السلام عليكم ورحمة الله
كانت زبونة دائمة للمقهى، فلم تكن تجد فضاء أكثر حرية منه ولا أوقر منه، في البداية كان دخولها للمقهى ملفتا للانتباه، الكل يتساءل كيف بها وهي امرأة ويظهر عليها الوقار والهيبة أن تسمح لنفسها أن تقتحم عالم الرجال، لكن بعد ترددها اياما وأيام خفت حدة الفضول وقلت نظرة التطفل في عيون مريدي المقهى.
كانت كل صباح وقبل أن تستقل القطار للذهاب إلى عملها الموجود في مدينة أخرى، تزور المقهى تطلب فنجان قهوة وتفتح الجريدة متصفحة في البداية العناوين وعندما تجد عنوانا يشدها تنغمس في قراءته وكانت دائما ما تتمتم بكلام مبهم وكأنها تحدث كاتب المقال أو تفكر بصوت مرتفع.
كانت ترتشف قهوتها بسرعة لتتمكن من اللحاق بالقطار قبل أن يتركها ويذهب لأن ليس لها الوقت كي تنتظر ساعات، ريثما يجيء قطار آخر..
وعندما إطمأنت أن كل زوار المقهى بدأوا يستأنسون لوجودها، طلبت ذات مرة من الناذل طلبا غريبا، طلبا لم يتخيل أبدا أنه سيسمعه من امرأة رزينة، متزنةوملتزمة، فلقد طلبت منه على استحياء بالسماح لها بالتدخين، طبعا،المقهى للجميع وليس محظورا التدخين فيه، فهز كتفيه لأنه مازال يعيش الصدمة لم تلتفت لاستغرابه، فقد فتحت حقيبتها بسرعة وأخذت سيجارة من النوع الرفيع وبدأت تدخن بطريقة تنم عن خبرة وتجربة وباع طويل في ارتشاف السجائر، طبعا كانت الدهشة هي سيدة الموقف حينها فعالم الرجال، اقتحمته امرأة بل وليس أي امرأة ومدخنة ايضا.
أصبحت المسكينة حديث الساعة وكل ساعة في المقهى، إلى أن علم الكل وبالتدريج أصبح الحدث ينقص من فضاعته رويدا رويدا إلى أن أصبح عاديا جدا، بل الأكثر من هذا أن هناك رجالا بدأوا يلجأون لها إذا فرغت علب سجائرهم، لكن المهم أنها لم تفقد احترامها فمازالت هي هي تلك السيدة الوقور التي ترتشف فنجان قهوة بهدوء مع قراءة الجريدة وحيدة لا تتكلم بكلام غير لائق ولا تشارك في الحوارات الرجالية أبدا، تنهي سيجارتها وتحمل حقيبتها وترحل، إلى أن جاء يوم ودخلت كعادتها المقهى، طلبت نوع القهوة المفضل لها، أشعلت السجارة وفتحت الجريدة، لكن سرعان ماوقع نظرها على خبر انتفضت له فرمت الجريدة وسكبت فنجان القهوة على الطاولة وخرجت مسرعة على غير عادتها مزمجرة وهي تقول فليقيدوا جميع حرياتنا فنحن فقط زيادة لا غير، طبعا تصرف كهذا ومن إنسانة بطبعها هادئة خلف ردود أفعال عند من يعرفها ومن لا يعرفها، عندما التقط الناذل الجريدة التي لازالت مطوية على الصفحة التي أغضبت أختنا وجد قانونا يلزم كل مريدي الأماكن العمومية بعدم التدخين.
ففهم الكل أن المسكينة كانت تجد ضالتها في المقهى، فليس هناك مكان أبعد من عيون الناس وأبعد من التقاليد والعادات والأعراف من المقهى كانت تجد في المقهى متعة ستحرم منها النهار كله، لأنها لاتستطيع التدخين أمام الناس حتى لا ينعتوها ب..... ومنذ ذلك الحين اختفت من المقهى ولم يرها أحد بعد ذلك.
لكن بغضبها وعصبيتها دفعت الكثير للتساؤل، لو كان التدخين حراما فسيكون حراما على الرجل والمرأة سواء؟فلماذا هو ينعم بحريات زائدة، أما هي فتبقى حبيسة الأعراف والتقاليد وكلام الناس ونظرتهم هذه النظرة التي تصبح لصيقة بالانسان فإما علو وإما انحدار إلى أسفل سافلين.
