إرتريا عبر السطور بقلم:أحمد محمد ناخودة
تاريخ النشر : 2009-02-18القراءة : 116
تقع إريتريا في منطقة القرن الأفريقي، "في الشمال الشرقي للقارة الأفريقية" وتحتل موقعاً إستراتيجياً مهماً، لها إطلالة كبيرة على البحر الأحمر، حيث تقع بين خطي الطول 50ْ - 36ْ درجة شرقاً، ودائرتي العرض 24َ 12ْ ـ 20َ 18ْ درجة شمالاً. وتبلغ مساحتها الإجمالية 121320 كم2، وتشكل مستطيلاً غير مكتمل الأضلاع. يجاورها من الشمال ومن الغرب "جمهورية السودان"، وتشترك معها في حدود يبلغ طولها 605 كم، ومن الجنوب جمهورية إثيوبيا، ويبلغ طول الحدود بينهما 912 كم، ويفصل بينهما نهر المأرب، ونهر ستيت.
وتجاورها جمهورية جيبوتي، من اتجاه الجنوب الشرقي، وتشترك معها في حدود يبلغ طولها 113 كم، وبذا نجد أن الحدود البرية الإرترية يبلغ طولها 1.630 كم، ويبلغ طول الساحل الإريتري 1151 كم، وتتبع إريتريا 126 جزيرة من جزر البحر الأحمر. اُنظر الخريطة الرقم (5) .
تُعدّ الأرضي الإريترية امتداداً للهضبة الإثيوبية، حيث يبلغ متوسط ارتفاعها، عن سطح البحر الأحمر، حوالي 3000 متر، ويغلب عليها الطبيعة الجبلية، وتتدرج في الارتفاع، من الشرق إلى الغرب. وتنقسم إريتريا إلى خمسة أقاليم جغرافية، هي:
الهضبة الجنوبية، والسهل الساحلي، والمرتفعات الشمالية، ومنخفضات بركة، منخفضات القاش ـ ستيت.
يمتاز السهل الساحلي، باستوائه تقريباً، في الجزء الشمالي، وبكثرة تعاريجه، وخلجانه في الوسط، وقلتها في الجنوب، وهذا يجعل الساحل مناسباً، لإقامة الموانئ واستخدامه بواسطة عناصر بحرية، يمكن أن تلجأ إليه وتختبئ فيه.
يواجه الساحل الإريتري حوالي 126 جزيرة، تتركز نسبة كبيرة منها، في جزئه الأوسط، وهى جزر صغيرة، مستوية السطح، تكاد تخلو من السكان، باستثناء عشرين جزيرة فقط. وأهم هذه الجزر: مجموعة جزر دهلك، وهي ما يُطلق عليها "أرخبيل دهلك " ومجموعة جزر الدناكل. وتُعدُّ جزيرتا فاطمة، وحالب، من أهم الجزر، من وجهه النظر الإستراتيجية، حيث تشرفان على باب المندب. وتقترب جزيرة فاطمة إلى مسافة 14 ميلاً من خط الملاحة الدولي، وتبعد جزيرة حالب مسافة 13 ميلاً. وتحقق هذه الجزر لإريتريا، سيطرة إستراتيجية على باب المندب، وتبلغ الحدود البحرية للجزر الإريترية نحو 2234 كم. وتمتلك إريتريا ميناءين حيويين، هما ميناء عصب، ويقع إلى الشمال من جيبوتي، وميناء مصوع، ويقع إلى الشّمال في اتجاه السودان.
2. الإحداثيات الجغرافية: 15 درجة شمالاً، و39 درجة شرقاً.
3. خرائط المراجعة: خرائط قارة إفريقيا.
4. المساحة: 121320 كم2، وجميعها أراضٍ يابسة.
5.الحدود البرية
أ. الإجمالي: 1630 كم.
ب. طول الحدود مع الدول المجاورة
إثيوبيا: 912 كم.
السودان: 605 كم.
جيبوتي: 113 كم.
6. الشريط الساحلي: 2234 كم، منها 1151 كم، سواحل لليابسة الرئيسية، على البحر الأحمر، و1083 كم سواحل الجزر في البحر الأحمر.
استقلال إريتريا
بناء على الاستفتاء في حق تقرير المصير والاستقلال، الذي جرى في إريتريا في 21/4/1993، أعلن رسمياً استقلال إريتريا في 24/4/1993. وتبع ذلك حصولها على الاعتراف الدولي، والموافقة على انضمامها إلى منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية
الظروف الإستعمارية التي مرت بها إرتريا...
