ملتقى شباب العالم



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى شباب العالم

ملتقى شباب العالم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شبابي عام

بشرى سارة (( منتدى مملكة الحرية يعود إليكم من جديد بحلته الجديدة و بإدارته المتجددة وبأعضائه المتميزون )) فأهلاً ومرحباً بكم أخواني وأخواتي على أرض مملكة الحرية التس تحرسها القلوب المؤمنة
أهدي تحياتي إلى جميع مشرفي وأعضاء وزوار منتدى مملكة الحرية
أهدي تحياتي وسلامي لكل من شارك ببناء ورقي هذا المنتدى الثقافي (( منتدى مملكة الحرية))

3 مشترك

    الشباب واتجاهاتهم نحو العمل

    avatar
    فاطنة الدوسري
    مشرفة منتدى العام


    عدد المساهمات : 89

    الشباب واتجاهاتهم نحو العمل Empty الشباب واتجاهاتهم نحو العمل

    مُساهمة من طرف فاطنة الدوسري الإثنين أكتوبر 19, 2009 11:13 am


    الشباب واتجاهاتهم نحو العمل

    * ولاء حامد موسى الفهداوي
    تمهيد:
    يعد الاهتمام بقضايا الشباب واتجاهاته ومشكلاته اهتماماً بالمجتمع ككل وبمستقبله لأنهم يمثلون جيل المستقبل، والطاقات التي تسهم في تحقيق أهداف المجتمع وإنجازاته من خلال ما تحويه من ميزات وخصائص مهمة تجعلها بحق من أهم المراحل في حياة الإنسان، وتعد عملية ممارسة العمل واختياره من الخصائص الأساسية لهذه المرحلة وخصوصاً لدى شباب الجامعة المقبلين على مجالات العمل المختلفة.
    لذا نحاول الإشارة إلى الأسس التي يعتمد عليها الشاب في اختياره لعمله وكذلك سنبين خصائص مرحلة الشباب وميزاتها والكيفية التي سوف يلجون فيها مجال العمل، مع التركيز على أهم المعوقات والمشاكل التي قد تواجه الشباب في بداية اختيارهم لعملهم.
    - أولاً: أسس احتيار العمل
    إنّ الفرد بطبيعة الحال عند إقدامه على اختيار عمله فإنه يكون محاطاً بالعديد من المؤثرات والمتغيرات التي تؤثر من قريب أو بعيد على اختياره، فقد تدفعه إلى عمل معين حاجاته المتعددة التي يبغي دائماً إشباعها وتطمينها. وقد تؤثر عليه وتساعده في اتخاذ قراره بخصوص هذا الموضوع ظروف تنشئته الاجتماعية من خلال مؤسساتها المتعددة، كما قد تدفعه إلى عمل معين تغير ظروفه أو مكانته واوضاعه مما يساهم وبشكل كبير في تحديد نوع عمله، ان جميع ما ذكر آنفاً، يعتبر دوافع ومؤثرات تؤثر على قرار الفرد في اختياره لنوع العمل.
    ولكن هنالك مجموعة من الأسس أو المعايير التي قد تحدد عمل الفرد والتي سنتناول منها جانبين هما المؤهلات العلمية والجنس.
    1- المؤهلات العلمية:
    هي منظومة من التجارب والدراسات والخبر والمهارات التي يتعلمها الافراد بطريقة نظامية وأصولية في مدرسة أو معهد أو جامعة معترف بها. وهذه المؤسسات تمنح دارسيها وتلامذتها شهادات مدرسية أو أكاديمية تبرهن تعلمهم واكتسابهم الخبرات والمهارات والمعلومات والفنون الداخلة في الحقول الدراسية النظرية والتطبيقية التي يتخصصون فيها وحامل الشهادة في دراسة ما أو اختصاص معين يستطيع مزاولة الاعمال المؤهل على القيام بها وممارستها. وعند أدائه إياها بصورة صحيحة ومتقنة يتقاضى راتباً أو أجراً ويحصل على درجة معينة من الاحترام والتقدير من الأشخاص العاملين معه ومن أبناء المجتمع الكبير. وقد ارتفعت في الوقت الحاضر أهمية الثقافة والتربية ولاسيما بعد تشعب وتعقد المجتمع واعتماده على الأسس العلمية والتكنولوجية في الإدارة والإنتاج بحيث لا يستطيع الفرد في الوقت الحاضر إشغال أي عمل أو مهنة تحتاج إلى كفاءة وخبرة ومهارة دون حمله للمؤهلات العلمية والفنية التي تدل على كفاءته ومهارته وتدريبه.
