مرابطات الأقصى.. شقائق الرجال في الدفاع عن المسرى
سليمان بشارات
بصوت واحد تنطلق ألسنتهن بهتاف "بالروح بالدم نفديك يا أقصى".. ينتشرن بساحات المسجد لتنظيف المرافق تارة، وتارة أخرى للمشاركة في دروس العلم.. وما إن يحاول يهودي متطرف تدنيس أرض المسجد حتى تجدهن أول من يقفن لردعه.
إنهن المرابطات من أجل الأقصى اللائي كشفت محاولات اقتحام المسجد الأسبوع الجاري عن دورهن، الذي امتد ليجعل منهن دروعا لحماية المرابطين الرجال من بطش جنود الاحتلال.
أم أيمن، التي كانت حاضرة في محاولات الاقتحام الأخيرة تقول: "هجم عدد من أفراد شرطة الاحتلال على شابين ممن يرابطون في الأقصى، وأمسكوا بهما وراحوا يبرحونهما ضربا، فما كان من مجموعة من المرابطات إلا أن هجمن بقوة على الجنود، وقمن بتخليص الشابين من بين براثينهم".
وتتابع رسم تفاصيل المشهد "هذه ليست المرة الأولى التي نقوم بذلك، ففي كثير من الحالات نحمي شبابنا من بطش جنود الاحتلال، وفي بعض الأحيان نقوم بعمل درع بشري يحول دون وصول الشرطة إليهم لاعتقالهم أو ضربهم".
وعن هذه الجرأة التي تمتلكها المرابطات تقول: "كل من يحمي الأقصى ويرابط فيه هم أبناؤنا، وعلينا أن نحميهم ونحافظ عليهم".
وكان مصلون مرابطون داخل المسجد الأقصى قد تمكنوا الأحد 27-9-2009 من إحباط مخطط لجماعات يهودية متطرفة من اقتحام المسرى خلال احتفالهم بما يسمى بـ"يوم الغفران" أو "يوم كيبور"؛ وهو ما دفع بالقوات الخاصة الإسرائيلية وأفراد الشرطة للتدخل بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز لتفريق المصلين؛ ما أسفر عن إصابة عشرات الفلسطينيين، وتكررت محاولة الاقتحام الأحد 4-10-2009، وتكرر كذلك صد المرابطين للمتطرفين اليهود.
رباط متواصل
"سوسن مصاروة"، أنساها حبها للأقصى نفسها، فأوقفت حياتها على الدفاع عنه منذ الصغر، وهو ما توضحه بقولها "ارتبط الأقصى بقلوبنا، ومنذ صغرنا نذهب إلى هناك.. واليوم بعد أن أصبح الخطر يداهمه لابد أن نحميه".
وتضيف وهي تقلب الصفحات على مكتبها، كجزء من عملها في إدارة جمعية "سند"، وإدارة العمل النسائي التابعة للحركة الإسلامية بأم الفحم: "للمرأة مكانة ودور كبير في النضال الفلسطيني، والأقصى هو قلب هذا النضال، من هنا كان لابد لنا من دور".
طبيعة المجتمع الفلسطيني المحافظ، لم تمنع سوسن من الدفاع عن الأقصى؛ حيث تقول: "نحن نعمل في مجتمع أصبح واعيا لما يحاك ضد الأقصى والمقدسات؛ لذلك لا عوائق مجتمعية، فالمرأة في فلسطين48 لديها الحرية في المشاركة بالدفاع عن الأقصى".
ولا تكتفي سوسن، ومئات النسوة غيرها، بالمشاركة في المسيرات أو المهرجانات الخاصة بالأقصى، بل يحافظن على جدول ثابت ومتواصل من الرباط داخل ساحات أولى القبلتين.
وتقول مصاروة: "في أيام كثيرة نرابط بالأقصى منذ ساعات الفجر حتى المغرب.. وأنا شخصيا كان يمر علي بعض الأيام أرابط فيها بشكل متواصل لعدة أيام".