الاستعمار البرتغالي (1520م –1557 م) :
ضمن الحروب الصليبية لإستئصال ممالك الطراز الاسلامي في المنطقة احتلت القوات البرتغالية بالتعاون مع ملوك الحبشة السواحل الإرترية (مما دفع بالدولة العثمانية للتدخل في الصراع دفاعاً عن المسلمين وإدراكاً منها لخطورة هذا الاحتلال وتهديده للأماكن الاسلامية المقدسة في الجزيرة العربية مما جعلهم ينازلون البرتغاليين حتى أجلوهم عن المنطقة عام 1557 م ونصّبوا أحد ابناء الاسرة الحاكمة نائبا عنهم ) وبذلك بقيت إرتريا ضمن الخلافة الاسلامية ثلاثة قرون قبل ان تتعرض للاستعمار الاوربي حيث ظلت تحت الخلافة العثمانية من 1557م -1865م وتحت الحكم المصري من 1865 –1885م
الحكم العثماني :1557م-1865م والحكم المصري 1865م-1885م
وعندما سيطر البرتغاليون على بعض سواحل البحر الأحمر ومن بينها شواطئ إريتريا في بداية القرن السادس عشر الميلادي، تدخل العثمانيون لمواجهة الخطر البرتغالي وحماية الأماكن المقدسة في مكة والمدينة من مهاجمة السفن الصليبية، وتمكنوا من الاستيلاء على "سواكن" و"مصوع" وجعلوا البحر الأحمر بحيرة عثمانية مغلقة. وخضعت سواحل إريتريا للحكم المصري بناء على فرمان أصدره السلطان العثماني سنة (1281هـ = 1865م)؛ فتحسنت أحوالها بعدما أصبح الساحل الإفريقي للبحر الأحمر في حوزة مصر.
الا ستعمار الايطالي: (1885م –1941م ) :
منذ اجتماع برلين عام 1884م لا قتسام مناطق النفوذ بين الدول الاستعمارية الاوربية وقعت ارتريا تحت الاحتلال الايطالي عام 1885م حتى 1941م وقت هزيمتها في الحرب العالمية الثانية لتوضع ارتريا تحت الانتداب البريطاني وكان وراء الاحتلال البريطاني لارتريا دوافع صليبية ومنطلقات استعمارية كثيرة منها استغلال ثروات البلاد الطبيعية وغيرها .
الاستعمار البريطاني ( 1941م -1951م ) :-
احتلت بريطانيا ارتريا بانتداب من دول الحلفاء ( أمريكا وبريطانيا والسوفيت ) باسم الحماية والوصاية الدولية على المستعمرات الايطالية في افريقيا والتي من ضمنها ارتريا و ذلك لفترة عشر سنوات من ( 1941م –1951م ) كانت كلها تآمر على حق الشعب الارتري في تقرير مصيره حيث سلمت بريطانيا ارتريا الى اثيوبيا عبرالاتحاد الفيدرالي المشؤوم عام 1952م رغماً عن إرادة الشعب الارتري وتطلعاته في الحرية والاستقلال .
الاستعمار الإثيوبي 1952 م –1993م :-
ظل الامبراطور هيلي سلاسي يتحين فرصة ضم ارتريا الى اثيوبيا من خلال الاتحاد الفيدرالي حيث تدخل مباشرة في الشؤون الارترية وصادر كل ممتلكات ارتريا من السلطات البريطانية وحل الاتحادات والنقابات وعطل الصحافة وحرية الرأي إيذاناً بالغاء الاتحاد الفيدرالي وضم ارتريا الى اثيوبيا رسمياً عام 1962م وقد كافأت اثيوبيا أمريكا و الكيان الصهيوني تقديراً لدورهما في ضم ارتريا إليها بمنح امريكا قاعدة (كانيو استشن ) التجسسية قرب مدينة اسمرا و للكيان الصهيوني حق إقامة شركة (إنكودا) لتصدير اللحوم وذلك عام 1952م .
الجزر والمناخ والسياحة في إرتريا....
