حسن الخلق حق من حقوق الإنسان في الإسلام
لم يذكره الإعلان العالمي لهذه الحقوق
من حق الإنسان على أخيه الإنسان حسن الخلق والمعاملة وهي تشمل نواحي كثيرة في الحياة ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم معلماً إيّاها مربياً صحبه وأهله أفضل تربية لبناء مجتمـع قوي متماسـك داخلياً على الحب و تقوى الله الذي ألّف بين قلوبهم بعزته وحكمته .
" وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم " الأنفال : 63
و لحسن الخلق آداب كثيرة أهمها :
أ . حفظ اللسان :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت وفي هذا أحاديث كثيرة عنه صلى الله عليه وسلم يحث فيها على الكلمة الطيبة وينهى عن كلام السوء ومنها :
(( عن أبي هريرة قال : قال رسول الله () : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره , ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه , ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )) .
(( عن المغيرة بن شعبة قال : قال النبي () : إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات , ووأد البنات , ومنع وهات , وكره لكم قيل وقال , وكثرة السؤال , وإضاعة المال )) .
(( عن أبي هريرة عن النبي () قال : إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفع الله بها درجات , وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم )) .
(( عن عدي بن حاتم عن النبي () أنه قال : اتقوا النار ولو بشق تمرة , فإن لم يكن فبكلمة طيبة )) .
ومن حفظ اللسان عدم السب والشتم لأن سباب المسلم فسوق كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سباب المسلم فسوق وقتاله كفر )) .
وكذلـك عدم الغيبـة والنميمـة كما أمـر الله :
(( ولا يغتـب بعضكـم بعضاً )) الحجرات :12
(( عن ابن عبـاس قـال : مـر رســول الله () على قبرين فقال : إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير , أما هذا فكان لا يسـتتر من بوله , وأما هذا فكان يمشي بالنميمة ))
والتحاسد والتدابر والتجسس والبغضاء من سوء الخلق وهي تباعد بين الناس والأخوة .
(( عن أبي هريرة عن النبي () قال : إياكـم والظن فإن الظن أكذب الحديث , ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخواناً )) . [
والكبر أيضاً يودي بالمستكبر إلى النار كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( عن محمد بن زياد قال : سمعت أبا هريرة رضي الله عنه _ ورأى رجلاً يجر إزاره, فجعل يضرب الأرض برجله , وهو أمير على البحرين _ وهو يقول : جاء الأمير جاء الأميـر , قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله لا ينظر إلى من يجر إزاره بطراً ))
(( عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهـم ولهم عذاب أليم : شيخ زان , وملك كذاب , وعائل مستكبر )) .
(( عن حارثة بن وهب الخزاعي عن النبي () قال : ألا أخبركم بأهل الجنة ؟ كل ضعيف متضاعـف لو أقسم على الله لأبره , ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتلّ جوّاظ مسـتكبر )) . وحذر صلى الله عليه وسلم من الغضب في أحاديث كثيرة لما له من آثار سلبية على حقوق الإنسان .
(( عن أبي هريرة أن رسول الله() قال : ليس الشديد بالصرعة , إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )) .
(( عن أبي هريـرة أن رجلاً قال للنبي(): أوصني , قال : لا تغضب , فردد مراراً , قال: لا تغضب )) .
وعلى العكس من ذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعامل الناس بالحلم ويكثر من الابتسام لهم كما ذكر ذلك عنه أصحابه وزوجاته أقرب الناس إليه :
(( عن جريـر قال : ما حجبنـي النبي () منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي )) . / (( عن عائشـة رضي الله عنها قالت : ما رأيت النبي () مستجمعاً قط ضاحكاً حتى أرى منه لهواته , إنما كان يبتسم )) .
ب . الصبر :
قال تعالى : " إنّما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب " الزمر :10
فالصبر هو سر من أسرار النصر وحسن الخلق اتصف به الصالحون والأنبياء لما له من قيمة عظيمة في حفظ حقوق الإنسان .
