ملتقى شباب العالم



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى شباب العالم

ملتقى شباب العالم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شبابي عام

بشرى سارة (( منتدى مملكة الحرية يعود إليكم من جديد بحلته الجديدة و بإدارته المتجددة وبأعضائه المتميزون )) فأهلاً ومرحباً بكم أخواني وأخواتي على أرض مملكة الحرية التس تحرسها القلوب المؤمنة
أهدي تحياتي إلى جميع مشرفي وأعضاء وزوار منتدى مملكة الحرية
أهدي تحياتي وسلامي لكل من شارك ببناء ورقي هذا المنتدى الثقافي (( منتدى مملكة الحرية))

2 مشترك

    موسوعة الشاعر نزار قباني

    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    موسوعة الشاعر نزار قباني Empty موسوعة الشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف bassam65 الأحد نوفمبر 08, 2009 7:10 pm

    نبذة عن الشاعر الكبير نزار قباني





    الاسم : نزار توفيق قباني

    تاريخ الميلاد : 21 مارس 1923 .

    محل الميلاد : حي مئذنة الشحم ..أحد أحياء دمشق القديمة .


    حصل على البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق ، ثم التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية وتخرّج فيها عام 1945 .

    عمل فور تخرجه بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية السورية ، وتنقل في سفاراتها بين مدن عديدة ، خاصة القاهرة ولندن وبيروت ومدريد ، وبعد إتمام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1959 ، تم تعيينه سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة في سفارتها بالصين .

    وظل
    نزار متمسكاً بعمله الدبلوماسي حتى استقال منه عام 1966 .

    طالب رجال الدين في سوريا بطرده من الخارجية وفصله من العمل الدبلوماسي في منتصف الخمسينات ، بعد نشر قصيدة الشهيرة " خبز وحشيش وقمر " التي أثارت ضده عاصفة شديدة وصلت إلى البرلمان .

    كان يتقن اللغة الإنجليزية ، خاصة وأنه تعلّم تلك اللغة على أصولها ، عندما عمل سفيراً لسوريا في لندن بين عامي 1952- 1955.

    الحالة الاجتماعية :
    تزوّج مرتين .. الأولى من سورية تدعى " زهرة " وانجب منها " هدباء " وتوفيق " وزهراء .

    وقد توفي توفيق بمرض القلب وعمره 17 سنة ، وكان طالباً بكلية الطب جامعة القاهرة .. ورثاه
    نزار بقصيدة شهيرة عنوانها " الأمير الخرافي توفيق قباني " وأوصى نزار بأن يدفن بجواره بعد موته .وأما ابنته هدباء فهي متزوجة الآن من طبيب في إحدى بلدان الخليج .

    والمرة الثانية من " بلقيس الراوي ، العراقية .. التي قُتلت في انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1982 ، وترك رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند
    نزار ورثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها ، حمّل الوطن العربي كله مسؤولية قتلها ..

    ولنزار من بلقيس ولد اسمه عُمر وبنت اسمها زينب . وبعد وفاة بلقيس رفض
    نزار أن يتزوج .

    وعاش سنوات حياته الأخيرة في شقة بالعاصمة الإنجليزية وحيداً .

    قصته مع الشعر :
    بدأ
    نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة ، وأصدر أول دواوينه " قالت لي السمراء " عام 1944 وكان طالبا بكلية الحقوق ، وطبعه على نفقته الخاصة .

    له عدد كبير من دواوين الشعر ، تصل إلى 35 ديواناً ، كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن أهمها " طفولة نهد ، الرسم بالكلمات ، قصائد ، سامبا ، أنت لي " .

    لنزار عدد كبير من الكتب النثرية أهمها : " قصتي مع الشعر ، ما هو الشعر ، 100 رسالة حب " .

    أسس دار نشر لأعماله في بيروت تحمل اسم " منشورات
    نزار قباني " .

    يقول عن نفسه : "ولدت في دمشق في آذار (مارس) 1923 بيت وسيع، كثير الماء والزهر، من منازل دمشق القديمة، والدي توفيق القباني، تاجر وجيه في حيه، عمل في الحركة الوطنية ووهب حياته وماله لها. تميز أبي بحساسية نادرة وبحبه للشعر ولكل ما هو جميل. ورث الحس الفني المرهف بدوره عن عمه أبي خليل القباني
    الشاعر والمؤلف والملحن والممثل وباذر أول بذرة في نهضة المسرح المصري.

    امتازت طفولتي بحب عجيب للاكتشاف وتفكيك الأشياء وردها إلى أجزائها ومطاردة الأشكال النادرة وتحطيم الجميل من الألعاب بحثا عن المجهول الأجمل. عنيت في بداية حياتي بالرسم. فمن الخامسة إلى الثانية عشرة من عمري كنت أعيش في بحر من الألوان. أرسم على الأرض وعلى الجدران وألطخ كل ما تقع عليه يدي بحثا عن أشكال جديدة. ثم انتقلت بعدها إلى الموسيقى ولكن مشاكل الدراسة الثانوية أبعدتني عن هذه الهواية.

    وكان الرسم والموسيقى عاملين مهمين في تهيئتي للمرحلة الثالثة وهي الشعر. في عام 1939، كنت في السادسة عشرة. توضح مصيري كشاعر حين كنت وأنا مبحر إلى إيطاليا في رحلة مدرسية. كتبت أول قصيدة في الحنين إلى بلادي وأذعتها من راديو روما. ثم عدت إلى استكمال دراسة الحقوق

    تخرج
    نزار قباني 1923 دمشق - 1998 لندن في كلية الحقوق بدمشق 1944 ، ثم التحق بالعمل الدبلوماسي ، وتنقل خلاله بين القاهرة ، وأنقرة ، ولندن ، ومدريد ، وبكين ، ولندن.

    وفي ربيع 1966 ، ترك
    نزار العمل الدبلوماسي وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه ، وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولاها " قالت لي السمراء " 1944 ، وكانت آخر مجموعاته " أنا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء " 1993 .

    نقلت هزيمة 1967 شعر
    نزار قباني نقلة نوعية : من شعر الحب إلى شعر السياسة والرفض والمقاومة ؛ فكانت قصيدته " هوامش على دفتر النكسة " 1967 التي كانت نقدا ذاتيا جارحا للتقصير العربي ، مما آثار عليه غضب اليمين واليسار معا.

    في الثلاثنين من أبريل/ نيسان 1999 يمر عام كامل على اختفاء واحد من أكبر شعراء العربية المعاصرين:
    نزار قباني.

    وقد طبعت جميع دواوين
    نزار قباني ضمن مجلدات تحمل اسم ( المجموعة الكاملة لنزار قباني ) ، وقد أثار شعر نزار قباني الكثير من الآراء النقدية والإصلاحية حوله، لأنه كان يحمل كثيرا من الآراء التغريبية للمجتمع وبنية الثقافة ، وألفت حوله العديد من الدراسات والبحوث الأكاديمية وكتبت عنه كثير من المقالات النقدية .
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    موسوعة الشاعر نزار قباني Empty رد: موسوعة الشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف bassam65 الإثنين نوفمبر 09, 2009 4:31 am

    اغضب.....!
    إغضبْ كما تشاءُ..

    واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ

    حطّم أواني الزّهرِ والمرايا

    هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا..

    فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ..

    كلُّ ما تقولهُ سواءُ..

    فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي

    نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا..

    إغضبْ!

    فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ

    إغضب!

    فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ..

    كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً..

    فإنَّ قلبي دائماً غفورُ

    إغضب!

    فلنْ أجيبَ بالتحدّي

    فأنتَ طفلٌ عابثٌ..

    يملؤهُ الغرورُ..

    وكيفَ من صغارها..

    تنتقمُ الطيورُ؟

    إذهبْ..

    إذا يوماً مللتَ منّي..

    واتهمِ الأقدارَ واتّهمني..

    أما أنا فإني..

    سأكتفي بدمعي وحزني..

    فالصمتُ كبرياءُ

    والحزنُ كبرياءُ

    إذهبْ..

    إذا أتعبكَ البقاءُ..

    فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ..

    وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني..

    فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ..

    فأنتَ في حياتيَ الهواءُ..

    وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ..

    إغضبْ كما تشاءُ

    واذهبْ كما تشاءُ

    واذهبْ.. متى تشاءُ

    لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ

    وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ...
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    موسوعة الشاعر نزار قباني Empty رد: موسوعة الشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف bassam65 الإثنين نوفمبر 09, 2009 4:32 am

    قصيدة الحزن
    علمني حبك ..أن أحزن

    و أنا محتاج منذ عصور

    لامرأة تجعلني أحزن

    لامرأة أبكي بين ذراعيها

    مثل العصفور..

    لامرأة.. تجمع أجزائي

    كشظايا البللور المكسور

    ***

    علمني حبك.. سيدتي

    أسوء عادات

    علمني أفتح فنجاني

    في الليلة ألاف المرات..

    و أجرب طب العطارين..

    و أطرق باب العرافات..

    علمني ..أخرج من بيتي..

    لأمشط أرصفة الطرقات

    و أطارد وجهك..

    في الأمطار ، و في أضواء السيارات..

    و أطارد طيفك..

    حتى .. حتى ..

    في أوراق الإعلانات ..

    علمني حبك..

    كيف أهيم على وجهي..ساعات

    بحثا عن شعر غجري

    تحسده كل الغجريات

    بحثا عن وجه ٍ..عن صوتٍ..

    هو كل الأوجه و الأصواتْ

    ***

    أدخلني حبكِ.. سيدتي

    مدن الأحزانْ..

    و أنا من قبلكِ لم أدخلْ

    مدنَ الأحزان..

    لم أعرف أبداً..

    أن الدمع هو الإنسان

    أن الإنسان بلا حزنٍ

    ذكرى إنسانْ..

    ***

    علمني حبكِ..

    أن أتصرف كالصبيانْ

    أن أرسم وجهك ..

    بالطبشور على الحيطانْ..

    و على أشرعة الصيادينَ

    على الأجراس..

    على الصلبانْ

    علمني حبكِ..

    كيف الحبُّ يغير خارطة الأزمانْ..

    علمني أني حين أحبُّ..

    تكف الأرض عن الدورانْ

    علمني حبك أشياءً..

    ما كانت أبداً في الحسبانْ

    فقرأت أقاصيصَ الأطفالِ..

    دخلت قصور ملوك الجانْ

    و حلمت بأن تتزوجني

    بنتُ السلطان..

    تلك العيناها .. أصفى من ماء الخلجانْ

    تلك الشفتاها.. أشهى من زهر الرمانْ

    و حلمت بأني أخطفها

    مثل الفرسانْ..

    و حلمت بأني أهديها

    أطواق اللؤلؤ و المرجانْ..

    علمني حبك يا سيدتي, ما الهذيانْ

    علمني كيف يمر العمر..

    و لا تأتي بنت السلطانْ..

    ***

    علمني حبكِ..

    كيف أحبك في كل الأشياءْ

    في الشجر العاري..

    في الأوراق اليابسة الصفراءْ

    في الجو الماطر.. في الأنواءْ..

    في أصغر مقهى..

    نشرب فيهِ، مساءً، قهوتنا السوداءْ..

    علمني حبك أن آوي..

    لفنادقَ ليس لها أسماءْ

    و كنائس ليس لها أسماءْ

    و مقاهٍ ليس لها أسماءْ

    علمني حبكِ..

    كيف الليلُ يضخم أحزان الغرباءْ..

    علمني..كيف أرى بيروتْ

    إمرأة..طاغية الإغراءْ..

    إمراةً..تلبس كل كل مساءْ

    أجمل ما تملك من أزياءْ

    و ترش العطر.. على نهديها

    للبحارةِ..و الأمراء..

    علمني حبك ..

    أن أبكي من غير بكاءْ

    علمني كيف ينام الحزن

    كغلام مقطوع القدمينْ..

    في طرق (الروشة) و (الحمراء)..

    ***

    علمني حبك أن أحزنْ..

    و أنا محتاج منذ عصور

    لامرأة.. تجعلني أحزن

    لامرأة.. أبكي بين ذراعيها..

    مثل العصفور..

    لامرأة تجمع أجزائي..

    كشظايا البللور المكسور..
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    موسوعة الشاعر نزار قباني Empty رد: موسوعة الشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف bassam65 الإثنين نوفمبر 09, 2009 5:10 am


    قصيدة منشورَاتٌ فِدَائيّة على جُدْرَانِ إسْرائيل
    -1-

    لَنْ تجعلوا من شعبِنا

    شعبَ هُنودٍ حُمرْ

    فنحنُ باقونَ هُنا ..

    في هذه الأرض التي تلبس في مِعْصَمها

    إسوارةً من زهرْ

    فهذه بلادُنا

    فيها وُجِدنَا منذ فجر العمرْ

    فيها لعِبنْا.. وعشِقْنا.. وكتبنَا الشِعرْ

    مُشَرِّشُونَ نحنُ في خُلجانها

    مثلَ حشيش البحرْ

    مُشَرِّشُونَ نحنُ في تاريخها

    في خُبزها المرقُوقِ.. في زيتونِها

    في قمحها المُصْفَرّْ

    مُشَرِّشُونَ نحنُ في وجدانِها

    باقونَ في آذارها

    باقونَ في نيَسْاَنِها

    باقونَ كالحَفْر على صُلبانِها

    وفي الوصايا العشْرْ ...

