبع الضوء في أعماق مأساتي

    وأختزن العذاب لأنني وحدي

    بدون حنان كفيك

    بدون ربيع عينيك ! ..





    رسالة من المنفى





    -1-

    تحية .. وقبلة

    وليس عندي ما أقول بعد

    من أين أبتدي ؟ .. وأين أنتهي ؟ .

    ودورة الزمان دون حد

    وكل ما في غربتي

    زوادة، فيها رغيف يابس، ووجد

    ودفتر يحمل عني بعض ما حملت

    بصقت في صفحاته ما ضاق بي من حقد

    من أين أبتدي ؟

    وكل ما قيل وما يقال بعد غد

    لا ينتهي بضمة ... أو لمسة من يد

    لا يرجع الغريب للديار

    لا ينزل الأمطار

    لا ينبت الريش على 

    جناح طير ضائع .. منهد

    من أين أبتدي

    تحية .. وقبلة .. وبعد ..

    -2-

    أقول للمذياع .. قل لها أنا بخير

    أقول للعصفور

    إن صادفتها يا طير

    لا تنسني، وقل : بخير

    أنا بخير

    أنا بخير

    ما زال في عيني بصر !

    ما زال في السما قمر !

    وثوبي العتيق، حتى الآن، ما اندثر

    تمزقت أطرافه

    لكنني رتقته .. ولم يزل بخير

    وصرت شابا جاوز العشرين

    تصوريني .. صرت في العشرين

    وصرت كالشباب يا أماه

    أواجه الحياه

    وأحمل العبء كما الرجال يحملون

    وأشتغل

    في مطعم .. وأغسل الصحون.

    وأصنع القهوة للزبون

    وألصق البسمات فوق وجهي الحزين

    ليفرح الزبون

    -3-

    أنا بخير

    قد صرت في العشرين

    وصرت كالشباب يا أماه

    أدخن التبغ ، وأتكي على الجدار

    أقول للحلوة : آه

    كما يقول الآخرون

    " يا إخوتي ؛ ما أطيب البنات،

    تصوروا كم مُرَّة هي الحياة

    بدونهن .. مرة هي الحياة ".

    وقال صاحبي : " هل عندكم رغيف ؟

    يا إخوتي ؛ ما قيمة الإنسان

    إن نام كل ليلة .. جوعان ؟ "

    أنا بخير

    أنا بخير

    عندي رغيف أسمر

    وسلة صغيرة من الخضار

    -4-

    سمعت في المذياع

    تحية المشردين .. للمشردين

    قال الجميع : كلنا بخير

    لا أحد حزين ؛

    فكيف حال والدي ؟

    ألم يزل كعهده، يحب ذكر الله

    والأبناء .. والتراب .. والزيتون ؟

    وكيف حال إخوتي

    هل أصبحوا موظفين ؟

    سمعت يوما والدي يقول :

    سيصبحون كلهم معلمين ..

    سمعته يقول :

    (أجوع حتى أشتري لهم كتاب)

    لا أحد في قريتي يفك حرفا في خطاب

    وكيف حال أختنا

    هل كبرت .. وجاءها خطاب ؟

    وكيف حال جدتي

    ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب ؟

    تدعو لنا ..

    بالخير .. والشباب .. والثواب !

    وكيف حال بيتنا

    والعتبة الملساء .. والوجاق .. والأبواب ؟

    سمعت في المذياع

    رسائل المشردين .. للمشردين

    جميعهم بخير !

    لكنني حزين ..

    تكاد أن تأكلني الظنون

    لم يحمل المذياع عنكم خبرا ..

    ولو حزين

    ولو حزين

    -5-

    الليل -يا أماه- ذئب جائع سفاح

    يطارد الغريب أينما مضى ..

    ويفتح الآفاق للأشباح

    وغابة الصفصاف لم تزل تعانق الرياح

    ماذا جنينا نحن يا أماه ؟

    حتى نموت مرتين

    فمرة نموت في الحياة

    ومرة نموت عند الموت !

    هل تعلمين ما الذي يملأني بكاء ؟

    هبي مرضت ليلة .. وهد جسمي الداء !

    هل يذكر المساء

    مهاجرا أتى هنا .. ولم يعد إلى الوطن ؟

    هل يذكر المساء

    مهاجرا مات بلا كفن ؟

    يا غابة الصفصاف ! هل ستذكرين

    أن الذي رمَوْه تحت ظلك الحزيـن

    - كأي شيء ميّت - إنسان ؟

    هل تذكرين أنني إنسان

    وتحفظين جثتي من سطوة الغربان ؟



    أماه يا أماه .

    لمن كتبت هذه الأوراق

    أي بريد ذاهب يحملها ؟

    سدت طريق البر والبحار والآفاق ..

    وأنت يا أماه

    ووالدي ، وإخوتي ، والأهل ، والرفاق ..

    لعلكم أحياء

    لعلكم أموات

    لعلكم مثلي بلا عنوان

    ما قيمة الإنسان

    بلا وطن

    بلا علم

    ودونما عنوان

    ما قيمة الإنسان ؟




    عن الصمود




    -1-

    لو يذكر الزيتون غارسه

    لصار الزيت دمعا !

    يا حكمة الأجداد

    لو من لحمنا نعطيك درعا !

    لكنَّ سهل الريح ،

    لا يعطي عبيد الريح زرعا !

    إنّا سنقلع بالرموش

    الشوك والأحزان .. قلعا !

    وإلام نحمل عارنا وصليبنا !

    والكونُ يسعى ..

    سنظل في الزيتون خُضرتَهُ ،

    وحول الأرض درعا !!

