ملتقى شباب العالم



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى شباب العالم

ملتقى شباب العالم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شبابي عام

بشرى سارة (( منتدى مملكة الحرية يعود إليكم من جديد بحلته الجديدة و بإدارته المتجددة وبأعضائه المتميزون )) فأهلاً ومرحباً بكم أخواني وأخواتي على أرض مملكة الحرية التس تحرسها القلوب المؤمنة
أهدي تحياتي إلى جميع مشرفي وأعضاء وزوار منتدى مملكة الحرية
أهدي تحياتي وسلامي لكل من شارك ببناء ورقي هذا المنتدى الثقافي (( منتدى مملكة الحرية))

2 مشترك

    نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة

    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة Empty نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة

    مُساهمة من طرف bassam65 الأربعاء أكتوبر 14, 2009 4:27 am


    نحو رؤية مستقبلية للتعليم للمئة سنة القادمة

    --------------------------------------------

    بسم الله الرحمن الرحيم


    عزيزتى الفاضلة وعزيزى الفاضل

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    هذه هى الخطوط العامة لمشروع تطوير مستقبلى للتعليم فى العالم العربى، أرجوا منك دراستها بإمعان. لقد تعودنا هنا فى مجال العلوم الهندسية والطبيعية ان يرسل مؤلف الكتاب كتابه الى مجموعة من الملمين بموضوع الكتاب ويسألهم قراءة كل الكتاب أو بعض الفصول منه ويطلب منهم إفادته بالأمور الغامضة والأمور المختصرة والمسائل التى تحتاج إيضاح وكل ما من شأته ان يحسن من مستوى الكتاب. وبعد ان يعدل المؤلف كتابه يكتب فى مقدمة كتابه شكراّ لكل من راجع الكتاب ، ومع ذلك يقول المؤلف للقارىء ان أى خطأ أو تقصيراّ يجده فى الكتاب فهو من مسئولية الكاتب وحده. ولأننى تعودت على ذلك فأنا بدورى أسألك ان تقرأ هذا المشروع والرجاء إفادتى بالأمورالغامضة والنقاط التى تحتاج حذف او توضيح او إضافة ، وبعد ذلك يمكننا العمل على نشرهذا المشروع البديل.



    نحو رؤية مستقبلية للتعليم للمئة سنة القادمة
    أفكار غير مألوفة


    بقلم

    عبد الحميد قاسم مظهر




    (يتبع)


    عدل سابقا من قبل bassam65 في الإثنين أكتوبر 26, 2009 11:14 am عدل 1 مرات
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة Empty رد: نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة

    مُساهمة من طرف bassam65 الجمعة أكتوبر 16, 2009 4:00 pm

    نحو رؤية مستقبلية للتعليم فى بلادنا


    نعرض هنا إقتراحا لتغيير جذرى للعملية التعليمية ، تغييرا يتلاءم مع منجزات العصر الذى نعيش فيه. والهدف الأساسى من التغيير هو أن نكون مساهمين فى إنجازات عصرنا و مشاركين فى صنع أحداثه ، وليس فقط متفرجين و متأثرين بما يدور حولنا. ولكن كيف نكون فاعلين دون أن نغير و نطور من قدرات الإنسان المصرى و العربي ؟ وإن كان التعليم هو أحد الوسائل ، فلماذا لا نثوره ليقوم بدوره في هذه المهمة الحضارية؟

    ربما كان من المناسب لشعوب العالم الثالث أن تبتكر أفكارا جديدة ، قابلة للتطبيق ، لتساعدهم على الإسراع فى عملية التنمية و النمو لشعوبهم للوصول بعد جيل أو جيلين إلى المشاركة فى قيادة البشرية. فإذا لم نبذل جهدا ونقبل التغيير فى هذا الإتجاه ، فسوف يتأخر إقلاعنا الحضارى و سوف نبقى فى آخر الركب. وأساس التغيير هو الإنسان ، والتعليم السليم هو الذى يبنى الإنسان السليم. فإذا كان عددا قليلا من الأفراد المؤهلين للقيادة يستطيعون أن يفعلوا الكثير لبلادهم و أوطانهم و حضارتهم ، فما بالك بزيادة العدد ليشمل نسبة كبيرة من شبابنا المتعلم؟ وهنا يتضح دور التعليم و مؤسساته فى البناء الحضارى المعتمد على الإنسان ، وهنا نجد أنفسنا فى أشد الحاجة لفكر تعليمى جديد.

    سوف أعرض فى هنا الخطوط العامة لإستراتيجية تعليمية جديدة لقرن قادم. وهى مبنية على رؤية مستقبلية للتعليم فى مصر و العالم العربى ، و هى رؤية غير مألوفة لأنها تهدف إلى تغيير كلى وشامل لنظام التعليم الحالى بكل مشاكلة وتبنى نظاماّ أخر يصلح لأجيال عصر المعلومات وثورة المعرفة والذكاء الصناعى. وهى تهدف أيضاّ إلى بناء جيل مستقبلى قادر على تنمية الحياة و إنتاج العلوم وحل المشكلات بدلاّ من الكلام حول المشاكل و العلم. وبعد مناقشة هذه الرؤية مع كل مهتم بالتعليم ، ومراجعتها بالتعديل والحذف والإضافة ، ومن ثم الإتفاق على صلاحيتها يمكن لنا أن نعمل معا كفريق من أجل التخطيط لمشروع قومى مستقبلى لتطوير التعليم مبنى على هذه الرؤية.


    التعليم ومشاكله التى لا تنتهى

    يدور الحديث كثيراّ عن إصلاح التعليم ، وتكررت كثيراّ قضية تطوير و جودة التعليم ، وتكلم العديد من المهتمين وكتبوا عن تعقيدات نظام التعليم الحالى ومشاكله المتشابكة والتى لا تنتهى. الجميع يشتكى ، الطلاب والمدرسون والمدراء والنظار وأولياء الأمور. ومن أمثلة الشكاوى من نظام التعليم الحالي : كثرة المقررات، صعوبة الإمتحانات ، طول سنوات الدراسة ، التركيز على الحفظ والتلقين ، حفظ الأسئلة و أجوبتها النموذجية ، إرتفاع نسبة الرسوب ، الأمية التعليمية ، الهدر التعليمي والتسرب ، الدروس الخصوصيه ، إنشغال المدرسين بطرق أخرى للمسلمب لضعف رواتبهم ، مشاكل المبانى والتجهيزات ، و مشاكل سلوك الطلاب و طرق التدريس و أسالبب التقويم، وغيرها من مشاكل العملية التعليمية وعناصرها من منهج وكتب ومدرسين ورواتب و إدارة تعليمية وتعليم خاص. ومن أهم المشاكل عدم وجود ارتباط بين التعليم وسوق العمل و بين التعليم ودوره فى التنمية الحقيقية للمجتمع. بالإضافة إلى أن ما يدور فى عقل الطالب هو البحث عن شكل أو منصب إجتماعى عن طريق الحصول على درجة علمية أو شهادة ، فقد أصبح الإهتمام الأول والأخير عند غالب الطلاب هو الحصول على شهادة وليس التعلم.


    (يتبع)
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة Empty رد: نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة

    مُساهمة من طرف bassam65 الجمعة أكتوبر 16, 2009 4:02 pm

    أسئلة قبل التفكير فى إصلاح التعليم

    وقبل أن ننطلق فى إطلاق أفكاراّ للإصلاح علينا أن نتأمل فى عدداّ من الأسئلة التى تساعد وترشد إلى الطريق الأكثر صواباّ. وهذه الأسئلة سوف تساعد على الإختيار بين تعديلات فى النظام الحالى أو تغييره كلياّ.