    -2-

    لا تسكرُوا بالنصرْ

    إذا قتلتُمْ خالداً

    فسوف يأتي عَمْرو

    وإن سحقتُمْ وردةً

    فسوفَ يبقى العطرْ

    -3-

    لأنَّ موسى قُطعتْ يداهْ

    ولم يعُدْ يُتقنُ فنَّ السِحرْ

    لأنَّ موسى كُسِرتْ عصاهْ

    ولم يعُدْ بوسعه..

    شَقَّ مياه البحرْ..

    لأنَّكم .. لستُمْ كأمْريكا

    ولسنا كالهنود الحُمرْ

    فسوفَ تهلكونَ عن آخركم..

    فوقَ صحاري مِصرْ..

    -4-

    المسجدُ الأقصى . شهيدٌ جديدْ

    نُضيفهُ إلى الحساب العتيقْ

    وليستِ النارُ ، وليسَ الحريقْ

    سوى قناديلَ تُضيُْ الطريقْ ..

    -5-

    من قَصَبِ الغاباتْ..

    نخرجُ كالجنِّ لكمْ ..

    من قَصَبِ الغاباتْ

    من رُزَم البريد.. من مقاعد الباصاتْ

    من عُلَب الدخانِ ..

    من صفائح البنزينِ..

    من شواهد الأمواتْ

    من الطباشيرِ .. من الألواحِ ..

    من ضفائر البناتْ ..

    من خَشَب الصُلْبان..

    من أوعية البخُورِ ..

    من أغطية الصلاةْ

    من وَرَق المصحفِ ، نأتيكُمْ ..

    من السُطُور والآياتْ

    لن تُفْلتوا من يدنا ..

    فنحنُ مبثوثونَ في الريحِ ..

    وفي الماءِ ..

    وفي النباتْ ..

    ونحنُ معجونونَ ..

    بالألوانِ والأصواتْ ..

    لن تُفْلتوا ..

    لن تُفْلتوا ..

    فكلُّ بيتٍ فيه بندقيةٌ

    من ضفَّةِ النيل إلى الفُراتْ

    -6-

    لنْ تستريحوا مَعَنا ..

    كلُّ قتيلٍ عندنا ..

    يموتُ آلافاً من المرَّاتْ ...

    -7-

    إنتبهوا ‍! ..

    إنتبهوا ‍! ..

    أعمدةُ النور لها أظافر

    وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ

    والموتُ في انتظاركمْ

    في كلِّ وجهٍ عابرٍ ..

    أو لَفْتةٍ .. أو خصْرْ

    الموتُ مخبوءٌ لكمْ

    في مِشْط كلِّ امرأةٍ

    وخُصْلةٍ من شَعرْ ...

    -8-

    يا آلَ إسرائيلَ .. لا يأخذْكُمُ الغرورْ

    عقاربُ الساعات إنْ توقّفتْ

    لا بُدَّ أن تدورْ

    إنَّ اغتصابَ الأرض لا يخيفُنا

    فالريشُ قد يسقُطُ عن أجنحة النسورْ

    والعَطَشُ الطويلُ لا يخيفُنا

    فالماءُ يبقى دائماً في باطن الصخورْ

    هزمتُمُ الجيوشَ .. إلاّ أنَّكمْ

    لم تهزموا الشعورْ ..

    قطعتُمُ الأشجارَ من رؤوسها

    وظلَّتِ الجذورْ ...

    -9-

    ننصحُكمْ أن تقرأوا ..

    ما جاءَ في الزَبُورْ

    ننصحُكمْ أن تحملوا توراتَكُمْ

    وتتبعوا نبيَّكُمْ للطورْ

    فما لكُمْ خبزٌ هُنا ..

    ولا لكُمْ حضورْ ..

    من باب كلِّ جامعٍ

    من خلف كُلِّ منبرٍ مكسورْ

    سيخرجُ الحَجَّاجُ ذاتَ ليلةٍ

    ويخرجُ المنصورْ ...

    إنتظرونا دائماً ..

    في كُلِّ ما لا يُنْتَظَرْ

    فنحنُ في كلِّ المطاراتِ ..

    وفي كلِّ بطاقاتِ السَفَرْ

    نطلع في روما ..

    وفي زوريخَ ...

    من تحت الحجَرْ

    نطلعُ من خلف التماثيلِ ..

    وأحواضِ الزَهَرْ

    رجالُنا يأتونَ دونَ موعدٍ

    في غَضَبِ الرعدِ .. وزخَّاتِ المطَرْ

    يأتونَ في عباءة الرسُولِ ..

    أو سيفِ عُمَرْ

    نساؤنا

    يرسمنَ أحزانَ فلسطينَ.. على دمع الشجَرْ

    يقبرنَ أطفالَ فلسطينَ.. بوجدان البشَرْ

    نساؤنا ..

    يحملنَ أحجارَ فلسطينَ ..

    إلى أرض القَمَرْ ....

    -11-

    لقد سرقتُمْ وطناً ..

    فصفَّقَ العالمُ للمُغامَرَهْ..

    صادرتمُ الألوفَ من بيوتنا

    وبعتُمُ الألوفَ من أطفالنا

    فصفَّق العالمُ للسماسرَهْ

    سرقتُم الزيتَ من الكنائسِ..

    سرقتُمُ المسيح من منزله في الناصرَهْ

    فصفّق العالمُ للمغامَرَهْ ..

    وتنصبُونَ مأتماً

    إذا خَطَفنا طائرَهْ ...

    -12-

    تذكَّروا ..

    تذكَّروا دائماً

    بأنَّ أَمْريكا –على شأنِها-

    ليستْ هي اللهَ العزيزَ القديرْ

    وأنَّ أَمْريكا –على بأسها-

    لن تمنعَ الطيورَ من أن تطيرْ

    قد تقتُلُ الكبيرَ .. بارودةٌ

    صغيرةٌ .. في يد طفلٍ صغيرْ ..

    -13-

    ما بيننا .. وبينكُمْ

    لا ينتهي بعامْ ..

    لا ينتهي بخمسةٍ .. أو عشْرةٍ

    ولا بألفِ عامْ ..

    طويلةٌ معاركُ التحرير.. كالصيامْ

    ونحنُ باقونَ على صدروكمْ

    كالنَقْش في الرخامْ ...

    باقونَ في صوت المزاريبِ ..

    وفي أجنحة الحَمامْ

    باقونَ في ذاكرة الشمسِ ..

    وفي دفاتر الأيَّامْ

    باقون في شَيْطنة الأولاد.. في خَرْبشة الأقلامْ

    باقونَ في الخرائط الملوَّنَهْ ..

    باقونَ في شِعْر امريء القيس ..

    وفي شِعْر ابي تمَّامْ ..

    باقونَ في شفاه من نحبّهمْ

    باقونَ في مخارجِ الكلامْ ..

    -14-

    مَوْعدُنا حين يجيء المغيبْ ..

    مَوْعدُنا القادمُ في تل أبيبْ

    "نَصْرٌ من اللهِ .. وَفَتْحٌ قريبْ".

    -15-

    ليس حُزَيرانُ سوى ..

    يومٍ من الزمانْ

    وأجملُ الوُرودِ ما

    ينبتُ في حديقة الأحزانْ ....

    -16-

    للحزن أولادٌ سيكبُرُونْ

    للوجَع الطويل أولادٌ سيكبُرُونْ

    لمنْ قتلتمْ في حزيرانَ ..

    صغارٌ سوفَ يَكبُرُونْ

    للأرضِ ..

    للحاراتِ ..

    للأبواب.. أولادٌ سيكبُرُونْ

    وهؤلاء كلُّهُمْ ..

    تجمّعوا منذ ثلاثين سَنَهْ

    في غُرف التحقيق ..

    في مراكز البوليس.. في السجونْ

    تجمّعوا كالدمع في العيونْ

    وهؤلاء كلُّهمْ ..

    في أيِّ . أيِّ لحظةٍ

    من كلِّ أبواب فلسطينَ .. سيدخلونْ

    -17-

    وجاءَ في كتابه تعالى :

    بأنَّكمْ من مِصْرَ تخرجونْ

    وأنَّكمْ في تيهها ..

    سوفَ تجوعونَ وتعطشونْ

    وأنَّكمْ ستعبدونَ العِجْلَ.. دون ربِّكمْ

    وأنَّكمْ بنعمة الله عليكمْ

    سوف تكفرونْ ..

    وفي المناشير التي يحملها رجالُنا

    زدنَا على ما قاله تعالى

    سطريْنِ آخرَيْنْ :

    "ومن ذُرى الجولان تخرجونْ .."

    "وضَفَّة الأردُنِّ تخرجونْ .."

    "بقوّة السلاح تخرجونْ .."

    -18-

    سوفَ يموتُ الأعورُ الدجَّالْ ..

    سوفَ يموتُ الأعورُ الدجَّالْ

    ونحنُ باقونَ هنا ..

    حدائقاً ..

    وعطرَ برتقالْ ..

    باقونَ فيما رسمَ اللهُ ..

    على دفاتر الجبالْ

    باقونَ في معاصر الزيتِ

    وفي الأنوالْ ..

    في المدِّ .. في الجَزْر ..

    وفي الشروق والزوالْ

    باقونَ في مراكب الصيْدِ

    وفي الأصدافِ .. والرمالْ

    باقونَ في قصائد الحبِّ ..

    وفي قصائد النضالْ ..

    باقونَ في الشعر .. وفي الأزجالْ

    باقونَ في عطر المناديل ..

    وفي (الدبْكة).. و (الموَّالْ)

    في القَصَص الشعبيِّ .. في الأمثالْ ..

    باقونَ في الكُوفيَّة البيضاءِ ..

    والعقالْ ...

    باقونَ في مُروءة الخيْل ..

    وفي مُروءة الخيَّالْ ..

    باقونَ في (المِْهباج) .. والبُنِّ

    وفي تحيّة الرجال للرجالْ

    باقونَ في معاطف الجنودِ ..

    في الجراحِ .. في السُعالْ

    باقونَ في سنابل القمح ..

    وفي نسائم الشمالْ

    باقونَ في الصليبْ ..

    باقونَ في الهلالْ ..

    في ثورة الطُلاَّبِ.. باقونَ

    وفي معاول العُمَّالْ

    باقونَ في خواتم الخطْبةِ

    في أسِرَّة الأطفالْ ..

    باقونَ في الدموعْ ..

    باقونَ في الآمالْ ..

    -19-

    تِسعونَ مليوناً ..

    من الأعراب ، خلفَ الأفْقِ غاضبونْ

    يا ويلَكُمْ من ثأرهمْ..

    يومَ من القُمْقُمِ يطلعونْ ....

    -20-

    لأنّ هارونَ الرشيدَ .. ماتَ من زمانْ

    ولم يَعُدْ في القصرِ ..

    غلمانٌ .. ولا خِصْيانْ ..

    لأنَّنا نحنُ قتلناهُ ..

    وأطعمناهُ للحيتانْ ...

    لأنَّ هارونَ الرشيدَ ..

    لم يَعُدْ "إنسانْ"

    لأنَّهُ في تخته الوثير

    لا يعرفُ ما القدسُ ، وما بيسانْ

    فقد قطعنا رأسَهُ ..

    أمسِ ، وعلّقناه في بيسانْ

    لأنَّ هارونَ الرشيدَ .. أرنبٌ جبانْ

    فقد جعلنا قصرهُ

    قيادةَ الأركانْ ....

    -21-

    ظلَّ الفلسطينيُّ أعواماً على الأبوابْ

    يشحذ خبزَ العدل من موائد الذئابْ

    ويشتكي عذابَهُ للخالق التوَّابْ..

    وعندما ..

    أخرجَ من إسطبله حصانَهُ

    وزيَّتَ البارودةَ الملقاةَ في السردابْ ..

    أصبحَ في مقدوره

    أن يبدأ الحسابْ ...

    -22-

    نحنُ الذينَ نرسُمُ الخريطَهْ ...

    ونرسمُ السفوحَ والهضابْ

    نحنُ الذين نبدأ المحاكمَهْ

    ونفرضُ الثوابَ والعقابْ ..

    -23-

    العرَبُ الين كانوا عندكمْ

    مصدِّري أحلامْ ..

    تحوّلوا – بعد حزيرانَ – إلى

    حقلٍ من الألغامْ

    وانتقلتْ (هانوي) من مكانها

    وانتقلتْ فيتنامْ ...

    -24-

    حدائقُ التاريخ.. دوماً تُزْهِرُ

    ففي رُبى السودان قد ماجَ الشقيقُ الأحمَرُ

    وفي صحاري ليبيا

    أورقَ غصنٌ أخضَرُ

    والعَرَبُ الذي قلتمْ عنهُمُ تحجَّروا

    تغيّروا ..

    تغيّروا ..

    -25-

    أنا الفلسطينيُّ ..

    بعد رحلة الضيَاعِ والسرابْ

    أطلعُ كالعشْب من الخرابْ

    أضيء كالبرق على وجوهكمْ

    أهطلُ كالسحابْ

    أطلع كلَّ ليلةٍ

    من فسْحة الدار.. ومن مقابض الأبوابْ

    من ورق التوت.. ومن شجيرة اللبلابْ

    من بِرْكة الماء.. ومن ثرثرة المزرابْ ..

