غيروا أنفسكم !!محمد فهمي يوسف
ظواهر غريبة تنتاب مجتمعنا هذه الأيام .
كلها تؤشر الى تفشي خراب الذمم , والتفلت , والانفلات , وعدم التحلي بأي قيم أو أخلاقيات أو شرائع أو تمسك بدين .!!
انتقلت هذه الأحوال حتى الى القائمين على شئون الدين من مشايخ ومسئولين ودعاة وعلماء من الأزهر الشريف ذاته .!!!
ولأن الجميع بشر يخطيء ويصيب , فقد تساوت الرؤوس , المتعلم والجاهل , الكبير والصغير , المرأة والرجل ,الشباب والفتيات
ووصلت الظاهرة الى براءة الأطفال الذين يرون كل ماحولهم فاسدا بلا حدود , فأرادوا أن يقلدوا الكبار رغم ما تنطوي عليه
فطرهم السليمة من الخير والطهر والنقاء والبراءة .
ومظاهر ذلك أمام الأعين كثيرة وملموسة , فقد عمت الفوضى كل مكان , ولم تعد للقوانين الضابطة لحركة المجتمع هيبتها !!
لأن معظمها قصر عن التنفيذ بعدالة وانصاف بين أفراد المجتمع بشكل متوازن.
والأمثلة في قلة الخير وانتشار الأنانية والفساد مانراه في القلة القليلة الباقية من أهل الخير الذين أخبر عنهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم حين قال : ( الخير في وفي أمتي الى يوم القيامة .) فهؤلاء قد كفوا أيديهم عن الاهتمام بشئون اخوانهم المسلمين
المحتاجين لمعونتهم , من أهليهم الأقرباء , أو المتضررون من الشر والحرب والقتل والدمار المنتشر في بلاد الاسلام , وآخر
مأساة يرونها في غزة الصامدة المحاصرة بعد هجوم التتار من الصهاينة الملاعين وما فعلوه فيهم مما يدمي القلوب !!
ولعل الخيرين شكوا في عدم وصول معوناتهم الى من يستحقونها لتصارع الوسطاء الذين يجمعونها من أجل مناصب سياسية .
وكلهم يتاجر بمعاناة اخوانهم , لاتجمعهم كلمة واحدة , ولا اتفاق على تغيير أنفسهم الى ما ينفع الناس وينفعهم .!!
لم يعد المرء يطيق على نفسه كلمة غضب من أحد ولو كان أخاه أو أباه أو أمه أو رفيقه في السلاح فيبادر بردها الصاع صاعين
واختفى التسامح والعفو , والمصالحة , واعتبر كل واحد أن عدم الرد ضعف واهانة , وليس صفحا وتقاربا ومودة من أجل الخير
تفلتت الأفواه بالكلام السيء والبذيء , من شتم وسب وقدح , تسمع ذلك في البيوت , والشوارع , والأسواق , والمواصلات ,
ومكاتب العمل في المصالح بين جميع الفئات .
ضجيج ومشاجرات ومخاصمات امتلأت منها قاعات المحاكم , بقضايا لم نعهدها من قبل .
كثرت الرشاوى وصارت علنا بأسماء ومسميات مخترعة , ودون حياء أو احترام لقيم دينية أو أخلاقية يطعم الناس أولادهم منها
فتنبت أجسامهم من سحت فتستحق غضب الله وعذابه يوم القيامة في النار .ولقد وصل أمر الرشوة الى تعيين الخطباء والعمال
في المساجد في وزارة الأوقاف , والعجيب كيف يدفع طالب الوظيفة الدينية الرشوة , ويحاربها على المنبر بين الناس !!
وانتشرت فوضى الفتوى بين المتفيقهين من الدعاة وأدعياء رجال الدين لارضاء البشر وتحقيق المكاسب الذاتية على حساب الدين
وأصبح بعض كبار العلماء يخلطون بين مصلحة السياسة والحكام وبين الخوف على الكراسي الوظيفية الدنيوية فيصرحون
بتصريحات وفتاوى غريبة لا تمت الى الشرع بصلة . وطال الأزهر الشريف من تلك البلوى ما طاله على لسان كبار علمائه!
ما كنا نسمع عن انتشار التحرش الجنسي وهتك الأعراض للنساء والفتيات والأطفال , وانحرافات الادمان بشتى أشكاله , مما
دفع الى جرائم القتل بين أفراد الأسر بهذه الصور البشعة التي تطالعنا بها الصحف اليومية كل صباح ومساء في المدن والقرى !
توالت الأزمات المالية وأثرت على حياة الناس الاجتماعية وطبعت عليها طابع الاحباط والملل والسأم والانطواء النفسي ,
فتبدلت النفوس والضمائر الى الحقد والحسد والبغضاء والكراهية على الأغنياء والحكام وأصحاب الثروات حتى اختلط الشرفاء
بالفاسدين وغلت الثورات الغاضبة وعمت الاعتصامات والمظاهرات وظهرت البلطجة والسرقة وأعمال العنف بين كل الفئات
ولجأ كثير من شباب الجامعات والمدارس الى اشباع غرائزهم بالزواج العرفي وانحراف الخلقي دون رادع من ضمير أو وازع
من دين , أو رقابة من أهل , أو نصيحة مخلصة من أحد .