    لماذا أصلاّ التعليم ؟ وهل المجتمع فى حاجة لنظام للتربية والتعليم؟
    ما هو المقصود بالتربية؟
    ما الفرق بين التعلم والتعليم عند المدرس وهو يقوم بواجبه فى قاعة الفصل؟
    هل التعليم يفيد الدولة والمواطن؟ وكيف؟
    هل نحن فى حاجة لمدارس وجامعات ومعاهد حكومية أو خاصة؟
    لماذا الحديث الأن عن الإصلاح والتجويد؟
    كيف نقيس نجاح العملية التعليمية؟
    هل التطوير الحالى الجديد يبحث عن تعليم أم تعلم؟ وما الفرق بينهما وبين التربية، فكلها أصبحت دروساّ تقرأ وكلاما يكتب ، وعبارات تحفظ؟
    وهل نحتاج التربية فى التعليم العالى أيضاّ؟
    ماهو معيار نجاح نظام تعليمى ما؟
    ماذا تعنى جودة نظام التعليم؟ ما هى معاييرها؟ هل يمكن قياسها موضوعياّ ؟ ومن الذى سيقوم بقياس الجودة؟
    هل مجرد زيادة عدد المدرسين يصلح التعليم؟ هل زيادة رواتب العاملين فى نظام التعليم سيحسن التعليم؟ هل تغيير الكتاب والمقررات سيصلح التعليم؟ هل إعطاء كل طالب حاسب ألى وحساب على الإنترنت سيصلح التعليم؟ هل تغيير طرق التدريس وأسئلة الإمتحانات وغيرها من وسائل التقويم سيصلح التعليم؟
    هل يمكن ان يؤثر التعليم بطرقة الحالية فى تغيير سلوك الطلاب ومهاراتهم الفكرية؟
    هل يمسلمب التعليم الحالى الطلاب عند تخرجهم ما يمكن قياسه من علم ومعرفة ومهارات فكرية وحياتية وقدرات على حل المشاكل و التواصل والحوار والنقاش؟
    وهل يمكن لنظام التعليم ان يلغى التأثيرات السلبية للإنترنت والقنوات الفضائية والفيديو والسينما بما تمثلة هذه الوساثل من قيم حياتية وسلوك مقبول؟
    هل التكاليف الإقتصادية التى تصرفها الدولة على التعليم العام والجامعى ، وهى جزء مقتطع من ميزانية الدولة ، هل لها عائد على الدولة والمواطن والتنمية البشرية للمجتمع؟

    إعتماداّ على أجوبة الأسئلة السابقة ، هل يمكن إصلاح نظام التعليم الحالى من خلال مجموعة من التعديلات والإجراءات التى تحل مشاكل المقررات والتدريس والإمتحانات و رواتب المدرسين وملائمة المبانى والتجهيزات وأعداد الطلاب فى الفصل، والدروس الخصوصية، دون مراجعة شاملة لدور التعليم فى الدولة والمجتمع؟ أم من الأفضل تبديل نظام التعليم و ابتكار نظام تعليمى جديد قادر على التحكم فى العملية التعليمية لإخراج مواطن يصلح لإدارة الحياة فى بلدنا فى المئة سنة القادمة؟


    (يتبع)
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة Empty رد: نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة

    مُساهمة من طرف bassam65 الثلاثاء أكتوبر 27, 2009 5:14 am

    نحومشروع قومى للتعليم للمئة سنة القادمة

    بعد مراجعة الأسئلة السابقة يلح علينا الفكر فى الإختيار بين بعض التعديلات والتغيرات فى نظام التعليم الحالى وبين تبديل كل النظام السائد. و عندما نفكر لمشروع مستقبلى ، لمئة عام قادمة ، فإننا يجب أن نغير طرق التفكير المألوفة ونعتمد على توقعات للمستقبل مبنية على معارفنا واحتياجتنا الحالية ، وعلى ماذا نريده من التعليم حتى يحقق رؤيتنا لمستقبل المجتمع والدولة؟ ولأن مدة مئة سنة هى فترة طويلة فيجب أن تتضمن خطط التطوير المستقبلية ألية دورية للمراجعة والتعديل . فما رأيكم في قبول دعوة للتغيير، تغيير النظام التعليمي كله. فأى تعليم نريد؟ ومن يقرر التغيير ؟ وكيف يقبل هذا الفكر الجديد؟ وهل يمكن ان يطبق؟ هذه الأسئلة سوف نجيب عليها تحت العناوين الأتية:

    أولاّ: التعلم ودوره فى المجتمع والتنمية البشرية
    ثانياّ: رؤية إستراتيجية للتعلم
    ثالثاّ: رؤية غير مألوفة للتعليم العام
    رابعاّ: التعليم العام ومفهوم التربية المأمول
    خامساّ: ما بعد التعليم العام من منظور مختلف
    سادساّ ّ: وماذا عن التعليم العالى أو الجامعى
    سابعاّ: مسؤليات إضافية لدور التعليم فى التنمية البشرية
    ثامناّ ّ:نحو خطوات للإعداد والتنفيذ
    تاسعاّ ّ: تاسعاّّّ :مشروعات مقترحة
    عاشراّ: المعوقات
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة Empty رد: نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة

    مُساهمة من طرف bassam65 الثلاثاء أكتوبر 27, 2009 5:15 am

    أولاّ: التعلم ودوره فى المجتمع والتنمية البشرية


    (1)
    بحثا عن التكامل

    هل يمكن فصل نظام التعليم عن باقى أنظمة الدولة ، وهل يمكننا أن نطورالتعليم ونجوده بمعزل عما يجرى من مؤثرات داخلية وخارجية؟ وهل يمكن أن نغيرالتعليم ونصلحه دون الإستناد إلى أهداف الدولة واستراتيجيتها، وهل يمكن ذلك بعيداّ عن حاجات الناس ومصالح المجتمع؟ هذا ما نحاول ان نتعرض له هنا.

    لا نستطيع التفكير فى إصلاح التعليم كقضية منفردة معزولة عن المجتمع وأفراده ومصالحه ، ولا منفصلة عن الدولة ومؤسساتها وأنظمتها السياسية والإقتصادية ، ولا منفصلة عن أهداف الدولة و مصالحها وأستراتيجيتها ودورها فى المنطقة والعالم. وعند التخطيط لتطوير التعليم يجب ان نأخذ فى الإعتبار عدداّ من القضايا المرتبطة بالتعليم ، والتى إذا أهملت لن يؤدى التعليم دوره المأمول للوطن وللمواطن فى المستقبل القريب والبعيد معاّ. التطورات السريعة والمتلاحقة فى السياسة العالمية والإقتصاد العالمى، وحرية التجارة والشركات المتعدية الجنسية وسوق العمالة ومتطالباتها ( العولمة) كل هذا سوف يؤثر على دور ووظيفة المتخرج من نظام التعليم والمنافسة التى سيواجهها للحصول على وظيفة فى سوق العمل. فكيف سيعمل التعليم المستقبلى على إعداد المتخرج للتعامل مع هذا الجو غير المألوف له؟ هذا من ناحية الوظيفة التى توفر للمتخرج المقدرة الإقتصادية لتكوين أسرة له وتحقيق طموحاتة الشخصية. ومن ناحية أخرى تستقبل حواس المواطن ، السمعية والبصرية ، ما تقدمه له وسائل الإعلام من تلفزيون و راديو وصحف وقنوات فضائية وأشرطة فيديو وغيرها من قيم ونماذج للحياة ، و هذه سوف تؤثر عليه نفسياّ ومالياّ ، فكيف يمكن لنظام التعليم المستقبلى ان يساعده على الإستجابة لهذه المؤثرات اليومية، وما يمكن ان تسبب له من مشاكل له ولأسرته وأولاده؟ وكيف له ان يتعامل مع الإغراء الدائم من سوق الإنتاج والبضائع الذى لايكف عن حث المواطن على الشراء؟ وماذا عن قضاء وقت الفراغ من الإستمتاع بالرحلات ومتابعة الرياضة المحببة له ؟ وماذا عن تأثير هذا على قيمه الروحية والفكرية والدينية ؟ وهل يمكن للتعليم ان يعطية المناعة حتى لا يتحول هو نفسه إلى شىء من الإشياء ولا يهتم إلا بالأشياء؟ وهل يمكن للتعليم ان يكون للطالب أكثر من فصل دراسى وكراسة وقلم؟ وهل يمكن أن نتعامل مع الطالب كإنسان وليس كمنتج إقتصادى؟ وماذا عن التلوث؟ وهل يمكن للتعليم ان يؤدى دوراّ فى التقليل من أثر الإنسان والإستهلاك على البيئة النظيفة؟ وما علاقة الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدنى ودورها فى تطوير التعليم وترقية المواطن حتى يشارك فى نهضة بلده؟

    ولا يمكن مناقشة قضية إصلاح التعليم دون نظرة شاملة ومتكاملة للتعليم العام والتعليم الجامعى معاّ ، وهذا الشمول يجب ان يتضمن تصوراّ ما لمستقبل الخريج ،وماذا سيفعل بعد تخرجه من العمل أوالوظيفة إو إكمال الدراسة؟ وهل يتيح له المجتمع ما يريده؟ بالطبع فإننا فى حاجة شديدة لمعرف سوق العمل وأحتياجه لنوعيات محددة من المتخرجين لعقود تالية حتى يمكن تأمين وظائف للمتخرجين ، و حتى يمكن التخطيط لأعداد الطلاب الممكن قبولهم فى التعليم الجامعى بأقسامه وتنوعاتة المختلفة. وأيضا يجب معرفة اهداف الدولة وخريطة البحث العلمى المطلوبة مستقبلاّ فهى التى توجه المتخرج الذى يريد إكمال دراسته العليا ، فى إختيار مجال الدراسات العليا المتاح.