    فالمؤهل العلمي الذي يحمله الشخص يسمح له بالعمل في نفس مجال تخصصه، كما انه – أي المؤهل العلمي – قد يحدد الأعمال، فهنالك أعمالاً تتطلب مؤهلات علمية عالية مقارنة مع أعمال اخرى تتطلب مستوى اقل من التعليم، فالدرجة العلمية التي يحصل عليها الفرد هي في الغالب تحدد نوع العمل الذي سوف يشغله وبذلك فهي تمثل احد المتطلبات المهمة لأعمال معينة دون الأخرى.
    والتعليم من خلال توزيعه للمؤهلات التعليمية، يقسم ويمايز التلاميذ ويرسي رسمياً اضفاء الشرعية لتأهيلهم لوظائف معينة وعدم تأهيلهم لأخرى ولكنه لا يقوم بربطهم بتلك الوظائف.
    وبمعنى ادق، ان حصول الفرد على مؤهل علمي معين لا يعني انه يجب ان يرتبط به وان يعمل وفق هذا المؤهل أو هذا الاختصاص ولكن تبقى هنا حرية الفرد نفسه وكذلك ميوله وظروفه وحاجاته والتي تدفعه لعمل معين، فقد يقوم الفرد بعمل ليس له علاقة بمؤهلاته العلمية.
    ويبدو من استقراء التاريخ الصلة الوثيقة بين التعليم والوظائف الحكومية. فبتحليل السلم الوظيفي، نجد ان أسلوب الترقية وتطور المستقبل الوظيفي في كل من الحكومة والهيئات العامة يرتبط بمستوى التعليم الذي حصل عليه الشخص، فنادراً ما يتسنى لخريج مدرسة ثانوية فنية أو نظرية ان يتسلق السلم الوظيفي حتى يصل إلى القمة (أي الوظائف العليا ).
    وهنالك نقطة اخرى يجب ذكرها، وهي ان دخل الفرد المتوقع طوال حياته يؤثر على اختياره المهني ومن ثم على تعليمه. فعلى سبيل المثال يختار الشباب الالتحاق بالتعليم العالي ليس بسبب الوضع الاجتماعي الذي يتمتع به خريجوا الجامعات فحسب، وانما لأنه يؤهلهم للحصول على اجور مرتفعة مع اتاحة الفرص امامهم للترقي بأسرع من خريجي المدارس الثانوية.
    كما انه هنالك بعض من خريجي الجامعات يعتبرون المؤهل العلمي أو الشهادة بأنها اعتبار اجتماعي أكثر من كونها وسيلة للحصول على العمل.
    يتضح من ذلك انه على الرغم من ان العمل الوظيفي في الغالب يتطلب من الفرد الحصول على مستوى تعليمي معين وذلك لتأهيله لهذا النوع من العمل، فمن النادر ان يشغل الفرد مكانة مرموقة في عملاً وظيفياً من دون ان يكون لديه مؤهل علمي، فيستلزم العمل الوظيفي الحصول على هذه المؤهلات، ولكن هذا لا يعني ان العمل الحر لا يتطلب مثل هذه المؤهلات فهنالك اعمالاً حرة تتطلب مستوى من التعليم ويشترط ان يكون الفرد حاملاً للمؤهلات العلمية في اختصاص معين، فضلاً عن ان هناك اعمالاً حرة لا تتطلب من الفرد ان يحصل على مستوى علمي عالي، أو انها لا تشترط عليه ان يكون حاملاً لها، فمن هذه الناحية يكون العمل الحر أكثر مرونة من العمل الوظيفي.
    وقد يتحدد دخل الفرد أو راتبه ومكانته على وفق مؤهلاته العلمية التي يحملها. ونلاحظ انه في الوقت الحاضر زاد الاهتمام للحصول على الشهادة، وان اغلب الأعمال تتطلب ان يكون الفرد متعلماً وحاصلاً على شهادة معينة، حتى ان فرص التعيين والترقية تتخذ الأفضلية لمن يملكون المؤهلات العلمية العالية.