    أطلعُ من صوت أبي..

    من وجه أمي الطيّب الجذَّابْ

    أطلع من كلِّ العيون السود.. والأهدابْ

    ومن شبابيك الحبيبات، ومن رسائل الأحبابْ

    أطلعُ من رائحة الترابْ..

    أفتحُ بابَ منزلي..

    أدخله. من غير أن أنتظرَ الجوابْ

    لأنَّني السؤالُ والجوابْ...

    -26-

    مُحاصَرونَ أنتُمُ .. بالحقد والكراهيهْ

    فمِنْ هُنا.. جيشُ أبي عبيدةٍ

    ومن هنا معاويَهْ ..

    سلامُكُمْ ممزَّقٌ

    وبيتكُمْ مطوَّقٌ

    كبيت أيِّ زانيَهْ ..

    -27-

    نأتي بكُوفيَّاتنا البيضاء والسوداءْ

    نرسُمُ فوق جلدكمْ ..

    إشارةَ الفِداءْ

    من رَحِم الأيَّام نأتي.. كانبثاق الماءْ

    من خيمة الذلّ الذي يعلكها الهواءْ

    من وَجَع الحسين نأتي

    من أسى فاطمةَ الزهراءْ ..

    من أُحُدٍ .. نأتي ومن بَدْرٍ

    ومن أحزان كربلاءْ ..

    نأتي .. لكي نصحِّحَ التاريخَ والأشياءْ

    ونطمسَ الحروفَ ..

    في الشوارع العبرِيَّة الأسماءْ
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    موسوعة الشاعر نزار قباني Empty رد: موسوعة الشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف bassam65 الإثنين نوفمبر 09, 2009 5:16 am


    هجم النفط مثل ذئب علينا
    من بحارِ النزيفِ.. جاءَ إليكم

    حاملاً قلبهُ على كفَّيهِ

    ساحباً خنجرَ الفضيحةِ والشعرِ،

    ونارُ التغييرِ في عينيهِ

    نازعاً معطفَ العروبةِ عنهُ

    قاتلاً، في ضميرهِ، أبويهِ

    كافراً بالنصوصِ، لا تسألوهُ

    كيفَ ماتَ التاريخُ في مقلتيهِ

    كسَرتهُ بيروتُ مثلَ إناءٍ

    فأتى ماشياً على جفنيهِ

    أينَ يمضي؟ كلُّ الخرائطِ ضاعت

    أين يأوي؟ لا سقفَ يأوي إليهِ

    ليسَ في الحيِّ كلِّهِ قُرشيٌّ

    غسلَ الله من قريشٍ يديهِ

    هجمَ النفطُ مثل ذئبٍ علينا

    فارتمينا قتلى على نعليهِ

    وقطعنا صلاتنا.. واقتنعنا

    أنَّ مجدَ الغنيِّ في خصيتيهِ

    أمريكا تجرّبُ السوطَ فينا

    وتشدُّ الكبيرَ من أذنيهِ

    وتبيعُ الأعرابَ أفلامَ فيديو

    وتبيعُ الكولا إلى سيبويهِ

    أمريكا ربٌّ.. وألفُ جبانٍ

    بيننا، راكعٌ على ركبتيهِ

    من خرابِ الخرابِ.. جاءَ إليكم

    حاملاً موتهُ على كتفيهِ

    أيُّ شعرٍ تُرى، تريدونَ منهُ

    والمساميرُ، بعدُ، في معصميهِ؟

    يا بلاداً بلا شعوبٍ.. أفيقي

    واسحبي المستبدَّ من رجليهِ

    يا بلاداً تستعذبُ القمعَ.. حتّى

    صارَ عقلُ الإنسانِ في قدميهِ

    كيفَ يا سادتي، يغنّي المغنّي

    بعدما خيّطوا لهُ شفتيهِ؟

    هل إذا ماتَ شاعرٌ عربيٌّ

    يجدُ اليومَ من يصلّي عليهِ؟...

    من شظايا بيروتَ.. جاءَ إليكم

    والسكاكينُ مزّقت رئتيهِ

    رافعاً رايةَ العدالةِ والحبّ..

    وسيفُ الجلادِ يومي إليهِ

    قد تساوت كلُّ المشانقِ طولاً

    وتساوى شكلُ السجونِ لديهِ

    لا يبوسُ اليدين شعري.. وأحرى

    بالسلاطينِ، أن يبوسوا يديهِ

    بيروت 14/10/1984
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    موسوعة الشاعر نزار قباني Empty رد: موسوعة الشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف bassam65 الإثنين نوفمبر 09, 2009 5:19 am

    أسألك الرحيلا


    لنفترق قليلا..

    لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي

    وخيرنا..

    لنفترق قليلا

    لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي

    أريدُ أن تكرهني قليلا

    بحقِّ ما لدينا..

    من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..

    بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..

    ما زالَ منقوشاً على فمينا

    ما زالَ محفوراً على يدينا..

    بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..

    ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..

    وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي

    بحقِّ ذكرياتنا

    وحزننا الجميلِ وابتسامنا

    وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا

    أكبرَ من شفاهنا..

    بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا

    أسألكَ الرحيلا

    لنفترق أحبابا..

    فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..

    تفارقُ الهضابا..

    والشمسُ يا حبيبي..

    تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا

    كُن في حياتي الشكَّ والعذابا

    كُن مرَّةً أسطورةً..

    كُن مرةً سرابا..

    وكُن سؤالاً في فمي

    لا يعرفُ الجوابا

    من أجلِ حبٍّ رائعٍ

    يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا

    وكي أكونَ دائماً جميلةً

    وكي تكونَ أكثر اقترابا

    أسألكَ الذهابا..

    لنفترق.. ونحنُ عاشقان..

    لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان

    فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي

    أريدُ أن تراني

    ومن خلالِ النارِ والدُخانِ

    أريدُ أن تراني..

    لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي

    فقد نسينا

    نعمةَ البكاءِ من زمانِ

    لنفترق..

    كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا

    وشوقنا رمادا..

    وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..

    كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري

    فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير

    ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير

    ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..

    يا فارسي أنتَ ويا أميري

    لكنني.. لكنني..

    أخافُ من عاطفتي

    أخافُ من شعوري

    أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا

    أخاف من وِصالنا..

    أخافُ من عناقنا..

    فباسمِ حبٍّ رائعٍ

    أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..

    أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا

    وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا

    أسألك الرحيلا..

    حتى يظلَّ حبنا جميلا..

    حتى يكون عمرُهُ طويلا..

    أسألكَ الرحيلا..
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    موسوعة الشاعر نزار قباني Empty رد: موسوعة الشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف bassam65 الإثنين نوفمبر 09, 2009 5:30 am

    خمس رسائل إلى أمي
    صباحُ الخيرِ يا حلوه..

    صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه

    مضى عامانِ يا أمّي

    على الولدِ الذي أبحر

    برحلتهِ الخرافيّه

    وخبّأَ في حقائبهِ

    صباحَ بلادهِ الأخضر

    وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر

    وخبّأ في ملابسهِ

    طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر

    وليلكةً دمشقية..

    أنا وحدي..

    دخانُ سجائري يضجر

    ومنّي مقعدي يضجر

    وأحزاني عصافيرٌ..

    تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر

    عرفتُ نساءَ أوروبا..

    عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ

    عرفتُ حضارةَ التعبِ..

    وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر

    ولم أعثر..

    على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر

    وتحملُ في حقيبتها..

    إليَّ عرائسَ السكّر

    وتكسوني إذا أعرى

    وتنشُلني إذا أعثَر

    أيا أمي..

    أيا أمي..

    أنا الولدُ الذي أبحر

    ولا زالت بخاطرهِ

    تعيشُ عروسةُ السكّر

    فكيفَ.. فكيفَ يا أمي

    غدوتُ أباً..

    ولم أكبر؟

    صباحُ الخيرِ من مدريدَ

    ما أخبارها الفلّة؟

    بها أوصيكِ يا أمّاهُ..

    تلكَ الطفلةُ الطفله

    فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..

    يدلّلها كطفلتهِ

    ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ

    ويسقيها..

    ويطعمها..

    ويغمرها برحمتهِ..

    .. وماتَ أبي

    ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ

    وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ

    وتسألُ عن عباءتهِ..

    وتسألُ عن جريدتهِ..

    وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-

    عن فيروزِ عينيه..

    لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..

    دنانيراً منَ الذهبِ..

    سلاماتٌ..

    سلاماتٌ..

    إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة

    إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"

    إلى تختي..

    إلى كتبي..

    إلى أطفالِ حارتنا..

    وحيطانٍ ملأناها..

    بفوضى من كتابتنا..

    إلى قططٍ كسولاتٍ

    تنامُ على مشارقنا

    وليلكةٍ معرشةٍ

    على شبّاكِ جارتنا

    مضى عامانِ.. يا أمي

    ووجهُ دمشقَ،

    عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا

    يعضُّ على ستائرنا..

    وينقرنا..

    برفقٍ من أصابعنا..

    مضى عامانِ يا أمي

    وليلُ دمشقَ

    فلُّ دمشقَ

    دورُ دمشقَ

    تسكنُ في خواطرنا

    مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا

    كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..

    قد زُرعت بداخلنا..

    كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..

    تعبقُ في ضمائرنا

    كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ

    جاءت كلّها معنا..

    أتى أيلولُ يا أماهُ..

    وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ

    ويتركُ عندَ نافذتي

    مدامعهُ وشكواهُ

    أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟

    أينَ أبي وعيناهُ

    وأينَ حريرُ نظرتهِ؟

    وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟

    سقى الرحمنُ مثواهُ..

    وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..

    وأين نُعماه؟

    وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..

    تضحكُ في زواياهُ

    وأينَ طفولتي فيهِ؟

    أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ

    وآكلُ من عريشتهِ

    وأقطفُ من بنفشاهُ

    دمشقُ، دمشقُ..

    يا شعراً

    على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ

    ويا طفلاً جميلاً..

    من ضفائرنا صلبناهُ

    جثونا عند ركبتهِ..

    وذبنا في محبّتهِ

    إلى أن في محبتنا قتلناهُ...
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    موسوعة الشاعر نزار قباني Empty رد: موسوعة الشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف bassam65 الإثنين نوفمبر 09, 2009 5:32 am


    مورفين !!
    اللفظةُ طابةُ مطّاطٍ..

    يقذفُها الحاكمُ من شُرفتهِ للشارعْ..

    ووراءَ الطابةِ يجري الشعبُ

    ويلهثُ.. كالكلبِ الجائعْ..

    اللفظةُ، في الشرقِ العربيِّ

    أرجوازٌ بارعْ

    يتكلَّمُ سبعةَ ألسنةٍ..

    ويطلُّ بقبّعةٍ حمراءْ

    ويبيعُ الجنّةَ للبسطاءْ

    وأساورَ من خرزٍ لامعْ

    ويبيعُ لهمْ..

    فئراناً بيضاً.. وضفادعْ

    اللفظةُ جسدٌ مهترئٌ

    ضاجعهُ كتابٌ، والصحفيُّ

    وضاجعهُ شيخُ الجامعْ..

    اللفظةُ إبرةُ مورفينٍ

    يحقنُها الحاكمُ للجمهورِ..

    منَ القرنِ السابعْ

    اللفظةُ في بلدي امرأةٌ

    تحترفُ الفحشَ..

    منَ القرنِ السابعْ..
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    موسوعة الشاعر نزار قباني Empty رد: موسوعة الشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف bassam65 الإثنين نوفمبر 09, 2009 5:33 am


    الحب والبترول ...!
    متى تفهمْ ؟

    متى يا سيّدي تفهمْ ؟

    بأنّي لستُ واحدةً كغيري من صديقاتكْ

    ولا فتحاً نسائيّاً يُضافُ إلى فتوحاتكْ

    ولا رقماً من الأرقامِ يعبرُ في سجلاّتكْ ؟

    متى تفهمْ ؟

    متى تفهمْ ؟

    أيا جَمَلاً من الصحراءِ لم يُلجمْ

    ويا مَن يأكلُ الجدريُّ منكَ الوجهَ والمعصمْ

    بأنّي لن أكونَ هنا.. رماداً في سجاراتكْ

    ورأساً بينَ آلافِ الرؤوسِ على مخدّاتكْ

    وتمثالاً تزيدُ عليهِ في حمّى مزاداتكْ

    ونهداً فوقَ مرمرهِ.. تسجّلُ شكلَ بصماتكْ

    متى تفهمْ ؟

    متى تفهمْ ؟

    بأنّكَ لن تخدّرني.. بجاهكَ أو إماراتكْ

    ولنْ تتملّكَ الدنيا.. بنفطكَ وامتيازاتكْ

    وبالبترولِ يعبقُ من عباءاتكْ

    وبالعرباتِ تطرحُها على قدميْ عشيقاتكْ

    بلا عددٍ.. فأينَ ظهورُ ناقاتكْ

    وأينَ الوشمُ فوقَ يديكَ.. أينَ ثقوبُ خيماتكْ

    أيا متشقّقَ القدمينِ.. يا عبدَ انفعالاتكْ

    ويا مَن صارتِ الزوجاتُ بعضاً من هواياتكْ

    تكدّسهنَّ بالعشراتِ فوقَ فراشِ لذّاتكْ

    تحنّطهنَّ كالحشراتِ في جدرانِ صالاتكْ

    متى تفهمْ ؟

    متى يا أيها المُتخمْ ؟

    متى تفهمْ ؟

    بأنّي لستُ مَن تهتمّْ

    بناركَ أو بجنَّاتكْ

    وأن كرامتي أكرمْ..