وعن دور المرأة في الدفاع عن الأقصى، تستذكر مصاروة إحدى القصص قائلة: "أردنا إدخال مواد التنظيف لداخل الأقصى، فمنعنا الجنود المتواجدون على البوابات من ذلك، فقلت لهم ألا تستحون من فعل ذلك مع النساء، وأخرجت كاميرا صغيرة من حقيبة يدي وقلت لهم إذا أبقيتمونا محتجزات فسأصور ما فعلتم وأنشره على الإنترنت وأفضح أمركم.. فما كان من الجنود إلا أن سمحوا لنا بالدخول".
كما تستذكر مصاروة، كيف أنها هي وزميلاتها قمن بقطع إحدى رحلاتهن السياحية في إحدى ضواحي القدس، وتوجهن فورا إلى المسجد الأقصى قبل نحو شهر، عندما اتصل بهن أحد الإخوة المرابطين ليعلمهن أن الاحتلال يحاول إدخال جماعات يهودية إليه.
دور مهم
أم فادي، مرابطة أخرى في الأقصى، لا تحرمها واجباتها تجاه أسرتها وأطفالها من أجر الرباط في ثاني المسجدين، فتقول: "أقسم وقتي جيدا، وأعطي بيتي وزوجي وأطفالي حقهم، وأجعل من وقتي حقا للأقصى والدفاع عنه".
وعن الدافع وراء رباطها بالأقصى تقول: "المرأة وجودها بالمجتمع له أهمية ودور كبير، ويجب علينا أن نكون على قدر هذه المسئولية، ومساعدة الرجال في الأوقات التي يحتاجوننا فيها".
وتستذكر أم فادي مشاركتها في يوم نفير لمنع الجماعات اليهودية من دخول الأقصى بداية العام الجاري، قائلة: "كنا داخل الأقصى، وحاولت جماعات يهودية اقتحامه، وقامت قوات الشرطة بضرب الرجال، فما كان منا نحن النساء إلا أن وقفنا جميعا في وجههم حتى منعناهم من الدخول".
وللرباط، كما ترى أم فادي، أهمية أخرى بالنسبة لتربية الأبناء "إننا في رباطنا بالأقصى نتعلم كيف نكون أكثر وعيا بقضيتنا، وكيف نربي أبناءنا على حب ثالث الحرمين.. وأطفالنا الصغار الذين نصطحبهم معنا، يتربون على التعلق بالأقصى وحبه".
نشاطات متعددة
وحتى يتجلى الدفاع عن الأقصى في أبهى صوره المنظمة، أنشأت الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 48 مؤسسة "مسلمات من أجل الأقصى"، التي أخذت على عاتقها تنظيم الكثير من النشاطات الخاصة بالنساء في ساحات المسجد المبارك.
علا إغبارية، رئيسة الجمعية تقول: "في عام 2002 انطلقت هذه المؤسسة، وأخذت على عاتقها حماية الأقصى بجهد النساء، وبفضل الله نقوم بنشاطات مستمرة".
وعن نشاطات الجمعية تقول: "هناك نشاطات تعليمية وتربوية كحلقات العلم في ساحات الأقصى، وأيضا تنظيم المهرجانات، إلى جانب الرحلات الإرشادية والتعريفية بالمسجد الأقصى، والمشاركة في باقي النشاطات التي تعقدها الحركة الإسلامية في ساحات الأقصى".
وتضيف علا "نقوم بتنظيم أيام نفير للأقصى يشارك فيها ما يزيد على ألفي امرأة في كل مرة، وهذا غالبا يحدث عندما يكون هناك تهديد مباشر للمسجد من قبل الجماعات اليهودية".
وعن باقي النشاطات، توضح، أن الجمعية لديها برنامج على مدار العام يتم خلاله تنظيم الزيارات للمسجد الأقصى، بحيث يتم اصطحاب النساء للرباط والاعتكاف بالأقصى، إلى جانب القيام بتنظيف حمامات وساحات المسجد".
وتختتم علا حديثها قائلة "للنساء دور في الحياة يجب أن يقمن به، وعليهن إثبات قدرتهن على الثبات والمحافظة على الأقصى إلى جانب الرجال، عملا بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إنما النساء شقائق الرجال)".