    2- الجنـــس
    ان كون الإنسان يعمل أو كونه يعمل في وظيفة معينة، لا يتوقف بالضرورة على مقدرته وكفاءته، وانما يمكن ان يتوقف على عوامل اخرى مثل الجنس.
    الذكورة أو الأنوثة خاصية بايولوجية، ولكن المهمات والأدوار المحددة اجتماعياً لكل منهما تترسخ من خلال التنشئة الاجتماعية، ولذلك فهي متغيرة مع الزمن وتختلف داخل الثقافة الواحدة وكذلك بالضرورة من ثقافة لأخرى.
    فمن الملاحظ ان أساليب التنشئة الاجتماعية قد توجه الأولاد والبنات في ألعابهم ونشاطهم وبرامجهم التعليمية وبما يتفق ومقتضيات دور الرجل الذي يتميز عن دور المرأة فالأعمال الخشنة التي تتطـلب مجهوداً جسيماً كبيراً أو الأعمال الحرفية اليدوية: الحدادة والنجارة تعـد من صميم عمل الرجل ووظائفه.
    والعمل لا يقتصر على جنس معين دون الآخر بل على العمسلم فتطور أي مجتمع وتقدمه يعتمد على عمل أفراده سواءاً كانوا ذكوراً أو إناثاً، ولكن في بعض الأحيان قد يتجه الأفراد إلى نوع العمل متحددين به على أساس الجنس وخصوصاً الإناث فقد تؤثر ظروف التنشئة الاجتماعية لها أو نظرة المجتمع إلى بعض الأعمال التي لا تلائمها في اختيارها لنوع العمل. كما ان بعضهم لا يشجع عمل المرأة اصلاً.
    ان الاتجاهات التي تنظر إلى مسألة اشتغال المرأة أو عدمها أو اقتصارها على نمط معين من الأعمال، قد يقف حائلاً دون تطور المجتمع وتقدمه.
    وبما ان الادوار التي يقوم بها الذكر والأنثى مكتسبة من خلال عملية التنشئة الاجتماعية وثقافة المجتمع، وبما ان أساليب التنشئة الاجتماعية وأفكار افراد المجتمع خاضعة للتطور والتغير ومتأثرة بالأحداث والتغيرات التي تحدث في المجتمع فقد تتغير الأدوار المتعلقة بالجنسين ولاسيماَ في مجال العمل وذلك من خلال اعطاء الفرص الواسعة للمرأة في العمل.
    - ثانياً: الشباب وتوجههم نحو العمل
    الشباب ظاهرة اجتماعية تشير إلى مرحلة من العمر تعقب مرحلة المراهقة وتبدو خلالها علامات النضج الاجتماعي والنفسي والبيولوجي واضحة. كما انها فئة ذات خصوصية في خصائصها التي تميزها عن غيرها بحكم المرحلة وطبيعة النمو وانعكاساته على جوانب الشخصية للشباب الجسمية والعقلية والنفسية.
    فكل مرحلة يمر بها عمر الإنسان تحوي على العديد من الخصائص والميزات التي تميزها عن المرحلة التي سبقتها والتي تليها وذلك بحكم الطبيعة البيولوجية وطبيعة النمو الاجتماعي والنفسي، فمرحلة الشباب تحوي على العديد من السمات والمزايا والتي قد تجعلها أهم مرحلة في عمر الإنسان كونها مرحلة عطاء وحيوية والتي يصل فيها إلى قمة النضج.
    فهي – أي مرحلة الشباب – تتميز بخصائص اجتماعية ونفسية تجعلها من أهم المراحل في حياة الإنسان، فهناك خصائص نضوج صورة الذات وتبلورها والقدرة على اتخاذ القرار واخذ المبادرة في التنفيذ والاستجابة الفعالة للمثيرات الاجتماعية المختلفة، وكذلك القدرة على نقد القيم الاجتماعية السائدة في المجتمع وتكوين مجموعة الاتجاهات النفسية والأهداف المستقبلية والإنتاجية والاجتماعية. وتتميز كذلك بأنها طاقة هائلة، وحاجة عالية إلى التنفيس عنها، ورغبة للتجديد وحساسية مفرطة من التهميش والإقصاء والاستبعاد، وتطلع شديد إلى الأدوار القيادية وتمسك بحقه في البروز والترقية.