    هذا عن قضية تطوير التعليم المطروحة بإلحاح منذ سنوات. وماذا عن قضية جودة التعليم المطروحة أيضاّ؟ فى الحقيقة ومن منظور عملى فإننا لا يمكن ان نناقش مسألة جودة التعليم دون أن نعرف مقدماّ لماذا نعلم أولادنا؟ فمعرفة أهداف التعليم هى التى ترشدنا الى تصميم معايير الجودة ، فقياس جودة التعليم يقوم على إبتكار معايير موضوعية لقياس ما حقققة التعليم من أهداف فى شكل معارف ومهارات اكتسبها المتخرج يمكن قياسها. وابتكار نماذج قياسية لإختبار قدرات المتخرج يمكنها ان تعطى دلالات على مواصفات المتخرج التعلمية وطاقتة المحتملة للنجاح فى الحياة ، فالتقويم والجودة ليس لهما معنى حقيقى دون معرفة أهداف النظام التعليمى، وماذا يفيد التعليم كلاّ من الطالب والمجتمع و سوق العمل والدولة.


    ( يتبع)
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة Empty رد: نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة

    مُساهمة من طرف bassam65 الأربعاء أكتوبر 28, 2009 11:44 am

    2)
    مكونات إنسان المستقبل


    أنا اتصور ان إنسان المستقبل يجب أن يتكون من تركيبة متوازنه و متفاعلة من ثلاث مكونات:

    1- المكون الأول هو العقل وله عدة صفات
    2- المكون الثانى هو القلب وله أيضا عدة صفات
    3- المكون الثالث هو الساعد وأيضا له عدة صفات

    وأهم شىء هو التوازن بين هذه المكونات ، بحيث لا يطغى مكون على الأخر. لكل من العقل و القلب و الساعد عدد محدد من الصفات ، يمكننا أن نتفق عليها ، ولكننى لا أتوقع ان كل مواطن سوف يحمل نفس العدد من صفات كل مجموعة و بنفس الدرجة. لذلك أرىأن التنوع فى الدرجه لكل صفة هو المطلوب، ولكن لابد من وجود حد ادنى من كل صفة ، وأيضا حد أدنى من الصفات من كل مكون. وهذه هى بعض الأمثله من الصفات:

    1- العقل: القدرة على جمع وتصنيف المعلومات ، القدرة على الوصف و التحليل و التركيب والتعليل و الإستنتاج السليم ، القدرة على الوصول الى المعارف من المعلومات ، القدرة على فهم القوانين التى تحكم الظواهر ، المراجعة المستمرة وتصحيح الأخطاء ، القدرة على التفكير الناقد والخلاق والإيجابى والقدرة على فهم المشاكل وحلها.
    2- القلب: الرحمة ، التسامح ، الحب ، التألف ، الشعور والإحساس بالأخر وغيرها من صفات المودة والدفىء.
    3- الساعد: العضلات ، اليد ، العمل ، القوة ، الجسم ، الصحة وغيرها من مواصفات الجسم السليم.

    العقل يمكن ان يؤدى إلى فهم وتنمية وتطبيق مفاهيم العدل ، والقانون ، والحكم ، والسيادة ، والأمن ، والعلم. بينما القلب يمكن أن يؤدى إلى التعاون ، التحمل ، المبالاة ، الإنتماء ، الا أنانية ، التكافل ، التراحم ، الحب وغيرها. أما الساعد فيمكن أن يؤدى إلى الإنتاج ، القوة ، إرهاب العدو ، التفوق الرياضى ، الدفاع عن النفس و ...الخ.

    ومن خلال التفاعل و التوازن بين هذه المكونات سوف تظهر صفات أخرى مثل المساواة ، والإعتراف وقبول الأخر ،التعاون ، العمل الجماعى ، مفهوم أعمق للحرية ، تقسيم العمل ، التضامن ، مفهوم العقد الإجتماعى ، نظام عادل للحكم ، إلخ. وسوف نستطيع ان نرى كثيراّ مما يطالب بة المفكرون وغيرهم من الحقوق والواجبات على مستوى الأفراد والجماعات .
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة Empty رد: نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة

    مُساهمة من طرف bassam65 الأربعاء أكتوبر 28, 2009 11:46 am

    (3)
    التنمية البشرية و إنسان المستقبل

    إذا أعتبرنا الدولة و المجتمع كمجموعات متنوعة من الأفراد ، وأن كل فرد له مكونات ثلاثة: العقل ، والقلب ، والساعد ، وأن كل مكون له صفات عديدة ، فإن ما نراه من مجتمعات و دول مختلفة هو الناتج عن تفاعل المكونات المختلفة لأفراده خلال مدد زمانية طويلة.

    العلم و الفن و نظام الدولة والدستور والقوانين والعادات والقيم والتقاليد و غيرها تنتج من تفاعل هذه المكونات من خلال مجموعات متعددة من الأفراد والجماعات ، والإختلافات الحادثة فى شكل الدولة والمجتمع تعتمد على النسب المختلفة لهذه المكونات الثلاث وعلى نوعية التفاعلات بينها. ويمكن بناءّ على ذلك ان نفهم ونفسر العديد من الظواهر التاريخية و الثقاقية و الحضارية والمجتمعية. فإذا أخذنا مجتمعاّ يأخذ الجانب العقلى فقط ويهمل الجوانب الأخرى فإننا نصل لمجتمع فكرى خالص يقدس الفكر ويلغى ما غيره . وإذا الغينا العقل من مجتمع وتركنا القلب فقط ، فربما وصلنا لمجتمع مبنى على المشاعر والأحاسيس و الإتفعالات أساساّ . وأذا اخذنا الساعد فقط ، فيمكن ان نصل إلى مجتمع يقدس القوة ويعمل على إستغلال الضعفاء وإستعبادهم وربما برر مفهوم الرق إعتماداّ على مفهوم إن العنصر القوى هو الأفضل. أما إذا أخذنا مجتمعاّ يأخذ مكونين فقط مثل العقل والقلب ، أو العقل و الساعد ، أو القلب والساعد ، فإننا نصل لمجتمعات لها طبائع وسلوكيات مختلفة عن المجتمعات التى تركز على مكون واحد فقط. أما المجتمعات التى تأخذ المكونات الثلا ثة ، فمن الواضح أنها تنتج سلوكيات و قيم و قوانين مختلفة عن المجتمعات السابق وصفها. ومن الواضح أن المجتمع الإسلامى الصحى ، وهو ما نحتاجة الأن ، يأخذ الحياة كلها بطريقة متوازنة، وهذا يحدث من تأثير الدين الصحيح.

    وبناءّ على ذلك الفهم يمكننا ان نفسر عدداّ كبيراّ من الظواهر الإجتماعية والأحداث التاريخية إعتماداّ على النسب المختلفة لهذه المكونات الثلاث الموجودة فى النسيج الإجتماعى الموجودة فى ذلك الوقت. وهذا يعود فى النهاية إلى مكونات كل فرد فى هذه المجتمعات ، وكيفية التفاعل الإجتماعى بين أفراد و فئات المجتمع.