    -2-

    إنّا نحب الورد ،

    لكنّا نحب القمح أكثر

    ونحب عطر الورد ،

    لكن السنابل منه أطهر

    فاحموا سنابلكم من الأعصار 

    بالصدر المسَمَّر

    هاتوا السياج من الصدور ..

    من الصدور، فكيف يكسر ؟؟

    إقبض على عنق السنابل

    مثلما عانقت خنجر !

    الأرض ، والفلاح، والإصرار،

    قل لي : كيف تقهر ..

    هذي الأقانيم الثلاثة،

    كيف تقهر ؟



    ؟





    عيناك يا صديقتي العجوز .. يا صديقتي المراهقة

    عيناك شحاذان في ليل الزوايا الخانقة

    لا يضحك الرجاء فيهما ، ولا تنام الصاعقة

    لم يبق شيء عندنا .. إلاّ الدموع الغارقة

    قولي : متى ستضحكين مرة، وإن تكن منافقة ؟!

    ***

    كفاك يا صديقتي .. ذئبان جائعان

    مصي بقايا دمنا ، وبعدنا الطوفان

    وإن سغبت مرة .. لا تتركي الجثمان

    وإن سئمت بعدها، فعندك الديدان

    إنا خلقنا غلطة .. في غفلة من الزمان

    وأنت يا صديقتي العجوز .. يا صديقتي المراهقة

    كوني على أشلائنا، كالزنبقات العابقة !

    ***

    الغاب يا صديقتي يكفّن الأسرار

    وحولنا الأشجار لا تهرّب الأخبار

    والشمس عند بابنا معمية الأنوار

    واشية ، لكنها لا تعبر الأسوار

    إن الحياة خلفنا غريبة منافقة

    فابني على عظامنا دار عُلاك الشاهقة

    ***

    أسمع يا صديقتي ما يهتف الأعداء

    أسمعهم من فجوة في خيمة السماء :

    " يا ويل من تنفست رئاته الهواء

    من رئة مسروقة ! ..

    يا ويل من شرابه دماء !

    ومن بنى حديقة .. ترابها أشلاء

    يا ويله من وردها المسموم " !!




    عن الأمنيات





    لا تقل لي :

    ليتني بائع خبز في الجزائر

    لأغني مع ثائر !

    لا تقل لي : 

    ليتني راعي مواش في اليمن

    لأغني لانتفاضات الزمن !

    لا تقل لي :

    ليتني عامل مقهى في هافانا

    لأغني لانتصارات الحزانى !

    لا تقل لي :

    ليتني أعمل في أسوان حمالا صغير

    لأغني للصخور


    ***

    يا صديقي !

    لن يصب النيل في الفولغا

    ولا الكونغو ، ولا الأردن ، في نهر الفرات !

    كل نهر ، وله نبع .. ومجرى .. وحياة !

    يا صديقي ! .. أرضنا ليست بعاقر

    كل أرض ، ولها ميلادها

    كل فجر ، وله موعد ثائر !




    سونا





    أزهارها الصفراء .. والشفة المشاع

    وسريرها العشرون مهترىء الغطاء

    نامت على الإسفلت .. لا أحد يبيع .. ولا يباع

    وتقيأت سأم المدينة .. فالطريق

    عار من الأضواء ..

    والمتسولين على النساء

    نامت على الإسفلت .. لا أحد يبيع .. ولا يباع !

    يا بائع الأزهار ! إغمد في فؤادي

    زهرة صفراء تنبت في الوحول !

    هذا أوان الخوف ، لا أحد سيفهم ما أقول

    أحكي لكم عن مومس .. كانت تتاجر في بلادي

    بالفتية المتسولين على النساء

    أزهارها صفراء ، نهداها مشاع

    وسريرها العشرون مهترىء الغطاء

    هذي بلاد الخوف ، لا أحد سيفهم ما أقول

    إلا الذين رأوا سحاب الوحل .. يمطر في بلادي !

    يا بائع الأزهار .. إغمد في فؤادي

    زهر الوحول .. عساي أبصق

    ما يضيق به فؤادي





    الكلمة





    الشاعر العربي محروم

    دم الصحراء يغلي في نشيده

    وقوافل النوق العطاش

    أبدا تسافر في حدوده

    والحلوة السمراء في صدف البحار !


    الشاعر العربي محروم

    تعود أن يموت بسيف صمته

    ألقى على عينيه كل السر

    قال : غدا ستفهمها عيوني

    وأنا تركت لك الكلام على عيوني

    لكن ، أظنك ما فهمت !




    البكاء




    ليس من شوق إلى حضن فقدته

    ليس من ذكرى لتمثال كسرته

    ليس من حزني على طفل دفنته

    أنا أبكي !

    ***

    أنا أدري أن دمع العين خذلان .. وملحُ

    أنا أدري ،

    وبكاء اللحن ما زال يلحُّ

    لا ترُشّي من مناديلك عطراً

    لست أصحو .. لست أصحو

    ودعي .. قلبيَ يبكي !

    ***

    شوكة في القلب ما زالت تغز

    قطرات .. قطرات .. لم يزل جرحي ينز

    أين زر الورد ؟

    هل في الدم ورد ؟

    يا عزاء الميتين !

    هل لنا مجد وعز !

    أتركي قلبيَ يبكي !

    ***

    خبئي عن أذني هذي الخرافات الرتيبهْ

    أنا أدرى منك بالإنسان .. بالأرض الغريبهْ

    لم أبعْ مُهري .. ولا رايات مأساتي الخضيبهْ

    ولأني أحمل الصخر وداء الحب ..


