ملتقى شباب العالم



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى شباب العالم

ملتقى شباب العالم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شبابي عام

بشرى سارة (( منتدى مملكة الحرية يعود إليكم من جديد بحلته الجديدة و بإدارته المتجددة وبأعضائه المتميزون )) فأهلاً ومرحباً بكم أخواني وأخواتي على أرض مملكة الحرية التس تحرسها القلوب المؤمنة
أهدي تحياتي إلى جميع مشرفي وأعضاء وزوار منتدى مملكة الحرية
أهدي تحياتي وسلامي لكل من شارك ببناء ورقي هذا المنتدى الثقافي (( منتدى مملكة الحرية))

    أكاذيب سمك

    avatar
    فاطنة الدوسري
    مشرفة منتدى العام


    عدد المساهمات : 89

    أكاذيب سمك Empty أكاذيب سمك

    مُساهمة من طرف فاطنة الدوسري الأحد أكتوبر 18, 2009 9:10 pm

    <DIV style="margin:auto;text-align:center;width:100%" align="center">



    إهداء

    يمكن للبحر ان يهزمنا غرقا
    غرور الكاتب ألا تهزمه الكلمات لحظة الغرق..

    إلى البحر..
    لأنه عن سذاجة أخذ غرفتي.
    ومنحني كل هذا الغرور..

    أحلام 




























    وجبة حب باردة

    أخذنا موعدا 
    في حي نتعرف عليه لأول مرة
    جلسنا حول طاولة مستطيلة
    لأول مرة..
    ألقينا نظرة على قائمة الأطباق
    ونظرة على قائمة المشروبات
    ودون ان نلقي نظرة على بعضنا
    طلبنا بدلا من "الكوكا" شيئا من النسيان
    وكطبق أساسي: الكثير من الكذب

    وضعنا قليلا من الثلج في كأس حبنا
    وضعنا قليلا من التهذيب في كلماتنا
    وضعنا جنوننا في جيوبنا
    وشوقنا في حقيبة يدنا
    لبسنا البدلة التي ليس لها ذكرى
    وعلقنا الماضي مع معطفنا على المشجب
    فهل عجب.. أن يمر الحب دون أن يتعرف علينا !

    تحدثنا في الأشياء التي لا تعنينا 
    تحدثنا كثيرا في كل شيء..وفي اللاشيء
    تناقشنا في السياسة والأدب
    وفي الحرية والدين
    وفي الأنظمة العربية
    اختلفنا في أمور لا تعنينا
    ثم اتفقنا على أمور لاتعنينا
    فهل كان مهما أن نتفق على كل شيء
    نحن الذين لم نتناقش قبل اليوم في شيء
    يوم كان الحب مذهبنا الوحيد المشترك

    اختلفنا بتطرف
    لنثبت أننا لم نعد نسخة طبق الأصل
    عن بعضنا
    تناقشنا بصوت عال
    حتى نغطي على صمت قلبنا الذي عودناه على الهمس
    نظرنا لساعتنا كثيرا
    نسينا أن ننظر لبعضنا بعض الشيء

    اعتذرنا لبعضنا
    لأننا أخذنا من وقت بعضنا الكثير
    ثم عدنا وجاملنا بعضنا
    بوقت إضافي للكذب
    كذبنا على بعضنا بصدق مدهش
    وكنا صادقين لاقصى حدود الكذب
    فهل عجب ألا يبقى مما قلناه .. شيء!

    لم نعد واحدا..صرنا اثنين
    على طرف طاولة مستطيلة كنا متقابلين
    عندما استدار الجرح
    اصبحنا نتجنب الطاولات المستديرة
    " الحب أن يتجاور اثنانلينظرا في نفس الاتجاه
    .. لا أن يتقابلا لينظرا إلى بعضعهما!"
    مقولة فرنسية
    لواحد لم ير عينيك
    ولم يجلس أمامك يوما..

    تسرد علي همومك الواحد تلو الآخر
    أفهم أني لم أعد همك الأول
    احدثك عن برنامجي يوما بعد آخر
    تفهم انك غادرت مفكرتي..
    تقول أنك تنام كثيرا
    لا أسألك: لماذا؟
    أقول أني متعبة كثيرا
    لا يستوقفك تعبي..
    تنسى أن تسألني ماذا أكتب
    أنسى أن أسألك ماذا تقرأ
    تنسى أن تسألني أنى سأقضي صيفي
    أنسى أن أسألك ..متى يبدأ خريفك
    نفهم دون كثير من الكلام
    أننا أصبحنا نعيش فصولا مختلفة..

    فليكن..
    كان الحب غائبا ععن عشائنا الأخير
    ناب عنهالكذب
    تحول إلى "نادل" و " جرسون"
    يلبي طلباتنا على عجل
    لكي نغادر المكان
    في ذلك المساء
    كانت وجبة الحب باردة مثل حسائنا
    مالحة كمذاق طعمنا
    والذكرى كانت مشوربا محرما
    نرتشفه بين الحين والحين..خطأ

    عندما ترفع طاولة الحب
    كم يبدو الجلوي حولها أمرا سخيفا
    وكم يبدو العشاق أغبياء
    فلم البقاء..
    أيها الحب.. كثير علينا كل هذا الكذب
    ارفع طاولتك سيدي 
    حان لهذا القلب أن ينسحب !

    رسالة إلى الصديق " بايرون"

    صديقي بايرون
    ايها العاشق الذي مات حسرة وهو يردد
    " ليت للنساء ثغرا واحدا..
    إذن لأقبله وأرتاح"
    لن ترتاح سيدي.. ولا نحن سنرتاح
    أجمل القبل 
    تلك التي لم نسرقها بعد
    اجمل النساء
    تلك التي لم نصادفها بعد
    أتعس اللحظات
    تلك التي نعتقد بعدها أننا ارتحنا

    محكوم علينا بالحلم المؤبد
    ستهزمنا الشفاه التي لم نقبلها
    والعيون التي لم نقابلها
    والأحضان التي لن نرتاح فيها
    والمواعيد التي لن نذهب إليها
    وأرقام الهاتف التي لن نطلبها

    سنحمل حسرة قصص الحب
    التي لن نعيشها
    وقطارات الحب التي لن نتعلق بأطرافها
    ونركبها من دون تذاكر
    وزوارق الحب التي لن تنقلب بنا
    والطرقات التي لن نموت في حادثة حب
    ونحن نعبرها
    وخطى الغرباء التي لا نعرف اسماء أصحابها 

    ستهزمنا القصائد التي لن نكتبها
    والخطايا التي نرتكبها
    والأزقة التي لن ينتظرنا أحد عند منعطفها
    ستهزمنا الرعشة التي لن تهزنا
    والدموع الي لن تفاجئنا
    والجنون الذي 
    لن يجردنا بنظرة واحدة من عقلنا
    ويعلقنا أرجوحة بحبال " ربها"..
    سنموت جميعا قهرا
    بسبب مستحيل ما !