    لذا فإن أهمية الشباب تتأتى من انها أكثر الفئات العمرية حيوية وقدرة على العمل والنشاط كما انها الفئة التي يكاد بناؤها النفسي والثقافي ان يكون مكتملاً على نحو يمكنها من التكيف والتوافق والتفاعل والاندماج والمشاركة بأقصى الطاقات التي يمكن ان تسهم في تحقيق أهداف المجتمع وتطلعاته وإنجازها، هذا فضلاً عما يتسم به الشباب من مرونة إلى حد ما يمكن ان يكون عوناً اساسياً في عمليات التكيف مع المواقف التي تواجههم من جهة، ودعامة يعتمد عليها المجتمع في رسم سياسات استثمار جهود الشباب من اجل التنمية والبناء من جهة اخرى.
    ومن الجدير بالذكر ان الخط الفاصل بين مرحلتي الطفولة والمراهقة من جهة، والشباب من جهة اخرى يمكن تحديده على أساس فكرة المسؤولية، إذ لا يصبح الشاب مكتملاً أو ناضجاً الا إذا تحمل مسؤولية محددة، ومن ثم لا ينبغي إطالة مدة الطفولة لتجنب النتائج غير المرغوبة بها. إذا ان الشباب الذين لا يقومون بأي دور في المجتمع يفشلون في اكتساب الإحساس بالمسؤولية، فتتبدد طاقاتهم الهائلة، وقد تتجه إلى اتجاهات مضادة للمجتمع فلا يصبح الشاب عامل بناء بقدر ما يكون عامل هدم. هنا بالإضافة إلى انه كلما شعر الشاب ان هناك من يوجهه ويتولى رعايته دائماً، ويتحمل عنه المسؤولية ادى ذلك إلى إحباط روح الاستقلال عنده، وإضعاف قدرته على اتخاذ قراراته المستقلة.
    ولكن هذا لا يمنع من ان هذه المرحلة تحتاج إلى الإعداد والتوجيه، فلكل مرحلة ظروفها وخصائصها وأوضاعها، ففي هذه المرحلة يظهر الجانب الإرشادي والتوجيهي أكثر من أي جانب آخر وان دل ذلك على شيء فإنما يدل على استمرار عملية التنشئة الاجتماعية في هذه المرحلة.
    وتكمن أهمية الشباب بالنسبة للمجتمع فيما يمثله من مصدر للتجديد والتغيير فهم عادة ما يرفعون لواء الحديث من السلوك والعمل من خلال القيم الجديدة، التي يتبناها الشباب والتي غالباً ما تدخل في مواجهة ما هو سائد من قيم تقليدية ولهذا يعد الشباب مصدر التغيير الثقافي والاجتماعي في المجتمع ككل.
    فهم يتميزن بقابليتهم وحبهم للتطوير والتغيير والتجديد من خلال ما يتبنونه من افكار جديدة وأساليب حديثة تعمسلم المرحلة الزمنية التي يعيشون فيها، كما انهم يتأثرون بالتطورات والابتكارات والاختراعات التي تحدث من حولهم، ولاسيما في مجال العمل فإن تأثر الشباب بها وتبنيهم لها يسهم كثيراً في تطويرهم وتطوير مجتمعهم وتنميته، مما يجعل المجتمع يمتاز بالحركة والاستمرار. وبذلك فإن المجتمعات تحاول جاهدة إلى احتواء الشباب والاهتمام بهم والاستفادة من طاقاتهم.
    فضلاً عن انهم يمثلون، الشريحة الأكثر همة وحيوية والتي ستتولى مقاليد الأمور، فسوف تسلم لها انجازات الحاضر وما توصلت إليه الأجيال السابقة. لا لتقف عندها وتحافظ عليها كما هي دون إضافات أو تطوير أو ابتكار، لأن نقل التراث مهمة لم تعد كافية في عصر تتسارع فيه المعارف والعلوم، إذ غدا المطلوب من شباب اليوم الاستفادة من خزين الماضي كطاقة تدفعهم إلى الامام بأقدام راسخة وعزيمة ثابتة، كل هذا من اجل صنع مستقبل افضل.
    فدور الشباب في المجتمع يتلخص في ان لهم دورين رئيسين، يمكن إذا ما روعيت بعض المعوقات ان يحققا للمجتمع درجة كبيرة من طاقات الشباب وصدق انتمائهم. الدور الأول هو الدور الإنتاجي للشباب والدور الثاني هو دور الشباب كقوة ضاغطة نحو التطوير في المجالات الاجتماعية المختلفة.
