احتضار الثقافة العربية
لقد كنا نتحدث عن تعدد الثقافات مثل الثقافة الغربية و الثقافة
العربية و الثقافة الأمريكية ، بل إننا داخل كل ثقافة نتحدث عن
ثقافات ففي حديثنا عن الثقافة العربية نتحدث عن الثقافة المصرية
و الثقافة العراقية و الثقافة التونسية ....و بقطع النظر عن تعريف
الثقافة باعتباره إشكالية فلسفية اختلف الفلاسفة و أهل الفكر
في تحديدها ، فإننا اليوم لم نعد نتحدث كثيرا عن الثقافات الوطنية
و الثقافة العربية ، و إذا ما تصفحنا أي مجلة أو كتاب يتحدث عن
الثقافة العربية ، فإننا نجد أن أغلب الكتاب و المفكرين يتبعون
النظريات الغربية و المناهج الغربية في التحليل و النقد ، بل إننا
نجد العديد من النصوص المترجمة من لغات أخرى و من ثقافات
أخرى . فهل يعني هذا أننا نسير في طريق طمس الثقافات
الوطنية و طمس الثقافة العربية ، خاصة و نحن نعيش في ظلّ
نظام عالمي وحّد النظام الإقتصادي و السياسيى على مستوى
العالم ، كما أن الثورة في مجال وسائل الإتصال و المواصلات
السلكية و اللاسلكية لها دور في توحيد الثقافات ، و سنجد
في يوم من الأيام أنفسنا نتحدث عن الثقافة الإنسانية بصورة عامة
في حين يعتبر حديثنا عن الثقافات المحلية أو الثقافة العربية
غريبا و يتنافى مع ما يتطلبه التطور . إن الإندماج في الثقافة
العالمية أو الإنسانية جعل العديد من المفكرين يدعون إلى
ضرورة حماية الثقافة العربية التي تعتبر شكلا من أشكال
الحفاظ على الهويّة العربية . و لكنّ نداءاتهم ذهبت أدراج
الرياح نظرا لغياب الإرادة السياسية ، و بسب التشتت
العربي و الإنقسامات المذهبية و السياسية و الفكرية التي
تجعل من هذه النداءات ضربا من الوهم و الخيال و الحلم.
الهادي الزغيدي
لقد كنا نتحدث عن تعدد الثقافات مثل الثقافة الغربية و الثقافة
العربية و الثقافة الأمريكية ، بل إننا داخل كل ثقافة نتحدث عن
ثقافات ففي حديثنا عن الثقافة العربية نتحدث عن الثقافة المصرية
و الثقافة العراقية و الثقافة التونسية ....و بقطع النظر عن تعريف
الثقافة باعتباره إشكالية فلسفية اختلف الفلاسفة و أهل الفكر
في تحديدها ، فإننا اليوم لم نعد نتحدث كثيرا عن الثقافات الوطنية
و الثقافة العربية ، و إذا ما تصفحنا أي مجلة أو كتاب يتحدث عن
الثقافة العربية ، فإننا نجد أن أغلب الكتاب و المفكرين يتبعون
النظريات الغربية و المناهج الغربية في التحليل و النقد ، بل إننا
نجد العديد من النصوص المترجمة من لغات أخرى و من ثقافات
أخرى . فهل يعني هذا أننا نسير في طريق طمس الثقافات
الوطنية و طمس الثقافة العربية ، خاصة و نحن نعيش في ظلّ
نظام عالمي وحّد النظام الإقتصادي و السياسيى على مستوى
العالم ، كما أن الثورة في مجال وسائل الإتصال و المواصلات
السلكية و اللاسلكية لها دور في توحيد الثقافات ، و سنجد
في يوم من الأيام أنفسنا نتحدث عن الثقافة الإنسانية بصورة عامة
في حين يعتبر حديثنا عن الثقافات المحلية أو الثقافة العربية
غريبا و يتنافى مع ما يتطلبه التطور . إن الإندماج في الثقافة
العالمية أو الإنسانية جعل العديد من المفكرين يدعون إلى
ضرورة حماية الثقافة العربية التي تعتبر شكلا من أشكال
الحفاظ على الهويّة العربية . و لكنّ نداءاتهم ذهبت أدراج
الرياح نظرا لغياب الإرادة السياسية ، و بسب التشتت
العربي و الإنقسامات المذهبية و السياسية و الفكرية التي
تجعل من هذه النداءات ضربا من الوهم و الخيال و الحلم.
الهادي الزغيدي