ظاهرة التسول .. اسباب وحلول

لم تعد ظاهرة التسول في بلدي تقتصر كما كان من قبل على بعض

العجائز أو كبار السن أو العجزة ممن ينتشرون أمام المقابر

بل تعدت ذلك فما إن تدخل المدينة حتى يحيط بك كم هائل من الأطفال: يا عمتي وعلاش أنا ..أنا

هم من صغار السن يمدون أيديهم مناظرهم تثير الشفقة وفي نفس الوقت الاشمئزاز 

هم لن يقبلوا بغير المال حتى وإن منحتهم أثوابا لن يرتدوها لأنها لن تساعدهم على أداء أعمالهم

كما يمكنني أن أصف ذاك الرجل الذي يحمل عائلته ويرمي بزوجته إلى الشارع وولديه يعانيان البرد بأثواب بالية

وللأسف وقوفهم ليس مؤقتا ليوم أو اثنين أو مرة في الأسبوع بل يوميا

هم يستغلون أطفالهم أتم الاستغلال فكيف يمكن لهؤلاء الأطفال أن يعيشوا

وكيف يمكن تنشئتهم وهم على هذا النحو يواصلون حياتهم ويتعلمون من أوليائهم

إلا أن الكلام لا ينطبق على الكل فقد كنت من عامين أرى امرأة في طريقي إلى العمل تجلس في

ساعات الصباح الأولى تحمل كراسا وتدرس على الطرقات تطأطئ رأسها حتى لا يمكنك أن ترى

تفاصيل وجهها وما إن تحصل على قوت يومها حتى تغادر مسرعة وبعد غيابها سألت يوما عنها 

فأبلغني أحد أقاربي أنها تدرس بالجامعة بعد أن تحصلت على شهادة البكالوريا العام الفارط

ومع كل هذا التباين، كيف يمكننا التمييز بين من يستحق ومن لا يستحق

لا شك أن الظروف المعيشية قاسية وأن مجتمعاتنا لم تستطع تدارك لا النمو السكاني

ولا الأزمات التي نعيش على وقعها

لذا فقد تتشعب أسباب التسول 

* فهناك من تعود على التسول ووجد فيه لقمة عيش سهلة فلا رغبة له بالعناء ولا التعب

* وهناك من يتسول لمرض نفسي

* الأطفال عادة يتسولون لتقليد بعض الفئات في كثير من الأحيان، أو لأن أولياؤهم متسولين 

إلا أن هناك الكثير من الأطفال ترسلهم أمهاتهم ولكن لبعض البيوت المحددة.

* كما أن هناك فئة من المتسولين هي بالفعل بأمس الحاجة إلى أبسط الأشياء

لفقرها أو لعجزها أو لتقدمهم بالسن.

أما المشكلة الحقيقية فكيف نميز من بين كل هؤلاء الفئات بين من يستحق ومن لا يستحق

أنا بصراحة أعلم بأن هناك العديد من الأطفال ينتمون لعائلات محتاجة

وإن مساعدتنا لهم هي مساعدة لأسرة بها أم أرملة أو مطلقة على مواصلة الحياة.

فهل نمنع الصدقة عن الأطفال خوفا عليهم من المخاطر لأنه من الممكن جدا أن يشتري بها أحدهم

سيجارة، أو قطع مخدرات، .......

أما بالنسبة للشباب خصوصا الرجال فأعتقد بأن أمامهم عدة مجالات شريفة ونزيهة للاستغناء 

عن التسول وما تسولهم بعائلاتهم إلا تماد وتكاسل. ومظهر غير لائق له ولعائلته

وهو بهذه الطريقة المهينة يكشف عن حقيقته خصوصا إن كان يتمتع بصحة جيدة

أما بالنسبة لكبار السن والعجزة والنساء فكان من الواجب على الدولة أن تمنحهم 

علاوات مالية لتكفهم ذل السؤال


والأكيد أننا حين نقدم الصدقات نبتغي بها وجه الله لا غير لذلك أقول قول الشاعر

ازرع جميلا ولو في غير موضعه لن يضيع جميل أينما زرع

إن الجميل وإن طال الزمان به فليس يحصده إلا الذي زرع


وبما أني لا أملك دراسات ولا أي شيء من هذا القبيل حاولت

 من خلال تعرضي لهذا الموضوع إلقاء بعض الضوء على

عينات من مجتمعي

شكرا على الموضوع وتقبل تحياتي واحترامي