حين يبكي الرجال
ناولته فنجان القهوه
وضعه بين يديه , وركز نظراته في هذا السائل الأسود.
خال لها بأنه قد أصابه نوع من الشلل أو الجمود!!!
-ما بك لماذا لا تشرب قهوتك؟
طأطأ رأسه أكثر وأخذ يرتشف قهوته
ونظراته مركزة باللا شيء,لم يشأ أن تلاحظ بقايا وعلامات
لبكاء مرير.
- ما بك ؟ما بال عينيك ترسمان بقايا حزن دفين؟
-لا شيء لست حزينا.
-نعم لست حزينا ولكنك تمثل الحزن ذاته.
-دعك من الموضوع إنها مجرد أشياء مؤلمه رأيتها
ولن أستطيع محوها من ذاكرتي.
-إذا دع ذكرياتك مدفونة في الماضي ,
ولا تتركها لتكون حاضرا........
-أنا لا أتحدث عن الماضي , إنما حديثي عن الوقت الحاضر
فإن ما يحدث أكبر من أن تحتمله نفسي ...
- إذن, إبق قويا ولا تستسلم لضعفك .
- ليس ضعفي ألذي أخشى منه, فأنا ما زلت قويا بتواجدك معي ,
كونك مصدر قوة لروحي التي تقتبس منك
الكفاح والتوق إلى الأمثل فتهبيني بحضورك إرادة تقود نحو السعادة .
إنما هو ألم الآخرين إنه يقتلني أيتها الغاليه .....
إقتربت منه وأخذت تمسد له شعره بحنان ...
-هل رأيت مرة رجلا يبكي؟-
كل الرجال يبكون ولكن في الخفاء.
-هل رأيت رجلا يبكي كالأطفال؟
-نعم إنك لا تبكي كالأطفال ,
إنما أنت رجل يبكي طفولته....
-ماذا علي أن أفعل أختاه؟
- إبك فالبكاء يطهر النفوس
-ولن تقولي بأني طفل؟؟؟؟؟
-أروع الرجال هم الذين يحملون
في صدورهم بقايا طفل.فليس عيبا لو بكت الرجال ..
قديما كان الشعراء والأبطال يتغنون بحزنهم وببكائهم ..
وذلك لا يعتبر ضعفا إنما هو القوة بحد ذاتها ,
وحتى لو بكيت أمامي فأنت تبكي أمام ذاتك .
أولم تحدثني بأني بت ذاتك ؟؟؟؟؟؟؟؟
إبك أيها الغالي وإغسل بقايا ألمك بطهارة دموعك...........
وضع فنجان القهوة بين يديها
وأمسك بهما بكلتا يديه وبكى..
بكت هي بدورها فاختلطت دموعهما,
فوق عشرين أصبع..............
رحاب فارس بريك