    والشباب نتاج لأوضاع اجتماعية معينة وليس حالة فيزيولوجية أو نفسية كما يتصورها البعض، فهم ظاهرة بيولوجية موجودة فعلاً في كل مجتمع، ولكن الشباب كونه ظاهرة اجتماعية مرتبط اصلاً بالشروط الخاصة لكل مجتمع، ومن هنا تأتي أهمية النظر إلى الشباب بأنه نتاج لأوضاعه الاجتماعية والحضارية، فالسمات والخصائص الموجودة فعلاً في هذه المرحلة ليست مجرد صفات ثابتة بل هي أيضا منتوجات اجتماعية تصاغ بحسب عوامل اجتماعية متداخلة كالعادات وانماط العيش والأنظمة الاجتماعية والثقافية السائدة التي تختلف باختلاف البلدان وتتنوع من مجتمع إلى آخر.
    فالشباب (أو الفرد بشكل عام) يكتسب اتجاهاته ومهاراته وطاقاته وقيمه وتجاربه من خلال تفاعله مع افراد المجتمع وطبيعة الوسط الذي يعيش فيه، مما يؤثر في سلوكه، والذي قد يميزه عن شباب مجتمع آخر، تبعاً لثقافة ذلك المجتمع وقيمه وعاداته، وبما ان كل مجتمع يمر بظروف معينة وكذلك يتعرض إلى المشاكل والأزمات من حين إلى آخر فإن الشباب نفسه يتأثر بهذه المتغيرات سواءاً كانت اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية والتي قد تؤثر في اتجاهاته وسلوكه ولذلك فهو نتاج لأوضاع مجتمعه.
    ويمثل الشباب هنا طلبة الجامعة، حيث يمثل طلبة الجامعة الطليعة الواعية من بين الشباب، التي تقع عليها مسؤولية التفاعل الصحيح مع متطلبات خطط التنمية بعد اكمالهم الدراسة والدخول في سوق العمل. وتقع على الجامعة مسؤولية تقديم فرص الثقافة والمعرفة المتنوعة التي تساعدهم في فهم الحياة ومواجهة تطوراتها وتحدياتها، فضلاً عن مسؤوليتها في تشذيب الافكار والقيم والاتجاهات السلبية، وتعزيز الايجابية منها في شخصياتهم، لأن أي تثوير في حركة المجتمع واي تحديث في قيمه ومفاهيمه واتجاهاته لا يمكن ان يكون بفاعلية ما لم يتقبله الشباب ويتفاعل معه.
    والشاب في هذه المرحلة يتطلع إلى مستقبله ويهتم به كثيراً ويحاول قدر الامكان إعداد نفسه وتهيئتها لشغل الادوار التي تنتظره، ويتبلور لديه الشعور بالمسؤولية والرغبة في تأكيد الذات وتحقيقها، فهو – اي الشاب – لديه طاقات هائلة واستعدادات وخصائص يحاول التعبير عنها وابرازها، كما انه يحاول ان يحس باستقلالية وان له حياته الخاصة وكذلك في اتخاذه القرارات المهمة في حياته من حيث تكوينه لأسرته ودخوله مجال العمل، فيحاول ان يرسم مسلكاً خاصاً به.
    وبطبيعة الحال، فعندما يبدأ الشاب في التفكير حول ما سيفعله في حياته المستقبلية وبعد انتهائه من المرحلة الجامعية، فإنه سيجد اول خطوة في طريقه الاهتمام بالبحث عن طبيعة العمل الذي سيمارسه ويمسلمب من ورائه لقمة العيش.
    وعلى الرغم من الغموض النسبي للمستقبل العملي لدى الشباب المتعلمين، فإن ما يسترعي الانتباه في تصوراتهم لعالم الشغل هو كونهم يحملون نظرة تقترب كثيراً من الواقعية والبراجماتية لهذا المستقبل الذي يسهل أو يصعب بحسب اصناف التعليم والأسر التي ينتمي اليها أولئك الشباب.