وجاءت المخترعات الحديثة من قنوات فضائية وهواتف محمولة , وشبكة عنكبوتية (نت ) لتحمل في طياتها السم والعسل , فصارت
للكثيرين سلاحا ذا حدين , يفتك بهم , وهم يظنون أنه يفيدهم فقط فائدة عمياء عن الحق والصواب , لأن الغالبية أساءت الاستخدام !
واستغل الأذكياء ومنهم أطفال البراعة في اللعب بهذه الأجهزة في تدبير المكائد والحيل الشيطانية لنشر الشر والرذيلة وتعطيل
مصالح الناس وسرقات البنوك , وارباك رحلات الطيران بتعطيل أجهزة الكمبيوتر في مكاتب الشركات فتضطرب الأحوال , دون
أن يهتدي أحد الى الفاعلين الأشقياء .
وتدهورت حالة التعليم في البلاد , فخلت معظم المدارس من الطلاب والتلاميذ أثناء اليوم الدراسي لانتشار المقاهي والسيبرات
فغابوا عن مدارسهم ولم تعمل قوانين الغياب فيهم دورها لفساد الموظفين القائمين على شئون ضبطها بالرشوة والمحسوبية …الخ
واختفت رقابة الأهل عليهم بحجة الدروس الخصوصية , فتسكع الأبناء والبنات في الطرقات وعلى النواصي والمقاهي وأماكن
مشاهدة الكمبيوتر , ووصل الأمر الى الشقق المفروشة والمؤجرة لبعض الأغنياء من البلاد البعيدة عن الجامعة مثلا .
أنها علامات وانذارات تهز كيان المجتمع بعنف وتدوي بويلاتها المستقبلية على الأجيال القادمة والحياة بعامة .
ولن نستطيع الفكاك من هذه الأزمات الطاحنة , وسط غابة الحياة القاسية في هذا العالم المتقارب كالقرية الصغيرة , الا :
بأن نغير من أنفسنا أولا أمام ضمائرنا وذواتنا , وأمام الله الذي يراقب ويحاسب الجميع على الصغير والقطمير .
وأن نعود الى قيم الدين الحنيف وتعاليم الرسل , والاحتكام الى قوانين السماء , وما حل بالأمم السابقة من عذاب الله .
( ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .) صدق الله العظيم
ظواهر غريبة تنتاب مجتمعنا هذه الأيام .
كلها تؤشر الى تفشي خراب الذمم , والتفلت , والانفلات , وعدم التحلي بأي قيم أو أخلاقيات أو شرائع أو تمسك بدين .!!
انتقلت هذه الأحوال حتى الى القائمين على شئون الدين من مشايخ ومسئولين ودعاة وعلماء من الأزهر الشريف ذاته .!!!
ولأن الجميع بشر يخطيء ويصيب , فقد تساوت الرؤوس , المتعلم والجاهل , الكبير والصغير , المرأة والرجل ,الشباب والفتيات
ووصلت الظاهرة الى براءة الأطفال الذين يرون كل ماحولهم فاسدا بلا حدود , فأرادوا أن يقلدوا الكبار رغم ما تنطوي عليه
فطرهم السليمة من الخير والطهر والنقاء والبراءة .
ومظاهر ذلك أمام الأعين كثيرة وملموسة , فقد عمت الفوضى كل مكان , ولم تعد للقوانين الضابطة لحركة المجتمع هيبتها !!
لأن معظمها قصر عن التنفيذ بعدالة وانصاف بين أفراد المجتمع بشكل متوازن.
والأمثلة في قلة الخير وانتشار الأنانية والفساد مانراه في القلة القليلة الباقية من أهل الخير الذين أخبر عنهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم حين قال : ( الخير في وفي أمتي الى يوم القيامة .) فهؤلاء قد كفوا أيديهم عن الاهتمام بشئون اخوانهم المسلمين
المحتاجين لمعونتهم , من أهليهم الأقرباء , أو المتضررون من الشر والحرب والقتل والدمار المنتشر في بلاد الاسلام , وآخر
مأساة يرونها في غزة الصامدة المحاصرة بعد هجوم التتار من الصهاينة الملاعين وما فعلوه فيهم مما يدمي القلوب !!
ولعل الخيرين شكوا في عدم وصول معوناتهم الى من يستحقونها لتصارع الوسطاء الذين يجمعونها من أجل مناصب سياسية .
وكلهم يتاجر بمعاناة اخوانهم , لاتجمعهم كلمة واحدة , ولا اتفاق على تغيير أنفسهم الى ما ينفع الناس وينفعهم .!!
