ملتقى شباب العالم



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى شباب العالم

ملتقى شباب العالم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شبابي عام

بشرى سارة (( منتدى مملكة الحرية يعود إليكم من جديد بحلته الجديدة و بإدارته المتجددة وبأعضائه المتميزون )) فأهلاً ومرحباً بكم أخواني وأخواتي على أرض مملكة الحرية التس تحرسها القلوب المؤمنة
أهدي تحياتي إلى جميع مشرفي وأعضاء وزوار منتدى مملكة الحرية
أهدي تحياتي وسلامي لكل من شارك ببناء ورقي هذا المنتدى الثقافي (( منتدى مملكة الحرية))

    تحليل قصيدة : فصيحنا "احمد مطر"

    avatar
    الهادي الزغيدي
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 724

    تحليل قصيدة : فصيحنا "احمد مطر" Empty تحليل قصيدة : فصيحنا "احمد مطر"

    مُساهمة من طرف الهادي الزغيدي الخميس أكتوبر 29, 2009 3:54 pm

    القصيدة :



    فصيحنا "احمد مطر"

    فصيحنا ببغاء

    قوينا مومياء

    ذكينا يشمت فيه الغباء

    ووضعنا يضحك منه البكاء

    تسممت انفسنا حتى نسينا الهواء

    وامتزج الخزي بنا حتى كرهنا الحياء

    يا أرضنا يامهبط الانبياء

    قد يكفي واحد لو لم نكن اغبياء

    يا أرضنا ضاع رجاء الرجاء

    فينا ومات الاباء

    يا أرضنا لاتطلبي من ذلنا كبرياء

    قومي واحبلي ثانية,واكشفي عن رجل لهؤلاء النساء




    التحليل:


    لقد ورد عنوان هذه القصيدة " فصيحنا" مركبا إضافيا

    المضاف إليه هو ضمير المتكلم الجمع " النحن" و هو ما يدلّ

    على أن الشاعر يتكلم على لسان الجماعة، و في ذلك

    استفزاز للقارئ للاطلاع على فحوى القصيدة باعتباره

    أحد أفراد الجماعة و بالتالي فإن الموضوع الذي تتحدث

    عنه القصيدة يهمّه و يمكن اعتبار هذا المركب الاضافي

    مبتدأ لخبر هو القصيدة كلها أي أن قارئ العنوان لا يمكنه

    أن يفهم المعنى المقصود إلا عندما يقرأ الخبر . و العنوان

    هو أول كلمة في القصيدة مما يجعل تكراره مساهما في الإيقاع

    الداخلي.

    إن هذه القصيدة تنتمي إلى الشعر الحرّ و هي منظومة على

    تفعيلات بحر المجتثّ مستفعلن فاعلاتن ، و لكن نظامها يختلف

    عن نظام القصيدة العمودية لأن الشاعر قد يكرر تفعيلة

    مستفعلن مرة واحة مثلما هو الحال في السطر الأول

    و الثاني و قد يكررها مرّتين مثلما هو الحال في السطر

    الثالث و الرابع و قد يكررها ثلاث مرات كما في السطر

    الخامي و السادس و أكثر مرة كرر فيها هذه التفعيلة

    في السطر الأخير " أربع مرّات في حين أن تفعيلة فاعلاتن

    التي تحوّلت في كل الأسطر الشعرية إلى فاعلاتْ تتكرر مرة واحدة

    في نهاية الأسطر الشعرية و هو ما يؤكد أن الشاعر متحكم

    في بناء قصيدته على مستوى الايقاع الخاري فبدت الأسطر

    الشعرية قصيرة و عندما وصلت إلى أقصى مداها انتهت بالرغم

    من أن القارئ مازال يشعر بلذة القراءة و متعة الاكتشاف ،

    و هذا ما يسمى بلحظة التوتر في القصيدة لأن نهايتها لم

    تكن حسب أفق انتظار القارئ.

    و لقد اختار الشاعر الهمزة الساكنة التي يسبقها ألف المدّ

    لانهاء كل الأسطر الشعرية و تختلف الحروف التي تسبق ألف المدّ

    من سطر إلى آخر و لكنّ الحرف الأكثر تكرارا هو حرف الياء

    و هو حرف أدنى حنكي مما يجعل عملية نطق آخر الأسطر الشعرية

    تسير من خارج الجهاز الصوتي إلى داخله ، و هو ما يعكس

    المعاناة التي يعيشها الشاعر زمن تأليف القصيدة و نظمها.