الجُزر الإريترية فى البحر الاحمر
لإريتريا في البحر الأحمر 126 جزيرة، متفاوتة في مساحاتها، ومتغايرة في تكوينها الجيولوجي. وفي ما يلي أهمهــا:
أ. جزيرة "دهلك الكبير": هي أكبر الجُزر الإريترية. فمساحتها تزيد على 700 كم2. وتبعد عن الساحل حوالي 43 كم شرقاً. وعلى ساحلها عدد من المراسي للسفن التي تتجه إلى ميناء مصوّع، وأراضيها صالحة للزراعة. وأغلب سكانها مسلمون من أصل عربي (اليمن والسودان)، ويعملون في الزراعة والصيد والرعي. وفي الجزيرة عدة قرى، منها: دهلك الكبير، كوباني، دوبيلو، سلات، دروبوشات، مملا.
ونظراً إلى موقع الجزيرة الإستراتيجي، القريب من باب المندب، ومن خطوط الملاحة الرئيسية في البحر الأحمر، فقد حاولت القوى العالمية الكبرى التمركز فيها، لإنشاء قواعد عسكرية، خاصة أن في الجزيرة مطاراً ومهبطاً للطائرات العمودية وأرصفة عائمة ومحطات للاتصالات ومنارات (فنارات) لإرشاد السفن، إلى جانب ثروات اقتصادية، كالزراعة ومصايد الأسماك واللؤلؤ.
ب. جزيرة "مصوّع": تقع بجوار الساحل الإريتري، قريباً من ميناء مصوّع. ونظراً إلى أهميتها، فقد تم وصلها بالميناء بسكة حديد وطريق معبد. وفيها قاعدة بحرية وقاعدة جوية.
ج. جزيرة "فاطمة": تقع عند مدخل خليج عَصَب. وتبعد عن الساحل 10 كم، وعن جزيرة بريم اليمنية حوالي 60 كم. ومساحتها 8 كم2. وهي ذات أهمية إستراتيجية، لمجاوَرتها الممر الملاحي في جنوبي البحر الأحمر، وهي تصلح للاستخدام كميناء عسكري، وفيها مطار.
د. جزيرة "حالب": أكبر جُزر خليج عصب. وتقع جنوبي جزيرة فاطمة بمسافة 5 كم. وتبلغ مساحتها 22 كم2، وتمسلموها الأشجار. وفيها قاعدة بحرية، ولهذا، فهي ذات موقع إستراتيجي مهم.
هـ. جزيرة "دوميرا": هي أبعد الجُزر الإريترية جنوباً في البحر الأحمر. وتقع على بعد 24 كم شمال غربي باب المندب. وتشرف على الممرات الملاحية، شماله. وتشكل تهديداً مباشراً لجزيرة "بريم" اليمنية.
7.المناخ
تتعدد أنواع المناخ في إريتريا، على الرغم من صِغر مساحتها. ففي الهضبة الوسطى، يسود مناخ المناطق المرتفعة؛ وفي الجنوب الغربي، يكون المناخ مداري موسمي (السافانا)؛ بينما يسود المناخ الصحراوي، وشبه الصحراوي في السهل الساحلي. ويمتد الموسم المطير من شهر يونيه إلى سبتمبر، ما عدا المناطق الصحراوية الساحلية، حيث يكون الموسم أقصر من ذلك. وتزداد كمية الأمطار بصفةٍ عامة، كلما اتجهت نحو الغرب والجنوب. وترتفع درجة الحرارة في السهل الساحلي، إذ سجلت درجة الحرارة ارتفاعاً في منخفض ديناكيل، يُعد من أعلى ما سجل في العالم. أما المناطق الأخرى، فهي حارة؛ لكنها ليست شديدة الحرارة.
8. التضاريس
يتألف سطح إريتريا من أربعة أقاليم: هي السهل الساحلي، على البحر الأحمر، بطول 1000 كم؛ والهضبة الوسطى الجنوبية، والمناطق التلية في الشمال والغرب الوسط؛ والسهول الغربية الواسعة. وبينما يكون ارتفاع السطح تحت مستوى سطح البحر في منخفض ديناكيل، في الجنوب الشرقي، يراوح ارتفاع الهضبة من 1830 إلى 2440 متراً، فوق مستوى سطح البحر. ويصرف العديد من الأنهار الأمطار الساقطة على الهضبة، حيث يتجه بعضها غرباً نحو السودان، ليصب في نهر النيل، مثل أنهار: ميريب، وبركة، والأنسيبا؛ وبعضها يتجه شرقاً، ليصب في البحر الأحمر، مثل فولكات، ولابا، والجيدي.
9. أدنى الارتفاعات وأعلاها
أ. أدنى الارتفاعات: بالقرب من منطقة كولول Kulul، في منخفض ديناكيل، حيث ينخفض 75 متراً، عن مستوى سطح البحر.