لم يعد المرء يطيق على نفسه كلمة غضب من أحد ولو كان أخاه أو أباه أو أمه أو رفيقه في السلاح فيبادر بردها الصاع صاعين
واختفى التسامح والعفو , والمصالحة , واعتبر كل واحد أن عدم الرد ضعف واهانة , وليس صفحا وتقاربا ومودة من أجل الخير
تفلتت الأفواه بالكلام السيء والبذيء , من شتم وسب وقدح , تسمع ذلك في البيوت , والشوارع , والأسواق , والمواصلات ,
ومكاتب العمل في المصالح بين جميع الفئات .
ضجيج ومشاجرات ومخاصمات امتلأت منها قاعات المحاكم , بقضايا لم نعهدها من قبل .
كثرت الرشاوى وصارت علنا بأسماء ومسميات مخترعة , ودون حياء أو احترام لقيم دينية أو أخلاقية يطعم الناس أولادهم منها
فتنبت أجسامهم من سحت فتستحق غضب الله وعذابه يوم القيامة في النار .ولقد وصل أمر الرشوة الى تعيين الخطباء والعمال
في المساجد في وزارة الأوقاف , والعجيب كيف يدفع طالب الوظيفة الدينية الرشوة , ويحاربها على المنبر بين الناس !!
وانتشرت فوضى الفتوى بين المتفيقهين من الدعاة وأدعياء رجال الدين لارضاء البشر وتحقيق المكاسب الذاتية على حساب الدين
وأصبح بعض كبار العلماء يخلطون بين مصلحة السياسة والحكام وبين الخوف على الكراسي الوظيفية الدنيوية فيصرحون
بتصريحات وفتاوى غريبة لا تمت الى الشرع بصلة . وطال الأزهر الشريف من تلك البلوى ما طاله على لسان كبار علمائه!
ما كنا نسمع عن انتشار التحرش الجنسي وهتك الأعراض للنساء والفتيات والأطفال , وانحرافات الادمان بشتى أشكاله , مما
دفع الى جرائم القتل بين أفراد الأسر بهذه الصور البشعة التي تطالعنا بها الصحف اليومية كل صباح ومساء في المدن والقرى !
توالت الأزمات المالية وأثرت على حياة الناس الاجتماعية وطبعت عليها طابع الاحباط والملل والسأم والانطواء النفسي ,
فتبدلت النفوس والضمائر الى الحقد والحسد والبغضاء والكراهية على الأغنياء والحكام وأصحاب الثروات حتى اختلط الشرفاء
بالفاسدين وغلت الثورات الغاضبة وعمت الاعتصامات والمظاهرات وظهرت البلطجة والسرقة وأعمال العنف بين كل الفئات
ولجأ كثير من شباب الجامعات والمدارس الى اشباع غرائزهم بالزواج العرفي وانحراف الخلقي دون رادع من ضمير أو وازع
من دين , أو رقابة من أهل , أو نصيحة مخلصة من أحد .
وجاءت المخترعات الحديثة من قنوات فضائية وهواتف محمولة , وشبكة عنكبوتية (نت ) لتحمل في طياتها السم والعسل , فصارت
للكثيرين سلاحا ذا حدين , يفتك بهم , وهم يظنون أنه يفيدهم فقط فائدة عمياء عن الحق والصواب , لأن الغالبية أساءت الاستخدام !
واستغل الأذكياء ومنهم أطفال البراعة في اللعب بهذه الأجهزة في تدبير المكائد والحيل الشيطانية لنشر الشر والرذيلة وتعطيل
مصالح الناس وسرقات البنوك , وارباك رحلات الطيران بتعطيل أجهزة الكمبيوتر في مكاتب الشركات فتضطرب الأحوال , دون
أن يهتدي أحد الى الفاعلين الأشقياء .
وتدهورت حالة التعليم في البلاد , فخلت معظم المدارس من الطلاب والتلاميذ أثناء اليوم الدراسي لانتشار المقاهي والسيبرات
فغابوا عن مدارسهم ولم تعمل قوانين الغياب فيهم دورها لفساد الموظفين القائمين على شئون ضبطها بالرشوة والمحسوبية …الخ
واختفت رقابة الأهل عليهم بحجة الدروس الخصوصية , فتسكع الأبناء والبنات في الطرقات وعلى النواصي والمقاهي وأماكن
مشاهدة الكمبيوتر , ووصل الأمر الى الشقق المفروشة والمؤجرة لبعض الأغنياء من البلاد البعيدة عن الجامعة مثلا .
أنها علامات وانذارات تهز كيان المجتمع بعنف وتدوي بويلاتها المستقبلية على الأجيال القادمة والحياة بعامة .
ولن نستطيع الفكاك من هذه الأزمات الطاحنة , وسط غابة الحياة القاسية في هذا العالم المتقارب كالقرية الصغيرة , الا :
بأن نغير من أنفسنا أولا أمام ضمائرنا وذواتنا , وأمام الله الذي يراقب ويحاسب الجميع على الصغير والقطمير .
وأن نعود الى قيم الدين الحنيف وتعاليم الرسل , والاحتكام الى قوانين السماء , وما حل بالأمم السابقة من عذاب الله .
( ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .) صدق الله العظيم