سليمان بشارات
بصوت واحد تنطلق ألسنتهن بهتاف "بالروح بالدم نفديك يا أقصى".. ينتشرن بساحات المسجد لتنظيف المرافق تارة، وتارة أخرى للمشاركة في دروس العلم.. وما إن يحاول يهودي متطرف تدنيس أرض المسجد حتى تجدهن أول من يقفن لردعه.
إنهن المرابطات من أجل الأقصى اللائي كشفت محاولات اقتحام المسجد الأسبوع الجاري عن دورهن، الذي امتد ليجعل منهن دروعا لحماية المرابطين الرجال من بطش جنود الاحتلال.
أم أيمن، التي كانت حاضرة في محاولات الاقتحام الأخيرة تقول: "هجم عدد من أفراد شرطة الاحتلال على شابين ممن يرابطون في الأقصى، وأمسكوا بهما وراحوا يبرحونهما ضربا، فما كان من مجموعة من المرابطات إلا أن هجمن بقوة على الجنود، وقمن بتخليص الشابين من بين براثينهم".
وتتابع رسم تفاصيل المشهد "هذه ليست المرة الأولى التي نقوم بذلك، ففي كثير من الحالات نحمي شبابنا من بطش جنود الاحتلال، وفي بعض الأحيان نقوم بعمل درع بشري يحول دون وصول الشرطة إليهم لاعتقالهم أو ضربهم".
وعن هذه الجرأة التي تمتلكها المرابطات تقول: "كل من يحمي الأقصى ويرابط فيه هم أبناؤنا، وعلينا أن نحميهم ونحافظ عليهم".
وكان مصلون مرابطون داخل المسجد الأقصى قد تمكنوا الأحد 27-9-2009 من إحباط مخطط لجماعات يهودية متطرفة من اقتحام المسرى خلال احتفالهم بما يسمى بـ"يوم الغفران" أو "يوم كيبور"؛ وهو ما دفع بالقوات الخاصة الإسرائيلية وأفراد الشرطة للتدخل بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز لتفريق المصلين؛ ما أسفر عن إصابة عشرات الفلسطينيين، وتكررت محاولة الاقتحام الأحد 4-10-2009، وتكرر كذلك صد المرابطين للمتطرفين اليهود.
رباط متواصل
"سوسن مصاروة"، أنساها حبها للأقصى نفسها، فأوقفت حياتها على الدفاع عنه منذ الصغر، وهو ما توضحه بقولها "ارتبط الأقصى بقلوبنا، ومنذ صغرنا نذهب إلى هناك.. واليوم بعد أن أصبح الخطر يداهمه لابد أن نحميه".
وتضيف وهي تقلب الصفحات على مكتبها، كجزء من عملها في إدارة جمعية "سند"، وإدارة العمل النسائي التابعة للحركة الإسلامية بأم الفحم: "للمرأة مكانة ودور كبير في النضال الفلسطيني، والأقصى هو قلب هذا النضال، من هنا كان لابد لنا من دور".
طبيعة المجتمع الفلسطيني المحافظ، لم تمنع سوسن من الدفاع عن الأقصى؛ حيث تقول: "نحن نعمل في مجتمع أصبح واعيا لما يحاك ضد الأقصى والمقدسات؛ لذلك لا عوائق مجتمعية، فالمرأة في فلسطين48 لديها الحرية في المشاركة بالدفاع عن الأقصى".
ولا تكتفي سوسن، ومئات النسوة غيرها، بالمشاركة في المسيرات أو المهرجانات الخاصة بالأقصى، بل يحافظن على جدول ثابت ومتواصل من الرباط داخل ساحات أولى القبلتين.
وتقول مصاروة: "في أيام كثيرة نرابط بالأقصى منذ ساعات الفجر حتى المغرب.. وأنا شخصيا كان يمر علي بعض الأيام أرابط فيها بشكل متواصل لعدة أيام".