    والشمسَ الغريبهْ

    أنا أبكي !

    ***

    أنا أمضي قبل ميعادي .. مبكرْ

    عمرنا أضيق منا ،

    عمرنا أصغر .. أصغرْ

    هل صحيح ، يُثمر الموت حياةً

    هل سأثمرْ

    قي يد الجائع خبزاً .. في فم الأطفال سكَّر ؟

    أنا أبكي !






    الرباط





    لن نفترق

    أمامنا البحار ، والغابات

    وراءنا . فكيف نفترق؟

    يا صاحبي ! يا أسود العينين

    خذني ! كيف نفترق ؟

    وليس لي سواك !


    ***


    لعلني سئمت مقلتيك

    يا ظامئا إلى الأبد !

    لعلني أخاف من يديك

    يا قاسيا .. إلى الأبد !

    لكنني ، بلا أحد !

    بلا أحد !

    فكيف نفترق ؟


    ***


    يا أجمل الوحوش ! يا صديقي

    ما بيننا سوى النفاق

    والخوف من متاعب الطريق

    البحر من أمامنا

    والغاب من ورائنا ،

    فكيف نفترق ؟





    عن الشعر




    -1- 

    أمس ، غنينا لنجم فوق غيمه

    وانغمسنا في البكاء !

    أمس ، عاتبنا الدوالي ، والقمر

    والليالي .. والقدر ،

    وتوددنا النساء !

    دقت السّاعة ، والخيّام يسكر

    وعلى وقع أغانيه المُخَدَّرْ

    قد ظللنا بؤساء !

    يا رفاقي الشعراء !

    نحن في دنيا جديده

    مات ما فات ، فمن يكتب قصيده

    في زمن الريح والذرَّة ،

    يخلق أنبياء !

    -2-

    قصائدنا ، بلا لون

    بلا طعم .. بلا صوت !

    إذا لم تحمل المصباح من بيت إلى بيت !

    وإن لم يفهم (البُسَطا) معانيها

    فأولى أن نُذَرّيها

    ونخلد نحن .. للصمت !!

    -3-

    لو كانت هذي الأشعارْ

    إزميلا في قبضة كادحْ

    قنبلة في كف مكافح !

    لو كانت هذي الأشعار !


    ***

    لو كانت هذي الكلمات

    محراثا بين يدي فلاح

    وقميصا .. أو باباً .. أو مفتاح !

    لو كانت هذي الكلمات


    ***

    أحدُ الشعراء يقول :

    لو سرّت أشعاري خلاّني

    وأغاظت أعدائي

    فأنا شاعر ..

    وأنا .. سأقول !
    avatar
    فاطنة الدوسري
    مشرفة منتدى العام


    عدد المساهمات : 89

    موسوعة الشاعر محمود درويش Empty رد: موسوعة الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف فاطنة الدوسري الأربعاء نوفمبر 04, 2009 3:10 pm

    الحزن والغضب





    الصوت في شفتيك لا يطرب

    والنار في رئتيك لا تغلب

    وأبو أبيك على حذاء مهاجر يصلب

    وشفاهها تعطي سواك ، ونهدها يحلب

    فعلام لا تغضب ؟


    -1-


    أمس التقينا في طريق الليل .. من حانٍ لحانِ

    شفتاك حاملتان

    كل أنين غاب السنديان

    ورويت لي للمرة الخمسين

    حب فلانة ، وهوى فلان

    وزجاجة الكونياك ،

    والخيّام ، والسيف اليماني !

    عبثا تخدّر جرحك العربيّ

    عربدة القناني !

    عبثا تُطوِّع يا كنار الليل جامحة الأماني !

    الريح في شفتيك .. تهدم ما بنيت من الأغاني !

    فعلام لا تغضب ؟


    -2-


    قالوا : ابتسم لتعيش !

    فابتسمت عيونك للطريق

    وتبرّأت عيناك من قلب يُرَمِّده الحريق

    وحلفت لي : إني سعيد يا رفيق !

    وقرأت فلسفة ابتسامات الرقيق :

    الخمر ، والخضراء ، والجسد الرشيق !

    فإذا رأيت دمي بخمرك ،

    كيف تشرب يا رفيق ؟؟


    -3-


    القرية الأطلال ، 

    والناطور، والأرض واليباب

    وجذوع زيتوناتكم ..

    أعشاش بوم أو غراب !

    من هيّأ المحراث هذا العام ؟

    من ربى التراب

    يا أنت ! .. أين أخوك .. أين أبوك ؟

    إنهما سراب !

    من أين جئت ؟ .. أمن جدار ؟

    أم هبطت من السحاب ؟

    أتُرى تصون كرامة الموتى ،

    وتطرق في ختام الليل باب ؟

    وعلام لا تغضب ؟


    -4-


    أتحبها ؟

    أحببت قبلك ،

    وارتجفت على جدائلها الظليله

    كانت جميله

    لكنها رقصت على قبري ، وأيامي القليله

    وتخاصرت والآخرين .. بحلبة الرقص الطويله

    وأنا وأنت ، نعاتب التاريخ

    والعَلَمَ الذي فقد الرجوله

    من نحن ؟

    دع نَزَقَ الشوارع

    يرتوي من ذل رايتنا القتيله

    فعلام لا تغضب ؟


    -5-


    إنا حملنا الحزن أعواما وما طلع الصباح

    والحزن نار تخمد الأيام شهوتها ،

    وتوقظها الرياح

    والريح عندك ، كيف تلجمها ؟

    وما لك من سلاح ..