    وهنا نستطيع ان نعيد صياغة السؤال الخاص بمكونات إنسان مصر المستقبل كالأتى:

    ما هى النسب المطلوبة لتكوين هذا ألإنسان، بين عقل و قلب و ساعد ؟ وما هى الصفات المرجوه فى كل مكون ، وما هو مدى التنوع المقبول فى كل صفة بحيث يكون المجتمع متوازنا؟ ومن سيقوم بهذه المسئولية الوطنية؟ المدرسةّ ام الأسرة أم وسائل الإعلام أم من؟ وكم نحتاج من الوقت والمجهود والمال لإتمام هذا المشروع؟
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة Empty رد: نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة

    مُساهمة من طرف bassam65 الأربعاء أكتوبر 28, 2009 11:48 am

    (4)
    مسلمات لا يجب أن نهملها عند التخطيط لتطويرالتربية و التعليم

    عندما نريد أن نغير التعليم ونطوره فنحن أمام واقع ، أمام تاريخ ، أمام دولة لها حضارة و ملامح ، و أمام شعوب لها عقائد دينية سماوية ولهاهوية من لغة و فكر وثقافة، كما ان لها عادات وتقاليد ومثل وقيم وثوابت. ولكى ينتج التطوير نتائج مأمولة ولا يسبب مشاكل لا تحل ، لابد ان لا يتصادم التغيير مع عموم ما تؤمن به الأمة من ثوابت وطنية ودينية لا يختلف عليها عموم الأمة. وهنا يجب إعادة المراجعة لكل الأساسيات التى نبنى عليها حياتنا لنزيل منها الشوائب، من أفكار وعادات وتقاليد وسلوكيات ، ونضيف اليها المفيد الذى يعيد بلادنا إلى الصدارة.

    فى العالم الأن موجة للإيمان بالتعددية فى الحضارات و اللغات و الأديان والثقافات ، فلماذا لا نتمسك بهذا الإتجاة ونعمل من أجل تأصيل هويتنا وشخصيتنا وثقافتنا ضمن التعددية المقبولة بل المرغوبة عالمياّ. لذلك علينا ان نأصل لفكرنا وعملنا ولا نقلد وننقل ونصبح نسخا من هويات او أنظمة أخرى. لذلك فإننا لن نتمكن من التغيير والتطوير إذا لم نأخذ واقعنا الذى نريد ان نغيره ، ولابد لنا ان نفكر لأنفسنا فى المستقبل الذى نريده نحن. ولسؤال هو ماهو الذى نريد تغييره تغيير حقيقياّ غير موهوم؟ وما هى الملامح الشخصية التى نريدها لمواطنيننا دون نسخ من هويات غير هويتنا أو نقل افكار وقيم بلا تأمل من ثقافات أخرى؟ وكيف يمكنن ان نفصل الغث من الثمين مما عندنا ومما عند الأخرين؟ هذا الأسئلة لابد ان توجهنا فى عملنا للتطوير والتغيير من أجل إصلاح التعليم.

    والأن نعرض لبعض المسلمات ، و كلمة " مسلمة" تعنى امور نسلم بها ابتداءّ دون الخوض فى إثباتها بل نتفق على صحتها كنقطة بدء للتفكير فى الإصلاح ، ونتفق أيضاّ على ان هذه المسلمات ضرورية لبناء حياة إجتماعية صحية للغالبية بأقل مشاكل. وإذا كان قبولها يجلب من المصالح اكثر مما يسبب من أ ضرار ، فعلينا ان نتمسك بها ونترك العبء على من يريد ان يثبتها أو يفندها ليقدم لنا النصيحة والمشورة بعد ذلك. وربما حدث فى المستقبل ما يجعلنا ان نراجع هذه المسلمات فسوف نجد عندئذ هذا الرصيد من الإثبات والتفنيد ليساعدنا على الترجيح أو الإلغاء أو الأضافة أو التعديل لهذه المسلمات. وهذه هى بعض المسلمات.

    المسلمة الأولى: الشعوب العربية هى شعوب فى غالبيتها متدينة، وبالرغم من بعض الإنتقادات التى توجه لبعض مظاهر الدين التى نراها حاضرة ، إلا ان كلا الأديان عندنا تؤمن بالله ولابد ان يراعى هذا فى أى مفهوم للإصلاح، بل على العكس من ذلك لابد ان يستفاد من الإيجابية فى الإيمان بالله ، وبقيم الدين المبنية على هذا الإيمان ، لتساعد فى الإصلاح وتعطينا مزيدا من الطاقة فى مجهودنا للإصلاح. فأى محاولة للتغيير تبدأ بمهاجمة الأديان لن تؤدى إلى تغيير منتج أوإصلاح حقيقى ، أما إذا كانت هناك مشاكل مرتبطة بالدين ، وتأثيرات أتية من الخارج لإلغاء دوره ، فلابد ان يتعاون الجميع من أجل الإعتماد على الذات وأن يقوم اًصحاب الدين وعلماءه أنفسهم ، إعتماداّ على مصادر الدين الأصلية و على إدراك مقاصد الدين وأهداف الشريعة لتغيير ما ظهر و إنتشر و أساء الى الدين.

    المسلمة الثانية: فى العالم المعقد الذى نعيش فيه الأن يلعب العلم دورا مهما، لا يمكن الإستغناء عنه، وسيظل كذلك فى المستقبل المنظور. لقد أصبح العلم والتكنولوجيا من أهم الأدوات لحل المشاكل وتسهيل الحياة. والعلم لا يعطى مجاناّ ولا تقدم التكنولوجيا دون مقابل ، فى عالم يحكمة المال والإقتصاد ، لذلك لابد ان يأخذ العلم مكانه الصحيح فى مناهجنا وفى طرق تفكيرنا لحل مشاكلنا. ونحن لا تنقصنا القدرات ولا المهارات العلمية ، ولكن ينقصنا النظام الذى يسهل التعامل مع العلوم ، وتنقصنا الإدارة العلمية ، ونحتاج الهمة والعزيمة والصبر والنفس الطويل والإصرار والمثابرة حتى يمكننا ان نتمكن من العلم والتكنولوجيا حتى لا نظل تابعين ومستهلكين لنتائج العلم والتكنولوجيا الأتية من الخارج. ونحن أيضا ليس عندنا تناقض بين العلم والدين ، فبينما يتعامل العلم مع الطبيعة الجامدة والحية و مع مواد ونبات وحيوان ليفهم قوانينها للإستفادة منها فى حياتنا ، فإننا فى المقابل نجد ان من اهم وظائف الدين هو عمارة الأرض وتحقيق النماء الفردى والجمعى. وهل يمكننا ان نحقق مقاصد الدين فى الإستخلاف دون العلم والتكنولوجيا؟ لذلك لا يصح لنا ان نهمل العلم بأى دعوة من الدعاوى. وحتى الملحدين لا يمكنهم استخدام العلم لهدم العقيدة فى الله لأنه ليس من وظيفة العلم ولا فى طرقه و منهاهجه طرق علمية لنفى وجود الله.

    المسلمة الثالثة: التغيير يحتاج إلى من يقوم به، وعادة يقوم بالتغيير عدد قليل ولكنه يلقى مقاومة من عدد قليل أخر، وإذا لم يحدث التغيير إلى الأفضل فستظل الأمور كما هى او تسوء أكثر ، وينفجر الواقع دون إستعداد لتحمل نتائجه. ودون مساعدة من الأغلبية الصامتة فستكون الأمور أكثر صعوبة لأى مجموعة رائدة تريد الإصلاح التعليمى والتربوى.

    المسلمة الرابعة: التفريق بين المواطنين الذين يسكنون معا منذ مئات السنين ، ولهم نفس العادات والتقاليد واللغة وغيرها من ملامح مشتركة ، هذا التفريق على اى اساس سوف يعمل تمزيق النسيج الإجتماعى للدولة ويكون بؤر يمكن ان تكون مدخلاّ لعدم الإستقرار وكسر التجانس الوطنى ، وفتح الأبواب لأعداء الأمة لتمزيق الوطن ، بمساعدة فئة ضد الأخرى ، لذلك يجب ان يشارك الجميع فى مشروع إصلاح التعليم حتى نسد مداخل الشيطان، ونمحى بؤر النزاع الداخلى الذى أذا حدث لن يسلم منه أحد.