ب. أعلى الارتفاعات: قمة جبل سويرا Soira، حيث ترتفع 3018 متراً، فوق مستوى سطح البحر.
10. الثروة الطبيعية
الذهب، والبوتاس، والزنك، والنحاس، والملح، والأسماك؛ إضافة إلى احتمال وجود النفط.
11. استخدام الأراضي
أ. أراضٍ زراعية: 12%.
ب. محاصيل دائمة: 1%.
ج. مراعٍ دائمة: 49%.
د. غابات وأحراج: 6%.
هـ استخدامات أخرى: 32%، طبقاً لتقديرات 1993.
12. الأراضي المروية: 280كم2، طبقاً لتقديرات 1993.
13.الأخطار الطبيعية: تعاني إريتريا موجات الجفاف المتكررة، وعواصف الجراد.
14. المشكلات البيئية
تعاني إريتريا التصحر، وإزالة الغابات، وتأكّل التربة، والرعي الزائد، وفقدان البنية التحتية نتيجة الحرب الأهلية.
15. الاتفاقيات البيئية الدولية
الاتفاقيات التي تشارك فيها
التنوع البيولوجي.
اتفاقية إطار الأمم المتحدة عن تغير المناخ.
مؤتمر الأمم المتحدة المعني بمكافحة التصحر، في الدول التي تعاني الجفاف الخطير و/أو التصحر.
اتفاقية التجارة الدولية في السلالات المعرضة للانقراض، من الحيوانات والنباتات البرية.
16. ملاحظة جغرافية
تتمتع إريتريا بموقعٍ إستراتيجي مهم؛ إذ تقع بمحاذاة أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم. وقد احتفظت إريتريا بالساحل الإثيوبي كله، المطل على البحر الأحمر، بعد الاعتراف باستقلالها، في 24 مايو 1993.
-- الكثافة السكانية للارتريا عدد الســـكّان: 4298269 نسمة، طبقاً لتقديرات يوليه 2001.
وتتشكَّل نِسَب التركيب العُمري للسكّان وأعداد الجِنس منهم، لكل مرحلة، طبقاً لتقديرات يوليه 2001، كالتالي:
مراحل العمر 0ـ14 سنة 15ـ64 سنة
النسبة المئوية 42.85% 53.87%
عدد الذكور 922691 1147927
عدد الإناث 918916 1167705
2. معدَّل النموّ السكاني: 3.84%، طبقاً لتقديرات 2001.
. معدل المواليد: 42.52 مولوداً، لكل 1000 نسمة، طبقاً لتقديرات 2001.
4. معدل الوفيات: 12.7 حالة، لكل 1000 نسمة، طبقاً لتقديرات 2001.
5.معدل الهجرة إليها: 7.91 مهاجرين، بين كل 1000 نسمة، طبقاً لتقديرات 2001.
ملاحظة: وفقاً لمصادر المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، سجَّل نحو 150 ألفاً، من اللاجئين الإريتريين، في السودان، طلبات عودة إلى وطنهم، عقب استعادة العلاقات الدبلوماسية بين إريتريا والسودان، في يناير 2000.
6. نسب الذكور إلى الإناث، بين إجمالي السكان، طبقاً لتقديرات 2001
7. معدل وفيات الأطفال: 75.14 حالة، لكل 1000 طفل، طبقاً لتقديرات 2001.
8. متوسِّط العُمر، طبقاً لتقديرات 2001
أ.لإجمالي السُّكّان: 56.18 سنة.
ب.للذكور: 53.73 سنة.
ج.للإناث: 58.87 سنة.
9.معدَّل الإخصـــاب: 5.87 أطفال، لكل امرأة، طبقاً لتقديرات 2001.
10.
معدل انتشار مرض الإيدز بين البالغين: 2.87%، طبقا لتقديرات 1999.
11.الجنسية: تُنسَب الجِنسية إلى اسم الدولة، فيُقال للذّكَر إريتري، وللأُنثى إريترية.
12.
اعراق وطوائف
المكوّنات المشتركة للشعب الإرتري :
إنّ إرتريا المستقلة حديثا عن الاستعمار الإثيوبي بعد كفاح طويل ومرير، عرفت باسمها هذا منذ الاستعمار الإيطالي ، كما هو معلوم للجميع . ومن الناحية التاريخية كانت أقاليم إرتريا محطّ أنظار للهجرات القديمة إليها من شعوب البلدان المجاورة لها ،وذلك بالنظر لموقعها الإستراتيجي من حوض البحر الأحمر ، وقربها من بيئات الحضارات القديمة في المنطقة ، وتنوع تضاريس جغرافيتها ومناخها المختلف .