    و لقد اعتني الشاعر كذلك بالايقاع الداخلي و يبرز ذلك

    في تكرار التراكيب الاضافية في بداية الأسطر الشعرية

    و خاصة في بداية القصيدة ( فصيحنا - قوينا - ذكينا ...)

    و تكرار النداء ( يا أرضنا ) و تكرار الأمر في نهاية

    القصيدة ( قومي - احبلي - اكشفي ) و هذا التكرار في

    التراكيب و الأساليب فيه تدرّج من الأسلوب الخبري في بداية

    القصيدة سواء عن طريق تواتر الجمل الإسمية التقريرية

    التي تؤكد المعنى و ترسخه في الذهن ( فصيحنا ببغاء -

    قوينا مومياء ...) أو عن طريق تكرار الجمل الفعلية

    الخبرية الخالية من أدوات التأكيد في وسط القصيدة إلى

    الجمل الإنشائبة عن طريق النداء أولا ( يا أرضنا)

    و النهي ثانيا ( لا تطلبي) و الأمر ثالثا ، مما يجعل نفسية

    الشاعر تسير نحو التوتر و الاضطراب فيعبر عن غضبه بجملة

    من الأساليب الإنشائية.

    و لقد اعتنى الشاعر بالصور الشعرية القائمة في معظمها

    على التشبيه البليغ الذي يتساوى فيه المشبه بالمشبه به

    مثلكا هو الحال في قوله فصيحنا ببغاء فالفصيح و الببغاء

    واحد . أو الصور التي تعتمد على الاستعارة أو التشخيص

    مثل قوله : ذكينا يشمت فيه الغباء - ووضعنا يضحك منه

    البكاء. فلقد جعل الغباء إنسانا يشمت في ذكينا لأنه

    أغبى من الغباء و جعل من البكاء إنسانا يضحك من وضعنا

    و في ذلك قمة السخرية من الواقع المقيت الذي نعيشه.

    و لعل روعة القصيدة و جمالها يكمن في نهايتها إذ أنه

    شبه أرضنا بامرأة يخاطبها الشاعر و يطلب منها أن تحبل

    ثانية و تلد رجلا لأن الأمة التي نعيش فيها خالية من

    الرجال . و في هذه الصور البديعة التي تكشف حسن استعمال

    الشاعر للغة و توظيفها للتعبير عن عمق أحاسيسه

    و تصوراته فاستعمل معجما بسيطا يمكن للقارئ العادي

    فهمه بسهولة كما أن الصور الشعرية التي استعملها

    خالية من التعقيد و الرموز التي يعسر على القارئ

    فهمها.

    أما من ناحية المضمون فقد جاءت القصيدة زاخرة بشتى

    معاني النقد للواقع العربي البائس و المترهّل ، فاستعمل

    الشاعر جملة من المتقابلات إذ تحوّل الفصيح فينا إلى ببغاء

    يررد دون وعي منه ما يقال له و بهذا فإنه يشير إلى مسألة

    هامة هي انعدام الوعي بجملة القضايا و الاشكاليات التي

    يعيشها الوطن العربي و عدم قدرة الشعوب العربية

    التي تقاد بالسياط على ردّ الفعل أو التعبير عن رأيها

    و يقتصر دورها على التصفيق و التهليل لأصحاب النفوذ

    و السيادة ، كما تحوّل قوينا إلى مومياء جامدة و ساكنة

    و تحوّلت الحركة إلى سكون و هو ما يدلّ على الموت و العدم

    و الفناء و استقالة الشعوب ، كما تحوّل الذكي إلى غبيّ

    و هو ما يدلّ على تجمّد العقل العربي و عدم قدرته على

    الفعل ، بالاضافة إلى ما لصق بنا من خزي و ابتعاد عن

    الحياء و من موت للعزّة و الإباء و من ذلّ و انعدام

    للكبرياء مما أدى إلى فقدان الرجولة و انعدام الرجال ،

    و جعل أرضنا وحيدة تبحث لها عن رجال جدد ، و لكن السؤال

    المطروح متى تستطيع هذه الأرض انجاب رجال جدد يستطيعون

    حمايتها و الذود عنها و التضحية في سبيلها ؟

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 1:18 am