    المسلمة الخامسة: أى تغيير أو إصلاح له كلفة إقتصادية ، ولابد ان تقوم الدولة بدورها الإقتصادى فى الإصلاح التعليمى لأنه إصلاح استراتيجى للمئة سنة القادمة ولذلك فله اولوية قصوى مثله مثل نظام الدفاع والتسليح.، إنه من أولويات الأمن القومى. لذلك فعلى أصحاب روؤس المال الوطنيين ورجال الأعمال المحبين لبلدهم ان يشاركوا فى هذا المشروع المستقبلى.

    المسلمة السادسة: من الأمور المعروفة عن المواطن هو أرتباطه بأسرته وعائلته ، والتأثيرات المتعددة ، العالمية والداخلية، تعمل على تفكيك دور الأسرة وتقليل مفاهيم التكافل العائلى وزيادة نسب الطلاق، و عدم إنضبات سلوك الأبناء، لذلك على نظام التعليم ان يكون له دورا فى إعادة مفهوم الأسرة ودورها فى عملية التربية والتعليم من خلال مشاركتها فى كثير من الأنشطة المدرسية وأعمال التقويم الدراسى والتربوى.

    المسلمة السابعة: لابد لأى عمل ناجح من ان يكون الفكر المبنى عليه فكراّ منضبطا وقابلاّ للتطبيق. فإذا كان هناك أفكاراّ كثيرة و نظريات وفلسفات و غيرها إلا اننا فى حاجة ماسة لفكر يمكن تطبيقه ، فكر هندسى إجتماعى ، فكر يرشدنا إلى كيف نطبق الأفكار. وبدون هذا الفكر، فكر تنفيذ الأفكار وتحقيقها على الأرض ، سوف نكون كمن يحرث فى البحر.

    المسلمة الثامنة: نحن فى فترة إنتقالية وعندما نعمل على التغيير فأنه سوف يأخذ وقتا طويلاّ ، فالتغيير يحتاج وقتاّ طويلاّ حتى تنتج عمليات الإصلاح ، لذلك الصبر مطلوب والمثابرة أيضا. ويجب ان لا نعتمد على أشخاص بل على ثبات المنظومة مع تغير الأشخاص والعمل المستمر لإكمال مشروع الإصلاح.



    (يتبع)
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة Empty رد: نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة

    مُساهمة من طرف bassam65 الأربعاء أكتوبر 28, 2009 11:49 am

    ثانياّ: رؤية إستراتيجية للتعلم

    نحن نريد مواطناّ له قلب وعقل وجسم ، يعيش فى مجتمع مع أناس مثله لهم نفس الثقافة ونفس اللغة ونفس العادات ونفس التقاليد، ويؤمنون بعقائد سماوية توحيدية لها نفس المصدر وهو الله وان اختلفوا فى تفسير الوحدانية. لذلك فالرؤية المستقبلية ترى الأهمية القسوى فى اخذ البعد الدينى والبعد الثقافى والبعد العلمى كأبعاد متكاملة لمنظومة التعليم المأمول. و إذا نظرنا الى التعليم كنظام يخرج لنا طلاب لهم صفات مطلوبة ، فما هى هذه المواصفات المستقبلية لخريج الجامعات والمدارس الذين نرغب ان نراهم؟ هذا السؤال يحتاج نقاشاّ طويلاّ مع كل فئات المجتمع لأنه المفتاح ولأنة مصدر من مصادر الخلاف الفكرى. ولنبدأ ببعض التصورات الممكن الإتفاق عليها.



    (1)
    الإنسان هو الأساس


    أساس التغيير هو الإنسان ، والتعليم السليم هو الذى يبنى الإنسان السليم. و عملية بناء الإنسان هى العنصر الجوهرى و حجر الزاوية لعلاج حالتنا ، و عملية البناء هذه لابد أن تأخذ حيزا أكبر من إهتمامنا ، إهتمام الأفراد و الأسر والمؤسسات و الدولة ، وأن لا يبخل عليها كل هؤلاء بفكر أو بمال أو جهد. والمؤسسات التعليمية و التربوية ، بأفكارها و مناهجها و طرقها و أساليبها فى الإدارة التعليمية ، والعاملين عليها هى من أهم المرتكزات المشاركة فى عملية بناء الإنسان. وإذا كان الإنسان هو الأساس ، فما هو تصورنا إذن لهذا الإنسان المطلوب؟

    نحن نريد أن نبنى و نعد إنسانا للأجيال القادمة ، والفكر الذى يبنى هذا الإنسان يحتاج إلى مراجعة ، والبرامج التى يعتمد عليها تحتاج إلى إعادة تصميم. والمناهج المرتبطة بالعمليات التعليمية و التربوية تحتاج إعادة صياغة وتخطيط. نحن نريد بناءّ و نمواّ و نماء يرتكز على قواعد أكثر صلابة ، و إلى وسائل أكثر علمية ، وإلى مناهج أكثر مرونة ، وإلى رؤية تستشرف المستقبل و تعتمد على منجزات العصر الفكرية و العلمية و التقنية. نحن نريد أن نطور أنفسنا عمليا لنستطيع أن نربط بين فكرتنا عن الإنسان ، وبين نتائج الأبحاث و الدراسات فى مجالات التعلم و الإدراك والاتصال و المعلومات و طرق التفكير السليم و طرق البحث . ونربط أيضاّ بين فكرنا الإصلاحى و بين ما سبق من برامج التعليم ومشروعات التنمية ، خططا و تنفيذا. فإذا اتفقنا على هذا الهدف ، فلابد لنا من مراجعة شاملة لكل العملية التعليمية من أجل إنسان الجيل القادم ، الإنسان الذى نأمل أن يتحمل مسئوليته كاملة و يأخذ مكانه للدفاع عن هويتنا و حضارتنا و ثقافتنا و لغتنا ، ويستطيع أن يواجه مشاكلنا بما يتطلبه العصر القادم.

    عملية بناء الإنسان هى عملية طويلة و صعبة ، تحتاج صبرا و مثابرة ، تحتاج إيمانا بها و معاناة من أجلها ، تحتاج تعاونا وتكاتفا و تأييدا و مؤازرة من الجميع، تحتاج عملا مخططا منظما ، تحتاج خطوات عملية متسقة ،كل منها له هدفاّ محدداّ و دورا فى إنجاز مرحلته التعليمية ليؤدى إلى مرحلة أعلى و مستوى أفضل للإنسان. و هذه العملية التعليمية تحتاج قبل كل ذلك و بعده إلى رؤية ، إلى فلسفة تعليمية ، إلى تصور محدد للإنسان ، لهذا الخليفة الذى خلقه الله ليحمل الأمانة والذى نريد أن نؤهله ليصبح إنسانا فى علاقته مع الكون ومع نفسه و مع أخيه الإنسان. هذا هو إذن لب العملية التعليمية و التربوية التى من المفروض أن تقوم بها المؤسسات التعليمية بمساندة من كل مؤسسات الدولة و بمساعدة من الأسر. فإذا وضح الهدف و أخلص معظمنا للعمل له ، فإننا نأمل كل خير بعون الله. و إذا تأملنا ما سبق فإننا نجد أنفسنا وجها لوجه أمام مشكلة المشاكل فى أمتنا ، مشكلة التعليم و مناهجه ، والتي نعانى منها ونكتب كثيرا عنها و نشتكى و نلف و ندور حولها بحثا عن مخرج.



    (يتبع)
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة Empty رد: نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة

    مُساهمة من طرف bassam65 الأربعاء أكتوبر 28, 2009 11:50 am


    بحثا عن فكرة جديدة

    هناك ثلاثة أنواع من الأفكار يطرحها الإنسان من أجل التغيير و التى تربط بين مفهوم التغيير وكيف نحققه على الواقع ، وتربط بين المشاكل و علاجها ، وبين النظرية و التطبيق. النوع الأول هو الأفكار التي تعمد إلى التحسين البسيط والمستمر لتفاصيل العملية التعليمية دون الإهتمام بالشكل العام والشامل للتعليم و أهدافه. والنوع الثانى من الأفكار هو الأفكار التطورية ، فهى تسير فى إتجاه التطور الناتج من تراكم الخبرات التعليمية و الإجراءات التحسينية لفترات طويلة من الزمن. أما النوع الأخير من الأفكار فهى الأفكار الثورية ، وهى الأفكار التى تبدل الأساس القديم و تغيره .