    منَ الذهبِ المكدّسِ بين راحاتكْ

    وأن مناخَ أفكاري غريبٌ عن مناخاتكْ

    أيا من فرّخَ الإقطاعُ في ذرّاتِ ذرّاتكْ

    ويا مَن تخجلُ الصحراءُ حتّى من مناداتكْ

    متى تفهمْ ؟

    تمرّغ يا أميرَ النفطِ.. فوقَ وحولِ لذّاتكْ

    كممسحةٍ.. تمرّغ في ضلالاتكْ

    لكَ البترولُ.. فاعصرهُ على قدَمي خليلاتكْ

    كهوفُ الليلِ في باريسَ.. قد قتلتْ مروءاتكْ

    على أقدامِ مومسةٍ هناكَ.. دفنتَ ثاراتكْ

    فبعتَ القدسَ.. بعتَ الله.. بعتَ رمادَ أمواتكْ

    كأنَّ حرابَ إسرائيلَ لم تُجهضْ شقيقاتكْ

    ولم تهدمْ منازلنا.. ولم تحرقْ مصاحفنا

    ولا راياتُها ارتفعت على أشلاءِ راياتكْ

    كأنَّ جميعَ من صُلبوا..

    على الأشجارِ.. في يافا.. وفي حيفا..

    وبئرَ السبعِ.. ليسوا من سُلالاتكْ

    تغوصُ القدسُ في دمها..

    وأنتَ صريعُ شهواتكْ

    تنامُ.. كأنّما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتكْ

    متى تفهمْ ؟

    متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتكْ ؟
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    موسوعة الشاعر نزار قباني Empty رد: موسوعة الشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف bassam65 الإثنين نوفمبر 09, 2009 5:35 am


    أنا مع الإرهاب
    متهمون نحن بالارهاب ...

    ان نحن دافعنا عن الوردة ... والمرأة ...

    والقصيدة العصماء ...

    وزرقة السماء ...

    عن وطن لم يبق في أرجائه ...

    ماء ... ولاهواء ...

    لم تبق فيه خيمة ... أو ناقة ...

    أو قهوة سوداء ...

    متهمون نحن بالارهاب ...

    ان نحن دافعنا بكل جرأة

    عن شعر بلقيس ..

    وعن شفاه ميسون ...

    وعن هند ... وعن دعد ...

    وعن لبنى ... وعن رباب ...

    عن مطر الكحل الذى

    ينزل كالوحى من الأهداب !!

    لن تجدوا فى حوزتى

    قصيدة سرية ...

    أو لغة سرية ...

    أو كتبا سرية أسجنها فى داخل الأبواب

    وليس عندى أبدا قصيدة واحدة ...

    تسير فى الشارع .. وهى ترتدى الحجاب

    متهمون نحن بالارهاب ...

    اذا كتبنا عن بقايا وطن ...

    مخلع .. مفكك مهترئ

    أشلاؤه تناثرت أشلاء ...

    عن وطن يبحث عن عنوانه ...

    وأمة ليس لها أسماء !

    عن وطن .. لم يبق من أشعاره العظيمة الأولى

    سوى قصائد الخنساء !!

    عن وطن لم يبق فى افاقه

    حرية حمراء .. أو زرقاء .. أو صفراء ..

    عن وطن .. يمنعنا أن نشترى الجريدة

    أو نسمع الأنباء ...

    عن وطن كل العصافير به

    ممنوعة دوما من الغناء ...

    عن وطن ...

    كتابه تعودوا أن يكتبوا ...

    من شدة الرعب ..

    على الهواء !!

    عن وطن ..

    يشبه حال الشعر فى بلادنا

    فهو كلام سائب ...

    مرتجل ...

    مستورد ...

    وأعجمى الوجه واللسان ...

    فما له بداية ...

    ولا له نهاية

    ولا له علاقة بالناس ... أو بالأرض ..

    أو بمأزق الانسان !!

    عن وطن ...

    يمشى الى مفاوضات السلم ..

    دونما كرامة ...

    ودونما حذاء !!!

    عن وطن ...

    رجاله بالوا على أنفسهم خوفا ...

    ولم يبق سوى النساء !!

    الملح فى عيوننا ..

    والملح .. فى شفاهنا ...

    والملح .. فى كلامنا

    فهل يكون القحط في نفوسنا ...

    ارثا أتانا من بنى قحطان ؟؟

    لم يبق فى أمتنا معاوية ...

    ولا أبوسفيان ...

    لم يبق من يقول (لا) ...

    فى وجه من تنازلوا

    عن بيتنا ... وخبزنا ... وزيتنا ...

    وحولوا تاريخنا الزاهى ...

    الى دكان !!...

    لم يبق فى حياتنا قصيدة ...

    ما فقدت عفافها ...

    فى مضجع السلطان !!

    لقد تعودنا على هواننا ...

    ماذا من الانسان يبقى ...

    حين يعتاد على الهوان؟؟

    ابحث فى دفاتر التاريخ ...

    عن أسامة بن منقذ ...

    وعقبة بن نافع ...

    عن عمر ... عن حمزة ...

    عن خالد يزحف نحو الشام ...

    أبحث عن معتصم بالله ...

    حتى ينقذ النساء من وحشية السبى ...

    ومن ألسنة النيران !!

    أبحث عن رجال أخر الزمان ..

    فلا أرى فى الليل الا قططا مذعورة ...

    تخشى على أرواحها ...

    من سلطة الفئران !!...

    هل العمى القومى ... قد أصابنا؟

    أم نحن نشكو من عمى الألوان ؟؟

    متهمون نحن بالارهاب ...

    اذا رفضنا موتنا ...

    بجرافات اسرائيل ...

    تنكش فى ترابنا ...

    تنكش فى تاريخنا ...

    تنكش فى انجيلنا ...

    تنكش فى قرآننا! ...

    تنكش فى تراب أنبيائنا ...

    ان كان هذا ذنبنا

    ما أجمل الارهاب ...

    متهمون نحن بالارهاب ...

    ... اذا رفضنا محونا

    على يد المغول .. واليهود .. والبرابرة ...

    اذا رمينا حجرا ...

    على زجاج مجلس الأمن الذى

    استولى عليه قيصر القياصرة ...

    .... متهمون نحن بالارهاب

    .. اذا رفضنا أن نفاوض الذئب

    .. وأن نمد كفنا ل..

    أميركا ...

    ضد ثقافات البشر ..

    وهى بلا ثقافة ...

    ضد حضارات الحضر ...

    وهى بلا حضارة ..

    أميركا ..

    بناية عملاقة

    ليس لها حيطان ...

    متهمون نحن بالارهاب

    اذا رفضنا زمنا

    صارت به أميركا

    المغرورة ... الغنية ... القوية

    مترجما محلفا ...

    للغة العبرية ...

    ... متهمون نحن بالارهاب

    واذا رمينا وردة ..

    للقدس ..

    للخليل ..

    أو لغزة ..

    والناصرة ..

    اذا حملنا الخبز والماء

    الى طروادة المحاصرة

    متهمون نحن بالارهاب

    اذا رفعنا صوتنا

    ضد الشعوبيين من قادتنا

    وكل من غيروا سروجهم

    وانتقلوا من وحدويين الى سماسرة

    متهمون نحن بالارهاب

    اذا اقترفنا مهنة الثقافة

    اذا قرأنا كتابا في الفقه والسياسة

    اذا ذكرنا ربنا تعالى

    اذا تلونا ( سورة الفتح)

    وأصغينا الى خطبة الجمعة

    فنحن ضالعون في الارهاب

    متهمون نحن بالارهاب

    ان نحن دافعنا عن الارض

    وعن كرامــــــة التــراب

    اذا تمردنا على اغتصاب الشعب ..

    واغتصابنا ...

    اذا حمينا آخر النخيل فى صحرائنا ...

    وآخر النجوم فى سمائنا ...

    وآخر الحروف فى اسمآئنا ...

    وآخر الحليب فى أثداء أمهاتنا ..

    ..... ان كان هذا ذنبنا

    فما اروع الارهــــــــاب!!

    أنا مع الإرهاب...

    ان كان يستطيع أن ينقذنى

    من المهاجرين من روسيا ..

    ورومانيا، وهنغاريا، وبولونيا ..

    وحطوا فى فلسطين على أكتافنا ...

    ليسرقوا مآذن القدس ...

    وباب المسجد الأقصى ...

    ويسرقوا النقوش .. والقباب ...

    أنا مع الارهاب ..

    ان كان يستطيع أن يحرر المسيح ..

    ومريم العذراء .. والمدينة المقدسة ..

    من سفراء الموت والخراب ..

    بالأمس

    كان الشارع القومى فى بلادنا

    يصهل كالحصان ...

    وكانت الساحات أنهارا تفيض عنفوان ...

    ... وبعد أوسلو

    لم يعد فى فمنا أسنان ...

    فهل تحولنا الى شعب من العميان والخرسان؟؟

    أنا مع الارهاب ..

    اذا كان يستطيع ان يحرر الشعب

    من الطغاة والطغيان

    وينقذ الانسان من وحشية الانسان

    أنا مع الإرهاب

    ان كان يستطيع ان ينقذني

    من قيصر اليهود

    او من قيصر الرومان

    أنا مع الإرهاب

    ما دام هذا العالم الجديد ..

    مقتسما ما بين أمريكا .. واسرائيل ..

    بالمناصفة !!!

    أنا مع الإرهاب

    بكل ما املك من شعر ومن نثر ومن انياب

    ما دام هذا العالم الجديـــد

    !! بيـن يدي قصــــــاب

    أنا مع الإرهاب

    ما دام هذا العالم الجديد

    قد صنفنا

    من فئة الذئاب !!

    أنا مع الإرهاب

    ان كان مجلس الشيوخ في أميركا

    هو الذى فى يده الحساب ...

    وهو الذي يقرر الثواب والعقـــــــاب

    أنا مع الإرهاب

    مادام هذا العـالم الجديد

    يكــــره في أعمـاقه

    رائحــة الأعــراب

    أنا مع الإرهاب

    مادام هذا العالم الجديد

    يريد ذبح أطفالي

    ويرميهم للكلاب

    من أجل هذا كله

    أرفــــع صوتـي عاليا

    أنا مع الإرهاب

    أنا مع الإرهاب

    أنا مع الإرهاب
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    موسوعة الشاعر نزار قباني Empty رد: موسوعة الشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف bassam65 الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 10:58 am

    حب بلا حدود
    -1-

    يا سيِّدتي:

    كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي

    قبل رحيل العامْ.

    أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ

    بعد ولادة هذا العامْ..

    أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ و بالأيَّامْ.

    أنتِ امرأةٌ..

    صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..

    و من ذهب الأحلامْ..

    أنتِ امرأةٌ..كانت تسكن جسدي

    قبل ملايين الأعوامْ..

    -2-

    يا سيِّدتي:

    يالمغزولة من قطنٍ و غمامْ.

    يا أمطاراً من ياقوتٍ..

    يا أنهاراً من نهوندٍ..

    يا غاباتِ رخام..

    يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ..

    و تسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.

    لن يتغَّرَ شيئٌ في عاطفتي..

    في إحساسي..

    في وجداني..في إيماني..

    فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..

    -3-

    يا سيِّدتي:

    لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ, و أسماء السنواتْ.

    أنتِ امرأةً تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ.

    سوف أحِبُّكِ..

    عد دخول القرن الواحد و العشرينَ..

    و عند دخول القرن الخامس و العشرينَ..

    و عند دخول القرن التاسع و العشرينَ..

    و سوفَ أحبُّكِ..

    حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..

    و تحترقُ الغاباتْ..

    -4-

    يا سيِّدتي:

    أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ..

    و وردةُ كلِّ الحرياتْ.

    يكفي أنت أتهجى إسمَكِ..

    حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..

    و فرعون الكلماتْ..

    يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..

    حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..

    و ترفعَ من أجلي الراياتْ..

    -5-

    يا سيِّدتي:

    لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.

    لَن يتغَّرَ شيءٌ منّي.

    لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ.

    لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ.

    لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ.

    حين يكون الحبُ كبيراً ..

    و المحبوبة قمراً..

    لن يتحول هذا الحُبُّ

    لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ...

    -6-

    يا سيِّدتي:

    ليس هنالكَ شيئٌ يملأ عَيني

    لا الأضواءُ..

    و لا الزيناتُ..

    و لا أجراس العيد..

    و لا شَجَرُ الميلادْ.

    لا يعني لي الشارعُ شيئاً.

    لا تعني لي الحانةُ شيئاً.

    لا يعنيي أي كلامٍ

    يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.

    -7-

    يا سيِّدتي:

    لا أتذكَّرُ إلا صوتَكِ

    حين تدقُّ نواقبس الأحيادْ.

    لاأتذكرُ إلا عطرَكِ

    حين أنام على ورق الأعشابْ.