    ان اختيار العمل ونوعه يعد من أهم القرارات التي يتخذها الشاب في حياته لأنه يتوقف على هذا القرار مكانته في المجتمع ونجاحه في عمله ومستقبله، حيث يستطيع من خلاله ان يحقق درجة من الاستقلالية وان يصبح لديه مورد مالي خاص به، يلبي حاجاته ويحسن ظروفه الاجتماعية والاقتصادية، أو يساعد به اسرته. وكما ذكرنا آنفاً، بأن كل ما يقع في محيط الفرد وبيئته من تنشئته الاجتماعية وحاجاته وميوله وواقعه وظروفه سواءاً كانت ظروفه الخاصة أم ظروف مجتمعه يمكن ان يكون لها تأثير في قراراته واختياراته لنوع العمل، كما وقد تؤثر نظرة الناس إلى نوع العمل في اختيار الشباب، فكلما كان العمل يتمتع باحترام افراد المجتمع واحترم لشخصية الفرد الذي يعمل فيه كلما زاد تقرب الشباب نحوه وبالعمسلم، وبما ان العمل الذي يزاوله الفرد يحصل من ورائه على راتب أو اجر معين، لذلك فقد يتحدد اتجاه الشاب واختياره لنوع العمل على اساس الدخل الذي يحصل عليه من جراء ذلك العمل.
    ويكفي ان نشير إلى تعدد مجالات العمل وتباين مطالبها، وان على الفرد ان يختار من بينها اكثرها ملائمة له وان يعد نفسه للمجال الذي اختاره وان يتوافق معه، وهناك الكثير من الاعتبارات والاحتمالات التي يضعها في ذهنه حينما ينظر إلى عمل أو وظيفة، حيث يضع في اعتباره مقومات كل وظيفة وميزاتها حتى يتمكن من بلورة شخصيته المهنية التي تمنحه وصفاً اجتماعياً متميزاً.
    ويتميز العمل بصفتين أساسيتين وهما:
    1- تشعب أنواع العمل الداخلة ضمن إطار التقسيم الاجتماعي للعمل فهناك الأعمال الحرة التي يزاولها الأفراد أنفسهم والتي لا تخضع للرقابة والتوجيه والإشراف، وهنالك الأعمال البيروقراطية التي يمارسها الأفراد في المؤسسات الكبيرة التي يشتغل فيها الموظفون والكتبة لقاء أجور ورواتب معينة وهذه الأعمال تحتاج إلى رقابة وتوجيه وإشراف، ومثل هذه الأنواع من الأعمال هي التي تحدد طبيعة الشرائح الاجتماعية ونوعيتها في المجتمع، وهي التي تصنف الأعمال إلى درجات مختلفة لها أهميتها في رسم هيكل علاقات الإنتاج في المؤسسات الإنتاجية والخدمية.
    2- ان كل عمل من الأعمال الموجودة في المجتمع تحتاج إلى قابليات وميول ورغبات بشرية معينة.
    فهناك من الشباب من يرى ان بريق العمل الحر من الناحية المادية أكثر لمعاناً من بريق العمل الوظيفي، في حين يرى البعض الآخر من الشباب الجامعي ان بريق العمل الوظيفي من الناحية الاعتبارية والمعنوية فضلاً عن الناحية المادية أكثر لمعاناً من العمل الحر. وبذلك وانطلاقاً من الاهمية الكبيرة للعمل، فإن الشباب وبعد تخرجهم ولاسيما انهم في اولى الخطوات لتكوين مستقبلهم، يسعون إلى ايجاد فرص العمل الملائمة لهم فيتوجهون إلى الأعمال التي تلائم ظروفهم وتخصصهم وبيئتهم الاجتماعية، فهم اوب ما ينظرون اليه هو طبيعة تلك الأعمال وخصائصها وميزاتها وبعد ذلك يحاولون مقارنتها بحاجاتهم وبظروفهم وميولهم إلى تلك الأعمال، وعلى وفق ذلك يقوم الشباب بالتوجه اما نخو العمل الوظيفي أو نحو العمل الحر.
    ان التعرف على الاتجاهات الاقتصادية للشباب مطلب ضروري تفرضه مقتضيات استثمار طاقاتهم، للنهوض بمستوى البناء الاقتصادي للمجتمع، الذي يمثل اساساً حقيقياً للتقدم الاجتماعي في مختلف المجالات وبدون مشاركة الشباب ودراسة اهتماماتهم الاقتصادية يتعذر دفع عجلة الإنتاج في المجتمع، مما يشكل معوقاً اساسياً من معوقات النمو الاقتصادي والاجتماعي، خاصة إذا علمنا ان أعلى نسبة في قوة العمل هي تلك التي تضم فئة الشباب.