    وفى مجال التعليم مررنا بالأفكار التحسينية و الأفكار التطورية ، و عشنا معها عشرات السنين ، ومع ذلك مازلنا نشكو من التعليم و مخرجاته ، و لم نستفد من خبرتنا فى التحسن و التطور فى أفكارنا التعليمية ، ولم نجرب بعد الأفكار الثورية. وربما يكون وضعنا الحالى يرجح حاجتنا إلى فكر ثورى جديد يغير الأساس التعليمى ، فكر يربط النظرية بالعمل ، فكر يدرس حدوده و إمكانية تنفيذه قبل المناداة بتطبيقه . نحن نحتاج مشروعا تعليميا مبنيا على هذا الفكر ، مشروعا قوميا قابلا للتنفيذ ، و يجد من يقف وراءه ويؤيده ، مشروعا ليس طرحا فقط لمنتجات العصر من أسماء أجهزة ، ومصطلحات ، وكلمات رنانة.

    مجرد عرض الأفكار و إلقاء الكلمات عن ثورة المعرفة ، والإتصالات و المعلومات ، والحاسب أو الحاسوب الآلي ، وشبكة الإنترنت ، وغيرها ، لن يؤدى إلى عائد مجز ما لم يترجم إلى خطه عمل متكاملة . وليس تكرار الكلام حول الإبداع والحداثة وما بعد الحداثة، والتقدم والعلم والتكنولوجيا ، والعلمانية والعولمة و القرن الواحد والعشرين…، و غيرها من كلمات ظريفة ، ليس هذا الإستعمال الكلامى هو الذي يحل مشاكل التربية و التعليم ، وليس هو الذى سيطور المناهج ويرتقى بمؤسسات التعليم ، ولكنه يدل على إننا عندنا مثقفين على وعى محمود بإنتاج الغرب الفكرى وينقلوه كتباّ ومقالات . ولكننا نريد أن نستفيد من هذه الثقافة و هذا الفكر و تلك الكلمات والمصطلحات ونوظفها فى التخطيط لمشروع قومى للتعليم ، يثوره و يؤهل القائمين عليه لقبوله وإداراته ، ويخرج لنا طالبا له عقل و قلب و ساعد. عقل يفكر و يخطط ، وقلب يحب و يشعر و يشتاق و يحلم فيدفع و يحفز ، وأخيرا ساعدا...قوة أو عضلات تعمل و تنفذ ، وتدافع وتصد و تحمى.

    علينا إذن أن نفكر من جديد ونتأمل ونناقش مفاهيمنا الأساسية حول التعليم فى ضوء منجزات عصر الطب و الهندسة ، وعلينا أن نستفيد بما حققاه (الطب و الهندسة) من ربط النظرية بالتطبيق ، وبعد ذلك نعيد بلوره مفاهيمنا التعليمية فى إطار التغيرات الحادثة فى مجالات النظريات العلمية الخاصة بالتعلم والإدراك والمعلومات والإتصالات وعلوم الحاسب الإلكتروني ، ثم نصب كل ذلك فى مشروع ثورى للتعليم. و نحن هنا فى أشد الحاجة للتأييد والتشجيع والمؤازرة من المفكرين والتربويين ، ومن أولياء الأمور والطلاب.
    يتبع
    كوبرا
    كوبرا
    مشرف منتدى العلم والمعرفة


    عدد المساهمات : 30

    نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة Empty رد: نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة

    مُساهمة من طرف كوبرا الخميس أكتوبر 29, 2009 10:49 am

    سلامى وتحياتى إليك أستاذ/ بسام
    أما بعد ....
    اولا لا تكفى كلمة شكر فى حقك تجاة ما تفعلة من أجل الآرتقاء بالمنتدى وطرح المواضيع الشامخة العظيمة التى تليق بخبراتك الطويلة فى الحياة وبثقافتك الآكثر من رائعة وقرائتك المميزة للكتب فى كل المجالات وبالآخص المجالات التى تجد جدلا كبيرا ومناقشات واختلاف فى الرأى فأنت تملك القدرة على الكلام فى كافة المواضيع لآنك تملك عقل قادر على استيعاب كل شىء.....
    وبعد جلوسى ساعة كاملة كى أقرأ واحد من موضوعاتك وجدت أنك تتحدى نفسك أولا قبل تحدى الناس فى الآرتقاء الذهنى والعقل الذى يفوق كثيرا من العقول الموجودة فى المنتديات بصفة عامة مع احترامى طبعا لآعضاء مملكة الحرية ولكنى تعودت طبعا على الصراحة المُطلقة ونحن هنا فى منتدى اسمة (مملكة الحرية ) .....
    ويعجبنى أسلوبك فى كتابة أو نقل المواضيع
    أولا لبساطتها
    ثانيا لآهميتها فى الوقت نفسة
    وبالنسبة لى أوأيد هذا الكلام .... النوع الثانى من الأفكار هو الأفكار التطورية ، فهى تسير فى إتجاه التطور الناتج من تراكم الخبرات التعليمية و الإجراءات التحسينية لفترات طويلة من الزمن
    ولكن هل يأتى علينا يوما ونلحق بحضارات العالم والدول المتقدمة ونحاول أن نفعل ولو جزء صغير مما فعلوة فنحن نملك عقلا واسع الفكر وتقريبا لا ينقصنا إلا الآمكانيات
    ومن وجهة نظرى نحتاج التمعن فى التفكير حتى نصل الى ما نحلم به
    لآنى ما رأيت فى حياتى أفضل من العلم والمعرفة والقراءة والكتابة
    وقال رسول الله صلى الله علية وسلم (أطلبوا العلم ولو فى الصين) صدق رسول الله صلى الله علية وسلم ...
    فيجب أن نتصافح من أجل التقدم ونتكاتف سويا كى نحقق ما لم نستطيع أن نحققة منذ زمان وزمان
    وفى النهاية
    كل الشكر والتقدير على موضوعك الذى يستحق شهادة تقدير مع مرتبة الشرف
    وهذة الحكمة أقولها لكل متكاسل
    من عاش شبابة لاهيا قضى مشيبة باكيا ورحل غير مأسوف علية
    تقبل تحياتى أستاذى
    ...... كوبرا المنتدى .....
    مختارحسنى
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة Empty رد: نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة

    مُساهمة من طرف bassam65 الأحد نوفمبر 01, 2009 9:46 am


    (3)
    إطار عام للمشروع الجديد

    سنعرض هنا للإطار العام لمشروعنا التعليمى. وأول شئ نبدأ به هو رؤيتنا المستقبلية لدور التعليم ، وهذه الرؤية تستمد من عقيدة فى الحياة ، تصور لنا دور الإنسان فى هذا الكون ، وحياته على هذه الأرض . ويأتى بعد ذلك بلورة هذه الرؤية فى مجموعة من الأهداف التى توجه الإنسان فى بناء علاقاته مع نفسه و مع بنى الإنسان ثم علاقاته مع عالمى الأفكار والأشياء. ومن هنا نصمم النظام التعليمي ليحقق ما يستطيع من الأهداف المأمولة. والخطوة التالية هى اختيار الجسور والقنوات والشبكات التى تحول الأهداف إلى خطة عمل فى شكل مراحل تعليمية. فإذا انتهينا من ذلك ندخل فى المرحلة التالية وهى وضع المنهج للمراحل التعليمية المرتبطة بالطالب ، وأيضا وضع منهج لإعداد الذين سيقومون بالتنفيذ من إدارة ومدرسين و مربيين وتقدير المطلوب من مبانى و أجهزة و غيرها. وتبقى بعد ذلك بعض الأمور ، منها دراسة الجدوى لهذا المشروع ، اقتصاديا و تنمويا و حضاريا ، ومنها دراسة المعوقات لهذا المشروع وكيفية التغلب عليها والتوقعات المحتملة لمخرجات هذا البرنامج التعليمى. والخطوة الأخيرة هى وضع جدول محدد لخطوات التنفيذ ، وهذا كله لن ينجح دون دعوة الناس إلى هذا الإقتراح وإقتناعهم به. وفى الفقرات التالية سأعرض لرؤيتنا المستقبلية لدور التعليم وبلورة هذه الرؤية فى مجموعة من الأهداف ، ثم أعرض أخيرا للمشروع التعليمي الجديد ، أما الباقى فسوف أكمله إذا لاقى هذا المشروع القبول.