    أه بايرون
    لو كان للنساء ثغر واحد
    لما كان من ضرورة للحلم
    لاختصرت دواوين الشعر في قصيدة فريدة
    لانتحر " دان جوان" بعد قبلته الأولى
    لتوقف نزار عند ديوانه الأول
    لتوقف موزارت في عامه الرابع عشر
    عند سيمفونيته الأولى
    وحبه الأول..
    لأحرق البحارة مراكبهم
    واكتفوا بمرفإ واحد..

    لو كان للنساء ثغر واحد
    لما اكتشف ماكو باولو الهند
    ولا كريستوف كولومبوس امريكا
    لما قطع فان جوغ اذنه
    لما مات بوشكين أعظم شعراء عصره 
    في مبارزة عاطفية
    لما فقد قيس عقله
    وشمشون شعره
    لما أضاع ملك عرشه.. من أجل السيدة "سامبسون" !

    لو كان للنساء ثغر واحد
    لكانت الجوكندا امرأة عادية
    بابتسامة وثغر عادي
    لما كان من ضرورة لأحمر الشفاه
    ولا لمناديل عليها بقايا قبل
    لما تطوع رجل ليولع سيجارة امرأة
    لما أشعلت (مارلين مونرو) بقبلة واحدة
    شفاه كل الرجال
    لما ود عنتره تقبيل السيوف لأنها
    لمعت كبارق ثغر(ها) المتبسم !

    لا أن للنساء ثغرا واحدا
    لاجتمع كل رجال العالم
    ليطلبوا من الله متضرعين
    ألا ينزل بهم عقابا كهذا !!


    *يوم أحبني البحر

    راودني البحر على الصمت
    فأبحرت
    الآن بإمكاني أن أسأل 
    هل الابحار نحو الوهم .. تمرد
    أم كبت

    في البدء لم اكن سمكة
    كنت زورقا من ورق
    أشرعته الكلمات
    وكان البحر.. مستحيلا في حجم محيط
    فأين العجب
    أن يمحو كلماتي 
    ويفتت الورق

    بين مد وجزر
    كان البحر يستدرحني.. ثم يغرقني
    كلامدن الساحلية القديمة
    يهرب بي في لحظة شبق
    يسكنني مدنا زئبقية..
    وعالما أزرق

    يحجز كل البواخر المتجهة نحوي
    كل الكنوز التي أهداها السلاطين إلي
    يعلن الحرب على القراصنة
    ويصنع من بواخرهم قصرا للأسماك
    وعبرة لعاشق محتمل

    عبثا أن أغادر محاري وأصرخ
    " سيدي..
    عشقك البحري لم يبق علي.."
    البحر بطبعه لا يسمع
    ولذا قدر الأسماك أن تمتثل
    اختارني البحر حبيبة له
    فابتلعني
    فهكذا تقتضي الأعراف
    أسكنني محارا محكم الإغلاق
    وجدران صمت قزحية الأصداف
    ولم أغتر كثيرا
    ليس كل محار مغلق على سره
    يضم بالضرورة لؤلؤة
    غروري كان مجرد أنني امرأة !

    كيف أثبت للعالم أنه حبيبي
    إذا احبتنا الشمس ننضج
    وإذا احبنا المطر ننمو
    وإذا أحبنا الربيبع تنفتح
    وعندما يحبنا البحر
    نصغر ونتضاءل..
    ونعود كما كنا في البدء..
    نطفة بحرية..

    إذا أحبنا البحر.. يبتلعنا
    لم يقل لي أحد قبل اليوم هذا
    ولذا..
    مازلت مع كل إبحار
    أبايعه حبيبا لغرقي القادم
    ومازال بمزاج عشقي
    يعريبني ويمسلموني ملحا
    ويجلس خلف الزجاج ليتفرج علي
    فالبحر رجل شرقي
    نصفه شرطي
    لا يقبل بغير الكائنات العارية الملساء
    في سجنه المائي
    وهكذا..
    غادرت يوما عالم النساء
    لأهدي البحر وهم السمكة


    *الأحلام الحافية

    لم تبهرني يوما عربات الخيل الذهبية
    ولم أكن أؤمن بالجنيات الطيبات
    انتهى زمن الخرافات يوم لبست حذائي الأخير
    كما تلبس الصينيات حذاءهن الأول 
    قالبا ضيقا تتقلص فيه الأقدام.. والاحلام

    انتهى زمن "سندريللا" 
    يوم لم يعد الأمراء ينتبهون لحذاء امرأة
    وإنما للجسد الذي يحمله ذلك الحذاء
    ولذا كفت الجدات من زمان
    عن سرد قصة " سندريللا " للصغيرات !

    ولم أحسد "إميلدا" سيدة الفلبين الأولى
    كانت تملك في خزانتها أربعة آلاف حذاء
    وتملك من كل حذاء
    عدة نسخ في كل الألوان
    كانت خزانتها ملأى... وقلبها فارغا
    وكنت أنا ألبس قلبي حذاء.. ولا أملك غيره
    وأغار من "سندريللا" لا غير
    تلك المجنونة التي تنسى حذاءها حيث حلت
    وتنسى أن ترقب عقارب الساعة

    اليوم أضعت سهوا حذائي الويح
    لم تكن الساعة منتصف الليل
    ولم أتجاوز الحلم بدقيقة
    فقط تجاوزت الواقع بحلم
    ولم تكن هناك جنية طيبة لتنبهني إلى حماقاتي
    لترفع ذيل فستاني من الأرض
    وتراقفقني حتى عربتها الخرافية
    وتمنح أميرا حزينا
    فرصة البحث عني

    أضعت حذائي الصغير .. الصغير
    ولم ينتبه أحد إلى قدمي الحافيتين
    فقط احتفظت بأناقة الكلمات
    ولذا لم يسألني أحد كيف حدث هذا
    وحدي كنت أسأل 
    عن تلك الجنية التي قرأت عنها يوما
    عساها تنحني لترفع أحلامي الحافية
    عن الأرض
    قبل أن أقع متعثرة.. بحب

    سيدتي الجنية
    كارثتي أنني ولدت هكذا بفائض أحلام
    وأنني عاشفة تفضحها الاقدام
    فأهدني عدة نسخ من قلبي
    ولا تهتمي كثيرا بثوب سهرتي
    ولا بتسريحتي الليلية
    أهدني قلبا لكل نظرة
    وحذاء لكل سهرة
    وحبا يتناسب مع كل حذاء
    أهدني أحذية "إميلدا ماركوس"
    واهدها عني .. جزر الفلبين

    دعي جانبا خيولك
    وعرباتك الذهبية
    ودعيني أهدي حذائي الصغير
    لآخر مرة
    (ككل مرة !)
    واعود.. حافية مشققة القدمين
    أضحك من رجل يستجوب كعبي العالي
    عساه يعرف منه
    عنوان بيتي.. مقاييسي.. ولوني المفضل !

