ملتقى شباب العالم



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى شباب العالم

ملتقى شباب العالم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شبابي عام

بشرى سارة (( منتدى مملكة الحرية يعود إليكم من جديد بحلته الجديدة و بإدارته المتجددة وبأعضائه المتميزون )) فأهلاً ومرحباً بكم أخواني وأخواتي على أرض مملكة الحرية التس تحرسها القلوب المؤمنة
أهدي تحياتي إلى جميع مشرفي وأعضاء وزوار منتدى مملكة الحرية
أهدي تحياتي وسلامي لكل من شارك ببناء ورقي هذا المنتدى الثقافي (( منتدى مملكة الحرية))

    التناقض بين النظرية و الممارسة

    avatar
    الهادي الزغيدي
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 724

    التناقض بين النظرية و الممارسة Empty التناقض بين النظرية و الممارسة

    مُساهمة من طرف الهادي الزغيدي السبت أكتوبر 17, 2009 9:16 am

    التناقض بين النظرية و الممارسة


    لو سألت أي إنسان هل تحب الخير للناس ؟ سيجيبك : نعم

    و لو سألت أي شخص هل تحب الظلم و القهر و العدوان سيجيبك : لا

    و لو سألت أين فرد هل تحب الحرب و الدمار و الخراب سيجيبك : لا

    و لو سألت أي إنسان هل تحب الألفة و المحبة و المودّة و الرحمة

    سيجيبك : نعم فهل يعني هذا أن كل الناس يحبون الخير و يكرهون الشرّ

    و يميلون إلى الجمال و يبتعدون عن القبح في القول و الفعل و المظهر ؟ .

    و لو كان ذلك صحيحا فلماذا نجد أن المجتمع ساد فيه الشرّ و الكذب

    و النفاق و الزيف و طغت فيه الأنانية و الأثرة الفردية ؟ . إن هذا

    التناقض بين المصرّح به و الواقع المعيش يدلّ على أن هناك فرق

    كبير بين التنظير و الممارسة أو بين القول و الفعل . فالذي يحدّثك

    عن العدل و المساواة و الخير لجميع الناس فهو في الواقع لا يبحث

    إلا عن التباهي بنفسه أمامك بإظهارها في صورة حسنة ، لذلك فلا

    يجب أن نغترّ كثيرا بما نسمعه من خطب رنّانة مليئة بالوعود الزائفة

    و الأماني الكاذبة يلقيها علينا أشخاص تميزوا سلبا بجشعهم و جبروتهم

    و حبّهم المفرط لذواتهم .

    يجب أن نعرف دائما أن الخبر في البلاغة كلام ، و الكلام يحتمل الصدق

    و الكذب و مع الأسف نجد نسبة الكذب أعلى بكثير من نسبة الصراحة

    و هو ما يدلّ على

    أنّ التنظير سهل و لكنّ الممارسة على غاية من الصعوبة . فمتى يأتي

    اليوم الذي توافق فيه النظرية الممارسة ؟؟؟

    .................... .................... .......

    إنك لو سمعت الأخبار المحلية لبلدك ستجد أن نسبة النموّ

    في الإنتاج الفلاحي تقدّر بـ ....؟ و نسبة النموّ في المجال

    الصناعي تقدّر بـ ....؟ و في المجال السياحي تقدر ب....؟

    و تسمع بأن نسبة الفقر قد تقلصت و نسبة التعلّم قد ارتفعت

    و تسمع الكثير من الأخبار التي تدلّ على المجهودات التي

    تبذلها الحومة من أجل تجاوز الأزمات و حل المشاكل و خدمة

    المواطن ....

    و لكنك عندما تخرج من بيتك إلى الشارع و ترى عدد المتسوّلين

    و الفقراء و العراة و الجياع تتأكد أن كل ما كنت تسمعه هو مجرّد

    أكاذيب و تنظيرات فارغة لا أساس لها من الصّحة ، و تتأكد أن

    الفرق كبير جدا بين النظرية و الممارسة.

    .................... .................... ...........

    إنك لو سمعت أي خطاب سياسي في بلدك ستجده

    ممتلئا بالوعود . فلا وجود للظلم و لا وجود للمحاكمات

    السياسية التعسفيّة ، و لا وجود للتعذيب و القهر و القمع

    و ستجد هذا المسؤول يتحدث عن العدل و عن تكافؤ الفرص

    بين مختلف الأفراد و الشرائح الإجتماعية ، و ستجده

    يتحدث عن حقوق الإنسان و عن حقوق الحيوان و الحشرات .

    و لكنك إذا عدت للواقع تجد أن ما سمعته ليس إلا حلما صعب

    التحقيق إن لم يكن مستحيلا ، فالعدل لا وجود له على أرض

    الواقع و المساواة لا يعرف الناس معناها الحقيقي ، و هو ما

    يؤكد أن التنظير يتناقض تماما مع الممارسة .