    لا أتذكر إلا وجهكِ..

    حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ..

    و أسمع طَقْطَقَةَ الأحطابْ..

    -8-

    ما يُفرِحُني يا سيِّدتي

    أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ

    بين بساتينِ الأهدابْ...

    -9-

    ما يبهرني يا سيِّدتي

    أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ..

    أعانقُهُ..

    و أنام سعيداً كالأولادْ...

    -10-

    يا سيِّدتي:

    ما أسعدني في منفاي

    أقطِّرُ ماء الشعرِ..

    و أشرب من خمر الرهبانْ

    ما أقواني..

    حين أكونُ صديقاً

    للحريةِ.. و الإنسانْ...

    -11-

    يا سيِّدتي:

    كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ..

    و في عصر التصويرِ..

    و في عصرِ الرُوَّادْ

    كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً

    في فلورنسَا.

    أو قرطبةٍ.

    أو في الكوفَةِ

    أو في حَلَبً.

    أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ...

    -12-

    يا سيِّدتي:

    كم أتمنى لو سافرنا

    نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ.

    حيث الحبُّ بلا أسوارْ.

    و الكلمات بلا أسوارْ.

    و الأحلامُ بلا أسوارْ.

    -13-

    يا سيِّدتي:

    لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ, يا سيدتي

    سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ..

    و أعنفَ مما كانْ..

    أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ..

    و في تاريخِ الشعْرِ..

    و في ذاكرةَ الزنبق و الريحانْ...

    -14-

    يا سيِّدةَ العالَمِ:

    لا يشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ.

    أنتِ امرأتي الأولى.

    أمي الأولى.

    رحمي الأولُ.

    شَغَفي الأولُ.

    شَبَقي الأوَّلُ.

    طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ...

    -15-

    يا سيِّدتي:

    يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى.

    هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها..

    هاتي يَدَكِ اليُسْرَى..

    كي أستوطنَ فيها..

    قُلي أيَّ عبارة حُبٍّ

    حيت تبتدئَ الأعيادْ
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    موسوعة الشاعر نزار قباني Empty رد: موسوعة الشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف bassam65 الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 11:00 am


    سبتمبر
    الشعر يأتي دائما

    مع المطر.

    و وجهك الجميل يأتي دائماً

    مع المطر.

    و الحب لا يبدأ إلا عندما

    تبدأ موسيقى المطر..

    ***

    إذا أتى أيلول يا حبيبتي

    أسأل عن عينيك كل غيمة

    كأن حبي لك

    مربوط بتوقيت المطر…

    ***

    مشاهد الخريف تستفزني.

    شحوبك الجميل يستفزني.

    و الشفة المشقوقة الزرقاء.. تستفزني.

    و الحلق الفضي في الأذنين ..يستفزني.

    و كنزة الكشمير..

    و المظلة الصفراء و الخضراء..تستفزني.

    جريدة الصباح..

    مثل امرأة كثيرة الكلام تستفزني.

    رائحة القهوة فوق الورق اليابس..

    تستفزني..

    فما الذي أفعله ؟

    بين اشتعال البرق في أصابعي..

    و بين أقوال المسيح المنتظر؟

    ***

    ينتابني في أول الخريف

    إحساس غريب بالأمان و الخطر..

    أخاف أن تقتربي..

    أخاف أن تبتعدي..

    أخشى على حضارة الرخام من أظافري..

    أخشى على منمنمات الصدف الشامي من مشاعري..

    أخاف أن يجرفني موج القضاء و القدر..

    ***

    هل شهر أيلول الذي يكتبني؟

    أم أن من يكتبني هو المطر؟؟

    ***

    أنت جنون شتوي نادر..

    يا ليتني أعرف يا سيدتي

    علاقة الجنون بالمطر!!

    ***

    سيدتي

    التي تمر كالدهشة في أرض البشر..

    حاملة في يدها قصيدة..

    و في اليد الأخرى قمر..

    ***

    يا امرأة أحبها..

    تفجر الشعر إذا داست على أي حجر..

    يا امرأة تحمل في شحوبها

    جميع أحزان الشجر..

    ما أجمل المنفى إذا كنا معاً..

    يا امرأة توجز تاريخي..

    و تاريخ المطر!!.
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    موسوعة الشاعر نزار قباني Empty رد: موسوعة الشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف bassam65 الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 11:01 am

    قــــانــــا


    وجه قانا شاحب اللون كما وجه يسوع.

    و هواء البحر في نيسان,

    أمطار دماء, و دموع…

    2

    دخلوا قانا على أجسادنا

    يرفعون العلم النازي في أرض الجنوب.

    و يعيدون فصول المحرقة..

    هتلر أحرقهم في غرف الغاز

    و جاؤوا بعده كي يحرقونا..

    هتلر هجرهم من شرق أوروبا..

    و هم من أرضنا قد هجرونا.

    هتلر لم يجد الوقت لكي يمحقهم

    و يريح الأرض منهم..

    فأتوا من بعده ..كي يمحقونا!!.

    3

    دخلوا قانا..كأفواج ذئاب جائعة.

    يشعلون النار في بيت المسيح.

    و يدوسون على ثوب الحسين..

    و على أرض الجنوب الغالية..

    4

    قصفوا الحنطة, و الزيتون, و التبغ,

    و أصوات البلابل..

    قصفوا قدموس في مركبه..

    قصفوا البحر..و أسراب النوارس..

    قصفوا حتى المشافي..و النساء المرضعات..

    و تلاميذ المدارس.

    قصفوا سحر الجنوبيات

    و اغتالوا بساتين العيون العسلية!..

    5

    ….و رأينا الدمع في جفن علي.

    و سمعنا صوته و هو يصلي

    تحت أمطار سماء دامية..

    6

    كل من يكتب عن تاريخ (قانا)

    سيسميها على أوراقه:

    (كربلاء الثانية)!!.

    7

    كشفت قانا الستائر..

    و رأينا أميركا ترتدي معطف حاخام يهودي عتيق..

    و تقود المجزرة..

    تطلق النار على أطفالنا دون سبب..

    و على زوجاتنا دون سبب.

    و على أشجارنا دون سبب.

    و على أفكارنا دون سبب.

    فهل الدستور في سيدة العالم..

    بالعبري مكتوب..لإذلال العرب؟؟

    8

    هل على كل رئيس حاكم في أمريكا؟

    إن أراد الفوز في حلم الرئاسة..

    قتلنا, نحن العرب؟

    9

    انتظرنا عربي واحداً.

    يسحب الخنجر من رقبتنا..

    انتظرنا هاشميا واحداً..

    انتظرنا قريشياً واحداً..

    دونكشوتاً واحداً..

    قبضاياً واحداً لم يقطعوا شاربه…

    انتظرنا خالداً..أو طارقاً..أو عنترة..

    فأكلنا ثرثرة و شربنا ثرثرة..

    أرسلوا فاكسا إلينا..استلمنا نصه

    بعد تقديم التعازي و انتهاء المجزرة!!.

    10

    ما الذي تخشاه إسرائيل من صرخاتنا؟

    ما الذي تخشاه من (فاكساتنا)؟

    فجهاد الفاكس من أبسط أنواع الجهاد..

    فهو نص واحد نكتبه

    لجميع الشهداء الراحلين.

    و جميع الشهداء القادمين!!.

    11

    ما الذي تخشاه إسرائيل من ابن المقفع؟

    و جرير ..و الفرذدق؟

    و من الخنساء تلقي شعرها عند باب المقبرة..

    ما الذي تخشاه من حرق الإطارات..

    و توقيع البيانات..و تحطيم لمتاجر..

    و هي تدري أننا لم نكن يوما ملوك الحرب..

    بل كنا ملوك الثرثرة…

    12

    ما الذي تخشاه من قرقعة الطبل..

    و من شق الملاءات..و من لطم الخدود؟

    ما الذي تخشاه من أخبار عاد و ثمود؟؟

    13

    نحن في غيبوبة قومية

    ما استلمنا منذ أيام الفتوحات بريدا…

    14

    نحن شعب من عجين.

    كلما تزداد إسرائيل إرهابا و قتلا..

    نحن نزداد ارتخاء ..و برودا..

    15

    وطن يزداد ضيقاً.

    لغة قطرية تزداد قبحاً.

    وحدة خضراء تزداد انفصالاً.

    و حدود كلما شاء الهوى تمحو حدودا!!

    16

    كيف إسرائيل لا تذبحنا ؟

    كيف لا تلغي هشاما, و زياداً, و الرشيدا؟

    و بنو تغلب مشغولون في نسوانهم..

    و بنوا مازن مشغولون في غلمانهم..

    و بنو هاشم يرمون السراويل على أقدامها..

    و يبيحون شفاها ..و نهودا!!.

    17

    ما الذي تخشاه إسرائيل من بعض العرب

    بعد ما صاروا يهودا؟؟…
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    موسوعة الشاعر نزار قباني Empty رد: موسوعة الشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف bassam65 الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 11:05 am

    المهرولون -1-

    سقطت آخر جدرانِ الحياءْ.

    و فرِحنا.. و رقَصنا..

    و تباركنا بتوقيع سلامِ الجُبنَاءْ

    لم يعُد يُرعبنا شيئٌ..

    و لا يُخْجِلُنا شيئٌ..

    فقد يَبسَتْ فينا عُرُوق الكبرياءْ…

    -2-

    سَقَطَتْ..للمرّةِ الخمسينَ عُذريَّتُنَا..

    دون أن نهتَّز.. أو نصرخَ..

    أو يرعبنا مرأى الدماءْ..

    و دخَلنَا في زَمان الهروَلَة..

    و و قفنا بالطوابير, كأغنامٍ أمام المقصلة.

    و ركَضنَا.. و لَهثنا..

    و تسابقنا لتقبيلِ حذاء القَتَلَة..

    -3-

    جَوَّعوا أطفالنا خمسينَ عاماً.

    و رَموا في آخرِ الصومِ إلينا..

    بَصَلَة...

    -4-

    سَقَطَتْ غرناطةٌ

    -للمرّة الخمسينَ- من أيدي العَرَبْ.

    سَقَطَ التاريخُ من أيدي العَرَبْ.

    سَقَطتْ أعمدةُ الرُوح, و أفخاذُ القبيلَة.

    سَقَطتْ كلُّ مواويلِ البُطُولة.

    سَقَطتْ كلُّ مواويلِ البطولة.

    سَقَطتْ إشبيلَة.

    سَقَطتْ أنطاكيَه..

    سَقَطتْ حِطّينُ من غير قتالً..

    سَقَطتْ عمُّوريَة..

    سَقَطتْ مريمُ في أيدي الميليشياتِ

    فما من رجُلٍ ينقذُ الرمز السماويَّ

    و لا ثَمَّ رُجُولَة...

    -5-

    سَقَطتْ آخرُ محظِّياتنا

    في يَدِ الرُومِ, فعنْ ماذا نُدافعْ؟

    لم يَعُد في قَصرِنا جاريةٌ واحدةٌ

    تصنع القهوةَ و الجِنسَ..

    فعن ماذا ندافِعْ؟؟

    -6-

    لم يَعُدْ في يدِنَا

    أندلسٌ واحدةٌ نملكُها..

    سَرَقُوا الابوابَ

    و الحيطانَ و الزوجاتِ, و الأولادَ,

    و الزيتونَ, و الزيتَ

    و أحجار الشوارعْ.

    سَرَقُوا عيسى بنَ مريَمْ

    و هو ما زالَ رضيعاً..

    سرقُوا ذاكرةَ الليمُون..

    و المُشمُشِ.. و النَعناعِ منّا..

    و قَناديلَ الجوامِعْ...

    -7-

    تَرَكُوا عُلْبةَ سردينٍ بأيدينا

    تُسمَّى (غَزَّةً)..

    عَظمةً يابسةً تُدعى (أَريحا)..

    فُندقاً يُدعى فلسطينَ..

    بلا سقفٍ لا أعمدَةٍ..

    تركوُنا جَسَداً دونَ عظامٍ

    و يداً دونَ أصابعْ...

    -8-

    لم يَعُد ثمّةَ أطلال لكي نبكي عليها.

    كيف تبكي أمَّةٌ

    أخَذوا منها المدامعْ؟؟

    -9-

    بعد هذا الغَزَلِ السِريِّ في أوسلُو

    خرجنا عاقرينْ..

    وهبونا وَطناً أصغر من حبَّةِ قمحٍ..

    وطَناً نبلعه من غير ماءٍ

    كحبوب الأسبرينْ!!..

    -10-

    بعدَ خمسينَ سَنَةْ..

    نجلس الآنَ, على الأرضِ الخَرَابْ..

    ما لنا مأوى

    كآلافِ الكلاب!!.

    -11-

    بعدَ خمسينَ سنةْ

    ما وجدْنا وطناً نسكُنُه إلا السرابْ..

    ليس صُلحاً,

    ذلكَ الصلحُ الذي أُدخِلَ كالخنجر فينا..

    إنه فِعلُ إغتصابْ!!..

    -12-

    ما تُفيدُ الهرولَةْ؟

    ما تُفيدُ الهَرولة؟

    عندما يبقى ضميرُ الشَعبِ حِيَّاً

    كفَتيلِ القنبلة..

    لن تساوي كل توقيعاتِ أوسْلُو..

    خَردلَة!!..