وعن دور المرأة في الدفاع عن الأقصى، تستذكر مصاروة إحدى القصص قائلة: "أردنا إدخال مواد التنظيف لداخل الأقصى، فمنعنا الجنود المتواجدون على البوابات من ذلك، فقلت لهم ألا تستحون من فعل ذلك مع النساء، وأخرجت كاميرا صغيرة من حقيبة يدي وقلت لهم إذا أبقيتمونا محتجزات فسأصور ما فعلتم وأنشره على الإنترنت وأفضح أمركم.. فما كان من الجنود إلا أن سمحوا لنا بالدخول".
كما تستذكر مصاروة، كيف أنها هي وزميلاتها قمن بقطع إحدى رحلاتهن السياحية في إحدى ضواحي القدس، وتوجهن فورا إلى المسجد الأقصى قبل نحو شهر، عندما اتصل بهن أحد الإخوة المرابطين ليعلمهن أن الاحتلال يحاول إدخال جماعات يهودية إليه.
دور مهم
أم فادي، مرابطة أخرى في الأقصى، لا تحرمها واجباتها تجاه أسرتها وأطفالها من أجر الرباط في ثاني المسجدين، فتقول: "أقسم وقتي جيدا، وأعطي بيتي وزوجي وأطفالي حقهم، وأجعل من وقتي حقا للأقصى والدفاع عنه".
وعن الدافع وراء رباطها بالأقصى تقول: "المرأة وجودها بالمجتمع له أهمية ودور كبير، ويجب علينا أن نكون على قدر هذه المسئولية، ومساعدة الرجال في الأوقات التي يحتاجوننا فيها".
وتستذكر أم فادي مشاركتها في يوم نفير لمنع الجماعات اليهودية من دخول الأقصى بداية العام الجاري، قائلة: "كنا داخل الأقصى، وحاولت جماعات يهودية اقتحامه، وقامت قوات الشرطة بضرب الرجال، فما كان منا نحن النساء إلا أن وقفنا جميعا في وجههم حتى منعناهم من الدخول".
وللرباط، كما ترى أم فادي، أهمية أخرى بالنسبة لتربية الأبناء "إننا في رباطنا بالأقصى نتعلم كيف نكون أكثر وعيا بقضيتنا، وكيف نربي أبناءنا على حب ثالث الحرمين.. وأطفالنا الصغار الذين نصطحبهم معنا، يتربون على التعلق بالأقصى وحبه".
نشاطات متعددة
وحتى يتجلى الدفاع عن الأقصى في أبهى صوره المنظمة، أنشأت الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 48 مؤسسة "مسلمات من أجل الأقصى"، التي أخذت على عاتقها تنظيم الكثير من النشاطات الخاصة بالنساء في ساحات المسجد المبارك.
علا إغبارية، رئيسة الجمعية تقول: "في عام 2002 انطلقت هذه المؤسسة، وأخذت على عاتقها حماية الأقصى بجهد النساء، وبفضل الله نقوم بنشاطات مستمرة".
وعن نشاطات الجمعية تقول: "هناك نشاطات تعليمية وتربوية كحلقات العلم في ساحات الأقصى، وأيضا تنظيم المهرجانات، إلى جانب الرحلات الإرشادية والتعريفية بالمسجد الأقصى، والمشاركة في باقي النشاطات التي تعقدها الحركة الإسلامية في ساحات الأقصى".
وتضيف علا "نقوم بتنظيم أيام نفير للأقصى يشارك فيها ما يزيد على ألفي امرأة في كل مرة، وهذا غالبا يحدث عندما يكون هناك تهديد مباشر للمسجد من قبل الجماعات اليهودية".
وعن باقي النشاطات، توضح، أن الجمعية لديها برنامج على مدار العام يتم خلاله تنظيم الزيارات للمسجد الأقصى، بحيث يتم اصطحاب النساء للرباط والاعتكاف بالأقصى، إلى جانب القيام بتنظيف حمامات وساحات المسجد".
وتختتم علا حديثها قائلة "للنساء دور في الحياة يجب أن يقمن به، وعليهن إثبات قدرتهن على الثبات والمحافظة على الأقصى إلى جانب الرجال، عملا بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إنما النساء شقائق الرجال)".