والمؤرخون لحركة شعوب وأمم المنطقة متفقون على أنّ أقاليم إرتريا الحالية قد تعرضت لهجرات متلاحقة لقبائل إفريقية قادمة من ضفاف أعالي النيل ، وقبائل حامية وكوشية قادمة من شمال السودان ، وأخرى قادمة من جنوب الجزيرة العربية من قبائل سبأ وحمير الساميتين كما هاجرت إليها العشائر العربية من الجزيرة العربية بعد ظهور الإسلام ، وكان آخرها قبيلة الرشايدة في القرن التاسع عشر .
وفي الجملة ، فإنّ سكان إرتريا هم ثمرة التزاوجات المختلطة للشعوب المعروفة باصطلاح ( الحامية ــ السامية ) وهذا الانتماء ليس خاصا بالشعب الإرتري ، بل يشمل شعوب مصر والبجا والنوبة وإثيوبيا والصومال والعفر والأورومو وكينيا ، مع ملاحظة التفاوت في درجة الاختلاط مع الشعوب الإفريقية السوداء .
ويمكن القول من الناحية اللغوية توجد في إرتريا مجموعات سكانية لغوية ، وهي الكوناما ( البازين ) ، والنارا ( الباريا ) والإيليت ، والحدارب ( البداويت ) ، والبلين ، والساهو ، والعفر (الدناكل) ، والتجري ، والتجرينيا ، والعربية كلغة أم بالنسبة للرشايدة حسب مفهوم الشعبية للغات الأمهات ولغة تعامل رسمي وثقافي وديني بالنسبة لعموم المسلمين .
ومن اللافت للنظر على أرض الواقع ، أنّ المجموعات الإرترية ببعدها القومي أو اللغوي قد ارتبط بعضها ببعض بعلاقات التزاوج والثقافة والدين ، بحيث يمكن القول أنّ معظم المجموعات الإرترية لم تحافظ على نقاء أصولها العضوية ، بل واكتسب بعضها لغات وثقافات جديدة ــ بمرور الوقت ــ نتيجة للتداخل العضوي والثقافي والديني .
هذا و يمكن تقسيم اريتريا إلى ثلاثة اقاليم هي:
أـ الساحل الشمالي: (محافظات: بركة، والقاش- سيتيت، والساحل، والسنحيت، والسمهر) يشتمل هذا الإقليم علي وحدة جغرافية ومناخية وسياسية وثقافية واقتصادية لا يمكن تجزئتها مع ما يعرف اليوم بإقليم شرقي السودان. وقد كان النشاط الاقتصادي السائد هو الرعي التقليدي والترحال بحثا عن الكلأ والماء في طول هذه المنطقة وعرضها مما خلق درجة عالية من التلاقح الاجتماعي والثقافي أدي إلى نشوء هوية عليا شاملة تتعايش فيها السلالات والأديان والعقائد المختلفة مما ولد إحساسا بالانتماء الواحد دون إلغاء بعض الخصوصيات لكل مجموعة‘ فضلا عن دور الإسلام كعقيدة سائدة بما يحمله من عوامل التوحد والإخاء وتوحيد المثل والقيم العليا في رحابه والمستقاة من تعاليمه.
وقد استولى العثمانيون على الإقليم بين1575-1865 وكانوا يحكمون المنطقة من قلاعهم المنيعة في مصوع وسواكن- كلاهما بالبحر الأحمر، وكرن ومسلملا في الداخل. وعندما بدأت الخلافة العثمانية في الانكماش ظهر المصريون كقوة مسيطرة وحلوا محلهم، وقد استمر الحكم المصري في هذا الإقليم من 1865-1890. أما التأثير العربي الإسلامي فقد استمر بقوة ملحوظة تحت سيطرت العثمانيين والمصريين علي حد سواء .و ارتبط هذا الإقليم عبر العصور بصلات جغرافية وتجارية وثقافية ودينية وطيدة مع العالم العربي والإسلامي بصورة عامة والسودان ومصر بصفة خاصة. ونسبة لخضوع هذه المنطقة من قبل للخلافة الإسلامية لمدة طويلة فان ثقافة المجموعات السلالية واللغوية المختلفة قد تمازجت وانصهرت مع الثقافة العربية والإسلامية من ناحية ومع بعضها البعض من ناحية أخري، ونتيجة لذلك ظهرت ثقافة وهوية جديدة موحدة ومتميزة في الساحل الشمالي' كما غدت القيم الإسلامية واللغة العربية ملامح أساسية تركت تأثيرا كبيرا علي الوعي الثقافي الجماعي لهذه الهوية، كما شغلت مساحة واسعة من المخزون التاريخي لذاكرة هؤلاء السكان.