    فالتعرف على اتجاهات الشباب نحو العمل يساعد في استثمار جهودهم والاستفادة منها والابتعاد عن تبديد طاقاتهم مما ينعمسلم سلباً على الشباب انفسهم وعلى المجتمع ويمكننا كذلك من التنبؤ بسلوكهم وتحت أي من الظروف يوجهون هذا السلوك.
    - ثالثاً: معوقات عمل الشباب
    يعني المعوق – Obstacle- أي شيء يعترض طريق التقدم، انسداداً كان او عقبة من أي نوع تحول دون تحقيق الأهداف المرجوة منها.
    فالشباب قبيل تخرجهم من الجامعة وعندما يبدأون بالتفكير في ولوجهم مجال العمل وتحديد نوعه، فإنهم يتوقعون انهم سوف يواجهون معوقات أو صعوبات تحول بينهم وبين العمل الذي سوف يختارونه وتتبلور هذه الفكرة لديهم من خلال اطلاعهم على الواقع وعلى مشاكله وكذلك من خلال الخريجين الذين سبقوهم والذين واجهوا تلك المشكلات والتي قد تؤثر على اختياراتهم لنوع العمل.
    ومن ابرز هذه المعوقات عدم توفر فرص العمل في الاختصاص نفسه الذي درسه الشاب حيث يبحث عن عمل يقابل مستوى دراسته وتخصصه التعليمي فلا يجده، واذا وجده وحقق ذاته، لا يجد العائد الذي يعينه على مواجهة متطلبات الحياة، مما يدفعه للاستسلام لأي نوع من العمل يخفف به كاهل اسرته ليرد من نسبة الإعالة.
    ان عدم توفر فرص عمل في مجال التخصص الذي يدرس فيه الشاب يولد عنده الشعور بالقلق والاحباط فما فائدة السنوات التي قضاها في التعليم من دون ان يكون لها عمل يفرغ به الشخص طاقاته ويوظف ما درسه في هذا العمل من اجل ان يطور نفسه ويطور المجتمع، وبذلك سوف يؤثر سلباً على الشاب نفسه وعلى المجتمع فبالنسبة للشاب سوف تتبدد طموحاته وتقل دافعيته للعمل لأنه يعمل في عمل بعيد عن اختصاصه وتقل حتى انتاجيته مما يؤثر ذلك على المجتمع الذي يحتاج إلى كل شخص يعمل من اجل مواكبة التطورات وبذلك يصبحون عالة على المجتمع بدلاً من ان يكونوا مصدراً من مصادر انتاجه.
    وكذلك فقد يتوقع الشباب انهم قد يعانوا من البطالة لمدة معينة ولاسيما عند بداية حياتهم العملية، بالإضافة إلى محدودية الاختيارات الموجودة بالنسبة للعمل وقلة الوظائف الشاغرة وصعوبة التعيين. كما وقد يعتبر الشباب ان عدم تكافؤ الفرص في التعيين تعد عائقاً مهماً يقف امامهم، فوجود ما يسمى ( بالواسطة ) لدى بعض الشباب والتي عن طريقها يحصلون على العمل والذي يحرم شباب آخرين ليس لديهم هذه الوسيلة وقد يكونوا اصحاب كفاءات حقيقية.
    ويعتقد بعض الشباب ان العائق الذي يقف امام اختيارهم لعملهم هو اختصاصهم أو نوع الشهادة التي يحصلون عليها التي لا تنسجم وبشكل كبير مع الوظائف المقدمة، فبعض الاختصاصات تعاني التهميش وعدم حاجة المجتمع لذلك الاختصاص حسب اعتقاد بعض الدوائر الحكومية، لذلك قد يقف الاختصاص عائق امام عمل الشباب الجامعي.
    وينظر آخرين إلى عدم توفر رأس المال الكافي كمعوق يقف امام قيامهم بالعمل، فهم يحتاجون إلى رأس المال ليبدأون به عملهم ويحققون استقلاليتهم وعدم توفره يعتبر مشكلة بالنسبة لديهم. ويعتبر عدم وجود الضمان في بعض الأعمال من المشكلات التي يعاني منها الشباب وهذا المعوقان مرتبطان بالعمل الحر بصورة أكثر من العمل الوظيفي.
    لذا فإن وجود المشكلات والمعوقات في عمل معين قد تسهم في اندفاع الشباب نحو العمل الآخر وتوجههم نحوه.