(( عن عبد الله قال : قسم النبي () قسمة كبعض ما كان يقسم , فقال رجل من الأنصار : والله إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله , قلت : أما لأقولن للنبي () فأتيته وهو في أصحابه فساررته , فشق ذلك على النبي () وتغير وجهه وغضب , حتى وددت أني لم أكن أخبرته , ثم قال : قد أوذي موسى بأكثر من ذلك فصبر )) .
ج . تشميت العاطس وإجابة الدعوة وعيادة المرضى واتباع الجنائز :
كلها من صفات المسلمين وأخلاقهم التي تعتبر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من حقوق الإنسان على أخيه الإنسان وقال في ذلك :
((عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خمسٌ تجب للمسـلم على أخيه : رد السلام ، وتشميت العاطس ، وإجابة الدعوة ، وعيادة المريض, واتّباع الجنائز )) .
د . إكرام الكبير : لابد للصغير من احترام الكبير وإكرامه وهذا حق للكبير على أخيه الصغير حفظه له رسول الله صلى الله عليه وسلم.
/ 256 / (( عن عمرو بن شعيب , عن أبيه , عن جده قال : قال رسول الله(): ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا )) رواه أبو داود والترمذي
هـ . الحياء :
إذا لم تستح فاصنع ما شئت . هذا ما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
(( عن أبي مسـعود قال : قال النبي(): إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت )) .
فإذا أراد الإنسان صنع الخير لأخيه الإنسان فعليه بالحياء لأنه لا يأتي إلاّ بخير كما قال صلوات الله عليه
(( عن عمران بن حصين قال : قال النبي () : الحياء لا يأتي إلا بخير )) .
واعتبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء من الإيمان ليحث المؤمنين عليه
(( عن عبد الله بن عمر : مر النبي () على رجل وهو يعاتب أخاه في الحياء يقول : إنك لتستحيي _ حتى كأنه يقول : قد أضر بك _ فقال رسول الله () : دعه , فإن الحياء من الإيمان )) .
المصادر والمراجع :
1 . القرآن الكريم
2 . صحيح البخاري
3 . صحيح مسلم
4 . رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين
د . هدى برهان طحلاوي
لم يذكره الإعلان العالمي لهذه الحقوق
من حق الإنسان على أخيه الإنسان حسن الخلق والمعاملة وهي تشمل نواحي كثيرة في الحياة ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم معلماً إيّاها مربياً صحبه وأهله أفضل تربية لبناء مجتمـع قوي متماسـك داخلياً على الحب و تقوى الله الذي ألّف بين قلوبهم بعزته وحكمته .
" وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم " الأنفال : 63
و لحسن الخلق آداب كثيرة أهمها :
أ . حفظ اللسان :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت وفي هذا أحاديث كثيرة عنه صلى الله عليه وسلم يحث فيها على الكلمة الطيبة وينهى عن كلام السوء ومنها :
(( عن أبي هريرة قال : قال رسول الله () : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره , ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه , ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )) .
(( عن المغيرة بن شعبة قال : قال النبي () : إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات , ووأد البنات , ومنع وهات , وكره لكم قيل وقال , وكثرة السؤال , وإضاعة المال )) .
(( عن أبي هريرة عن النبي () قال : إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفع الله بها درجات , وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم )) .
(( عن عدي بن حاتم عن النبي () أنه قال : اتقوا النار ولو بشق تمرة , فإن لم يكن فبكلمة طيبة )) .
ومن حفظ اللسان عدم السب والشتم لأن سباب المسلم فسوق كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سباب المسلم فسوق وقتاله كفر )) .
وكذلـك عدم الغيبـة والنميمـة كما أمـر الله :
(( ولا يغتـب بعضكـم بعضاً )) الحجرات :12
(( عن ابن عبـاس قـال : مـر رســول الله () على قبرين فقال : إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير , أما هذا فكان لا يسـتتر من بوله , وأما هذا فكان يمشي بالنميمة ))
والتحاسد والتدابر والتجسس والبغضاء من سوء الخلق وهي تباعد بين الناس والأخوة .