    -13-

    كم حَلمنا بسلامٍ أخضرٍ..

    و هلالٍ أبيضٍ..

    و ببحرٍ أزرقٍ.. و قلوع مرسلَة..

    و وجدنا فجأة أنفسَنا.. في مزبلَة!!.

    -14-

    مَنْ تُرى يسألهمْ عن سلام الجبناءْ؟

    لا سلام الأقوياء القادرينْ.

    من ترى يسألهم

    عن سلام البيع بالتقسيطِ..

    و التأجير بالتقسيطِ..

    و الصَفْقاتِ..

    و التجارِ و المستثمرينْ؟.

    من ترى يسألهُم

    عن سلام الميِّتين؟

    أسكتوا الشارعَ

    و اغتالوا جميع الأسئلة..

    و جميع السائلينْ...

    -15-

    ... و تزوَّجنا بلا حبٍّ..

    من الأنثى التي ذاتَ يومٍ أكلت أولادنا..

    مضغتْ أكبادنا..

    و أخذناها إلى شهرِ العسلْ..

    و سكِرْنا.. و رقصنا..

    و استعدنا كلَّ ما نحفظ من شِعر الغزَلْ..

    ثم أنجبنا, لسوء الحظِّ, أولاد معاقينَ

    لهم شكلُ الضفادعْ..

    و تشَّردنا على أرصفةِ الحزنِ,

    فلا ثمة بَلَدٍ نحضُنُهُ..

    أو من وَلَدْ!!

    -16-

    لم يكن في العرسِ رقصٌ عربي.ٌّ

    أو طعامٌ عربي.ٌّ

    أو غناءٌ عربي.ٌّ

    أو حياء عربي.ٌّ ٌ

    فلقد غاب عن الزفَّةِ أولاد البَلَدْ..

    -17-

    كان نصفُ المَهرِ بالدولارِ..

    كان الخاتمُ الماسيُّ بالدولارِ..

    كانت أُجرةُ المأذون بالدولارِ..

    و الكعكةُ كانتْ هبةً من أمريكا..

    و غطاءُ العُرسِ, و الأزهارُ, و الشمعُ,

    و موسيقى المارينزْ..

    كلُّها قد صُنِعَتْ في أمريكا!!.

    -18-

    و انتهى العُرسُ..

    و لم تحضَرْ فلسطينُ الفَرحْ.

    بل رأتْ صورتها مبثوثةً عبر كلِّ الأقنية..

    و رأت دمعتها تعبرُ أمواجَ المحيطْ..

    نحو شيكاغو.. و جيرسي..و ميامي..

    و هيَ مثلُ الطائرِ المذبوحِ تصرخْ:

    ليسَ هذا الثوبُ ثوبي..

    ليس هذا العارُ عاري..

    أبداً..يا أمريكا..

    أبداً..يا أمريكا..

    أبداً..يا أمريكا..
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    موسوعة الشاعر نزار قباني Empty رد: موسوعة الشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف bassam65 الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 11:07 am

    لا بد أن أستأذن الوطن
    يا صديقتي

    في هذه الأيام يا صديقتي..

    تخرج من جيوبنا فراشة صيفية تدعى الوطن.

    تخرج من شفاهنا عريشة شامية تدعى الوطن.

    تخرج من قمصاننا

    مآذن... بلابل ..جداول ..قرنفل..سفرجل.

    عصفورة مائية تدعى الوطن.

    أريد أن أراك يا سيدتي..

    لكنني أخاف أن أجرح إحساس الوطن..

    أريد أن أهتف إليك يا سيدتي

    لكنني أخاف أن تسمعني نوافذ الوطن.

    أريد أن أمارس الحب على طريقتي

    لكنني أخجل من حماقتي

    أمام أحزان الوطن.


    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    موسوعة الشاعر نزار قباني Empty رد: موسوعة الشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف bassam65 الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 11:09 am

    القصيدة الدمشقية




    هـذي دمشـقُ.. وهـذي الكـأسُ والـرّاحُ
    إنّــي أحـــبُّ... وبـعــضُ الـحــبِّ ذبّـــاحُ
    أنـا الدمشقـيُّ.. لـو شرحـتـمُ جـسـدي
    لــســـالَ مــنـــهُ عـنـاقـيــدٌ.. وتــفّـــاحُ
    و لـــو فتـحـتُـم شرايـيـنـي بمـديـتـكـم
    سمعتمُ فـي دمـي أصـواتَ مـن راحـوا
    زراعةُ القلبِ.. تشفي بعضَ من عشقوا
    ومـــا لـقـلـبـي –إذا أحـبـبــتُ- جــــرّاحُ
    مـــآذنُ الـشّــامِ تـبـكــي إذ تعـانـقـنـي
    و لــلـــمـــآذنِ.. كـــالأشـــجـــارِ.. أرواحُ
    للياسـمـيـنِ حـقــوقٌ فـــي مـنـازلـنـا..
    وقـطّــةُ الـبـيـتِ تـغـفـو حـيــثُ تـرتــاحُ
    طاحـونـةُ الـبــنِّ جـــزءٌ مـــن طفولـتـنـا
    فكـيـفَ أنـسـى؟ وعـطـرُ الهـيـلِ فــوّاحُ
    هــذا مـكـانُ "أبــي المعـتـزِّ".. منـتـظـرٌ
    ووجـــــهُ "فــائـــزةٍ" حــلـــوٌ و لــمـــاحُ
    هنـا جـذوري.. هنـا قلبـي... هنـا لغتـي
    فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضـاحُ؟
    كــم مــن دمشقـيـةٍ بـاعـت أسـاورَهـا
    حـتّــى أغـازلـهـا... والـشـعــرُ مـفـتــاحُ
    أتـيـتُ يــا شـجـرَ الصـفـصـافِ مـعـتـذراً
    فـهــل تـسـامــحُ هـيـفــاءٌ ..ووضّــــاحُ؟
    خمـسـونَ عـامـاً.. وأجـزائـي مبعـثـرةٌ..
    فوقَ المحيطِ.. وما فـي الأفـقِ مصبـاحُ
    تقاذفـتـنـي بــحــارٌ لا ضــفــافَ لــهــا..
    وطـاردتــنــي شـيـاطـيــنٌ وأشـــبـــاحُ
    أقاتـلُ القبـحَ فـي شعـري وفـي أدبـي
    حــتـــى يـفــتّــحَ نــــــوّارٌ... وقــــــدّاحُ
    مـــا للـعـروبـةِ تـبــدو مــثــلَ أرمــلــةٍ؟
    ألـيـسَ فـــي كـتــبِ الـتـاريـخِ أفـــراحُ؟
    والشعـرُ.. مـاذا سيبقـى مـن أصالـتـهِ؟
    إذا تــــــولاهُ نـــصَّــــابٌ ... ومـــــــدّاحُ؟
    وكـيـفَ نكـتـبُ والأقـفـالُ فــي فـمـنـا؟
    وكـــــلُّ ثـانــيــةٍ يــأتــيــك ســـفّـــاحُ؟
    حملت شعـري علـى ظهـري فأتعبنـي
    مـاذا مـن الشعـرِ يبقـى حـيـنَ يـرتـاحُ؟
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    موسوعة الشاعر نزار قباني Empty رد: موسوعة الشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف bassam65 الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 11:10 am


    أحزان في الأندلس
    كتبتِ لي يا غاليه..

    كتبتِ تسألينَ عن إسبانيه

    عن طارقٍ، يفتحُ باسم الله دنيا ثانيه..

    عن عقبة بن نافعٍ

    يزرع شتلَ نخلةٍ..

    في قلبِ كلِّ رابيه..

    سألتِ عن أميةٍ..

    سألتِ عن أميرها معاويه..

    عن السرايا الزاهيه

    تحملُ من دمشقَ.. في ركابِها

    حضارةً وعافيه..

    لم يبقَ في إسبانيه

    منّا، ومن عصورنا الثمانيه

    غيرُ الذي يبقى من الخمرِ،

    بجوف الآنيه..

    وأعينٍ كبيرةٍ.. كبيرةٍ

    ما زال في سوادها ينامُ ليلُ الباديه..

    لم يبقَ من قرطبةٍ

    سوى دموعُ المئذناتِ الباكيه

    سوى عبيرِ الورود، والنارنج والأضاليه..

    لم يبق من ولاّدةٍ ومن حكايا حُبها..

    قافيةٌ ولا بقايا قافيه..

    لم يبقَ من غرناطةٍ

    ومن بني الأحمر.. إلا ما يقول الراويه

    وغيرُ "لا غالبَ إلا الله"

    تلقاك في كلِّ زاويه..

    لم يبقَ إلا قصرُهم

    كامرأةٍ من الرخام عاريه..

    تعيشُ –لا زالت- على

    قصَّةِ حُبٍّ ماضيه..

    مضت قرونٌ خمسةٌ

    مذ رحلَ "الخليفةُ الصغيرُ" عن إسبانيه

    ولم تزل أحقادنا الصغيره..

    كما هيَه..

    ولم تزل عقليةُ العشيره

    في دمنا كما هيه

    حوارُنا اليوميُّ بالخناجرِ..

    أفكارُنا أشبهُ بالأظافرِ

    مَضت قرونٌ خمسةٌ

    ولا تزال لفظةُ العروبه..

    كزهرةٍ حزينةٍ في آنيه..

    كطفلةٍ جائعةٍ وعاريه

    نصلبُها على جدارِ الحقدِ والكراهيه..

    مَضت قرونٌ خمسةُ.. يا غاليه

    كأننا.. نخرجُ هذا اليومَ من إسبانيه..
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    موسوعة الشاعر نزار قباني Empty رد: موسوعة الشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف bassam65 الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 11:14 am

    أطفال الحجارة
    بهروا الدنيا..

    وما في يدهم إلا الحجاره..

    وأضاؤوا كالقناديلِ، وجاؤوا كالبشاره

    قاوموا.. وانفجروا.. واستشهدوا..

    وبقينا دبباً قطبيةً

    صُفِّحت أجسادُها ضدَّ الحراره..

    قاتَلوا عنّا إلى أن قُتلوا..

    وجلسنا في مقاهينا.. كبصَّاق المحارة

    واحدٌ يبحثُ منّا عن تجارة..

    واحدٌ.. يطلبُ ملياراً جديداً..

    وزواجاً رابعاً..

    ونهوداً صقلتهنَّ الحضارة..

    واحدٌ.. يبحثُ في لندنَ عن قصرٍ منيفٍ

    واحدٌ.. يعملُ سمسارَ سلاح..

    واحدٌ.. يطلبُ في الباراتِ ثاره..

    واحدٌ.. بيحثُ عن عرشٍ وجيشٍ وإمارة..

    آهِ.. يا جيلَ الخياناتِ..

    ويا جيلَ العمولات..

    ويا جيلَ النفاياتِ

    ويا جيلَ الدعارة..

    سوفَ يجتاحُكَ –مهما أبطأَ التاريخُ-

    أطفالُ الحجاره..
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    موسوعة الشاعر نزار قباني Empty رد: موسوعة الشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف bassam65 الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 11:16 am

    إمرأة حمقاء
    يا سيدي العزيز

    هذا خطاب امرأة حمقاء

    هل كتبت إليك قبلي امرأة حمقاء؟

    اسمي انا ؟ دعنا من الأسماء

    رانية أم زينب

    أم هند أم هيفاء

    اسخف ما نحمله ـ يا سيدي ـ الأسماء

    يا سيدي

    أخاف أن أقول مالدي من أشياء

    أخاف ـ لو فعلت ـ أن تحترق السماء

    فشرقكم يا سيدي العزيز

    يصادر الرسائل الزرقاء

    يصادر الأحلام من خزائن النساء

    يستعمل السكين

    والساطور

    كي يخاطب النساء

    ويذبح الربيع والأشواق

    والضفائر السوداء

    و شرقكم يا سيدي العزيز

    يصنع تاج الشرف الرفيع

    من جماجم النساء

    لا تنتقدني سيدي

    إن كان خظي سيئاً

    فإنني اكتب والسياف خلف بابي

    وخارج الحجرة صوت الريح والكلاب

    يا سيدي

    عنترة العبسي خلف بابي

    يذبحني

    إذا رأى خطابي

    يقطع رأسي

    لو رأى الشفاف من ثيابي

    يقطع رأسي

    لو انا عبرت عن عذابي

    فشرقكم يا سيدي العزيز

    يحاصر المرأة بالحراب

    يبايع الرجال أنبياء

    ويطمر النساء في التراب

    لا تنزعج !

    يا سيدي العزيز ... من سطوري

    لا تنزعج !

    إذا كسرت القمقم المسدود من عصور

    إذا نزعت خاتم الرصاص عن ضميري

    إذا انا هربت

    من أقبية الحريم في القصور

    إذا تمردت , على موتي ...

    على قبري

    على جذوري

    و المسلخ الكبير

    لا تنزعج يا سيدي !

    إذا انا كشفت عن شعوري

    فالرجل الشرقي

    لا يهتم بالشعر و لا الشعور ...

    الرجل الشرقي

    لا يفهم المرأة إلا داخل السرير ...