    .................... .................... ............

    يتحدث رئيس ناديك المفضل في بداية الموسم الرياضي

    فيصرّح بأنه قام بانتدابات لها قيمة ، فأتي بلاعبين من ذوي

    المهارات العالية ، و انتدب ممرنا له من الكفاءة الشيء الكثير

    و قام الفريق بتربصات و بمباريات وديّة عديدة تجعله يلعب

    في هذا الموسم الرياضي من أجل الحصول على لقب البطولة .

    ثمّ يصرّح نفس المسؤول في نهاية السنة الرايضية فيقول : "

    لقد تمكنّا رغم قلة الإمكانيات و عدم إمتلاكنا للاعبين لهم الكفاءة

    اللازمة من البقاء في القسم الممتاز ، أو يقول لقد تحصلنا على

    مرتبة مشرفة رغم الصعوبات التي يعانيها الفريق .

    أليس هناك فرق كبير بين التنظير و الممارسة ؟؟؟

    .................... .................... ...........

    ندرس في المعاهد و الجامعات عن الخير بين الناس ،

    و عن التعاون و التآزر و التكافل بين البشر ، و ندرس

    قيم الفضيلة و الصدق و الصراحة في القول و العمل ،

    و ندرس المثل الفاضلة و الأخلاق الحسنة و قيم الإنسانية ,

    و ندرس و ندرس و ندرس .... و لكننا نكتشف في لحظة

    أن كل ما درسناه ليس إلا مجرّد تنظيرات جوفاء ، و أن

    الحقيقة الممارسة نقيض ما تعلمناه نكتشف فجأة أن الذي

    يحكمنا هو قانون الغاب " القويّ يأكل الضعيف " و نكتشف

    أن السلطة الطاغية على الأفراد و الجماعات هي سلطة

    الذات و المصالح الخاصة. أليست النظرية بعيدة كلّ البعد

    عن الممارسة ؟؟؟؟

    .................... .................... ....

    تذهب إلى أي تاجر يبيع أي بضاعة و تسأله عن بضاعته سيقول لك

    إنّ هذه البضاعة صحية ، و لا يوجد مثيل لها في السّوق ، سيقول

    لك إن سعرها مناسب جدا و منخفض إلى أقصى حدّ ، و بأنه حبّا لك

    سيزيد من تخفيض السّعر ، سيقول لك بأن هذه البضاعة تقاوم الزمن

    و تعيش مدّة طويلة ، و تتأقلم مع جميع الظروف و المناسبات . و لكنّك

    عندما تشتري هذه البضاعة تكتشف أنها فاسدة ، و أن كلّ ما قيل عنها

    زيف و كذب ، و تكتشف أن التاجر باعك إياها بضعف ثمنها الحقيقي .

    أليس هناك فرق كبير و تناقض صارخ بين النظرية و الممارسة ؟؟؟؟

    .................... .................... .............

    تتصفح جريدة أو تستمع إلى موجات إذاعة وطنية أو تشاهد بعض

    البرامج التلفزيونية فتجد أخبارا مفرحة تبهج القلب ، فلقد تحسنت

    الخدمات المقدّمة إلى المواطن في مختلف المجالات الحياتية

    كالصحة و التعليم و السكن و الشغل و .... و تعلم من خلال

    وسائل الإعلام أن المسؤولين في بلدك لا ينامون ، و يسهرون

    على مصلحة المواطن ، و يسعون إلى تقديم كل ما في وسعهم

    من أجل راحته و توفير الغد المشرق له و لكافة أبناء الوطن ،

    و لكنك عندما تزور أي مؤسسة عمومية تلاحظ أن مستوى

    الخدمات زاد تدهورا ، و أن عدد الموظفين في القطاع العمومي

    تقلص بالرغم من ازدياد عدد السكان ، و تلاحظ أن أبناء

    وطنك يتضورون جوعا و لا يجدون ثمن الدواء و المسلماء

    و لا يجدون مساكن تأويهم فتكتشف أن بين التنظير

    و الممارسة بون شاسع و تتأكد من أن التنظير و الممارسة

    خطان متوازيان لا يلتقيان أبدا .

    .................... .................... ........

    تعدك حبيبتك بالوفاء ، و بأنها لا ترى في العالم إلا أنت

    و بأنّها لا تهتمّ بالمادة و لا بالهدايا و لا بالذهب و المجوهرات

    و بأنها تقبل العيش معك مهما كانت ظروفك ، و تعدك بأنها

    ستساعدك و ستقف إلى جانبك ، و بأنها مستعدّة لمؤازرتك

    من أجل بناء عشّ الزوجيّة ، و بأنها لا تعيش إلا بنبض القلب

    و ستضحي بحياتها من أجلك ، فأنت بالنسبة إلها الهواء الذي

    تتنفسه . و لكنّك تكتشف بعد مدّة أن حبيبتك فضّلت عليك

    شخصا غنيا و ليس له مستوى تعليمي و سنّه ضعف سنّك.