    إلاّ لقاء الريح والنيران ..

    في وطن مباح ؟!




    أجمل حب





    كما ينبت العشب بين مفاصل صخره

    وجدنا غريبين يوما

    وكانت سماء الربيع تؤلف نجما .. ونجما

    وكنت أؤلف فقرة حب ..

    لعينيك .. غنيتها !



    أتعلم عيناك اني انتظرت طويلا

    كما انتظر الصيف طائر

    ونمت .. كنوم المهاجر

    فعين تنام ، لتصحو عين .. طويلا

    وتبكي على أختها ،

    حبيبان نحن ، إلى أن ينام القمر

    ونعلم أن العناق ، وان القبل

    طعام ليالي الغزل

    وان الصباح ينادي خطاي لكي تستمر

    على الدرب يوما جديدا !

    صديقان نحن ، فسيري بقربيَ كفاً بكف

    معاً ، نصنع الخبز والأغنيات



    لماذا نسائل هذا الطريق .. لأي مصير

    يسير بنا ؟

    ومن أين لملم أقدامنا ؟

    فحسبي ، وحسبك أنا نسير ..

    معاً ، للأبد



    لماذا نفتش عن أغنيات البكاء

    بديوان شعر قديم ؟

    ونسأل : يا حبنا ! هل تدوم ؟

    أحبك حبّ القوافل واحة عشب وماء

    وحب الفقير الرغيف !



    كما ينبت العشب بين مفاصل صخره

    وجدنا غريبين يوماً

    ونبقى رفيقين دوماً.





    رباعيات





    وطني ! لم يعطني حبي لك

    غير أخشاب صليبي !

    وطني ، يا وطني ، ما أجملك !

    خذ عيوني ، خذ فؤادي ، خذ حبيبي !


    ***

    في توابيت أحبائي أغني

    لأراجيح أحبائي الصغار

    دم جدي عائد لي ، فانتظرني

    آخر الليل نهار ! ..


    ***

    شهوة السكين لن يفهمها عطر الزنابق

    وحبيبي لا ينام ..

    سأغني ، وليكن منبر أشعاري مشانق

    وعلى الناس سلام ..


    ***

    أجمل الأشعار ما يحفظه عن ظهر قلب

    كل قارئ ..

    فإذا لم يشرب الناس أناشيدك شرب

    قل ، أنا وحدي خاطئ ..


    ***

    ربما أذكر فرسانا ، وليلى بَدَوِيَّهْ

    ورعاة يحلبون النوق في مغرب شمس

    يا بلادي ، ما تمنيت العصور الجاهلية

    فغدي ، أفضل من يومي وأمسي !! .


    ***

    الممر الشائك المنسي ما زال ممرا

    وستأتيه الخطى في ذات عام

    عندما يكبر أحفاد الذي عمَّر دهرا

    يقلع الصخر ، وأنياب الظلام ..


    ***

    من ثقوب السجن لاقيت عيون البرتقال

    وعناق البحر والأفق الرحيب

    فإذا اشتد سواد الحزن في إحدى الليالي

    أتعزَّى بجمال الليل ، في شَعر حبيبي !! .


    ***

    حبُّنا أن يضغط الكفُّ على الكفِّ ، ونمشي

    وإذا جعنا تقاسمنا الرغيف ..

    في ليالي البرد أحميك برمشي

    وبأشعار على الشمس تطوف !! .


    ***

    أجمل الأشياء أن نشرب شايا في المساء

    وعن الأطفال نحكي ..

    وغد لا نلتقي في خفاء

    ومن الأفراح ، نبكي !! .


    ***

    لا أريد الموت ، ما دامت على الأرض قصائد

    وعيون لا تنام !

    فإذا جاء ، ولن يأتي بإذن ، لن أعاند

    بل سأرجوه ، لكي أرثي الختام


    ***

    لم أجد أين أنام

    لا سرير أرتمي في ضفتيه

    مومس مرت . وقالت دون أن تلقي السلام :

    سيدي ! إن شئت .. عشرين جنيه !!





    لوركا





    عفو زهر الدم ، يا لوركا ، وشمس في يديك

    وصليب يرتدي نار قصيده .

    أجمل الفرسان في الليل .. يحجون إليك

    بشهيد .. وشهيده


    ***

    هكذا الشاعر ، زلزال .. وإعصار مياه

    ورياح .. إن زأر

    يهمس الشارع للشارع : قد مرت خطاه

    فتطاير يا حجر !


    ***

    هكذا الشاعر ، موسيقى ، وترتيل صلاه

    ونسيم ، إن همس

    يأخذ الحسناء في لين إله !

    وله الأقمار عش ، إن جلس !


    ***

    لم تزل إسبانيا أتعس أمّ

    أرخت الشعر على أكتافها

    وعلى أغصان زيتون المساء المدلهم

    علقت أسيافها !


    ***

    عازف الجيتار في الليل يجوب الطرقات

    ويغني في الخفاء

    وبأشعارك يا لوركا ، يلم الصدقات

    من عيون البؤساء !


    ***

    العيون السود في إسبانيا ، تنظر شزرا

    وحديث الحب أبكم

    يحفر الشاعر في كفيه قبرا

    إن تكلم !


    ***

    نسي النسيان أن يمشي على ضوء دمك

    فاكتست بالدم بسمات القمر

    أنبل الأسياف .. حرف من فمك

    عن أناشيد الغجر !


    ***

    آخر الأخبار من مدريد ، أن الجرح قال :

    شبع الصابر صبرا !