    معذرة .. معذرة يا سيدي

    إذا تطاولت على مملكة الرجال

    الأدب الكبير ـ طبعاً ـ أدب الرجال والحب كان دائماً

    من حصة الرجال

    والجنس كان دائما ً

    مخدراً يباع للرجال

    خرافة حرية النساء في بلادنا

    فليس من حرية

    أخرى ، سوى حرية الرجال

    يا سيدي

    قل ما تريده عني ، فلن أبالي سطحية . غبية . مجنونة . بلهاء فلم اعد أبالي

    لأن من تكتب عن همومها ..

    في منطق الرجال امرأة حمقاء

    ألم اقل في أول الخطاب إني

    امرأة حمقاء ؟
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    موسوعة الشاعر نزار قباني Empty رد: موسوعة الشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف bassam65 الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 11:21 am

    يوميات إمرأة
    لماذا في مدينتنا ؟

    نعيش الحب تهريباً وتزويراً ؟

    ونسرق من شقوق الباب موعدنا

    ونستعطي الرسائل

    والمشاويرا

    لماذا في مدينتنا ؟

    يصيدون العواطف والعصافيرا

    لماذا نحن قصديرا ؟

    وما يبقى من الإنسان

    حين يصير قصديرا ؟

    لماذا نحن مزدوجون

    إحساسا وتفكيرا ؟

    لماذا نحن ارضيون ..

    تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟

    لماذا أهل بلدتنا ؟

    يمزقهم تناقضهم

    ففي ساعات يقظتهم

    يسبون الضفائر والتنانيرا

    وحين الليل يطويهم

    يضمون التصاويرا

    أسائل نفسي دائماً

    لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟

    لكل الناس

    كل الناس

    مثل أشعة الفجر

    لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟

    ومثل الماء في النهر

    ومثل الغيم ، والأمطار ،

    والأعشاب والزهر

    أليس الحب للإنسان

    عمراً داخل العمر ؟

    لماذا لايكون الحب في بلدي ؟

    طبيعياً

    كلقيا الثغر بالثغر

    ومنساباً

    كما شعري على ظهري

    لماذا لا يحب الناس في لين ويسر ؟

    كما الأسماك في البحر

    كما الأقمار في أفلاكها تجري

    لماذا لا يكون الحب في بلدي

    ضرورياً

    كديوان من الشعر

    انا نهدي في صدري

    كعصفورين

    قد ماتا من الحر

    كقديسين شرقيين متهمين بالكفر

    كم اضطهدا

    وكم رقدا على الجمر

    وكم رفضا مصيرهما

    وكم ثارا على القهر

    وكم قطعا لجامهما

    وكم هربا من القبر

    متى سيفك قيدهما

    متى ؟

    يا ليتني ادري

    نزلت إلى حديقتنا

    ازور ربيعها الراجع

    عجنت ترابها بيدي

    حضنت حشيشها الطالع

    رأيت شجيرة الدراق

    تلبس ثوبها الفاقع

    رأيت الطير محتفلاً

    بعودة طيره الساجع

    رأيت المقعد الخشبي

    مثل الناسك الراجع

    سقطت عليه باكية

    كأني مركب ضائع

    احتى الأرض ياربي ؟

    تعبر عن مشاعرها

    بشكل بارع ... بارع

    احتى الأرض ياربي

    لها يوم .. تحب فيه ..

    تبوح به ..

    تضم حبيبها الراجع

    وفوق العشب من حولي

    لها سبب .. لها الدافع

    فليس الزنبق الفارع

    وليس الحقل ، ليس النحل

    ليس الجدول النابع

    سوى كلمات هذى الأرض ..

    غير حديثها الرائع

    أحس بداخلي بعثاً

    يمزق قشرتي عني

    ويدفعني لان أعدو

    مع الأطفال في الشارع

    أريد..

    أريد..

    كايه زهرة في الروض

    تفتح جفنها الدامع

    كايه نحله في الحقل

    تمنح شهدها النافع

    أريد..

    أريد أن أحيا

    بكل خليه مني

    مفاتن هذه الدنيا

    بمخمل ليلها الواسع

    وبرد شتائها اللاذع

    أريد..

    أريد أن أحيا

    بكل حرارة الواقع

    بكل حماقة الواقع

    يعود أخي من الماخور ...

    عند الفجر سكرانا ...

    يعود .. كأنه السلطان ..

    من سماه سلطانا ؟

    ويبقى في عيون الأهل

    أجملنا ... وأغلانا ..

    ويبقى في ثياب العهر

    اطهرنا ... وأنقانا

    يعود أخي من الماخور

    مثل الديك .. نشوانا

    فسبحان الذي سواه من ضوء

    ومن فحم رخيص نحن سوانا

    وسبحان الذي يمحو خطاياه

    ولا يمحو خطايانا

    تخيف أبي مراهقتي

    يدق لها

    طبول الذعر والخطر

    يقاومها

    يقاوم رغوة الخلجان

    يلعن جراة المطر

    يقاوم دونما جدوى

    مرور النسغ في الذهر

    أبي يشقى

    إذا سالت رياح الصيف عن شعري

    ويشقى إن رأى نهداي

    يرتفحان في كبر

    ويغتسلان كالأطفال

    تحت أشعه القمر

    فما ذنبي وذنبهما

    هما مني هما قدري

    متى يأتي ترى بطلي

    لقد خبأت في صدري

    له ، زوجا من الحجل

    وقد خبأت في ثغري

    له ، كوزا من العسل متى يأتي على فرس

    له ، مجدولة الخصل

    ليخطفني

    ليكسر باب معتقلي

    فمنذ طفولتي وأنا

    أمد على شبابيكي

    حبال الشوق والأمل

    واجدل شعري الذهبي كي يصعد

    على خصلاته .. بطلي

    يروعني ..

    شحوب شقيقتي الكبرى

    هي الأخرى

    تعاني ما أعانيه

    تعيش الساعة الصفرا

    تعاني عقده سوداء

    تعصر قلبها عصرا

    قطار الحسن مر بها

    ولم يترك سوى الذكرى

    ولم يترك من النهدين

    إلا الليف والقشرا

    لقد بدأت سفينتها

    تغوص .. وتلمس القعرا

    أراقبها وقد جلست

    بركن ، تصلح الشعرا

    تصففه .. وتخربه

    وترسل زفرة حرى

    تلوب .. تلوب .. في الردهات

    مثل ذبابة حيرى

    وتقبح في محارتها

    كنهر .. لم يجد مجرى

    سأكتب عن صديقاتي

    فقصه كل واحده

    أرى فيها .. أرى ذاتي

    ومأساة كمأساتي

    سأكتب عن صديقاتي

    عن السجن الذي يمتص أعمار السجينات

    عند الزمن الذي أكلته أعمدة المجلات

    عن الأبواب لا تفتح

    عن الرغبات وهي بمهدها تذبح

    عن الحلمات تحت حريرها تنبح

    عن الزنزانة الكبرى

    وعن جدارنها السود

    وعن آلاف .. آلاف الشهيداتِ

    دفن بغير أسماء

    بمقبرة التقاليد

    صديقاتي دمى ملفوفة بالقطن

    داخل متحف مغلق

    نقود صكها التاريخ ، لا تهدى ولا تنفق

    مجاميع من الأسماك في أحواضها تخنق

    وأوعيه من البلور مات فراشها الأزرق

    بلا خوف

    سأكتب عن صديقاتي

    عن الأغلال دامية بأقدام الجميلات

    عن الهذيان .. والغثيان .. عن ليل الضرعات

    عن الأشواق تدفن في المخدات

    عن الدوران في اللاشيء

    عن موت الهنيهات

    صديقاتي

    رهائن تشترى وتباع في سوق الخرافات

    سبايا في حريم الشرق

    موتى غير أموات

    يعشن ، يمتن مثل الفطر في جوف الزجاجات

    صديقاتي

    طيور في مغائرها

    تموت بغير أصوات

    خلوت اليوم ساعات

    إلى جسدي

    أفكر في قضاياه

    أليس هوالثاني قضاياه ؟

    وجنته وحماه ؟

    لقد أهملته زمنا

    ولم اعبا بشكواه

    نظرت إليه في شغف

    نظرت إليه من أحلى زواياه

    لمست قبابه البيضاء

    غابته ومرعاه

    إن لوني حليبي

    كان الفجر قطره وصفاه

    أسفت لا نه جسدي

    أسفت على ملاسته

    وثرت على مصممه ، وعاجنه وناحته

    رثيت له

    لهذا الوحش يأكل من وسادته

    لهذا الطفل ليس تنام عيناه

    نزعت غلالتي عني

    رأيت الظل يخرج من مراياه

    رأيت النهر كالعصفور ... لم يتعب جناحاه

    تحرر من قطيفته

    ومزق عنه " تفتاه "

    حزنت انا لمرآه

    لماذا الله كوره ودوره .. وسواه ؟

    لماذا الله أشقاني

    بفتنته .. وأشقاه ؟

    وعلقه بأعلى الصدر

    جرحاً .. لست أنساه

    لماذا يستبد ابي ؟

    ويرهقني بسلطته .. وينظر لي كانيه

    كسطر في جريدته

    ويحرص على أن أظل له

    كأني بعض ثروته

    وان أبقى بجانبه

    ككرسي بحجرته

    أيكفي أنني ابنته

    أني من سلالته

    أيطعمني أبي خبزاً ؟

    أيغمرني بنعمته ؟

    كفرت انا .. بمال أبي

    بلؤلؤة ... بفضته

    أبي لم ينتبه يوماً

    إلى جسدي .. وثورته

    أبي رجل أناني

    مريض في محبته

    مريض في تعنته

    يثور إذا رأى صدري

    تمادى في استدارته

    يثور إذا رأى رجلاً

    يقرب من حديقته

    أبي ...

    لن يمنع التفاح عن إكمال دورته

    سيأتي ألف عصفور

    ليسرق من حديقته

    على كراستي الزرقاء .. استلقي يمريه

    وابسط فوقها في فرح وعفوية

    أمشط فوقها شعري

    وارمي كل أثوابي الحريرية

    أنام , أفيق , عارية ..

    أسير .. أسير حافية

    على صفحات أوراقي السماوية

    على كراستي الزرقاء

    استرخي على كيفي

    واهرب من أفاعي الجنس

    والإرهاب ..

    والخوف ..

    واصرخ ملء حنجرتي

    انا امرأة .. انا امرأة

    انا انسانة حية

    أيا مدن التوابيت الرخامية

    على كراستي الزرقاء

    تسقط كل أقنعتي الحضارية

    ولا يبقى سوى نهدي

    تكوم فوق أغطيتي

    كشمس استوائية

    ولا يبقى سوى جسدي

    يعبر عن مشاعره

    بلهجته البدائية

    ولا يبقى .. ولا يبقى ..

    سوى الأنثى الحقيقة

    صباح اليوم فاجأني

    دليل أنوثتي الأول

    كتمت تمزقي

    وأخذت ارقب روعة الجدول

    واتبع موجه الذهبي

    اتبعه ولا أسال

    هنا .. أحجار ياقوت

    وكنز لألي مهمل

    هنا .. نافورة جذلى

    هنا .. جسر من المخمل

    ..هنا

    سفن من التوليب

    ترجوا الأجمل الأجمل

    هنا .. حبر بغير يد

    هنا .. جرح ولا مقتل

    أأخجل منه ..

    هل بحر بعزة موجه يخجل ؟

    انا للخصب مصدره وأنا يده

    وأنا المغزل ...--------------------------------------------------------------------------------


    يوميات إمرأة


    لماذا في مدينتنا ؟

    نعيش الحب تهريباً وتزويراً ؟

    ونسرق من شقوق الباب موعدنا

    ونستعطي الرسائل

    والمشاويرا

    لماذا في مدينتنا ؟

    يصيدون العواطف والعصافيرا

    لماذا نحن قصديرا ؟

    وما يبقى من الإنسان

    حين يصير قصديرا ؟

    لماذا نحن مزدوجون

    إحساسا وتفكيرا ؟

    لماذا نحن ارضيون ..

    تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟

    لماذا أهل بلدتنا ؟

    يمزقهم تناقضهم

    ففي ساعات يقظتهم

    يسبون الضفائر والتنانيرا

    وحين الليل يطويهم

    يضمون التصاويرا

    أسائل نفسي دائماً

    لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟

    لكل الناس

    كل الناس

    مثل أشعة الفجر

    لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟

    ومثل الماء في النهر

    ومثل الغيم ، والأمطار ،

    والأعشاب والزهر

    أليس الحب للإنسان

    عمراً داخل العمر ؟

    لماذا لايكون الحب في بلدي ؟

    طبيعياً

    كلقيا الثغر بالثغر

    ومنساباً

    كما شعري على ظهري

    لماذا لا يحب الناس في لين ويسر ؟

    كما الأسماك في البحر

    كما الأقمار في أفلاكها تجري

    لماذا لا يكون الحب في بلدي

    ضرورياً

    كديوان من الشعر

    انا نهدي في صدري

    كعصفورين

    قد ماتا من الحر

    كقديسين شرقيين متهمين بالكفر

    كم اضطهدا

    وكم رقدا على الجمر

    وكم رفضا مصيرهما

    وكم ثارا على القهر

    وكم قطعا لجامهما

    وكم هربا من القبر

    متى سيفك قيدهما

    متى ؟

    يا ليتني ادري

    نزلت إلى حديقتنا

    ازور ربيعها الراجع

    عجنت ترابها بيدي

    حضنت حشيشها الطالع

    رأيت شجيرة الدراق

    تلبس ثوبها الفاقع

    رأيت الطير محتفلاً

    بعودة طيره الساجع

    رأيت المقعد الخشبي

    مثل الناسك الراجع

    سقطت عليه باكية

    كأني مركب ضائع

    احتى الأرض ياربي ؟

    تعبر عن مشاعرها

    بشكل بارع ... بارع

    احتى الأرض ياربي

    لها يوم .. تحب فيه ..