    فتعرف أن القول و الفعل متباينان إلى أبعد الحدود.

    .................... .................... ..........

    يحدثك عن حب الإنسان ، و عن الخير لكل البشر ، و يحدثك

    عن التضحية بالنفس في سبيل المجموعة و من أجل الإرتقاء

    بالوطن إلى أعلى الدرجات ، يحدّثك عن التعاون و التآزر و التكافل

    الإجتماعي و يوصيك بضرورة مساعدة الآخرين من المحتاجين

    و المساكين ، و يؤكد لك أن سعادة الإنسان لا تتحقق إلا بسعادة

    المجتمع الذي يعيش فيه ، و يحثّك على ضرورة التحلي بالقيم

    الإنسانية الفاضلة . ثمّ تسمع في الغد أنه سافر إلى بلاد بعيدة

    و قد اختلس من أموال المؤسسة التي يعمل بها مبلغا ضخما .

    أليس هناك تناقض بين التنظير و الممارسة ؟؟؟؟

    .................... .................... .........

    يحدّثك طويلا عن يوم الحساب يوم لا ينفع لا مال و لا بنون

    و يحدثك عن الجنّة التي وعد الله بها المؤمنين من عباده

    و يحدّثك عن الجحيم الذي ينتظر الخونة و المرتدّين من السّفلة

    و يحدّثك كثيرا عن راحة القلب و اطمئنان النفس لفعل الخير

    و طاعة الله و رسوله ، فتشعر براحة لا توصف ، و تقرر أن تهب

    حياتك كلّها لنيل رضاء الله و إتباعا لطريق الحقّ . لكنّك تكتشف

    بعد ذلك أنّ محدّثك يتّخذ الدين ستارا يحجب به جرائمه و يحقق

    من خلاله أطماعه الدنيوية الزائلة .

    أليس هناك تناقض صارخ بين التنظير و الممارسة ؟؟؟؟

    .................... .................... .......

    تستمع إلى خطاب رئيس إحدى الدول الغنية و القوية عسكريا

    و ماديا فيتحدّث عن العدل و الإنسانية ، و يتحدث عن السلام

    و الخير لكل الناس ، و يتحدث عن حقوق الإنسان و عن التوزيع

    العادل للثروات ، و يرفض الظلم و السطو و الإستعمار و التدخل

    في شؤون الدول الأخرى . ثمّ تسمع بعد أيام أنّ هذا الزعيم

    يشنّ حربا على دولة أخرى لتحقيق أطماع مادية و عسكرية

    و لتحقيق أهداف آنية و استراتيجية .

    ألا يعمسلم هذا التناقض بين النظرية و الممارسة ؟؟؟؟

    .................... .................... ........

    هو لا يعطيك أجرا ، و لا يتحكم في مصيرك و لا في حياتك

    يقول لك كلاما جميلا عن العدل و حرية الرأي و عن حقّ

    الإختلاف ، و يشجعك على أن تكون فضاء مفتوحا تعبر عن

    خلجات صدرك و عن أحاسيسك بتلقائية و وضوح ، و لكن

    عندما تختلف معه في الرأي يظنّ أنّك تستهدفه و أنّك

    تقزّم من سلطته و تحدّ من فعله ، فيهددك و يشنّ عليك

    حربا ، و يشوّه صورتك و ينسب إليك من الأفعال ما لم تفعله

    و من الأقوال ما لم تقله .

    أليس هناك بون شاسع بين التنظير و الممارسة ؟؟؟؟

    .................... .................... ...........

    إنّ هذه شواهد حيّة مما نعيشه و نسمعه كلّ يوم تدلّ على أنّ

    البون شاسع بين القول و الفعل و بين النظرية و الممارسة ،

    و تؤكد على أنّ المجتمع الذي نعيشه مجرّد مسرحية أبطالها

    من خيال و أقولها تذروها الرّياح . و هذا لا يعني أنّ هناك فئة

    قليلة متمسكة بقول الصدق و تسعى جاهدة إلى أن تتطابق

    أقولها مع أعمالها .

    فهل ترون أنّ النظرية بعيدة كلّ البعد عن الممارسة ؟

    و ما هي أسباب هذا التناقض بين القول و الفعل ؟

    و ما هي الطرق الكفيلة بعلاج هذه الظاهرة ؟



    الهادي الزغيدي

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 4:56 am