العرس الدمشقي بين الأمس واليوم
صفحة: 1/3
نقلاً عن موقع إسلام أون لاين
بين الأمس واليوم اختلفت الكثير من تقاليد العرس الدمشقي؛ فإذا هو اليوم يتسم بمظاهر البذخ؛ وهو ما جعل الشباب يعزفون عن الزواج حتى سن متأخرة حتى يوفروا مصاريف الزواج ومتطلباته، في حين أنه كان يقوم في السابق على البساطة والعفوية؛ حيث الأصدقاء والأقرباء هم من يحيون العرس، وليست الفرق الشعبية أو الفرق الموسيقية بمطربيها، ولا السيارات الفارهة التي تسير بموكب العرس.
في السابق كان يقام العرس بنخوة (الزكرتاوية) من شباب الحي، كانت مظاهر الفرح خاصة فيها من الدفء والحميمية والتآزر ما يجعلنا نقف في لحظة صدق متأسفين على ما وصلت إليه العلاقات الاجتماعية من فقر حتى على مستوى الأقرباء جدًّا من الأعمام والأخوال..
العروس عارضة أزياء
الكثير من التقاليد أصبحت الآن منسية، ومقتصرة على بعض العائلات المحافظة من فئات اجتماعية بسيطة؛ فقد أصبحت الآن حفلة العرس تقام في يومي كَتْب الكتاب والدخلة، وقد يكونان في اليوم ذاته، وإذا كان العريس من عائلة غنية تقام الحفلات في أحد الفنادق الكبيرة، أو في صالة للأفراح موجودة في الحي، أو في أحد الأحياء المجاورة؛ فالمنازل باتت تضيق لمثل هذه التجمعات، بعد أن استثنت الأبنية الحديثة "الليوان" وباحة الدار العربية القديمة، وتأتي العروس إلى الصالة برفقة والدتها وأخواتها دون العريس، وتبدأ بعرض مجموعة فساتينها أو ما يدعى بالجهاز، مرتدية فستانًا تلو الآخر، تعرضه لأهل العريس ولصديقاتها وأقربائها، ويتبادر إلى الحاضر أنه في عرض للأزياء، تُظهر فيه العروس مفاتنها وذوقها في اختيار ملابسها، وإلى حد ما سخاءها، وبالتأكيد العروس لا بد أن تجيد الرقص؛ لتتمايل بفساتينها الجديدة، ويستمر عرض الجهاز إلى أن تأتي العارضة بالعريس إلى صالة العرس؛ فتعود العروس لترتدي فستانها الأبيض، وتستقبله مع أبيه وإخوته وأعمامه، يرفع العريس الطرحة عن وجه عروسه، وتبدأ النساء بالتصفيق والزغاريد التي لا تنتهي. "أوها يسعد صباحك يا فله إفرنجية..
أوها يا ورد على أمه يا خلقه إلهية..
أوها لو قدموا لي بذلك من الألف للميه..
أوها ما أهوى بدالك ولالي من أحد نيه
لا لا لا ليش".
وقد أخذت بعض العائلات تستأجر عربة بيضاء تجرها الأحصنة دلالة على العودة إلى "التراث" والمحافظة على الفلكلور، ولكنه التراث الباهظ الثمن؛ فالطريف أن هذه العائلات كلما حاولت الاقتراب من التراث والفلكلور كلما دفعت نقودا أكثر. تماما مثلما أصبحت الفلافل والفول صحنا أساسيا في فنادق الخمسة نجوم.