    أعدموا غوليان في الليل ، وزهر البرتقال

    لم يزل ينشر عطرا .


    ***

    أجمل الأخبار من مدريد ،

    ما يأتي غدا




    حنين إلى الضوء






    ماذا يثير الناس لو سرنا على ضوء النهار

    وحملت عنك حقيبة اليد .. والمظله

    وأخذت ثغرك عند زاوية الجدار

    وقطفت قبله !

    عيناك !

    أحلم ان أرى عينيك يوما تنعسان !

    فأرى هدوء البحر عند شروق شمس

    شفتاك !

    أحلم ان أرى شفتيك حين تقبلان

    فأرى اشتعال الشمس في ميلاد عرس !

    ماذا يغيظ الليل ، لو أوقدتِ عندي شمعتين

    ورأيت وجهك حين يغسله الشعاع

    ورأيت نهر العاج ، يحرسه رخام الزورقين

    فأعود طفلا للرضاع !

    من بئر مأساتي .. أنادي مقلتيك

    كي تحملا خمر الضياء إلى عروقي

    ماذا يثير الناس لو ألقيت رأسي في يديك

    وطويت خصرك في الطريق ! !




    بطاقة هوية





    سَجِّلْ !

    أنا عربي

    ورقم بطاقتي خمسون ألفْ

    وأطفالي ثمانية

    وتاسعهم .. سيأتي بعد صيف !

    فهل تغضب ؟


    ***

    سجل !

    أنا عربي

    وأعمل مع رفاق الكدح في محجرْ

    وأطفالي ثمانية

    أسلُّ لهم رغيف الخبز ،

    والأثواب والدفتر

    من الصخر ..

    ولا أتوسَّلُ الصدقات من بابك

    ولا أصغر

    أمام بلاط أعتابك

    فهل تغضب ؟

    سجل !

    أنا غربي

    أنا إسم بلا لقب

    صبور في بلاد كل ما فيها

    يعيش بفورة الغضب

    جذوري ..

    قبل ميلاد الزمان رست

    وقبل تفتح الحقب

    وقبل السرو والزيتون

    .. وقبل ترعرع العشب

    أبي ... من أسرة المحراث

    لا من سادة نُجُبِ

    وجدي كان فلاحا

    بلا حسب .. ولا نسب !

    يعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب

    وبيتي ، كوخ ناطور

    من الأعواد والقصب

    فهل ترضيك منزلتي ؟

    أنا إسم بلا لقب !


    ***

    سجل !

    أنا عربي

    ولون الشعر .. فحميُّ

    ولون العين .. بنيُّ

    وميزاتي :

    على رأسي عقالٌ فوق كوفِيَّه

    وكفي صلبة كالصخر ...

    تخمشُ من يلامسها

    وعنواني :

    أنا من قرية عزلاء .. منسيَّة

    شوارعها بلا أسماء

    وكل رجالها .. في الحقل والمحجرْ

    فهل تغضب ؟


    ***

    سجل

    أنا عربي

    سلبت كروم أجدادي

    وأرضا كنت أفلحها

    أنا وجميع أولادي

    ولم تترك لنا .. ولكل أحفادي

    سوى هذي الصخور ..

    فهل ستأخذها

    حكومتكم ... كما قيلا !؟

    إذن !

    سجل ... برأس الصفحة الأولى

    أنا لا أكره الناس

    ولا أسطو على أحد

    ولكني ... إذا ما جعت

    آكل لحم مغتصبي

    حذار ... حذار ... من جوعي

    ومن غضبي !!


    avatar
    فاطنة الدوسري
    مشرفة منتدى العام


    عدد المساهمات : 89

    موسوعة الشاعر محمود درويش Empty رد: موسوعة الشاعر محمود درويش

    مُساهمة من طرف فاطنة الدوسري الجمعة نوفمبر 13, 2009 8:06 am


    ثانيا : عاشق من فلسطين








    عاشق من فلسطين






    عيونكِ ، شوكةٌ في القلب ِ

    توجعني .. وأعبدُها

    وأحميها من الريحِ

    وأُغمدها وراء الليل والأوجاع .. أغمدها

    فيشعل جُرحُها ضوء المصابيحِ

    ويجعل حاضري غدها 

    أعز عليَّ من روحي

    وأنسى ، بعد حين ، في لقاء العين بالعين

    بأنّا مرة كنّا ، وراء الباب ، إثنين !


    كلامُكِ .. كان أغنيهْ

    وكنت أحاول الإنشاد

    ولكن الشقاء أحاط بالشفة الربيعيَّة

    كلامك، كالسنونو ، طار من بيتي

    فهاجر باب منزلنا ، وعتبتنا الخريفية

    وراءك .. حيث شاء الشوقُ ..

    وانكسرت مرايانا

    فصار الحزن ألفين

    ولملمنا شظايا الصوت ..

    لم نتقن سوى مرثَّه الوطنِ !

    سنزرعها معا في صدر قيثار

    وفوق سطوح نكبتنا ، سنعزفها

    لأقمار مشوَّهة ... وأحجار

    ولكنًّي نسيت .. نسيت يا مجهولة الصوت :

    رحيلك أصدأ القيثار .. أم صمتي ؟!

    رأيتك أمس في الميناء

    مسافرة بلا أهل .. بلا زاد

    ركضت إليك كالأيتام ..

