النات و الإنغلاق على الذات
الكثير منّا يبحر عبر شبكة الأنترنات فيتعرّف على شخصيات متنوعة
و مختلفة و متناقضة في أفكارها و معتقداتها و أعرافها
و تقاليدها ... فتنشأ بينه و بين البعض منهم علاقات مختلفة
أيضا . فقد تكون هذه العلاقات علاقات عمل أو مصالح متبادلة
و قد تكون علاقات حبّ و قد تكون علاقات صداقة... ليس هذا هو
الإشكال فكل ما ذكرت أمر طبيعي قد يعيشه و يشعر به بعضنا
إذا لم يكن جميعنا ، و لكن الإشكال يكمن في أن هذه العلاقات
الغير مباشرة تجعل الإنسان أسيرا في أقواله و أفعاله بل إنها
تتجاوز حدود الظاهر إلى الباطن فتجعل الإنسان يتخيل ملامح
و حياة و سلوك الطرف الآخر في العلاقة ، و تجعله يحلم و يتخيل
لو أنه التقى به يوما هل سيعرفه ؟ و كيف سيخاطبه ؟ و هل
أنه صادق في أقواله ؟ .
و لقد قرأت العديد من القصص التي يتحدث أصحابها عن علاقات حبّ
نشأت عن طريق الأنترنيت ، و يؤكد أصحابها الذين لم يروا أبدا
مخاطبيهم أو مخاطباتهم أنهم مغرمون أو مغرمات بهم . و هذا يؤكد
أن المسألة تخطّت حدود المعاملات و الاتصالات لتيسير و تسهيل
المصالح إلى التأثير في حياة الإنسان و سلوكه و نفسيته فأصبح
يعيش الإنزواء متوهما أنه كائن إجتماعي يخاطب أفرادا من
مختلف أنحاء العالم ، و أصبح الإنسان الذي يعيش الوحدة في
الواقع يتصوّر عمسلم ذلك عندما يبحر عن طريق شبكة الأنترنيت
و يخاطب أشخاصا لا يعرفهم معرفة حقيقية ، فيتعامل مع كلامهم
بالكلام . و أمام ازدياد مستعملي هذه الشبكة فإن الإنسان
في تصوّري سيزداد تقوقعا على الذات و إغراقا في الخيال و الوهم،
فكلما ازدادت قدرة الإنسان على التواصل مع غيره بأيسر السبل
و دون مشقة أو تكلفة فإنه سيزداد انغلاقا على نفسه . و هذه
من المفارقات العجيبة.
الهادي الزغيدي
و مختلفة و متناقضة في أفكارها و معتقداتها و أعرافها
و تقاليدها ... فتنشأ بينه و بين البعض منهم علاقات مختلفة
أيضا . فقد تكون هذه العلاقات علاقات عمل أو مصالح متبادلة
و قد تكون علاقات حبّ و قد تكون علاقات صداقة... ليس هذا هو
الإشكال فكل ما ذكرت أمر طبيعي قد يعيشه و يشعر به بعضنا
إذا لم يكن جميعنا ، و لكن الإشكال يكمن في أن هذه العلاقات
الغير مباشرة تجعل الإنسان أسيرا في أقواله و أفعاله بل إنها
تتجاوز حدود الظاهر إلى الباطن فتجعل الإنسان يتخيل ملامح
و حياة و سلوك الطرف الآخر في العلاقة ، و تجعله يحلم و يتخيل
لو أنه التقى به يوما هل سيعرفه ؟ و كيف سيخاطبه ؟ و هل
أنه صادق في أقواله ؟ .
و لقد قرأت العديد من القصص التي يتحدث أصحابها عن علاقات حبّ
نشأت عن طريق الأنترنيت ، و يؤكد أصحابها الذين لم يروا أبدا
مخاطبيهم أو مخاطباتهم أنهم مغرمون أو مغرمات بهم . و هذا يؤكد
أن المسألة تخطّت حدود المعاملات و الاتصالات لتيسير و تسهيل
المصالح إلى التأثير في حياة الإنسان و سلوكه و نفسيته فأصبح
يعيش الإنزواء متوهما أنه كائن إجتماعي يخاطب أفرادا من
مختلف أنحاء العالم ، و أصبح الإنسان الذي يعيش الوحدة في
الواقع يتصوّر عمسلم ذلك عندما يبحر عن طريق شبكة الأنترنيت
و يخاطب أشخاصا لا يعرفهم معرفة حقيقية ، فيتعامل مع كلامهم
بالكلام . و أمام ازدياد مستعملي هذه الشبكة فإن الإنسان
في تصوّري سيزداد تقوقعا على الذات و إغراقا في الخيال و الوهم،
فكلما ازدادت قدرة الإنسان على التواصل مع غيره بأيسر السبل
و دون مشقة أو تكلفة فإنه سيزداد انغلاقا على نفسه . و هذه
من المفارقات العجيبة.
الهادي الزغيدي