(( عن أبي هريرة عن النبي () قال : إياكـم والظن فإن الظن أكذب الحديث , ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخواناً )) . [
والكبر أيضاً يودي بالمستكبر إلى النار كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( عن محمد بن زياد قال : سمعت أبا هريرة رضي الله عنه _ ورأى رجلاً يجر إزاره, فجعل يضرب الأرض برجله , وهو أمير على البحرين _ وهو يقول : جاء الأمير جاء الأميـر , قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله لا ينظر إلى من يجر إزاره بطراً ))
(( عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهـم ولهم عذاب أليم : شيخ زان , وملك كذاب , وعائل مستكبر )) .
(( عن حارثة بن وهب الخزاعي عن النبي () قال : ألا أخبركم بأهل الجنة ؟ كل ضعيف متضاعـف لو أقسم على الله لأبره , ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتلّ جوّاظ مسـتكبر )) . وحذر صلى الله عليه وسلم من الغضب في أحاديث كثيرة لما له من آثار سلبية على حقوق الإنسان .
(( عن أبي هريرة أن رسول الله() قال : ليس الشديد بالصرعة , إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )) .
(( عن أبي هريـرة أن رجلاً قال للنبي(): أوصني , قال : لا تغضب , فردد مراراً , قال: لا تغضب )) .
وعلى العكس من ذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعامل الناس بالحلم ويكثر من الابتسام لهم كما ذكر ذلك عنه أصحابه وزوجاته أقرب الناس إليه :
(( عن جريـر قال : ما حجبنـي النبي () منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي )) . / (( عن عائشـة رضي الله عنها قالت : ما رأيت النبي () مستجمعاً قط ضاحكاً حتى أرى منه لهواته , إنما كان يبتسم )) .
ب . الصبر :
قال تعالى : " إنّما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب " الزمر :10
فالصبر هو سر من أسرار النصر وحسن الخلق اتصف به الصالحون والأنبياء لما له من قيمة عظيمة في حفظ حقوق الإنسان .
(( عن عبد الله قال : قسم النبي () قسمة كبعض ما كان يقسم , فقال رجل من الأنصار : والله إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله , قلت : أما لأقولن للنبي () فأتيته وهو في أصحابه فساررته , فشق ذلك على النبي () وتغير وجهه وغضب , حتى وددت أني لم أكن أخبرته , ثم قال : قد أوذي موسى بأكثر من ذلك فصبر )) .
ج . تشميت العاطس وإجابة الدعوة وعيادة المرضى واتباع الجنائز :
كلها من صفات المسلمين وأخلاقهم التي تعتبر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من حقوق الإنسان على أخيه الإنسان وقال في ذلك :
((عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خمسٌ تجب للمسـلم على أخيه : رد السلام ، وتشميت العاطس ، وإجابة الدعوة ، وعيادة المريض, واتّباع الجنائز )) .
د . إكرام الكبير : لابد للصغير من احترام الكبير وإكرامه وهذا حق للكبير على أخيه الصغير حفظه له رسول الله صلى الله عليه وسلم.
/ 256 / (( عن عمرو بن شعيب , عن أبيه , عن جده قال : قال رسول الله(): ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا )) رواه أبو داود والترمذي
هـ . الحياء :
إذا لم تستح فاصنع ما شئت . هذا ما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
(( عن أبي مسـعود قال : قال النبي(): إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت )) .
فإذا أراد الإنسان صنع الخير لأخيه الإنسان فعليه بالحياء لأنه لا يأتي إلاّ بخير كما قال صلوات الله عليه
(( عن عمران بن حصين قال : قال النبي () : الحياء لا يأتي إلا بخير )) .
واعتبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء من الإيمان ليحث المؤمنين عليه
(( عن عبد الله بن عمر : مر النبي () على رجل وهو يعاتب أخاه في الحياء يقول : إنك لتستحيي _ حتى كأنه يقول : قد أضر بك _ فقال رسول الله () : دعه , فإن الحياء من الإيمان )) .
المصادر والمراجع :
1 . القرآن الكريم
2 . صحيح البخاري
3 . صحيح مسلم
4 . رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين
د . هدى برهان طحلاوي