    سيدتي الجنية.. أتدرين
    اخاف من منتصف الليل أنا
    أخاف من منتصف الشوق.. ومن
    منتصف الأشياء
    أخاف من دقات الساعة الفاصلة بين يومين
    ودقات القلب الفاصلة بين حبين
    ودقات القدر المفاجئة لحبيبين

    أخاف من الطرقات التي أمشي عليها بحذاء
    وتلك التي أمشي عليها حافية
    أخاف من الأرصفة التي تعودت وقع كعبي
    وتلك التي تعودت على جرح قدمي
    أخاف من عابر يحمل في جيبه حذائي
    ومن حذاء مرتبك الخطى
    يسألني عن رجل عابر

    أيتها النساء المنتظرات لمعجزة
    المفرطات في الثراء
    المفرطات في الغباء
    الحالمات بلبس حذاء "سندريللا"
    مرة واحدة..
    وبأمير ينحني أمامكن
    مرة واحدة..
    كل قصائد العشاق انحنت سجاء أمامي
    فانتحلن غروركن
    ليس من مقاسكن هذا الحذاء
    إنه حذاء لي
    وللأقدام العاشقة المشققة !



    *أجمل الأشعار قيلت

    أكره الكلمات الجاهزة للقول
    والثياب الجاهزة للبس
    والأعياد الجاهزة للفرح
    والبطاقات الجاهزة للكتابة
    والأماني الجاهزة للإرسال
    والحزن الجاهز.. للبكاء

    أكره الرحلات الجاهزة للسفر
    والمعالم الجاهزة للزيارة
    والدليل الجاهز للسواح
    والأسرة الجاهزة للنوم
    والطرقات المعبدة للسير
    والطاولات المعدة للضجر

    أكره النظرات المهيأة للإغراء
    والمواعيد المعدة للقاء
    والقلوب المشرعة لمجرى الهواء
    والرجال الجاهزين للحب
    الذين يعيشون على اهبة وليمة
    فيحملون شوكة وسكينا
    لالتهام المرأة القادمة
    وفي ذاكرتهم منديل..
    لمسح آثار المرأة السابقة
    وفي قلبهم عناوين المطاعم التي
    في كل ساعات الليل والنهار
    تقدم العلب الجاهزة للأكل !

    أنت سفري المفاجئ
    ورحلتي التي لم أحجز فيها مكانا
    وطريقي غير المعبد
    والأزقة الضيقة التي يجهلها السواح
    وتقود إلى الدهشة
    أنت مشوار حجري
    مشيته حافية الأقدام
    وبحر مشامسلم
    ركبته رغم تحذير الأعلام
    وكتاب عشقي مزور
    كتبته أنت.. ووقعته انا

    ليس هذا العصر لك..
    مغلق أنت كمحار خارج بحره
    مباغت كغيمة صيفية
    مدهش كشمس في يوم مثلج
    مذهل كقس قزح ليلي
    تخطئ النشرات الجوية معك
    تخطئ مفكرتي
    ويخطئ حدسي النسوي
    فعشقك غير متوقع التقلبات
    ولا لأطواره من منطق
    تخطئ الجغرافية معك والتاريخ
    فأنت آخر سلالة النخيل
    وأول سلالة الغساسنة

    إمش رويدا على دهشتي
    فكثير هذا الخيلاء
    أيها الطالع من ذاكرتي العربية
    يا رجلا جائني على صهوة التاريخ
    محملا بالقصائد والغرور
    ونصب لي خيمة خارج مدن الاسمنت
    أجأجمل اثوابك عباءتك
    وأجمل ما ركبت معك تلك الريح الرملية

    حبك لاعلاقة له بالعصر
    غير طريقة اكلي وطريقة لبسي
    غير عادات نومي وعادات صحوي
    اجلسني أرضا
    لم يترك لحضارتي من كرسي
    واعاد عشقي إلى الوراء

    حبك
    بدوي يرفض التخلي عن فرسه
    ويصر على استضافتي تحت خيمته
    ويرفض النظر إلي دون خمار
    وإذا بي أتنكر لكل الحركات النسائية
    وأبايعه

    حبك يطلب ذاكرتي
    قبل أن يطلب يدي
    وينحر ناقته الوحيدة لاستضافتي
    فكيف أقاومه؟
    حبك يناديني مولاتي .. فأصدقه
    ويفترشني.. فألتحفه
    وإذا بي أحرق أشعاري واتبعه

    في هذا الزمن الجاهز للاستعمال
    قطعة قماش أنا
    لم تفصل ولم تعرض جاهزة في واجهة
    ها أنا ألبس مقاييسك
    وأتحول على يدك إلى عباءة
    أقدام تحلم بخلخال أنا
    وعيون يتواطأ معها الخمار
    فهل تملك إلا أن تقع في حب امرأة
    يلفها السواد والإغراء
    وقال فيها القدامى أجمل الأشعار

    من أين تبدأ معي الغزل
    أجمل الأشعار قيلت.. وانتهى الأمر
    "قل للمليحة في الخمار الأسود
    ماذا فعلت بناسك متعبد"
    ................................
    لا تقل شيئا يا سيدي
    أصمت فقط
    في هذا الزمن الجاهز للقول




    *أحزان طائرة مهجورة

    يحزم "أوليس" حقائبه مرة أخرى
    يجمع أسياءه في حقيبة يد
    وأحلامه في حقيبة قلب
    ويستسلم لإغراء المراكب
    كل البحار تستدرجك للرحيل
    والمرافئ تستضيفك فقط
    وها أنت ترفع شراعك وتبحر
    مادام البحر بيتك الوحيد

    هل يولد الرجل بحقيبة 
    وببدلة في جيوبها جواز سفر
    وتأشيرة دخول لأكثر من بلاد
    لأكثر من امرأة.. لأكثر من قدر
    هل يولد في قاعة "ترانزيت"
    ويأتي على وشك السفر
    ويعيش على وشك العودة
    ووحدها المرأة تبقة جاثمة في مطار
    طائرة محجوزة.. ممنوعة من السفر
    منديلا أبيض يصلح للبكاء.. ويصلح لإشارات الوداع !

    هل يولد الرجل
    بثيابه المطوية في حقيبة 
    وامراة مطوية في ألبوم صور
    وكلمات تصلح للقاء.. وأخرى جاهزة للاعتذار
    عن الانتظارالذي قد يليه الانتظار
    عن الصبر الذي ليس بعده سوى الصبر
    عن الحلم الذي..
    سنؤثثه بين طائرتين على عجل

    سيدي المسافر دوني 
    سجاد كهربائي يسحبك
    وسجاد الحلم يتوقف بي
    طائرة للشوق تنقلك
    ومطار للحزن يتربص بي
    ما رقم رحلتك قل لي..
    ما رقم مقعدك..
    ما رقم ترقبي

    من كل العالم تحط الطائرات القادمة
    ووحده الحب يرحل على متن الوعود
    طائرة لم تعلن عنها مظيفة
    ولا كتابات مضيئة
    فكيف لتلك الذاكرة أن تنسحب
    عندما يسافر الحب
    كل الأبواب تصلح للرحيل
    وكل الممرات تؤدي لما بعد الحدود
    فهل يهم الآن.. أين نفترق !

