أشرع اليوم في كتابة علم العروض تيسيرا لبعض الأعضاء
الذين يريدون خوض غمار كتابة الشعر الموزون و الذين
يحتاجون إلى فهم علم العروض و معرفة أوزان الشعر
العربي . و سأحاول تبسيط هذا العلم قدر الإمكان دون
الحاجة للتعمق في بعض الجزئيات التي قد تبعد القارئ
الكريم عن المسائل الرئيسية و تجعله يهتمّ بما هو
ثانويّّ فيلتبس عليه الأمر .
نشأة أوزان الشعر العربي :
إنّ الشعر العربي القديم يقوم أساسا على الايقاع
و على سلامة ذوق الشاعرفي اختيار الألفاظ و المصطلحات
البعيدة عن النشاز و الهنّات الوزنيّة . و لعلّ حياة
البداوة التي كان يعيشها الشاعر العربي في فترة ما
قبل الإسلام و في صدر الإسلام هي التي طبعت شعرها
بطابعها فجعلته يستوحي قصائد عديدة و متنوعة
من وقع أخفاف الإبل و تصويت أقتابها أو من سنابك
الخيل و هي تعدو أو تمشي الهوينى .
و الشاعر العربي كان يحفظ قصائد ملحنة و ينظم على
منوالها و إتباعا للحنها قصائد أخرى موزونة ،
دون أن يكون محتاجا إلى علم يقنّنها و يحدّدها ، و هو
ما يدلّ على أن الشعراء الذين سبقوا الخليل ( واضع
علم العروض) كانوا يعتمدون على طبيعتهم و إحساسهم
الفنّي دون سواه .