ملحوظة:أنا ضد التدخين سواء بالنسبة للرجل أو المرأة، فالصحة غالية لا يجب إهدارها.كانت كل صباح وقبل أن تستقل القطار للذهاب إلى عملها الموجود في مدينة أخرى، تزور المقهى تطلب فنجان قهوة وتفتح الجريدة متصفحة في البداية العناوين وعندما تجد عنوانا يشدها تنغمس في قراءته وكانت دائما ما تتمتم بكلام مبهم وكأنها تحدث كاتب المقال أو تفكر بصوت مرتفع.
كانت ترتشف قهوتها بسرعة لتتمكن من اللحاق بالقطار قبل أن يتركها ويذهب لأن ليس لها الوقت كي تنتظر ساعات، ريثما يجيء قطار آخر..
وعندما إطمأنت أن كل زوار المقهى بدأوا يستأنسون لوجودها، طلبت ذات مرة من الناذل طلبا غريبا، طلبا لم يتخيل أبدا أنه سيسمعه من امرأة رزينة، متزنةوملتزمة، فلقد طلبت منه على استحياء بالسماح لها بالتدخين، طبعا،المقهى للجميع وليس محظورا التدخين فيه، فهز كتفيه لأنه مازال يعيش الصدمة لم تلتفت لاستغرابه، فقد فتحت حقيبتها بسرعة وأخذت سيجارة من النوع الرفيع وبدأت تدخن بطريقة تنم عن خبرة وتجربة وباع طويل في ارتشاف السجائر، طبعا كانت الدهشة هي سيدة الموقف حينها فعالم الرجال، اقتحمته امرأة بل وليس أي امرأة ومدخنة ايضا.
أصبحت المسكينة حديث الساعة وكل ساعة في المقهى، إلى أن علم الكل وبالتدريج أصبح الحدث ينقص من فضاعته رويدا رويدا إلى أن أصبح عاديا جدا، بل الأكثر من هذا أن هناك رجالا بدأوا يلجأون لها إذا فرغت علب سجائرهم، لكن المهم أنها لم تفقد احترامها فمازالت هي هي تلك السيدة الوقور التي ترتشف فنجان قهوة بهدوء مع قراءة الجريدة وحيدة لا تتكلم بكلام غير لائق ولا تشارك في الحوارات الرجالية أبدا، تنهي سيجارتها وتحمل حقيبتها وترحل، إلى أن جاء يوم ودخلت كعادتها المقهى، طلبت نوع القهوة المفضل لها، أشعلت السجارة وفتحت الجريدة، لكن سرعان ماوقع نظرها على خبر انتفضت له فرمت الجريدة وسكبت فنجان القهوة على الطاولة وخرجت مسرعة على غير عادتها مزمجرة وهي تقول فليقيدوا جميع حرياتنا فنحن فقط زيادة لا غير، طبعا تصرف كهذا ومن إنسانة بطبعها هادئة خلف ردود أفعال عند من يعرفها ومن لا يعرفها، عندما التقط الناذل الجريدة التي لازالت مطوية على الصفحة التي أغضبت أختنا وجد قانونا يلزم كل مريدي الأماكن العمومية بعدم التدخين.
ففهم الكل أن المسكينة كانت تجد ضالتها في المقهى، فليس هناك مكان أبعد من عيون الناس وأبعد من التقاليد والعادات والأعراف من المقهى كانت تجد في المقهى متعة ستحرم منها النهار كله، لأنها لاتستطيع التدخين أمام الناس حتى لا ينعتوها ب..... ومنذ ذلك الحين اختفت من المقهى ولم يرها أحد بعد ذلك.
لكن بغضبها وعصبيتها دفعت الكثير للتساؤل، لو كان التدخين حراما فسيكون حراما على الرجل والمرأة سواء؟فلماذا هو ينعم بحريات زائدة، أما هي فتبقى حبيسة الأعراف والتقاليد وكلام الناس ونظرتهم هذه النظرة التي تصبح لصيقة بالانسان فإما علو وإما انحدار إلى أسفل سافلين.