    على مدرج طائرة
    يسبقك الحب ويحجز له مكانا إلى جوارك
    قبل أن تنطلق
    يلف حولك ذراعيه حزام أمان
    يتقفد صدرية النجدة
    يشعل لك سيجارك المفضل
    يقرأ لك جريدة جاهزة للضجر
    يجيبك عن أسئلة لم تطرحها
    يعطيك الساعة بتوقيت قارتين
    ويتنهد نيابة عنك
    ينزل ستائر النوافذ الصغيرة
    ليمنعك من النظر
    يخاف عليك أن تتذكر
    أنثى طائرة جاثمة.. في مطار

    وتدري..
    أنت الآن تحلق على تضاريس عشقي
    على ىارتفاع قدره ألف مستحيل
    والف قصة هي قصتنا
    فاحذر المطبات الهوائية بعدي
    لا شيء تحتك.. غيري
    فلا تصغ لما تقوله المضيفة على الميكروفون
    أنت لم تغادر حدودي الاقليمية بعد
    مازلت هنا معلقا بين الواقع والحلم
    بين مطار .. ومطار
    وامرأة تحترف الانتظار
    عندما تأخذ طائرة دوني
    لا تسأل عن رقم الرحلة
    لا تحجز مكانا واحدا
    لا تختر وجهتك مسبقا
    سيخطف حبي طائرتك حيث كنت
    سيغير وجهتك نحوي
    ويجبرك على النزول في مطار للذكرى
    لا تحلق هكذا دون انتباه على مساحات جرحي
    مغلقة هذه الذاكرة بعدك
    في وجه الملاحة الجوية
    مغلقة كل المطارات التي لم نطاها معا
    موجع بعدك نزول الطائرات
    موجع معك ذلك الإقلاع
    موجع حبك دائما كأنين طائرة مروحية..

    انت المسافر دون أمتعة شخصية
    في كل مطار تنتظرك حقيبة لي
    بملصقات حمراء " سريع العطب.. انتبه !"
    في حقائبك عدة نسخ مني
    في ذاكرتك نساء على حافة البكاء
    تحملهن من مطار إلى آخر
    تحبهن بين رحلة وأخرى
    تتمسك باثوابهن لحظة إقلاع الطائرة
    ولحظة هبوطها
    نساء.. كلهن أنا !



    *ركوب الخيول البحرية

    على كف موجة جئتني
    خيلا بحريا أبيض
    مغرور الأشرعة كنت
    وكان لابد ألا أركب الخيول البحرية
    حذني بحار متقاعد قال:
    " لاتحبي رجلا يحب البحر
    ستموتين قهرا.. أو غرقا"
    .................
    ولم أسأله يومها
    هل يتقاعد البحارة حقا
    وهل تقاوم المراكب شهوة الغرق !

    أسألك..
    كم من امرأة قبلت صدقا وكذبا
    قبل أن تصلني
    كم امرأة تزوجت شرعا وخلسة 
    قبل أن تطلب يدي
    كم من امراة قالت لك " لا"
    وكانت تعني " نعم"
    وإذا بك تقع في حب امرأة لا تخشى الكلمات
    فتقول لها في حضرة البحر
    " أنت لي"

    اي مركب خرافي جمعنا
    لم أسألك يومها .. لماذا تريدني
    لم تسألني.. إن كنت احبك
    اشرت للبحر فقط وقلت
    " هل تحبينه..؟"
    فتنهدت الأمواج داخلي
    وضحك البحر..
    وحده كان يعرفني !

    كنت أنثى حدودها البحر
    وأعلامها شراع القراصنة الواعد بالسطو
    ونشيدها ارتطام الموج .. بالموج
    ولا بيت لها غير مدخل سري للرغبة
    تنام فيه الآلهة والمرجان..
    وبواخر جاءت كي تغرق
    فلم أجبك..
    أنا بنت نيسان.. شهر الكذب
    وليس من عادة الأسماك أن تصدق

    قلت فجأة..
    - أخافك.. من تكونين؟
    كان البحر يبتلعنا معا..
    وكنت أعرفك بنفسي
    - أنا امرأة طعمها المميز الملح
    لونها المفضل الأزرق
    ثوبها الأعشاب البحرية
    عقدتها جهلها للسباحة
    أمنيتها وضعك في اكواريوم
    هوايتها..
    لنقل وهم الغرق.. وأنت؟
    - أنا.. لم تكن لي هواية قبلك !
    - لا تقل هذا لسمكة..
    من حق بحار ان يكذب !
    عندما نفترق
    لا تركب غرورك بعدي
    لن يوصلك زورق إلى النسيان
    مياهك الإقليمية أنا
    فلم الابحار سيدي
    كل الأنهار تصب في البحر
    وبحارك لابد أن تنتهي ..عندي !



    *تحد

    وتحديتني قلت
    " أيتها الفراشة الليلية
    ستموتين مأخوذة بالنور"
    وتحديتك قلت
    " يا عبدا الشمس.. أنا الشمس
    ستموت مبهورا بي"
    ..........................
    فأغلقت أنت كل النوافذ 
    وأطفأت أنا كل المصاييح
    ومتنا معا
    ماخوذين بالتحدي .. لا غير !

    وخوفتني بالشوق
    قلت:
    " وشمت بشفاهي جسدك
    يا امرأة محمومة الطقوس
    أنا من احرق بيد واحدة .. أشرعتك
    ستعودين إلي زحفا على الجرح
    فكل امرأة تعشق في سرها القراصنة !

    وضحكت كثيرا قلت:
    سأغيرك سيدي
    كما تغير الزواحف جلدها
    كما تغير امرأة جوربها
    كما يغير البحارة قلبهم عند كل مرفأ
    كما تغير الأشجار اوراقها
    كما تغير الصحراء حدودها
    كما تغير الاميرات.. القراصنة !

    وهددتني بالعشق
    باللذة الشقراء والأسرة الغربية
    بالنساء اللائي لا يلبسن غير عريهن
    وبالعيون التي
    تفك ربطة عنقك بنظرة
    ولوحت لك بالحسرة
    بروعة المستحيل

    بالحلم .. فقط بالحلم
    وحرائق الجسد الذي يشعله اللاممكن
    وكل ما تخفيه عباءة عربية !

    وقلت:
    " لاتحبي رجلا تسكنه الصحراء
    ستموتين قهرا..
    أو ظمأ !"
    وأخذت عنك الوصية
    غادرت خيمتك لكن
    لم أخلع بداوتي
    ولا رغبتي الاولى
    تعودت فقط
    أن أحذر الواحات الوهمية
    وأن أرتوي بالحبر..

    وقلت:
    "عندما يعن لي أنك أوغلت في الشوق المستحيل
    لن أخط سوى الكلمات القاتلة إليك 
    فاكتبي ما شئت سيدتي
    قررت ان أقتلك.. بالصمت"
    .................................
    ولم أوغل سوى في التحدي
    قلبت عليك محبرة الكلمات
    وها أنت ذا موشم بدمي
    كان لابد ألا تملأني - من جملة ما ملأتني –
    بالحبر !