    أسأل حكمة الأجــداد :

    لماذا تُسحب البيَّارة الخضراء

    إلى سجن ، إلى منفى ، إلى ميناء

    وتبقى ، رغم رحلتها

    ورغم روائح الأملاح والأشواق ،

    تبقى دائما خضراء ؟

    وأكتب في مفكرتي :

    أحبُّ البرتقال ، وأكرهُ الميناء

    وأُردف في مفكرتي :

    على الميناء

    وقفت . وكانت الدنيا عيون شتاء

    وقشر البرتقال لنا . وخلفي كانت الصحراء !

    رأيتك في جبال الشوك

    راعية بلا أغنام

    مطاردة ، وفي الأطلال ..

    وكنت حديقتي ، وانا غريب الدار

    أدقُّ الباب يا قلبي

    على قلبي ..

    يقوم الباب والشباك والإسمنت والأحجار !

    رأيتك في خوابي الماء والقمح

    محطَّمَةً . رأيتك في مقاهي الليل خادمةً

    رأيتك في شعاع الدمع والجرح .

    وأنت الرئة الأخرى بصدري ..

    أنتِ أنتِ الصوت في شفتي ..

    وأنتِ الماء ، أنتِ النار !

    رأيتك عند باب الكهف .. عند النار

    مُعَلِّقَةً على حبل الغسيل ثياب أيتامك

    رأيتك في المواقد .. في الشوارع ..

    في الزرائب .. في دم الشمس

    رأيتك في أغاني اليتم والبؤس !


    رأيتك ملء ملح البحر والرمل

    وكنت جميلة كالأرض .. كالأطفال .. كالفلِّ

    وأُقسم :

    من رموش العين سوف أُخيط منديلا

    وأنقش فوقه شعرا لعينيك

    وإسما حين أسقيه فؤادا ذاب ترتيلا ..

    يمد عرائش الأيك ..

    سأكتب جملة أغلى من الشهداء والقبل :

    '' فلسطينية كانت . ولم تزل ! ''

    فتحت الباب والشباك في ليل الأعاصير

    على قمر تصلَّب في ليالينا

    وقلت لليلتي : دوري !

    وراء الليل والسور ..

    فلي وعد مع الكلمات والنور .

    وأنت حديقتي العذراء ..

    ما دامت أغانينا 

    سيوفا حين نشرعها

    وأنت وفيَّة كالقمح ..

    ما دامت أغانينا

    سمادا حين نزرعها

    وأنت كنخلة في البال .

    ما انكسرت لعاصفة وحطّاب

    وما جزَّت ضفائرها

    وحوشُ البيد والغاب ..

    ولكني أنا المنفيُّ خلف السور والباب

    خذيني تحت عينيك 

    خذيني ، أينما كنت

    خذيني ، كيفما كنت

    أردّ إليّ لون الوجه والبدن

    وضوء القلب والعين

    وملح الخبز واللحن

    وطعم الأرض والوطن !

    خذيني تحت عينيك

    خذيني لوحة زيتيَّةً في كوخ حسراتٍ

    خذيني آية من سفر مأساتي

    خذيني لعبة ... حجرا من البيت

    ليذكر جيلنا الآتي

    مساربه إلى البيت !

    فلسطينية العينين والوشم

    فلسطينية الاسم

    فلسطينية الأحلام والهمِّ

    فلسطينية المنديل والقدمين والجسم

    فلسطينية الكلمات والصمت

    فلسطينية الصوت

    فلسطينية الميلاد والموت

    حملتك في دفاتري القديمة

    نار أشعاري 

    حملتك زاد أسفاري

    وباسمك ، صحت في الوديان :

    خيول الروم ! .. أعرفها

    وإن يتيدَّل الميدان !

    خذوا حذرا ..

    من البرق الذي ، صكَّته أغنيتي على الصوَّان

    أنا زين الشباب ، وفارس الفرسان

    أنا . ومحطِّم الأوثان .

    حدود الشام أزرعها

    قصائد تطلق العقبان !

    وباسمك ، صحت بالأعداء :

    كلي لحمي إذا ما نمت يا ديدان

    فبيض النمل لا يلد النسور ..

    وبيضة الأفعى ...

    يخبئ قشرها ثعبان !

    خيول الروم .. أعرفها

    وأعرف قبلها أني

    أنا زين الشباب ، وفارس الفرسان !




    قال المغني





    هكذا يكبر الشجر

    ويذوب الحصى ...

    رويداً رويداً

    من خرير النهر !


    المغني ، على طريق المدينهْ

    ساحر اللحن .. كالسهرْ

    قال للريح في ضجرْ :

    - دمِّريني ما دمتِ أنتِ حياتي

    مثلما يدَّعي القدر -

    . . واشربيني نَخب انتصار الرفاتِ

    هكذا ينزل المطر

    يا شفاه المدينة الملعونة !


    أبعَدُوا عنه سامعيهْ

    والسكارى ..

    وقيَّدوه

    ورموهُ في غرفة التوقيفِ

    شتموا أُمه ، وأمَّ أبيه

    والمغني ..

    يتغنى بشَعر شمس الخريفِ

    يضمدُ الجرح .. بالوتر !


    المغني على صليب الألم

    جرحه ساطع كنجم

    قال للناس حوله

    كلَّ شيء .. سوى الندم :

    هكذا متَّ واقفاً

    واقفاً متُّ كالشجر !

    هكذا يصبح الصليب

    منبراً .. أو عصا نغمْ

    ومساميره .. وتر !

    هكذا ينزل المطرْ

    هكذا يكبر الشجر ..



    صوت وسوط




    لو كان لي برج ،

    حبست البرق في جيبي

    وأطفأت السحاب ..


    لو كان لي في البحر أشرعة ،

    أخذت الموج والأعصار في كفّي

    ونوَّمت العباب ..


