أســـــــــاطــير إســـــــرائيليــــــة
عبد الله الجبور
قضيتان أساسيتان لا تقبلان الجدل أو النقاش عند اليهود وهما قضية أن كل اليهود يرجعون إلى أصل واحد بغض النظر عن الاختلافات في اللون والشكل وقضية الشتات .
الحقيقة التي توصل إليها الكثير من الأكاديميين وأساتذة التاريخ ومنهم شلومو ساند أستاذ التاريخ بجامعة تل أبيب في كتابه متى وكيف أختلف الشعب اليهودي الصادر هذا العام أكد أن اليهود ليسوا شعباً من أصل واحد فهم خليط من جماعات ذات أصول مختلفة تحولت إلى اليهودية في فترات مختلفة من التاريخ وأن اليهود صنعوا لهم تاريخاً قومياً يرجع إلى دولة داوود الأسطورية وأن اليهود لا يجمعهم سوى الدين وحده ثم جاءت الصهيونية واخترعت تاريخاً قومياً لليهود وأن اليهود موجودين كشعب – والحقيقة التاريخية أن وجود الكثير من اليهود في العالم يعود إلى عملية التهويد التي قام بها اليهود في القرون التي سبقت ظهور المسيحية مباشرة كما فعل اليهود الحشمونيين الذين أجبروا أعداداً كبيرة من الأدموميين – الأنباط على اعتناق اليهودية في القرن الثاني قبل الميلاد كما رحل بعض اليهود إلى أماكن مثل اليمن وقبائل البربر الوثنيين شمال أفريقيا وكان بعض المتهودين من شمال أفريقيا من البربر قد أنضم إلى جيش طارق بن زياد لذلك فإن جذور يهود أسبانيا ترجع إلى البربر المتهودين – كذلك تحول مملكة الخزر في منطقة بحر قزوين بشكل جماعي حيث أصبحوا أجداد اليهود في أوروبا الوسطى والشرقية ، لذلك ينفي هذا البروفسور فكرة الأصل الواحد والتاريخ الواحد وأن هؤلاء ليس لهم علاقة عرقية بذرية سيدنا إبراهيم الكلداني الأصل ولا بذرية سيدنا يعقوب ولا يمتون بصله إلى السامية وأن الإسرائيليين الصهاينة ينكرون هذه الحقيقة لان ذلك يقوض أدعاء الحق التاريخي للأرض ، كذلك أعتبر البروفسور أن النفي قصة مختلقة ويرفض أن اليهود قد شتتوا على أيدي الرومان من أرضهم – لهذا فإن فكرة العودة إلى الوطن التي تتبناها الحركة الصهيونية فكرة كاذبة ويؤكد أن اليهود لم يطردوا من قبل الرومان لأن الرومان لم يكن في سياستهم طرد الشعوب والحقيقة أن اليهود كانوا مزارعين وأن فكرة النفي أخترعها المسيحيون كي يعتقد اليهود أن شتاتهم عقاب من الرب لرفضهم عيسى عليه السلام ثم تبنت الصهيونية فكرة الشتات من أجل أن يكون هناك ربط بشعب التوراة الذي سبقهم وبدون فكرة الشتات لا يمكن للصهيونية أن تتبنى فكرة العودة إلى الوطن ، وفي كتاب التوراة ** العهد القديم ** ذكر أن الرب وعد سيدنا إبراهيم بهذه الأرض * هذه الأرض لك ولنسلك* ونحن نعرف أن سيدنا إسماعيل وإسحاق أبناء سيدنا إبراهيم لذلك فان هذا الوعد ** إذا كان صحيحاً ** من حق ذرية سيدنا إسماعيل الابن الأكبر وجد قبيلة قريش العربية وكذلك من حق سيدنا إسحاق ، كذلك ورد في التوراة أن سيدنا يعقوب أنتزع بالقوة وعد من الرب بهذه الأرض نتيجة عملية مصارعة *مباطحة* بين سيدنا يعقوب والرب – وقد كان سيدنا يعقوب قوي البنية ودخل في مباطحة مع الرب طيلة الليل وضيق الخناق على الرب فما كان من الرب إلا أن طلب من سيدنا يعقوب أن يتركه قبل بزوغ الفجر مقابل وعد من الرب بهذه الأرض لكن سيدنا يعقوب رفض وطلب من الرب أن تكون هذه الأرض له ولنسله فما كان من الرب أن وافق على ذلك ، وهذه أحدى الأساطير الموجودة في التوراة ولابد من طرح سؤال – هل وضع الرب حدود لأرض الميعاد شرقاً وشمالاً وجنوباً ؟؟؟ مثلا من رفح جنوباً إلى رأس الناقورة شمالاً؟؟ أم إلى بيروت؟؟ أم إلى تركيا؟؟ أم على مدى البصر؟؟ .
لم يدخل سيدنا موسى أرض فلسطين فقد توفى بعد خروجه من مصر مع بني إسرائيل وخلفه يوشع بن نون الذي قاد العبرانيين ودخل إلى فلسطين من شرق نهر الأردن – دخلوها غزاة في مرحله من التاريخ تسمى عصر الدولة المدينة أي لا يوجد دولة مركزية وإنما كان هناك ملك لكل مدينة وكان الكنعانيون يعيشون في الساحل الفلسطيني واليبوسيين في المناطق الجبلية ناحية الشرق ... وحدثت أول معركة بين العبرانيين وملك أريحا وأنتصر العبرينيون وهكذا سقطت عدة مدن وأقام العبرانيون مملكتهم في المناطق الجبلية أما الساحل فبقى مع الكنعانيين ثم انقسمت مملكة العبرانيين إلى مملكة يهودا ومملكة السامره – كل ذلك في فترة زمنية في حدود السبعين عاماً ، هذا التاريخ مستمد من مصادر إسرائيلية والحقيقة أن التاريخ القديم للمنطقة بمعظمه مستمد من مصادر إسرائيلية – بعض الباحثين يشكك فيه والبعض يكذبه ، وعندما أمر الله سيدنا موسى أن يضرب بعصاه البحر لا نعرف أي بحر ؟؟ أو أي منطقة من البحر؟؟
ويؤكد بعض علماء التاريخ والآثار أن بني إسرائيل اتجهوا شرقاً إلى شمال السعودية وأقاموا هناك دولتهم وليس في فلسطين حيث أثبت علماء الآثار عدم وجود أثار تاريخية لمملكة اليهود في فلسطين.
منقول