    وأذكر في البدء
    ضربت لي موعدا على عجل
    ولبست لهزيمتي بدلتك الأجمل
    وربطة عنق تتماشى مع منديل 
    وضعته - كما وضعتني –
    في جيب سترتك الحريرية
    كنت تتتحداني بــ " إيف سان لوران"
    وأتحداك بجدي الذي
    كان يحكم مدينة بعقاله
    وبياض برنسه فقط !

    يومها
    تأملتك وفكرت
    كان لابد ألا أخلع عقلي ذلك الصباح.. لألبسك !
    لكني فعلت..

    يا رجلا يسكنني
    وتسكنه الصحراء
    إرتو من اي نبع شئت سيدي
    واحتس واقفا – ما شئت من علب الكوكا كولا
    لن يطاردك سوى مذاق القهوة العربية
    ولن تزيد إلا ظمأ لي

    إلبس ما شئت من الكذب
    إقرأ ما شئت من الكتب
    طالع ما شئت من النساء
    قلب عواصم العالم
    وتوسد خرائطه في سرير
    أقسم بجسدي العربي
    وبجوعك الشرقي
    أنك ما خلوت بنفسك إلا
    طلقت كل النساء
    لتنفرد بي !



    *أوقات

    لا تنتظر..
    لم يعد لهذا الوقت وقت
    باريس لم تعد تذكرنا
    وذلك الممر
    الموصل لمتاهات الجسد الواحد
    عبرناه خطا
    كما يخطئ سائح شارد
    يأخذ الميترو لأول مرة
    كما يخطئ مغامر
    يكتشف قارة دون قصد

    أخطأ كولمبوس
    اكتشف امريكا
    ومات وهو يعتقد 
    أنه اكتشف الهند
    يا لحماقة البحارة
    يموتون دائما في لحظة جهل

    الوقت سفر..
    عادت مراكب محملة بالحرير والبخور
    والتوابل..
    وأخرى غرقت بحمولتها حتى القعر
    ضحك البحر
    لما رآنا نبحر على زورق من ورق
    ونرفع الكلمات أشرعة في وجه المنطق 
    سخرت منا الريح
    قالت..
    " حتما هذا المركب يغرق !"
    تصور .. ليس لهذا السبب غرقنا
    بل..

    الوقت مطر
    أمطرت السماء يومها
    في يوم غير متوقع للبكاء
    سالتك
    " من منكما المطر؟..
    ولم تجب
    أذكر أنك حدثتني كثيرا قبلها
    عن باخرة باذخة الثراء
    شهية.. مفرطة الإغراء
    حتى أن البحر ابتلعها
    في أول رحلة لها..
    وصنع منها قصرا فاخرا للأسماك

    الوقت شتاء..
    مراكب تغادر السفر
    وغيمة تغادر السماء
    وتأتي كي تقيم في دفاتري
    وخلف نافذة الخريف
    مطر خفيف
    وحزن يطرق قلبي على مهل
    ويترك على زجاج الذاكرة المبلل
    كلمات خطها الحب .. ورحل

    الوقت قدر..
    وهذه الأمواج
    بالغرق الحتمي واعدة
    فلا تتوقع لنا الابحار عمسلم الريح بعد اليوم
    قدرنا.. قدر "التيتانيك"
    تلك التي أرادها الأثرياء قصرا مبحرا للحلم
    وأرادها البحر باخرة لرحلة واحدة.."

    الوقت نسيان..
    وأخاف أن تكون قد نسيت تماما 
    حزن البواخر لحظة الغرق
    أخاف تلك النبوءة أن تصدق
    وينتهي الحب بيننا
    وليمة للبحر والحيتان

    الوقت ضجر..
    يغلق البحر قميصه
    يتفقد أزرار الذكرى
    يغلقها أيضا بإمعان
    حتى لا يتسرب البحر إلى الكلمات
    ثم
    يرتدي صوته الأجمل
    يدير قرص هاتف.. يسأل
    وتجيب الأمواج
    - ألو نعم

    الوقت ندم
    لماذا نحن نقول دائما "نعم"
    عندما نرد على الهاتف
    حتى عندما يكون الوقت " لا"

    لا ..
    الوقت وداع
    والملح يتسرب عبر خيط الهاتف
    يغزونا صمتا وذهولا
    يوشك أن يبكي
    يتلعثم
    بين استبداد الأسئلة
    وارتباك الجواب
    يغلق الحب أبوابه دوننا..



    *قبلة عنقودية.. لآخر السنة

    حبك القادم في نهايات السنة
    متاخرا كالذوات
    مربكا كالخطايا
    مدهشا كالقدر
    حبك حصان وحشي
    يركض بي بين المكن والمستحيل
    ينقلني من شهقة إلى أخرى
    يقفز بالقلب مسبقا
    سنة أخرى
    يوقفني على اعتاب الحنين

    حبك القادم مثل هدايا الأعياد
    مغلفا بالورق الملون
    والأشرطة الذهبية
    مغلفا بالحلم الشفاف
    والمواعد الوهمية
    معلقا على شجرة العيد
    بشريط الصدفة

    حبك...
    تلك الهدية الملغومة للقدر
    انفجرت في القلب
    قنبلة عنقودية من نار
    وتبعثرت على شفة الانتظار
    الف قبلة عنقودية
    لألف مستحيل

    حبنا العابر للسنة
    حبنا العابر للقارات..
    العابر للأزمنة
    جردني من ذاكرتي 
    جردني من الصبر سيدي
    وألبسني الشوق عباءة 

    كان لابد ألا نلتقي
    حتى لا نكتشف 
    كم كنا متشابهين حد الدهشة
    حد الخوف
    كان لابد ألا نلتقي
    حتى نخلف ذلك الموعد.. مع انفسنا !

    أنت الذي حجزت القلب مسبقا بوعد
    احجز لي مكانا على طاولتك
    في ليلة آخر السنة
    هنالك من حجز طاولة للفرح
    هنالك من حجز طاولة للوهم
    وأخر للنسيان
    احجز لنا طاولة للذكرى سيدي
    احجز لنا طاولة للحلم

    إلبس دهشتك وتعال
    ضع عطرك الذي استثارني الأكثر
    ضع.. ضباب تبغك بيننا
    وقل كلاما مربكا
    قل كلمتين
    كلمة..
    وانظر إلي أكثر
    كل الطاولات محجوزة لرجل واحد
    كل الكمنجات تعزف لامرأة واحدة
    فانظر
    الحب يستظيفنا
    إمنحني ذراعك راقصني

    هل تدري
    لكل رقصة بوح
    و" التانغو " وحده يشبهنا
    في شراسة عشقنا الصامت
    فاصمت
    ودع هذه الحمى القادمة من الأرجنتين
    تحملنا
    تبعدني عنك.. تقربني
    دوائر شهوة
    من الموسلين
    هل تدري.. ما أجملنا معا
    لو تدري.. لراقصتني حتى الصبح