    يتبع
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة Empty رد: نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة

    مُساهمة من طرف bassam65 الأحد نوفمبر 01, 2009 9:47 am

    (4)
    من هنا نبدأ

    الإنسان :نعتقد أن الله قد خلق الإنسان بقدرات كامنة ضخمة تؤهله ليكون خليفته على الأرض ويحمل الأمانة، وأن هذه الأمانة لها مسؤليتها وتبعاتها التى تحفز الإنسان على أن يشحذ مهاراته لتحقيق مهمة الخلافة ، ويالها من مهمة شاقة تحتاج عمل الفرد فى تناسق مع عمل الجماعة . وهذا العمل يستوجب فهم الإنسان لنفسه ولأخيه وللكون حوله ، ويستوجب تنمية قدرات الإتصال والتفاهم والحوار من أجل التعاون لحل مشاكل الإنسان على الأرض فى عمل جماعى ينسق القدرات الفردية الكثيرة والمتنوعة لإنجاز أعمال كبيرة لا يستطيع الإنسان بمفرده أن يقوم بها.إذن نحن بحاجة إلى التنسيق بين قدرات الإنسان المختلفة : الفهم ، الإدراك ،التواصل ،العمل من أجل فهم النفس والكون ، والتعاون لحل مشاكل الإنسان فى الحياة والاستعداد لما بعدها. وهذا التصور لدور الإنسان هو ما نريد أن نستثمره فى نظام التعليم. لذلك نرى إن المستقبل يحتاج منا أن نطور قدرات و قوى الإنسان للترقى الحضارى والإنتقال من الحضارة الأرضية إلى الحضارة الشمسية ثم إلى الحضارة الكونية. وللتعليم دوره فى هذا التطوير عن طريق استعمال آخر ما وصلت إليه الإنسانية من مفاهيم ومنجزات تعتمد على التعامل مع المعلومات كشفا و إستقبالا و معالجة و تخزينا ثم اختيارا فسلوكا و إرسالا. هذا هو التصور لما نريده فى إنسان المستقبل. ومفاتيح هذا التصور هى الكلمات التالية : قدرات و قوى الإنسان ؛ الحضارة الأرضية و الحضارة الكونية ثم المعلومات والتعامل معها بمختلف صورها و مصادرها .

    قدرات و قوى الإنسان : هناك ثلاث قدرات أساسية للإنسان ، أولها قدراته العضلية أو الجسمية ، ثانيها قدراته المالية أو الاقتصادية أي الثروة ، و ثالثها قدراته المعرفية وهى تضم الإمكانات التأملية والروحية والعقلية وكل هذه متصلة أشد الاتصال بما تستقبله كل الحواس من معلومات وما يبنى عليها من عقائد و تصورات و نظريات. وتاريخ حياة الإنسان على الأرض سجل حافل باستعمال هذه القدرات من أجل سيطرة وتحكم الإنسان فى نفسه وفى غيره ويضا فى محيطه.

    الحضارات : أول نوع من الحضارات هي الحضارة الأرضية ، و هي الحضارة التي يستطيع الإنسان أن يحققها على الأرض باستعمال قدراته و قواه للتحكم و السيطرة على موارد و طاقات الأرض ليحل مشاكل الإنسان ويحقق خلافته . والإنسان لم يصل بعد إلى هذه الحضارة . وثانى نوع من الحضارات هي الحضارة الشمسية وثالث نوع من الحضارات هي الحضارة المجرية ( مجرة درب التبان). فكرة الحضارات الأرضية والشمسية والمجرية ( من مجرة ) هى فكرة طرحها أحد علماء الفلك. فعندما تكتمل الحضارة الأرضية ( إذا أمكن هذا فى حياة الإنسانية) وعندما تقل موارد الأرض ويزداد عدد السكان بحيث لا تحتملة الأرض ، فسينطلق الإنسان إلى المجموعة الشمسية للإستفادة من موارها، فإذا إستفاد من مواردها كاملةّ كانت هذه هى الحضارة الشمسية، وإذا لم تكفية موارد المجموعة الشمسية فإنة ينتقل إلى غزو المجرة القريبة منه وهى مجرة درب التبان للإستفادة منها وعندما يقدر على ذلك تكون هذه هى الحضارة المجرية.

    المعلومات : والمعلومات هنا تعنى ما يستقبله الإنسان عن طريق حواسه من أصوات و إشارات و صور وكلمات ، وما تتضمنه من تصورات و أفكار و نظريات .والمعلومات من هذا المنطلق تمثل أكبر مصادر قوة الإنسان فى وقتنا المعاصر.

    هذه هى الرؤية التى نرغب ونريد أن نبنى الإنسان من أجلها وبأدوات عصرنا. إنسان يتمتع بالصحة الروحية والصحة النفسية والصحة العقلية و الصحة البدنية.


    (يتبع)
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة Empty رد: نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة

    مُساهمة من طرف bassam65 الإثنين نوفمبر 09, 2009 10:47 am

    (5)
    بعض المرتكزات للمشروع التعليمي الجديد

    أعتمدت على الأتي في تصوري حول المشروع التعليمي الجديد:

    1)التطور المعلوماتى للإنسانية سار في اتجاه مماثل لما هو مقترح في المشروع الجديد وتقريبا بنفس التدرج من وجود لغة للتفاهم ولنقل المعلومات ، وجمع المعطيات والتعرف على المحيط.

    2) تطور معارف الإنسان المكتسبة سار في اتجاه مماثل لما هو مقترح في المشروع الجديد وتقريبا بنفس التدرج حيث بدأ الإنسان من المعلومات المباشرة والبسيطة المرتبطة بالأشياء المحسوسة وانتهى إلى الأفكار والمفاهيم غير المادية وتكوين العادات والتقاليد مع تراكم الخبرات ، ثم مرحله التجريد ووضع النظريات والقوانين.

    3) التطور الحادث في الفكر العلمي والنظريات العلمية سار في اتجاه مماثل لما هو مقترح في المشروع الجديد وتقريبا بنفس التدرج حيث بدأ بالأفكار البسيطة والمباشرة المعتمدة على الملاحظة العادية ثم أكتمل من خلال تطوير الأدوات المعرفية من إبتكار أجهزة تزيد من قوة حواس الإنسان, ومن تحليل وتركيب و تصميم تجارب للتأكد من صحة المعارف ، ومن استخدام الاستنباط والاستقراء للوصول لنتائج جديدة والتحقق من صحتها. وتاريخ العلم وفلسفته هو خير دليل على ذلك.

    4) خبرتنا بنظم التعليم السائدة ، وبنوعيه وكفاءة الطلاب المتخرجين ، تدل على أن العديد من المتخرجين لم يعودوا يخرجوا من العملية التعليمية بمهارات مفيدة للتعامل مع مجتمعهم ، رغم طول مدة الدراسة (12 عاما) ، ورغم ضخامة التكاليف فمعظم الطلاب يتعلمون حفظا ومع ذلك لا يتذكرون ما درسوه بعد مدة قصيرة من تخرجهم.

    5) الإنسان مخلوق اجتماعي بفطرته ويقضى وقتا طويلا في الإتصال مع الآخرين. إذن اللغة عنصر أساسي لحياته فوجوده وتعاونه مع إخوانه معتمدا لدرجة كبيرة على إتصاله وتواصله وحواره وكلامه مع محيطه ، ولذلك كان تعليم الإنسان الأدوات اللازمة للتعامل مع الآخرين (اللغة والمعلومات) من أهم عناصر المشروع التعليمي.

    6) ما نتوقعه مستقبلا من مشاكل صعبه ومعقده ، تحتاج عملا جماعيا، يحتم تدريب الأجيال القادمة على طرق التعامل مع المعلومات ومعالجتها من خلال التعاون وتقسيم العمل والإستفادة من المهارات المختلفة لفريق العمل من أجل حلول علميه متكاملة ، فالبرنامج التعليمي الجديد هدفه تأهيل الجيل القادم ليتعامل مع مشاكله بروح الفريق وبكفاءة عالية. وهذا يوضح دور التعليم فى الإعداد للحياة الإجتماعية والعملية وسوق العمل .

