في معنى العظمة والشموخ والإباء و التفرد بحثت وقرات وأعجبني ما كتبه المنفلوطي في نظراته بعنوان العظمة فأحببت ان أترك بعضه هنا بين أيديكم محبة لكم ...
ليس معنى الوجود في الحياة أن يتخذ المرء لنفسه فيها نفقاً يتصل أوله بباب مهده و آخره بباب لحده ثم ينزلق فيه انزلاقا من حيث لا تراه عين ولا تسمع دبيبه أذن حتى يبلغ نهايته كما تفعل الهوام و الحشرات و الزاحفات على بطونها من بنات الأرض ، وإنما الوجود قرع الأسماع ، واجتذاب النظار ، وتحريك أوتار القلوب ، واستثارة الألسنة الصامتة وتحريك الأقلام الراقدة ، وتأريث نار الحب في نفوس الاخيار ، وجمرة البغض في قلوب الأشرار ، فعظماء الرجال أطول الناس أعماراً وإن قصرت حياتهم ، و أعظمهم حظاً في الوجود وإن قلت على ظهر الأرض أيامهم .
العظمة كالحقيقة يخدمها أعدائها و أصدقائها ، ويحمل أحجار هيكلها على رؤوسهم هادموها وبناتها ، فحيث ترى سواد الأعداء فهناك سواد الأصدقاء ، وحيث ترى الفريقين مجتمعين في صعيد واحد ، فأعلم أن العظمة ماثلة على عرشها العظيم فوق أعناقهم جميعاً .
العظمة قصر مشيد مرفوع على ساريتين منحوتين من حب الناس وبغضائهم فلا يزال ذلك القصر ثابتاً في مكانه لا يتزعرع ولا يتحلحل ما بقيتا في مكانهما ، فإذا سقطت إحداهما عجزت الأخرى عن الاستقلال .
لا يعجبنك أن يتفق الناس على حبك جميعاً لأنهم لا يتفقون إلا على حب الرجل الضعيف المهين الذي يتجرد لهم من نفسه وعقله ورأيه ومشاعره ، ثم يقعي على ذنبه تحت أقدامهم إقعاء ال*** الذليل ، يضربونه فيصبر لهم ، ويعبثون به فيبصبص بذنبه طلباً لرضاهم ، ويهتفون به قيقترب ، ويزجرونه فيزدجر .
ولا يعجبك أن يتفقوا على بغضك ، لأنهم لا يتفقون إلا على بغض الخبثاء الأشرار الذين لا يحبون أحداً من الناس فلا يحبهم من الناس أحد .
وليعجبك أن يختلفوا في شأنك ، وينقسموا في أمرك ، ويذهبوا في النظر إليك وتقدير منزلتك كل مذهب ، فتلك آية العظمة ، وذلك شأن الرجل العظيم .
كن القائد الذي تعترك الجيوش حوله من بين ذائد عنه وعاد عليه ، ولا تكن الجندي الذي يسفك دمه ليسقي به دوحة العظمة التي ينعم في ظلالها القائد العظيم .
كن الناطق الذي تحمل الريح صوته إلى مشارق الأرض ومغاربها ، ولا تكن الريح التي تختلف إلى آذان الناس بأصوات الناطقين من حيث لا يأبهون لها ، ولا يعرفون لها يدها .
كن النبتة النظرة التي تعتلج ذرات الأرض في سبيل نظرتها ونمائها ، ولا تكن الذرة التي تطؤها الأقدام وتدوسها الحوافر و الخفاف .
كن زعيم الناس إن استطعت ، فإن عجزت فكن زعيم نفسك ، ولا تطلب العظمة من طريق التشيع للعظماء ، و التلصق بهم ، أو مناصبتهم العداء و الوقوف في وجههم ، فإن فعلت كنت التابع الذليل وكانوا الزعماء و الأعزاء. .
ليس معنى الوجود في الحياة أن يتخذ المرء لنفسه فيها نفقاً يتصل أوله بباب مهده و آخره بباب لحده ثم ينزلق فيه انزلاقا من حيث لا تراه عين ولا تسمع دبيبه أذن حتى يبلغ نهايته كما تفعل الهوام و الحشرات و الزاحفات على بطونها من بنات الأرض ، وإنما الوجود قرع الأسماع ، واجتذاب النظار ، وتحريك أوتار القلوب ، واستثارة الألسنة الصامتة وتحريك الأقلام الراقدة ، وتأريث نار الحب في نفوس الاخيار ، وجمرة البغض في قلوب الأشرار ، فعظماء الرجال أطول الناس أعماراً وإن قصرت حياتهم ، و أعظمهم حظاً في الوجود وإن قلت على ظهر الأرض أيامهم .
العظمة كالحقيقة يخدمها أعدائها و أصدقائها ، ويحمل أحجار هيكلها على رؤوسهم هادموها وبناتها ، فحيث ترى سواد الأعداء فهناك سواد الأصدقاء ، وحيث ترى الفريقين مجتمعين في صعيد واحد ، فأعلم أن العظمة ماثلة على عرشها العظيم فوق أعناقهم جميعاً .
العظمة قصر مشيد مرفوع على ساريتين منحوتين من حب الناس وبغضائهم فلا يزال ذلك القصر ثابتاً في مكانه لا يتزعرع ولا يتحلحل ما بقيتا في مكانهما ، فإذا سقطت إحداهما عجزت الأخرى عن الاستقلال .
لا يعجبنك أن يتفق الناس على حبك جميعاً لأنهم لا يتفقون إلا على حب الرجل الضعيف المهين الذي يتجرد لهم من نفسه وعقله ورأيه ومشاعره ، ثم يقعي على ذنبه تحت أقدامهم إقعاء ال*** الذليل ، يضربونه فيصبر لهم ، ويعبثون به فيبصبص بذنبه طلباً لرضاهم ، ويهتفون به قيقترب ، ويزجرونه فيزدجر .
ولا يعجبك أن يتفقوا على بغضك ، لأنهم لا يتفقون إلا على بغض الخبثاء الأشرار الذين لا يحبون أحداً من الناس فلا يحبهم من الناس أحد .
وليعجبك أن يختلفوا في شأنك ، وينقسموا في أمرك ، ويذهبوا في النظر إليك وتقدير منزلتك كل مذهب ، فتلك آية العظمة ، وذلك شأن الرجل العظيم .
كن القائد الذي تعترك الجيوش حوله من بين ذائد عنه وعاد عليه ، ولا تكن الجندي الذي يسفك دمه ليسقي به دوحة العظمة التي ينعم في ظلالها القائد العظيم .
كن الناطق الذي تحمل الريح صوته إلى مشارق الأرض ومغاربها ، ولا تكن الريح التي تختلف إلى آذان الناس بأصوات الناطقين من حيث لا يأبهون لها ، ولا يعرفون لها يدها .
كن النبتة النظرة التي تعتلج ذرات الأرض في سبيل نظرتها ونمائها ، ولا تكن الذرة التي تطؤها الأقدام وتدوسها الحوافر و الخفاف .
كن زعيم الناس إن استطعت ، فإن عجزت فكن زعيم نفسك ، ولا تطلب العظمة من طريق التشيع للعظماء ، و التلصق بهم ، أو مناصبتهم العداء و الوقوف في وجههم ، فإن فعلت كنت التابع الذليل وكانوا الزعماء و الأعزاء. .