    لن تدري
    نشوى باريس الليلة حد الحزن
    صافية حد الوحدة
    وهذه "النور إيفيل" 
    عجوز تتبرج
    تلف نفسها بفستان صيق من الأضواء
    لا تغري سوى السواح
    وعبثا تراودني عن الفرح الليلة

    لن تدري..
    كم اكره صخب المدن الغربية
    كم اكره طقوس الفرح المعلب
    وتلك الطرابس البهلوانية
    وصفارات الورق التي .. تقصر وتمتد
    والفيتامينت الملونة التي
    يرش بها الفرح الجاهز ليلة الميلاد

    كم أكره..
    قبل منتصف الليل في مواسم الاعياد
    تلك التي يتقاسمها الجميع
    ولا ينتشي بها أحد
    لو تدري
    ما أحزن الشعراء في كل الاعياد
    لن تدري..
    لن أكتب شيئا هذا المساء
    قررت أن أضرب عن الاحساس
    لن أخرج
    لن أرقص
    لن أبكي ايضا.. ولن أفرح
    من الأرجح
    أن أنام الليلة قبل الناس
    سأحاول ألا أتذكر
    سأحاول قدر الإمكان ألا أحزن
    سأحاول ألا أتساءل..
    ماذا عساك تفعل الليلة..



    *حفل على شرف النسيان

    قررت أن أجرب العصيان
    لن أتظاهر .. ولن أرفع لافتات ضدك
    فالإطاحة بك 
    انقلاب له سرية المتعة

    الحرب حربان
    وحربي معك باردة جدا
    فالانتقام طبق يؤكل باردا
    مطولا كما تستذوق مازه شرقية
    إنه تحايل على الجوع.. بخدعة

    يا رجلا من برج الكذب.. تعال
    أتوقع لنا اكثر من موعد
    كأن نلتقي متنكرين
    في ثياب عشاق أخرين
    أتوقع..
    أن نفاجئ بعضنا متلبسين بالذاكرة
    في حفل نقيمه على شرف النسيان..

    كل كلام أصبح قابلا للكذب
    وقطيعتنا ..كبدايتنا بدعة
    فلماذا لا يكون موعدنا إذن في اول نيسان
    وتكون هزيمتي معك..
    وانقلابي الفاشل ضدك
    كذبة أخرى في شهرنا هذا المشترك 

    تصور اني اكتشفت ان بين "عيد الحب" و"عيد التنكر"
    يوم واحد فقط
    تساءلت 
    أقدر الحب التنكر خلف المساحيق و الأقنعة 
    أم أنه كرنفال للحلم والنسيان
    عربة من الزهور.. والدهشة.. والألوان
    تليها عربة اخرى
    تقودها امراة اخرى
    نبايعها أميرة الفرح لموسم واحد
    ونصنع لها تاجا من الورود التي
    ستموت بعد استعراض واحد
    ثم نغلق ابوابنا وننسى
    حزن اميرات الكرنفالات.. في مواسم الخريف

    على شرفك يا سيدي
    على شرف الوعود المجففة
    على شرف الحزن.. على شرف الخريف
    على شرف العشق.. على شرف النسيان
    أدعوك لحفل تنكري في اول نيسان
    يحضره كل من احببنا من قبل
    كل من بايعنا ومن نسينا
    كل من عشقنا ومن بكينا
    قبل ان نحولهم إلى تيجان من الزهور المجففة
    ونضحك.. حتى ميعاد الدعمة المقبلة !

    على شرف الدمع.. على شرف الضحك
    على شرف السهر .. على شرف الأرق
    على شرف الحماقات التي نكرررها كل مرة
    والأيمان التي نقسم بها كل مرة
    والخيبة التي تتربص بنا كل مرة
    على شرف كذبك وكذبي
    وغرورك.. وغروري
    وجنونك.. وجنوني
    وهوايتنا المشتركة للتعذيب
    تعال.. نعذب بعضنا بالكذب
    ونعلن على بعض النسيان
    في اليوم الاول من نيسان !.

    في حضرة الذين أحبوني
    وقضوا عمرهم وقوفا على أبواب قلبي
    قبل أن تأتي أنت
    وتفتحه بركلة من قدمك
    سأفرد شعري شال إغراء
    أرفع ذيل فستاني وأرقص امامك
    كغجرية حول نار الشهوة
    ووحدك ستعرفني
    وتمسلمر القيثار العصبي الذي يعزف لي

    أتوقع..
    ألا تحتج ولا تشكو..
    ألا تقول شيئا – كالعادة.
    فقد قد تخلع قناعك
    وتصفع رجلا يستدرجني للجنون
    فأنتفض بين يديه.. فراشة فلامكنو

    تعال لذلك الحفل سيدي..
    تنكر في من شئت من الأبطال
    لن تتعرف عليك امرأة غيري
    كن شهريار.. سأكون شهرزاد
    إبليس.. سأكون بنلوب
    كن نابليون.. سأكون جوزفين
    كن شمشون.. سأكون دليلة
    تعال في ما شئت من الأزياء
    وشم ذراعيك وتعال في زي القراصنة
    سأكون الأميرة التي حلمت بخطفها ذات يوم
    تعال في زي امير حزين
    سأكون " سندريللا" التي تنتظر حافية منذ قرون
    ولن نقول لبعضنا شيئا ذلك المساء
    فسنكون هناك – طبعا - حتى لا نتعرف على بعضنا !



    *أزرار جاهزة.. للحب

    أنت الذي تكذب بتلقائية مذيع شرقي
    وأنا التي أصدقك بحماقة النساء
    كان لا بد ألا يصبح كذبك زينتي ورصيدي
    وقطع غياري الذهبية التي ألبسها
    ألبسها عندما يحولني الحزن إلى أشلاء

    أنت الذي تختار لي كل مرة
    عقدا لآلفه في عود أكاذيبك
    وأقراطا كبيرة ومفرغة كقلبك
    وأساور تلبسني إياها قيدا ذهبيا على مقاسك
    مفرط الأناقة قيدك
    هبني مرة
    بساطة الحرية.. وعريها

    أحسد كل الآلت المنزلية في بيتي
    فكلما ازدادت أزراراها تقلصت نزواتها
    وتحولت على أنثى دون قلب.. دون شهوة
    فهل يمكن لي أن أستبدل بهذا الجسد
    بطارية جاهزة للاستعمال
    تفرغ وتمتلئ عند الطلب
    تتوقف وتعمل بلمسة زر

    تراك حبيبي..
    أنا التي أعدتك إلى عصور العشق.. واللهفة
    والمناديل التي ترمي بها النساء من شرفاتهن
    مواساة لعاشق آرق يسهر تحت شرفة
    وأنت الذي ألقيت بي في عصر السرعة
    فضغطت على زر
    وطلبت لي المصعد
    لماذا ألغيت مسافات الشك
    لماذا لم تدعنا نصعد راجلين.. سلم المتعة !