ب ـ الهضبة الإرترية: تشمل (الجزء الأعظم من أكلي قوزاي، وحماسين، وسرايي) يختلف هذا الإقليم عن الأقاليم الأخرى في عدة نواحي، فمن الناحية الجغرافية والمناخية فهو امتداد طبيعي للهضبة الوسطي الحبشية. أما من الناحية الإثنية والثقافية واللغوية والدينية فإنه يرتبط بإقليم التقراى الإثيوبي - العمق المركزي للحبشة التاريخية- كما أن الغالبية العظمي من السكان يشتركون فى لغة التجرينية . كما أن نمط الإنتاج لديهم' كما هو الحال في بقية أجزاء الهضبة الإثيوبية‘ هو الزراعة المطرية.
وقد كانت الهضبة الإرترية دائما تحت التأثير المباشر أو غير المباشر لحكم الحبشة (إثيوبيا لاحقا)' تتمتع بعض أجزاءها باستقلال نسبي أحيانا وتخضع للانصياع أحيانا أخري بناء علي قوة المركز في الحبشة أو ضعفه‘ يلجأ حكامها إلى الوحدة والتعاون مع أباطرة الحبشة في بعض الأحيان كما يرفضون ويقاومون أحيانا أخري حسب مصالحهم وقوتهم.
أيضا يضم هذا الإقليم أقلية مسلمة عريقة وهم الساهو والجبرتا الذين يعيشون علي نطاق الإقليم في قرى منفصلة أو مختلطة بجانب المسيحيين الأحباش، كما أنهم يتحدثون نفس اللغة. وأن الجبرتا لا يشكلون أصلا عرقيا واحدا، كما أن العقيدة الإسلامية للجبرتا هي ليست دين فحسب بل هوية أيضا.
ج ـ دنكاليا (عفر ـ الساحل الجنوبي): تقطن هذا الإقليم المعروف بـ"دنكاليا" الجماعات الاثنو- لغوية لقبائل عفر كما تعتبر مناطق شرقي أكلي قزاي والتي يسكنها حصرا من يتحدثون لغة الساهو امتدادا طبيعيا جغرافيا وثقافيا لهذا الإقليم‘ ويتميز الإقليم بالتجانس الإثني واللغوي والثقافي والديني. ومن ناحية الجغرافيا الطبيعية والمناخ ونمط الإنتاج الاقتصادي الرعوي فان الإقليم عبارة عن امتداد طبيعي لأرض عفار العظمي بإثيوبيا وجيبوتي' كما يشكل السكان جزءا لا يتجزأ من الأمة العفرية من الناحية الاثنية واللغوية والثقافية والتاريخية. إن التمازج العربي العفري قديم قدم التاريخ والتأثير الإسلامي في ارض العفر راسخ وقوي حيث شكلت السلطنات العفرية المعروفة اقوي واشهر دويلات ما كان يعرف بالطراز الإسلامي‘ وقاوم العفر دائما الأطماع الحبشية في بلادهم‘ ولم تشهد بلاد العفر أي احتلال أجنبي قبل الاحتلال الإيطالي للشريط الساحلي منها‘ حيث أن قبائل العفر والساهو القوية المراس نادرا ما كانت تثق بالأجانب بجانب صعوبة المناخ الصحراوي القاحل الذي يصعب علي الأجنبي اجتيازه والعيش فيه بدون مساعدة محلية من قبائل العفر.
التقسيمات العرقية فى اريتريا
تيجرينيا: 5%. - تايجر وكوناما: 40%. نارا 2% -بلين 2%- عفار: 4%. - ساهو (سكان ساحل البحر الأحمر): 3%.
13.الديانـــات: مسلمون ومسيحيون أقباط، وروم كاثوليك وبروتستانت.
14.اللغـــات: العفارية، والأمهرية، والعربية، والتيجرية؛ والتيجرينية، إضافة إلى عدة لغات