    تبوح به ..

    تضم حبيبها الراجع

    وفوق العشب من حولي

    لها سبب .. لها الدافع

    فليس الزنبق الفارع

    وليس الحقل ، ليس النحل

    ليس الجدول النابع

    سوى كلمات هذى الأرض ..

    غير حديثها الرائع

    أحس بداخلي بعثاً

    يمزق قشرتي عني

    ويدفعني لان أعدو

    مع الأطفال في الشارع

    أريد..

    أريد..

    كايه زهرة في الروض

    تفتح جفنها الدامع

    كايه نحله في الحقل

    تمنح شهدها النافع

    أريد..

    أريد أن أحيا

    بكل خليه مني

    مفاتن هذه الدنيا

    بمخمل ليلها الواسع

    وبرد شتائها اللاذع

    أريد..

    أريد أن أحيا

    بكل حرارة الواقع

    بكل حماقة الواقع

    يعود أخي من الماخور ...

    عند الفجر سكرانا ...

    يعود .. كأنه السلطان ..

    من سماه سلطانا ؟

    ويبقى في عيون الأهل

    أجملنا ... وأغلانا ..

    ويبقى في ثياب العهر

    اطهرنا ... وأنقانا

    يعود أخي من الماخور

    مثل الديك .. نشوانا

    فسبحان الذي سواه من ضوء

    ومن فحم رخيص نحن سوانا

    وسبحان الذي يمحو خطاياه

    ولا يمحو خطايانا

    تخيف أبي مراهقتي

    يدق لها

    طبول الذعر والخطر

    يقاومها

    يقاوم رغوة الخلجان

    يلعن جراة المطر

    يقاوم دونما جدوى

    مرور النسغ في الذهر

    أبي يشقى

    إذا سالت رياح الصيف عن شعري

    ويشقى إن رأى نهداي

    يرتفحان في كبر

    ويغتسلان كالأطفال

    تحت أشعه القمر

    فما ذنبي وذنبهما

    هما مني هما قدري

    متى يأتي ترى بطلي

    لقد خبأت في صدري

    له ، زوجا من الحجل

    وقد خبأت في ثغري

    له ، كوزا من العسل متى يأتي على فرس

    له ، مجدولة الخصل

    ليخطفني

    ليكسر باب معتقلي

    فمنذ طفولتي وأنا

    أمد على شبابيكي

    حبال الشوق والأمل

    واجدل شعري الذهبي كي يصعد

    على خصلاته .. بطلي

    يروعني ..

    شحوب شقيقتي الكبرى

    هي الأخرى

    تعاني ما أعانيه

    تعيش الساعة الصفرا

    تعاني عقده سوداء

    تعصر قلبها عصرا

    قطار الحسن مر بها

    ولم يترك سوى الذكرى

    ولم يترك من النهدين

    إلا الليف والقشرا

    لقد بدأت سفينتها

    تغوص .. وتلمس القعرا

    أراقبها وقد جلست

    بركن ، تصلح الشعرا

    تصففه .. وتخربه

    وترسل زفرة حرى

    تلوب .. تلوب .. في الردهات

    مثل ذبابة حيرى

    وتقبح في محارتها

    كنهر .. لم يجد مجرى

    سأكتب عن صديقاتي

    فقصه كل واحده

    أرى فيها .. أرى ذاتي

    ومأساة كمأساتي

    سأكتب عن صديقاتي

    عن السجن الذي يمتص أعمار السجينات

    عند الزمن الذي أكلته أعمدة المجلات

    عن الأبواب لا تفتح

    عن الرغبات وهي بمهدها تذبح

    عن الحلمات تحت حريرها تنبح

    عن الزنزانة الكبرى

    وعن جدارنها السود

    وعن آلاف .. آلاف الشهيداتِ

    دفن بغير أسماء

    بمقبرة التقاليد

    صديقاتي دمى ملفوفة بالقطن

    داخل متحف مغلق

    نقود صكها التاريخ ، لا تهدى ولا تنفق

    مجاميع من الأسماك في أحواضها تخنق

    وأوعيه من البلور مات فراشها الأزرق

    بلا خوف

    سأكتب عن صديقاتي

    عن الأغلال دامية بأقدام الجميلات

    عن الهذيان .. والغثيان .. عن ليل الضرعات

    عن الأشواق تدفن في المخدات

    عن الدوران في اللاشيء

    عن موت الهنيهات

    صديقاتي

    رهائن تشترى وتباع في سوق الخرافات

    سبايا في حريم الشرق

    موتى غير أموات

    يعشن ، يمتن مثل الفطر في جوف الزجاجات

    صديقاتي

    طيور في مغائرها

    تموت بغير أصوات

    خلوت اليوم ساعات

    إلى جسدي

    أفكر في قضاياه

    أليس هوالثاني قضاياه ؟

    وجنته وحماه ؟

    لقد أهملته زمنا

    ولم اعبا بشكواه

    نظرت إليه في شغف

    نظرت إليه من أحلى زواياه

    لمست قبابه البيضاء

    غابته ومرعاه

    إن لوني حليبي

    كان الفجر قطره وصفاه

    أسفت لا نه جسدي

    أسفت على ملاسته

    وثرت على مصممه ، وعاجنه وناحته

    رثيت له

    لهذا الوحش يأكل من وسادته

    لهذا الطفل ليس تنام عيناه

    نزعت غلالتي عني

    رأيت الظل يخرج من مراياه

    رأيت النهر كالعصفور ... لم يتعب جناحاه

    تحرر من قطيفته

    ومزق عنه " تفتاه "

    حزنت انا لمرآه

    لماذا الله كوره ودوره .. وسواه ؟

    لماذا الله أشقاني

    بفتنته .. وأشقاه ؟

    وعلقه بأعلى الصدر

    جرحاً .. لست أنساه

    لماذا يستبد ابي ؟

    ويرهقني بسلطته .. وينظر لي كانيه

    كسطر في جريدته

    ويحرص على أن أظل له

    كأني بعض ثروته

    وان أبقى بجانبه

    ككرسي بحجرته

    أيكفي أنني ابنته

    أني من سلالته

    أيطعمني أبي خبزاً ؟

    أيغمرني بنعمته ؟

    كفرت انا .. بمال أبي

    بلؤلؤة ... بفضته

    أبي لم ينتبه يوماً

    إلى جسدي .. وثورته

    أبي رجل أناني

    مريض في محبته

    مريض في تعنته

    يثور إذا رأى صدري

    تمادى في استدارته

    يثور إذا رأى رجلاً

    يقرب من حديقته

    أبي ...

    لن يمنع التفاح عن إكمال دورته

    سيأتي ألف عصفور

    ليسرق من حديقته

    على كراستي الزرقاء .. استلقي يمريه

    وابسط فوقها في فرح وعفوية

    أمشط فوقها شعري

    وارمي كل أثوابي الحريرية

    أنام , أفيق , عارية ..

    أسير .. أسير حافية

    على صفحات أوراقي السماوية

    على كراستي الزرقاء

    استرخي على كيفي

    واهرب من أفاعي الجنس

    والإرهاب ..

    والخوف ..

    واصرخ ملء حنجرتي

    انا امرأة .. انا امرأة

    انا انسانة حية

    أيا مدن التوابيت الرخامية

    على كراستي الزرقاء

    تسقط كل أقنعتي الحضارية

    ولا يبقى سوى نهدي

    تكوم فوق أغطيتي

    كشمس استوائية

    ولا يبقى سوى جسدي

    يعبر عن مشاعره

    بلهجته البدائية

    ولا يبقى .. ولا يبقى ..

    سوى الأنثى الحقيقة

    صباح اليوم فاجأني

    دليل أنوثتي الأول

    كتمت تمزقي

    وأخذت ارقب روعة الجدول

    واتبع موجه الذهبي

    اتبعه ولا أسال

    هنا .. أحجار ياقوت

    وكنز لألي مهمل

    هنا .. نافورة جذلى

    هنا .. جسر من المخمل

    ..هنا

    سفن من التوليب

    ترجوا الأجمل الأجمل

    هنا .. حبر بغير يد

    هنا .. جرح ولا مقتل

    أأخجل منه ..

    هل بحر بعزة موجه يخجل ؟

    انا للخصب مصدره وأنا يده

    وأنا المغزل ..
    nejmeddine
    nejmeddine
    مشرف منتدى العلم والمعرفة


    عدد المساهمات : 62

    موسوعة الشاعر نزار قباني Empty من روائع نزار قباني

    مُساهمة من طرف nejmeddine الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 2:21 pm

    إختاري
    إني خيرتُكِ فاختاري
    ما بينَ الموتِ على صدري..
    أو فوقَ دفاترِ أشعاري..
    إختاري الحبَّ.. أو اللاحبَّ
    فجُبنٌ ألا تختاري..
    لا توجدُ منطقةٌ وسطى
    ما بينَ الجنّةِ والنارِ..
    إرمي أوراقكِ كاملًة..
    وسأرضى عن أيِّ قرارِ..
    قولي. إنفعلي. إنفجري
    لا تقفي مث َ ل المسمارِ..
    لا يمكنُ أن أبقى أبدًا
    كالقشّةِ تحتَ الأمطارِ
    إختاري قدرًا بين اثنينِ
    وما أعنَفها أقداري..
    مُرهقةٌ أنتِ.. وخائفةٌ
    وطويلٌ جدًا.. مشواري
    غوصي في البحرِ.. أو ابتعدي
    لا بحرٌ من غيرِ دوارِ..
    الحبُّ مواجهةٌ كبرى
    إبحارٌ ضدَّ التيارِ
    صَلبٌ.. وعذابٌ.. ودموعٌ
    ورحيلٌ بينَ الأقمارِ..
    يقتُلني جبنُكِ يا امرأًة
    تتسلى من خلفِ ستارِ..
    إني لا أؤمنُ في حبٍّ..
    لا يحم ُ ل نزقَ الثوارِ..
    لا يكسرُ كلَّ الأسوارِ
    لا يضربُ مث َ ل الإعصارِ..
    آهٍ.. لو حبُّكِ يبلعُني
    يقلعُني.. مث َ ل الإعصارِ..
    إنّي خيرتك.. فاختاري
    ما بينَ الموتِ على صدري
    أو فوقَ دفاترِ أشعاري
    لا توجدُ منطقةٌ وسطى
    ما بينَ الجنّةِ والنّارِ..
    nejmeddine
    nejmeddine
    مشرف منتدى العلم والمعرفة


    عدد المساهمات : 62

    موسوعة الشاعر نزار قباني Empty رد: موسوعة الشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف nejmeddine الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 2:26 pm

    أحزان في الأندلس
    كتبتِ لي يا غاليه..
    كتبتِ تسألينَ عن إسبانيه
    عن طارقٍ، يفتحُ باسم الله دنيا ثانيه..
    عن عقبة بن نافعٍ
    يزرع شتَل نخلةٍ..
    في قلبِ كلِّ رابيه..
    سألتِ عن أميةٍ..
    سألتِ عن أميرها معاويه..
    عن السرايا الزاهيه
    تحمُل من دمشقَ.. في ركابِها
    حضارًة وعافيه..
    لم يبقَ في إسبانيه
    منّا، ومن عصورنا الثمانيه
    غيرُ الذي يبقى من الخمرِ،
    بجوف الآنيه..
    وأعينٍ كبيرةٍ.. كبيرةٍ
    مازال في سوادها ينامُ ليُل الباديه..
    لم يبقَ من قرطبةٍ
    سوى دموعُ المئذناتِ الباكيه
    سوى عبيرِ الورود، والنارنج والأضاليه..
    لم يبق من وّلادةٍ ومن حكايا حُبها..
    قافيٌة ولا بقايا قافيه..
    لم يبقَ من غرناطةٍ
    ومن بني الأحمر.. إلا ما يقول الراويه
    وغيرُ "لا غالبَ إلا الله"
    تلقاك في كلِّ زاويه..
    لم يبقَ إلا قصرُهم
    كامرأةٍ من الرخام عاريه..
    تعيشُ –لا زالت- على
    قصَّةِ حُبٍّ ماضيه..
    مضت قروٌن خمسٌة
    مذ رحَل "الخليفُة الصغيرُ" عن إسبانيه
    ولم تزل أحقادنا الصغيره..
    كما هيَه..
    ولم تزل عقليُة العشيره
    في دمنا كما هيه
    حوارُنا اليوميُّ بالخناجرِ..
    أفكارُنا أشبهُ بالأظافرِ
    مَضت قروٌن خمسٌة
    ولا تزال لفظُة العروبه..
    كزهرةٍ حزينةٍ في آنيه..
    كطفلةٍ جائعةٍ وعاريه
    نصلبُها على جدارِ الحقدِ والكراهيه..
    مَضت قرو ٌ ن خمسُة.. يا غاليه
    كأننا.. نخرجُ هذا اليومَ من إسبانيه..

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 10:44 pm