    سريع الاشتعال حبك .. مثل عود كبريت
    سريع الانطفاء حبك.. مثل عود كبريت
    يا رجلا يدفن السجائر على عجل
    ويقبل النساء على عجل
    شمعة ليلية أنا تذوب على مهل..
    محرق حبك مثل قطعة ثلج
    بارد حبك مثل قطعة ثلج
    يا رجلا من سلالة الاسكيمو
    يضع على سريره غطاء من الفرو
    ويضع في كأسه قليلا من الماء..
    وكثيرا من الثلج
    لن تحولني إلى قارة جليدية
    ولا على آلة كهربائية
    لن تدخلني سيدي.. عالم الأزرار !



    *البكاء في حضرة البحر

    في آخر ساعات المساء
    عندما يصبح للشوق طقوس البحر
    ومذاق البكاء
    عندما لا يعود للصبر من صبر
    تسكنني أعاصير عشقك
    وأتحول إلى جزيرة نائية منفية
    فأرتطم بموجك وحدي
    وأتفتت مثل الصخور البحرية

    في آخر ساعات المساء
    لسنا احبة.. ولا نحن غرباء
    سمكة حزينة أنا
    وبحر يحترف الملح والماء أنت
    فهل يجدي البكاء؟
    دمعتان وشيء منك أنا
    دمعتان وكثير من الكبرياء
    دمعتان وشيء من الملح
    شيء من الجرح
    شيء من رائحة البحر عند المساء

    عاد المساء
    "يسعد صباحك والمسا
    يا اللي ما بترد المسا.."
    لو مرة رد المساء
    يحضرني حبك شيء من بكاء
    " ع الي اتنسى.. وما بيتنسى
    ع اللي انحكى.. وما بينحكى.."
    أواه ما جدوى البكاء..

    في حضرة البحر
    تأخذ الكلمات طعم الملح
    والدمع محض جنون
    فلا تتطاولي على البحر أيتها السمكة الصغيرة
    لا شيء خرج البحر غير الموت
    فأي موت ستختارين
    وأي زورق للهرب ستركبين
    وزوارقك قصائد من ورق

    " في بحار تئن فيها الرياح.."
    كانت الأمواج تفصلنا مثل العادة
    وكان العمق يستدرجني للغرق
    ولم تغرق أنت مثل العادة
    البحر يقذف كل ما ليس له إلى الشاطئ
    يفرغ تلقائيا كل صباح من ذاكرته الليلية
    ووحدها الأمواج تحتفظ بالزبد
    (حماقة تلقائية للأنثى. !)

    كان "داروين" يقول
    " إن عيون الأسماك تصيبني بالحمى"
    هو الذي عمره منفيا في الجزر
    بحثا عن سر الكائنات
    كان يخاف أن ينظر على سمكة
    لم يكن سمكة
    لو كان كذلك...
    لأدرك أن البحر وحده يصيب بالحمى
    ووحدها عيونه تدعو إلى الحذر

    مسكين " داروين" مات ولم يفهم شيئا
    (تراه أحب..؟)
    قال .. الانسان ينحدر من القرد
    يا لحماقة العالماء..
    من البحر وحده ينحدر البشر
    وإلا..
    ما تفسير هذا الكوكب الأزرق
    وكل مساحات الألم الزرقاء
    على جسد الارض

    ها هو ذا البحر
    بعيونه الزجاجية المستديرة
    تلك التي لم تخلق للحب ولم تخلق للبكاء
    فما الذي أوصلك إلى هنا
    دمعاتن امام جدار من الموج أنت
    وكل البكاء.. في حضرة البحر عبث
    تفرجي عليه من شرفتك المسائية
    وتعلمي أن تكتفي.. بزرقة الإشتهاء !

    avatar
    فاطنة الدوسري
    مشرفة منتدى العام


    عدد المساهمات : 89

    أكاذيب سمك Empty رد: أكاذيب سمك

    مُساهمة من طرف فاطنة الدوسري الأحد أكتوبر 18, 2009 9:13 pm


    *الحب المضاد

    كل شيء ضدنا
    ونحن.. ضد بعضنا
    نحن بعضنا بالكلمات المضادة للحب
    والعناد المضاد للشوق
    والعذاب المضاد للمتعة
    كل شيء ضدنا
    ونحن ضد أنفسنا
    نحاول أن نصالح الحب مع الكبرياء
    والعشق مع العناد
    والجنون مع المنطق
    نحاول...
    أن نصالح عقلنا مع قلبنا
    وقلبنا مع وضعنا
    ووضعنا.. مع شرعية الأحلام ! 
    كل شيء مستحيل
    والممكن ما عاد ممكنا
    فلم 
    على ناصية الوهم وقفنا 
    نفاضل بين مستحيل.. ومستحيل

    ..وندري
    هي دائرة للجنون
    دخلناها بكل قوانا العقلية
    ولم يعد العقل يفيد للخروج منها
    والآن
    نرفع الأسئلة قضبانا ونسأل:
    هل الحب سجن أيضا
    وزنزانة يغلق السجان فيها على نفسهخطأ
    بعدما يكون قد أعطى مفاتيحه.. وذاكرته
    والأرقام السرية التي يفتح بها قلبه ودهاليز نفسه
    لسجين مغامر.. يحلم بالفرار؟

    لم يفر أحدنا هذه المرة
    بعدما باءت كل محاولاتنا السابقة بالفشل
    وبعدما كتشفنل ونحن نتسلق أسوار بعضنا
    أننا السجين .. والسجان معا
    وأن لكلينا نسخة من مفاتيح الآخر
    وأننا نلبس حبنا علامة مميزة
    كما يلبس السجناء
    بدلتهم المخططة الرمادية

    لم يفر أحدنا.. ولكن
    فر الحب منا
    يوم أقلناه من مملكة الدهشة
    ووضعناه عند أرجلنا
    سلاسل حديدية
    تجرها أقدام مشلولة الاحلام

    انتهى الحب..
    فمن أين نبدأ الحب
    ها نحن نطلق الحب رصاصا على بعضنا
    ونغرس الغيرة خنجرا في قلبنا
    ولا نعود نرى شيئا وسط القنابل المسيلة
    التي ألقاها كلانا على الآخر
    ونشهق معا
    ونحن نرى نرى بعضنا جثة هامدة من دون حب
    انتهى الحب..
    ومازلنا بين شك ..وشك
    نضارب على بعضنا البعض
    نزايد على التدمير المشترك
    ونربح الرهان معا

    ها أنت ذا رجل عادي أحب أمرأة عادية
    ها أنت ذا عاشق تخلت عنه القوافي
    وقافية أنا.. لبيت لا بحر له
    انطفأت بيننا براكين الشعر
    وتحولنا إلى جزر باردة.. منفية

    ها أنا امرأة عادية
    تمسك قلما غادرته شهوة الكلمات
    فكيف يمكن لقلمي أن يدهشك بعد اليوم
    وأنت دواته التي مسلمرتها
    والحب الذي كان يسري داخله كالحبر

