ملتقى شباب العالم



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى شباب العالم

ملتقى شباب العالم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شبابي عام

بشرى سارة (( منتدى مملكة الحرية يعود إليكم من جديد بحلته الجديدة و بإدارته المتجددة وبأعضائه المتميزون )) فأهلاً ومرحباً بكم أخواني وأخواتي على أرض مملكة الحرية التس تحرسها القلوب المؤمنة
أهدي تحياتي إلى جميع مشرفي وأعضاء وزوار منتدى مملكة الحرية
أهدي تحياتي وسلامي لكل من شارك ببناء ورقي هذا المنتدى الثقافي (( منتدى مملكة الحرية))

    الكتابة بين الحريّة و النّمطيّة

    avatar
    الهادي الزغيدي
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 724

    الكتابة بين الحريّة و النّمطيّة Empty الكتابة بين الحريّة و النّمطيّة

    مُساهمة من طرف الهادي الزغيدي الأربعاء أكتوبر 14, 2009 2:41 am

    الكتابة بين الحريّة و النّمطيّة


    نكتب كثيرا ، و في مواضيع مختلفة و متناقضة منها ما هو فلسفيّ

    و منها ما هو أدبيّ أو إجتماعي أو سياسي ....و لكننا في مختلف

    كتاباتنا نطبق مناهج متعددة و نخضع أفكارنا لضوابط نحاول قدر الإمكان

    عدم الخروج عنها ، فإذا كنّا من أنصار الفلسفة الليبيرالية فإننا نحلل

    طبيعة مجتمعاتنا وفقا لهذه الفلسفة ، أمّا إذا كنّا من أتباع الفلسفة

    الإشتراكية فإننا نحلل المجتمع وفق هذه الفلسفة أيضا ، و هكذا

    يكون الأمر مع الفكر القومي و الفكر الإسلامي ... و تنعمسلم هذه

    المناهج التي نتعلمها في المدارس و الجامعات على تحليلنا لمختلف

    النصوص و الخطابات . ففي مجال الأدب قد نحلل النصّ بمنهج العلوم

    الإجتماعية و قد نحلله تحليلا نفسيا أو تاريخيّا أو بنيويا . و هذه

    المناهج تؤثر بحكم تعوّدنا على استخدامها و التعامل معها على

    سلوكنا و على تعاملنا مع محيطنا الإجتماعي . و يضاف إلى هذه

    المناهج جملة المبادئ و القيم و السلوك الذي يطبع شخصيتنا

    بحكم التربية و التعليم و بحكم ما تلقيناه من المجتمع أثناء إحتكاكنا به

    و تعاملنا معه . و بهذا فإننا لا نكتب ما نريد كتابته فعلا و لا نعبر عن

    حقيقة مشاعرنا ، و لكننا نعبّر عن وجهة نظر المجتمع بصورة غير مباشرة ،

    و نخضع أنفسنا لضوابط في حين أننا نتوهم أننا أحرار و أننا نقول ما

    نريد قوله . لكننا إذا نظرنا إلى المسألة من زاوية أخرى نرى أننا لا يمكن

    عند الكتابة أو التعبير عموما أن ننطلق من فراغ ، فالموضوع يحكمنا

    و يفرض علينا التقيد به ، و لتحليله ينبغي أن نسلك منهجا و خطة

    نستطيع من خلالها إبراز آرائنا للآخرين ، و لو تخلينا عن هذا التخطيط

    و هذا المنهج لكان كلامنا عبثيا و غير مفهوم . و إذا كان كلامنا غير مفهوم

    و لا يخضع للمناهج و الضوابط التي اعتاد الناس استعمالها في خطاباتهم

    سواء المكتوبة أو المنطوقة فمن المستحسن أن نصمت و إلا فإننا

    سنتهم بالجنون و العبثية أو سنتهم بالتعالي على لغة الخطاب اليومي

    إبرازا للذات و حبّا للتميّز .

    إنّ للمجتمع قانونه و سلطته التي تخضع الأفراد لمشيئته ، و بالتالي فإنّ

    حظ الإبداع يقلّ نتيجة البحث عن النمطية في أشكال التعبير و مضامين القول .

    فهل نعبّر عن آرائنا و مشاعرنا و رؤانا حسب الطريقة التي توافق المجتمع

    و بالتالي نفكر أثناء الكتابة في المتقبل و مدى فهمه لطبيعة الخطاب ؟

    أم أننا نكتب للتعبير عن ذواتنا سواء فهم المتقبل خطابنا أو لم يفهمه ؟

    و هل نحدد لأنفسنا منهجا و تخطيطا لتحليل المواضيع التي نريد التعبير عنها ؟

    أم أننا نترك العنان لقلمنا ليخطّ بحرية ما يشعر به و نفسح المجال لفكرنا ليعبر

    عن ذاته كما يريد لا كما يريد الآخرون ؟ . و هل الإبداع في الكتابة مشروط

    بعدم إتباع المناهج المعمول بها و التي يفرزها المجتمع حسب مراحل تطوره ؟

    أم أنّ الإبداع شهادة يمنحها المجتمع للذين يتبعون نواميسه و يسيرون

    وفق ضوابطه ؟

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 5:14 am