    avatar
    الهادي الزغيدي
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 724

    الشباب واتجاهاتهم نحو العمل Empty رد: الشباب واتجاهاتهم نحو العمل

    مُساهمة من طرف الهادي الزغيدي الأربعاء أكتوبر 28, 2009 2:13 pm

    شكرا لك على نقل هذا الموضوع الهام جدا خاصة

    أن الشباب يجد مشكلة حقيقية في العمل في الوقت

    الراهن نتيجة تفاقم أزمة البطالة و انعدام

    فرص العمل كما أن هذه الأزمة التي هي وليدة

    النظام الرأسمالي و نتيجة العولمة الإقتصادية

    ساهمت في تدني مستوى التعليم في البلدان العربية

    لأن الشباب لم يعد يعتبر التعليم ضمانا لتوفير

    حاجته للعمل .


    تحياتي و ودّي


    عدل سابقا من قبل الهادي الزغيدي في الأربعاء أكتوبر 28, 2009 4:46 pm عدل 1 مرات
    bassam65
    bassam65
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 762

    الشباب واتجاهاتهم نحو العمل Empty رد: الشباب واتجاهاتهم نحو العمل

    مُساهمة من طرف bassam65 الأربعاء أكتوبر 28, 2009 4:26 pm

    شكرا لك اخت فاطنة على هذا المقال الهام الذييناقش الرؤى والاسباب

    الكامنة وراء ازمة العمل والتشغيل وارتباطاتها التي جعلت من البطالة وندرة العمل ملمح واضح في المجتمعات العربية
    avatar
    فاطنة الدوسري
    مشرفة منتدى العام


    عدد المساهمات : 89

    الشباب واتجاهاتهم نحو العمل Empty رد: الشباب واتجاهاتهم نحو العمل

    مُساهمة من طرف فاطنة الدوسري الأربعاء أكتوبر 28, 2009 4:48 pm

    الهادي الزغيدي كتب:
    شكرا لك على نقل هذا الموضوع الهام جدا خاصة

    أن الشباب يجد مشكلة حقيقية في العمل في الوقت

    الراهن نتيجة تفاقم أزمة البطالة و انعدام

    فرص العمل كما أن هذه الأزمة التي هي وليدة

    النظام الرأسمالي و نتيجة العولمة الإقتصادية

    ساهمت في تدني مستوى التعليم في البلدان العربية

    لأن السباب لم يعد يغتبر التعليم ضمانا لتوفير

    حاجته للعمل .


    تحياتي و ودّي


    بداية أشكرك أستاذ الهادي على مساهماتك الفعالة

    وأوافقك الرأي فيما يخص أن التعليم لم يعد يوفر مناصب للعمل

    والدليل أن هناك أطباء ومهندسين عاطلين عن العمل

    على الرغم من كفاءتهم ومستواهم الدراسي

    كما أن التعليم مع الأهمية التي يكتسبها إلا أنه لم يعد ليعبر عن كفاءة الأشخاص

    فالعديد من طلاب الجامعات لهم شهادات ودراسات عليا إلا أنها بقيت مجرد حبر على ورق

    إما لأن تخصصهم شيء والأعمال المنوطة لهم شيء ثان

    وإما لأن شهاداتهم لا معنى لها -تم الحصول عليها بطرق غير مشروعة-

    وبهذا تجد أنك في مشكل حقيقي حتى عند الحصول على عمل 

    لأنه وبكل بساطة ستقوم بأعمالك وأعمال غيرك لتحقق المعادلة

    تقبل أخي الهادي تحياتي واحترامي

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 5:06 am