    لو كان عندي سلَّم ،

    لغرست فوق الشمس رايتي التي

    اهترأت على الأرض الخراب ..

    لو كان لي فرس ،

    تركت عنانها

    ولجمت حوذي الرياح على الهضاب ..


    لو كان لي حقل ومحراث ،

    زرعت القلب والأشعار

    في بطن التراب ..


    لو كان لي عود ،

    ملأت الصمت أسئلة ملحَّنة ،

    وسلَّيت الصحاب ..

    لو كان لي قدم ،

    مشيت .. مشيت حتى الموت

    من غاب لغاب ..

    - ماذا تبقَّى أيها المحكوم ؟


    لو كان لي ..

    حتى صليبي ليس لي ،

    إنيَّ له ،

    حتى العذاب !

    إنَّ الليل خيَّم مرة أخرى ..

    وتهتف : لا أهاب ؟!


    - يا سيداتي .. سادتي !

    يا شامخين على الجراب !

    الساق تقطع .. والرقاب

    والقلب يطفأ - لو أردتم-

    والسحابْ ..

    يمشي على أقدامكم ..

    والعين تُسمل، والهضابْ

    تنهار لو صحتم بها

    ودمي المملَّح بالتراب !

    إن جفَّ كرمكم ،

    يصير إلى شراب !

    والنيل يسكب في الفرات ،

    إذا أردتم ، والغراب ..

    لو شئتم .. في الليل شاب !


    لكنَّ صوتي صاح يوما :

    لا أهاب !


    فلتجلدوه إذا استطعتم ..

    واركضوا خلف الصدى

    ما دام يهتف : لا أهاب !





    أغاني الأسير





    ملوَّحة ، يا مناديل حبّي

    عليك السلام !

    تقولين أكثر مما يقول

    هديل الحمام

    وأكثر من دمعةٍ 

    خلف جفن .. ينام

    على حلم هارب !


    مفتّحة ، يا شبابيك حبّي

    تمرُّ المدينه

    أمامكِ، عرس طغاة

    ومرثاة أمّ حزينه

    وخلف الستائر ، أقمارنا

    بقايا عفونه .

    وزنزانتي .. موصده !


    ملوَّثة ، يا كؤوس الطفوله

    بطعم الكهوله

    شربنا ، شربنا

    على غفلة من شفاه الظمإ

    وقلنا :

    نخاف على شفتينا

    نخاف الندى .. والصدأ !

    وجلستنا ، كالزمان ، بخيله

    وبيني وبينك نهر الدم


    معلَّقة ، يا عيون الحبيبه

    على حبل نور

    تكسَّر من مقلتين

    ألا تعلمين بأني

    أسير اثنتين ؟

    جناحاي : أنت وحريَّتي

    تنامان خلف الضفاف الغريبه

    أحبُّكما ، هكذا ، توأمين !




    ولادة





    كانت أشجار التين

    وأبوك ..

    وكوخ الطين

    وعيون الفلاحين

    تبكي في تشرين !


    - المولود صبي

    ثالثهم ..

    والثدي شحيح

    والريح

    ذرَّت أوراق التين !

    حزنت قارئة الرملِ

    وروت لي .

    همساً ،

    هذا الغصن حزين !


    - يا أمي

    جاوزت العشرين

    فدعي الهمَّ، ونامي !

    إن قصفت عاصفة

    في تشرين ..

    ثالثهم ..

    فجذور التين

    راسخة في الصخر .. وفي الطين

    تعطيك غصونا أخرى ..

    وغصون !




    إلى أمي




    أحنُّ إلى خبز أمي

    وقهوة أمي

    ولمسة أمي ..

    وتكبر فيَّ الطفولة

    يوما على صدر يوم

    وأعشق عمري لأني

    إذا متُّ،

    أخجل من دمع أمِّي !

    خذيني، إذا عدت يوما

    وشاحا لهدبك

    وغطّي عظامي بعشب

    تعمّد من طهر كعبك

    وشدِّي وثاقي ..

    بخصلة شعر ..

    بخيط يلوِّح في ذيل ثوبك ..

    عساني أصيرُ إلهاً

    إلهاً أصير ..

    إذا ما لمست قرارة قلبك !


    ضعيني، إذا ما رجعت 

    وقودا بتنور نارك ..

    وحبل غسيل على سطح دارك

    لأني فقدت الوقوف

    بدون صلاة نهارك

    هرمت، فردّي نجوم الطفولة

    حتى أشارك

    صغار العصافير

    درب الرجوع ..

    لعُشِّ انتظارك !



    أهديها غزالا




    وشاح المغرب الورديِّ فوق ضفائر الحلوه

    وحبةَ برتقال كانت الشمسُ.

    تحاول كفها البيضاء أن تصطادها عنوه

    وتصرخ بي، وكل صراخها همس :

    أخي ! يا سلَّمي العالي !

    أريد الشمس بالقوه !

    . . وفي ليل رماديَّ، رأينا الكوكب الفضي

    ينقط ضوءه العسلي فوق نوافذ البيت .

    وقالت ، وهي حين تقول، تدفعني إلى الصمت :

    تعال غداً لنزرعه .. مكان الشوك في الأرض !

    أبي من أجلها صلَّى وصام ..

    وجاب أرض الهند والإغريق

    إلهاً راكعا لغبار رجليها

    وجاع لأجلها في البيد .. أجيالا يشدُّ النوق.

    وأقسمَ تحت عينيها

    يمين قناعة الخالق بالمخلوق !