    7) من البديهيان أو المسلمات إن هناك علاقات وثيقة بين اللغة و المعرفة و التواصل و التماسك الاجتماعي. وقد أثبتت الخبرات والدراسات والتجارب أن تدريس لغة الأم أولا دون مشاركة من لغات أخرى ، في المراحل الأولى للتعليم ، هو الأساس المتين لبناء شخصية متكاملة دون تشتت عقلي و اختلاط ثقافي وقيمي. أيضا فان إجادة لغة الأم هي مقدمة ضرورية لإجادة اللغات الأخرى. وقد عمدت كثير من الدول إلى التركيز على تعليم اللغة الأم في المراحل التعليمية الأولى لقناعتها بأهمية ذلك للانتماء إلى ثقافة الوطن الأم ( الأنجلوسكسونية ، الفرانكوفونية ، الأمريكية ، العبرية ،والصينية). ورأت بعض الدول الإستعمارية أن من أفضل الطرق للتحكم في الدول ، وبذر الشقاق والخلافات و إضعاف الإنتماء هو إلغاء اللغة الوطنية وزرع لغة المستعمر( مثال ذلك هو فرنسا مع مستعمراتها السابقة ، وما يجرى إنتشاره حالياّ فى الوطن العربى من محاكاة اللغة الإنجليزية ). ومن هنا لابد من إعادة النظر في درجة الاهتمام بتعليم اللغة العربية وبذل الجهد لتحسين طرق تعليمها و الكتب التي تستخدم لذلك.

    Cool هناك تقدم علمي كبير في مجال دراسة الإدراك وعلاقته بالمعرفة (cognitive science ) وفى مجال الذكاء الصناعي (artificial intelligence ) ويمكن استخدام نتائج هذه الدراسات في تصميم المنهج الجديد.

    9) أيضا ثورة المعلومات والاتصالات المتفجرة حاليا هي من أفضل الوسائل التي يمكننا الاستفادة من أسسها وحقائقها في التنظير والتخطيط للبرنامج التعليمي الجديد.




    (يتبع)
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة Empty رد: نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة

    مُساهمة من طرف bassam65 الإثنين نوفمبر 09, 2009 10:48 am

    (6)
    التوقعات
    من المتوقع أن تنتج العملية التعليمية طالبا يجمع بين النظري والعملي قادرا على تطبيق معرفته لحل مشاكل حياته ومجتمعه ، طالبا له الصفات آلاتية:

    القدرة على تأسيس العملي على النظري.
    المرونة في التعامل مع مشاكل مجتمعه.
    القدرة على أن يعلم نفسه بنفسه.
    القدرة على التعامل مع المعلومات في حل المشاكل.
    القدرة على التذوق الأدبي.
    القدرة على النقد الموضوعي.
    القدرة على التعبير و التواصل.
    القدرة على الإبداع والإبتكار.
    القدرة على التفكير الإيجابىوالنقدى والإبتكارى.
    الإعتراف بالأخر وأهمية وجوده لإثراء مفهوم التنوع البشرى.

    وكل هذا ممكن أن يؤدى إلى:

    إنسان له قلب وعقل وساعد ( أى ذراع وعضلات).
    تقليل عدد الملتحقين بالجامعة دون عائد إنساني أو اقتصادي.
    القدرة على تنظيم الوقت والإستفادة من طاقة الإنسان فى بناء المجتمع.
    التوازن بين الفردية والجماعية.
    القدرة على العمل الجماعى.
    ترشيد الاستهلاك.
    الوصول إلى مجتمع منتج.
    إستنبات قدرات الإبداع والابتكار لأبناء الوطن.

    أليس كل هذا يصب فى مفهوم التنمية البشرية؟


    ( يتبع)
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة Empty رد: نحو رؤية مستقبلية للتعليم في المائة سنة القادمة

    مُساهمة من طرف bassam65 الإثنين نوفمبر 09, 2009 10:49 am

    ثالثاّ: رؤية غير مألوفة للتعليم العام

    (1)
    المشروع التعليمي العام الجديد


    يهدف هذا المشروع إلى تدريب الطالب وصقل مهاراته للتعامل مع المعلومات، ثم تطوير معلوماته حتى تصبح معرفة ثم علماّ. وتدريب الطالب على ربط العلم بالعمل من خلال تطبيقه لأدوات المعرفة على مشاكله ليحلها ويتأكد من صلاحية الحل ثم يضع خطوات لتنفيذ الحل. وهذه هى العناصر بقليل من التفصيل :

    المعلومات استقبالا : وهنا يجب تدريب الطالب على تمييز مصادر المعلومات و تصنيف أشكالها وتدريب الحواس على إستقبالها، و تدريب الطالب على تمييز و إستعمال الأجهزة التي تزيد قدراته لإستقبال المعلومات.

    المعلومات معالجة: تدريب الطالب على وصف ما تستقبله حواسه و تصنيفها ، ثم التدرج به في مراحل الإستيعاب المختلفة من تكوين مدركات أولية بسيطة منفصلة ثم محاولة تجميع المفردات المعرفية إلى أفكار ، وبعد ذلك إلى نظريات ، والتدريب على التحقق من مصداقية النظريات البسيطة. وتأتى بعد ذلك مرحلة التدرب على التجريد والربط بين الأفكار والتصورات والنظريات الأكثر عمومية.

    في هذه المرحلة يتم شحذ مهارات الطالب الخاصة بأدوات المعرفة من تحليل وتركيب واستقراء واستنباط واستنتاج. ويتعلم الطالب أساسيات تفسير الظواهر والنصوص والجمل اللغوية من خلال أمثلة بسيطة. وأيضا يتعلم الطالب كيف يختار المعلومات المناسبة من كم هائل من المعلومات. ويدرب على أخذ القرارات بناء على المعلومات و السلوك بناء على القرارات. وهناك الكثير جدا من نشاطات الحياة العادية ومجالاتها التي يمكن الإستفادة منها هنا لتطبيق ما يتعلمه الطالب مثلاّ فى السوق ومشاهدة ما يجرى فيه عرضا و اختيارا و بيعا وشراء ، ومن الأسرة والتعامل مع أفرادها ، ومن المدرسة ، ومن وسائل الإعلام ، ومن الرحلات ، ومن المسجد ، ومن ملاحظة الأرض والسماء. من خلال كل هذا ، ومن خلال إبتكار المئات من الأنشطة التعليمية ، يستطيع الطالب أن يشعر بالإرتباط بين الأفكار والمشاهدات وما في الكتب وما يجرى بين الناس من تدافع تسير به الحياة. سوف يتعلم الطالب الرؤية المتعددة الأبعاد ويكتسب القدرة على النقد و يطور قدرات التذوق الفني والأدبي ويقوم بكل ذلك من خلال أنشطه متنوعة تشترك فيها قدراته البدنية والعقلية و حسه الإجتماعي. وسيعمل كل ذلك على تعويد الطالب على الربط بين الفكر والعمل.

    المعلومات حفظا و تخزينا : سوف يدرب الطالب على إستخدام الذاكرة و الأوراق والأجهزة المناسبة لتخزين وإستعادة المعلومات بكفاءة عالية لا ترهق ذهنه ، فيوزع المعلومات المناسبة في المخازن المناسبة. ويستطيع الطالب أن يميز بين الخاص والعام ، و بين المقيد والمطلق ، والمجمل والمفصل ، وبين القواعد و النظريات ، والمفاهيم والقوانين ، والمقاصد والأهداف فيحفظ ما له الأولوية ويعرف كيف يسترجع ما يريد من تفاصيل أو معطيات.

    المعلومات إرسالا : يتدرب الطالب على الطرق المختلفة لتمثيل و نقل المعلومات عن طرق الرسم والحوار والنقاش والكتابة والخطابة و عن طريق الإشارة والحركة، نحن هنا فى مجال حيوى جداّ للإنسان وهو مجال الإتصال والتواصل.

    المعلومات إستعمالا : يتدرب الطالب على استعمال المعلومات من حيث المحتوى والتوقيت و من حيث الإيجاز أو الإطناب و عن طريق استخدام الوسائل المناسبة من أجل أخذ قرار أو كسب موقف أو لزيادة ثروة أو للسيطرة والتحكم أو لعلاج مشكلة أو غيرها من الإستعمالات المتعددة للمعلومات.



    (يتبع)

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 12:09 am