    جف القلم
    وجفت عروقنا من آخر نقطة حب
    وتدري رغم تعاقدنا على العناد
    أننا لن نستبدل بجعبته الفارغة أخرى
    ولا بقلبنا الفارغ آخر
    فماذا نفعل الآن
    وقد فرغنا من بعضنا
    وامتلأنا بالحب المضاد



    الموت عشقا
    اخترت إذن سلاحك
    وبفروسية نبلاء فرنسا القدامى 
    تحديتني
    وحددت موعدا ثنائيا
    يشهده طرف ثالث واحد
    يحكم على جنوننا الثنائي
    ومبارزتنا الحاسمة.. الأخيرة

    اخترت إذن زمانك
    ذات صباح باكر
    بين فنجان قهوة.. وسيجارة ما بعد الحب
    بين آخر لذة..
    وأولى رعشات الموت

    اخترت إذن مكانك
    خارج حدود الحلم..
    داخل حدود التحدي 
    بعيدا عن فضول الآخرين
    قريبا من عيون الرب
    كما تقتضي طقوس الفروسية

    اخترت إذن شاهدك
    لم تذه بعيدا في بحثك
    كان أقرب الناس إلينا..
    لم يكن منحازا لي .. ولا منحازا لك
    كان يحبنا معا
    فلم يسألك "لماذا؟"
    فهو الذي أوصلنا حتى تطرفنا هذا !

    اخترت إذن قانونك
    لم يكن قانون القلب.. ولا قانون الغاب
    لم يكن قانون الحب.. ولا قانون الكراهية
    لم يكن من وحي منطق ولا شرعية
    فشريعة الحب لا منطق لها
    تترواح دون أسباب 
    بين المؤبد.. والمؤجل
    ومثلها قانونك اجتهاد عشقي
    استبدلت فيه بالتشريع.. الشعر
    وقرأت فيه قصيدة
    كما تقرأ حكما صادرا بالقتل
    فأنت من قبيلة يعدم فيها المتهم.. ثم يحاكم !

    اخترت إذن موتي وانتهى الأمر
    مفاجئا مسلمهم بدائي
    مباغتا كضربة قدر
    قتلتني إذن 
    لتكتب أجمل القصائد في رثائي
    فموتي يغريك بالكتابة
    وجثتي الممكنة – المستحيلة
    اشهى ما رأيت من النساء
    وشفاهي الثلجية بعد موتي
    أحرق ما قبلت من الشفاه

    اخترت إذن نهايتي
    وأحضرت منديلا يصلح لمسح دموعك
    ولمسح سيفك في الوقت نفسه
    وشاهدا يصلح لتشجيعك
    ولمواساتك في الوقت نفسه
    اخترت شاهدا ومحاميا وحكما
    في شخص واحد
    مسكين أيها الحب
    شاهدا وشهيدا.. وقاتلا ومقتولا
    فكم من الجرائم ترتكب باسمك

    سلاما بوشكين
    أنت الذي كنت تعشق الشعر.. والمبارزة
    وأقدام النساء
    ومت في السابعة والثلاثين
    في مبارزة حمقاء

    لا تندم على موتك
    لا أحد يذكر اسم قاتلك
    ولا اسم تلك الزوجة الغبية التي مت من أجلها..
    والتي لم تكن تقرؤك. !
    ولكن الشعر مازال يلبس حتى اليوم حدادك
    أنت الذي أعدت إلى الشعراء
    شرف الموت عشقا.. بالرصاص

    ياللغباء..
    من يرفع سلاحه في وجه شاعر عاشق
    دون أن يرفعه إلى مرتبة الأنبياء !



    *توضيحات لعاشق محترف

    قلبك المتسكع يتوقف عندي
    قدماك المتعبتان 
    تبحثان عن امرأة نصلح لرقصة "التانغو الأخير"
    فارغة جيوبك من الأسئلة
    وليس في عيني أي جواب
    لسؤالك الوحيد
    فلم التوقف هنا
    بين الفصول وبين قصص الحب المتقاطعة
    بين الفضول.. وبين كلمات الشوق المستوردة
    الحب ..
    ليس حديقة عمومية ندخلها للفسحة
    نجلس فيها على أي كرسي كان
    نتصفح الحب فيها
    كما نتصفح جريدة
    نطوي الحب فيها
    كما نطوي جريدة
    عند أولى قطرات مطر..
    ونغادر المكان !

    نختلف في تعريف الاشياء
    تستميت في الدفاع عن الفرح المسروق
    وقلبي عن الحزن يدافع
    الحب موسم للمطر والزوابع
    موسم تحكمه الأعاصير، والنشرات الجوية المتناقضة
    والصحو فيه حالة شاذة
    إنه سماء باريسية.. لا تتخلى عن منديلها الأبيض للبكاء
    فلا تنسى أن تصطحب مظلتك لموعدنا الأول
    وارفع قبة معطفك
    فكم ستعبث بك الرياح المضادة
    وأنت تقف مرتجفا.. على عتبات قلبي !

    من أين تبدأ الأسئلة
    ساعتك السويسرية الثمينة لا علاقة لها بالزمن
    فكل الساعات عندك تصلح للحب
    ولا يهم ساعتها.. أن يتغيب الحب
    بدلتك الأنيقة المستوردة
    لا علاقة لها بعقلك ولا عقليتك
    ولا يعنيك كثيرا..
    أن تسكن رجلا لا يشبهك
    فأنسى أن أسألك و أنا أرى سائقك الخاص
    " أين أوقفت فرسك؟"
    وتنسى أنت أن تسألني
    تراني كنت أحببت أبا فراس الحمداني 
    لو جاءني في بدلة لبيار كاردان..

    أراك عصي الفهم شيمتك الجهل
    فاضع فجأة الخمار لأتحدث إليك
    بدوية أنا
    وقلبي خيمة لا مكان فيها
    لسيارة ولا لطائرة خاصة
    ولا يسع غير مربط خيل ورثته ابا عن جد
    فمن أين تبدأ الحديث ياسيدي
    وفي أي قارة نلتقي
    وساعتك السويسرية الثمينة
    تعد لك الساعات بتوقيت كل بلد

    ارتباكك يوقظ تناقظي
    أجيبك بكلام لاتفهمه
    - هل تحبين احدا
    - نعم.. زوربا.. لوركا.. وأبي
    تفكر بعض الشيء
    " زوربا" ليس اسما لعطر تستعمله
    " لوركا" ليس لااسما لعلبة ليل ترتادها
    وأبي.. أبي؟ !
    ورغم جهلك لعلم النفس أضيف
    - .. ولا أصدق فرويد !

    أبي..
    ياصامدا في وجه العصر
    قل لي 
    كيف ينحني داخلنا الكبرياء
    أنت الذي أهديتني فرسا لتبارك جنوني
    وأهديتني حفنة من الرمال لتودعني
    قبل أن تهدني تهمة الشعر
    أهدني حاجبيك المعقودين.. ونظرتك
    إهدني صوتك الذي يرتعش له الرجال
    وقامتك
    إهدني رجولتك..
    فكم هو صعب أن أكون امرأة.. يا أبي !



      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 6:43 am