يا حادي العيس
**عاطف يونس**
قل للجماهير .. قاصيها، ودانيها ............مل الغناء ومل العيس حاديها
تجاوز الحد ما تبديه من وهـــن .............فبالغ الذئب جهرا في تحديها
يا حادي العيس ما عادت تحركها ......حتى السياط التي أدمت حواشيها
كانت وكنت إذا غنيتها طربت ...............واليوم أنت اذا غنيت تشقيها
هون عليك وقل (يا أمة ضحكت) ..........ما أنت أول مجروح سيبكيها
*****
يا حادي العيس لي في العيس تجربة ........أضعت عمرا طويلا في تلقيها
كريمة الأصل في أحوالها حول .............وللرعاة نصيب في تجافيها
هم علموها حروف النصب فانتصبت ......كل الحقائق، وانداحت معانيها
وجرعوها كؤوس الذل مترعة ..............فأدمنتها، وهامت في تساقيها
وهرب الليل من تايخها قمرا .........يا ليل حاضرها، يا ضوء ماضيها
كانت تتيه على الدنيا بطلعتها .........واليوم تمعن في صحرائها تيها
يعمم الفقر فيها وهي متخمة .........والخير فيها، ولكن .. أين من فيها
صار الرغيف الها في مجاعتها ....... ما أكفر الجوع تقديسا وتأليها
غنى، وفقر، وبترول، ومسكنة ..............لا تعجبن فحاميها، حراميها
وهذه العيس لو أدركت قصتها ........رثيت حتى جعلت الصخر يرثيها
أتسألن وما شأني بقصتها ؟ ..............أنا ابن نكبتها الأولى وراويها
أعيش منذ قرون في حواضرها ..........وما تزال جذوري في بدوايها
محضتها الود، كان الحب من طرفي ........وكان منها غلوّ في تعاميها
خاطبتها بلغات الحب قاطبة ............شعرا، ونثرا، وتنبيها، وتنويها
غنيتها وحدة كبرى تلملمها ................وتبعث المجد حيا في نواحيها
كم ذا عزفت، وكم لاطفتها عبثا .........وكم صرخت عليها كي أوعيها
وكم لقيت عناء في محبــــتها ...........وكم رفضت بديلا عن تآخيها
وقد رجعت كأني دون حنجرة ...............وشيبتني وما شابت لياليها
ناشدتك الله لا تعزف على وتري ....واعزف على النار عل الكي يشفيها
وكن جحيما إذا استنهضت همتها .......وكن رحيما إذا ما رحت تكويها
*****
طف في البلاد وحدث عن بلادتها .........واكتب كما شئت عنها في ترديها
ومزق الثوب عن عورات واقعها ..........طال التستر فاستشرت مساويها
الجاهلية عادت في تناحرها ......................والطائفية زادت من بلاويها
والغزو دق على أبواب حرمتها .................وما تزال كان لاشيء يعنيها
اقرأ على القدس عن بعد تحيتنا ...................وان دنوت فقبل مسجدا فيها
وقل : لك الله يا أحلى مساجدنا .......شكواك جاءت، وضاعت في شكاويها
في مجلس الأمن من أوراقها هرم ...........وفي الطواحين فيض من مراثيها
أهلا، وسهلا، وعفوا، دون معذرة ..............قد ثار للقدس ناعيها، وباكيها
تلك الملايين، ما جدوى تسكعها ...........على الرصيف، وما جدوى تباكيها
تذوب الهم في المقهى، وتشربه ...............وتقتل العمر قتلا في مقاهيها
وتستريح على أهداب أغنية ........................بين الدوالي التي جفت دواليها
والحاكمون، ولولا الجهل ما حكموا ............زادوا القضية تسويفا، وتمويها
(سـ ) نبحث الوضع في خلوات قمتنا .........و(سوف) نرفع تحذيرا، وتنبيها
(سـ) نستعيد ربوع القدس، ثانية ............و(سوف) نقطع نفطا عن أعاديها
و(سوف) نعلنها حربا مقدسة .................(إذا )تمادت -يهودا- في تماديها
سين وسوف وأفعال مضارعة ................في الريح ننشرها يوما ونطويها
أليس في -الضاد- أفعال مجردة .............مثل السيوف إذا استلت مواضيها
أليس في -الضاد- أمر لا نسوفه ........... يا ربع -سوف- ويا عشاق ناديها
*****
يا ملتقى الفكر في أفكارنا مرض ............. وبين كفيك أضواء تداويها
تقاسمتنا تقاليع معلبـــــــــة...............ودروشات مريبات دعاويها
ونحن قوم أضعنا رأس حكمتنا ...........من ألف عام، وضيعنا أياديها
من ألف عام ولا نهج نسير به ............ شتى مناهجنا، شتى مراميها
كل المذاهب في ساحاتنا اجتمعت ..............وفرقتنا، فلا كانت لآليها
من الهزيمة مرت كل وافدة .............بيض ظواهرها ، سود خوافيها
سجل على هامش الأعمال مسألة ......تغزى الديار، ولا يدرى أهاليها
من أين يأتي صلاح الدين ثانية ...........إذا جعلنا قضايا الدين ترفيها
يخشى الجهاد ولا يخشى تطاوله ..........على المجاهد تكفيرا، وتسفيها
والقاعدون مع السلطان لو نزلوا ........إلى الشوارع لاهتزت نواصيها
الله أكبر لو حيت بساحتنا .......................على الجهاد ملايين تلبيها
الله أكبر في الجلى مجربة ................. فأعلنوها، وكفوا عن تناسيها