    تنام، فتحلم اليقظة في عيني مع السَّهر

    فدائيُّ الربيع أنا، وعبدُ نعاس عينيها

    وصوفي الحصى، والرمل، والحجر

    سأعبدهم، لتلعب كالملاك، وظلُّ رجليها

    على الدنيا، صلاة الأرض للمطر


    حرير شوك أيَّامي، على دربي إلى غدها

    حرير شوكُ أيَّامي !

    وأشهى من عصير المجد ما ألقى .. لأسعدها

    وأنسى في طفولتها عذاب طفولتي الدامي

    وأشرب، كالعصافير، الرضا والحبُّ من يدها

    سأُهديها غزالا ناعما كجناح أغنيه

    له أنف ككرملنا ..

    وأقدام كأنفاس الرياح، كخط حريَّه

    وعنقٌ طالع كطلوع سنبلنا

    من الوادي .. إلى القمم السماويَّه !


    سلاما يا وشاح الشمس، يا منديل جنتنا

    ويا قسم المحبة في أغانينا !

    سلاما، يا ربيعاً راحلاً في الجفن ! يا عسلاً بغصَّتنا

    ويا سهر التفاؤل في أمانينا

    لخضرة أعين الأطفال .. ننسج ضوء رايتنا !




    شهيد الأغنية





    نصبوا الصليب على الجدار

    فكّوا السلاسل عن يدي .

    والسوط مروحةُ. ودقات النعال

    لحن يصفِّرُ : سيدي !

    ويقول للموتى : حذار !


    - يا أنت !

    قال نباح وحش :

    أعطيك دربك لو سجدت

    أمام عرشي سجدتين !

    ولثمتَ كفي ، في حياء ، مرتين

    أو ..

    تعتلي خشب الصليب

    شهيد أغنية .. وشمس !


    ما كنت أول حامل إكليل شوك

    لأقول للسمراء : إبكي !

    يا من أحبك، مثل إيماني،

    ولاسمك في فمي المغموس

    بالعطش المعفَّر بالغبار

    طعم النبيذ إذا تعتّق في الجرار !


    ما كنت أول حامل إكليل شوكِ

    لأقول : إبكي !

    فعسى صليبي صهوة،

    والشوك فوق جبيني المنقوش

    بالدم والندى

    إكليل غار !

    وعساي آخر من يقول :

    أنا تشهَّيت الردى !




    تموز والأفعى





    تموز مرَّ على خرائبنا

    وأيقظ شهوة الأفعى .

    القمح يحصد مرة أخرى

    ويعطش للندى .. المرعى


    تموز عاد، ليرجم الذكرى

    عطشا .. وأحجاراً من النار

    فتساءل المنفيُّ :

    كيف يطيع زرعُ يدي

    كفاً تسمم ماء آباري ؟


    وتساءل الأطفال في المنفى :

    آباؤنا ملأوا ليالينا هنا .. وصفا

    عن مجدنا الذهبي

    قالوا كثيرا عن كروم التين والعنب

    تموز عاد، وما رأيناها


    وتنهَّد المسجون : كنتَ لنا

    يا محرقي تموز .. معطاءً

    رخيصا مثل نور الشمس والرملِ

    واليوم، تجلدنا بسوط الشوق والذلِ


    تموز .. يرحل عن بيادرنا

    تموز . يأخذ معطف اللهب

    لكنه يبقى بخربتنا

    أفعى

    ويترك في حناجرنا

    ظمأ

    وفي دمنا ..

    خلود الشوق والغضبِ




    برقية من السجن





    من آخر السجن ، طارت كفُّ أشعاري

    تشد أيديَكُمْ ريحا .. على نارِ


    أنا هنا، ووراء السور، أشجاري

    تطوِّع الجبل المغرورَ .. أشجاري


    مذ جئتُ أدفع مهر الحرف، ما ارتفعتْ

    غيرُ النجوم على أسلاك أسواري


    أقول للمُحْكِم الأصفادَ حول يدي :

    هذي أساور أشعاري واصراري


    في حجم مجدكم نعلي، وقيدُ يدي

    في طول عمركم المجدول بالعارِ :


    أقول للناس، للأحباب : نحن هنا

    أسرى محبتكم في الموكب الساري


    في اليوم، أكبر عاماً في هوى وطني

    فعانقوني عناق الريح للنارِ




    السجن






    تغيَّر عنوان بيتي

    وموعد أكلي

    ومقدار تبغي تغيَّر

    ولون ثيابي، ووجهي، وشكلي

    وحتى القمر

    عزيزٌ عليَّ هنا ..

    صار أحلى وأكبر

    ورائحة الأرض : عطرٌ

    وطعم الطبيعة : سكّرْ

    كأني على سطح بيتي القديم

    ونجم جديد ..

    بعيني تسمَّرْ




    وشم العبيد





    روما على جلودنا

    أرقام أسرى . والسياطْ

    تفكها إذا هوت، أو ترتخي ..

    كان العبيد عزَّلاً

    ففتتوا البلاط !


    بابل حول جيدنا

    وشمُ سبايا عائدهْ

    تغيرت ملابس الطاغوتْ

    من عاش بعد الموت

    لو آمنت .. لا يموت

    متنا وعشنا، والطريق واحده !

    إفريقيا في رقصنا

    طبل .. ونار حافيهْ

    وشهوةٌ على دخان غانيه .

    في ذات يوم .. أحسن العزف على

    ناي الجذوع الهاويه .

    أنوِّم الأفعى

    وأرمي نابها في ناحيه

    فتلتقي في رقصة جديدة .. جديدة

    إفريقيا ... وآسيه !

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 11:57 pm