د. عبد الرحمن محمد العيسوي
الإيمان الروحي الإسلامي يؤدي بصاحبه إلى التمتع بالصحة النفسية الجيدة ويحميه من الإصابة بالأمراض والأعراض والأزمات والمشاكل والتوترات والصراعات والقلاقل النفسية والإجتماعية فيصبح راضيا عن نفسه وعن المجتمع الذي يعيش في كنفه من جراء التزامه بالقيم الإسلامية العظيمة التي تحفظ على الإنسان دينه ودنياه وآخرته وتعمل على تحسين علاقته مع الناس مع المجتمع. وتمتاز النفس، في الإطار الإسلامي، بالصفاء النقاء والطهارة والعفة والسمو الشفافية والتحرر من الغل والحقد والحسد والغيرة.. فالإسلام دني الدنيا والآخرة والفرد والجماعة ويدعونا إلى الإحساس إلى الناس وإلى اتقان الأعمال النافعة وتجويدها وتحسينها إلى المثالية في كل شيء فهو الخالد حتى قيام الساعة.
- وفي الدعوة إلى الإحساس إلى الناس وإلى النفس قال تعالى: ( وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ) النساء (69).
وقوله تعالى: ( مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ) الكهف (31).
- وفي بيان فضل الإحساس والإتقان والأخلاص والتفاني في العمل والتدريب الجيد على أدائه. يقول تعالى: ( إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً ) الكهف (30).
وهذا ما يسعى إليه فرع تطبيقي من فروع علم النفس هو علم النفس المهني الذي يدعو إلى حسن التدريب والإتقان والإخلاص في العمل والميل إليه وعدم كراهيته.
كما يقول تعالى: (وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ) القصص (77).
تعبيرا عن الوسطية والإعتدالية والحكمة والروية في الإسلام فلا ينسى الإنسان نصيبه من الدنيا ولا يهمل أمور آخرته.
يقول تعالى: ( إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ) الإسراء (7).
فالإحسان في المحل الأول يرتد على صاحبه ثم على من حوله من أبناء المجتمع والإحساس يشعر صاحبه بالسعادة والغبطة والرضا.
كما في قوله تعالى: ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ) يونس (26).
وقوله تعالى: ( وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ) القصص (77).
وللإحسان أجر عظيم في الآخرة وله أثره النفسي والخلقي والإجتماعي والأسري في هذه الحياة كما جاء في الهدى القرآني الخالد..
(وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ) آل عمران (195).
وقوله ( وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ) البقرة (83).
وللصلاة آثار نفسية عظيمة فهي تدفع الشعور بالراحة وبالقرب من الله والإتصال به فهي مناجاة روحية بين العبد وربه وفيها مرضاة الله تعالى..
وقوله تعالى: ( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ) العنكبوت (.
فالإسلام يحرص على سلامة الأسرة وحماية القيم ومن أعظمها قيمة احترام الوالدين والعطف عليهما والإحساس إليهما.
وقوله: ( وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً ) الشورى (23).
وللإحساس أجر عظيم عند الله تعالى كقوله تعالى: ( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ ) البقرة (245).
وفي الدعوة للإحساس والإنفاق في وجوه الخير يقول تعالى:
( وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا ) النحل (75).
وفي بيان القيمة النفسية والروحية والإيمانية والأخلاقية للإحسان يقول تعالى:
( وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا ) الحج (58).
وقوله تعالى: ( وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) البقرة (201).
فالقرآن الكريم يضع أمام الإنسان صورة للحياة المتكاملة والمتوازنة بين الدنيا والآخرة.
كما في قوله: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا ) النساء (40).
(مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ نَفْسِكَ ) النساء (79).
بين لتحمل الإنسان مسؤولية سيئاته وبيان فضل الله على عباده.
والإحساس منهج عام كما في قوله: ( مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا ) النساء (85).
وقوله في مضاعفة أجر الإحساس (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) الأنعام (160).
وقال عز وجل: ( وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ ) الأعراف (156).
قال: ( قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ) الأعراف (156).
والحسنات يذهبن السيئات حتى يتحرر المسلم، بلغة علم النفس، من مشاعر الذنب والإثم والخطيئة وإنما يتحرر من هذه المشاعر السالبة لتحل محلها مشاعر الأمل والرجاء.
يقول تعالى: ( وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ) الرعد (22).
ويقول في الإحساس في منهج الدعوة وليس العنف أو التهديد أو القوة وإنما بالحسنى قال تعالى: ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) النحل (125).
وخير من يهتدي به المسلم ويتأسى بأعماله ومبادئه وهديه الرسول الكريم بقوله تعالى: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) الأحزاب (21).
مما يوضح الرؤية أمام المسلم ويبين معالم الطريق حتى لا يحتويه الشك والحيرة والضياع لعدم معرفة الحق من الباطل: فلنا في رسول الله أسوة حسنة وقدوة رائعة.
يقول تعالى: (وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ) فصلت (34).
وكذلك قوله: ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ) هود (114).
- والطهر فضيلة عظيمة وقيمة رائعة يحض الإسلام أبناءه على التمسك بها: طهارة اليد والقلب والنفس والفؤاد وكل الجوارح..
يقول تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ) التوبة (103).
وفي الدعوة للطهر يقول الهدي القرآني الخالد ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ` وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ) المدثر (4).
وينبذ الإسلام كل مظاهر الشذوذ الجنسي وغير الجنسي ويدعو إلى سواء والفطرة السوية، وسلامة الشخصية وصحتها واعتدالها يقول تعالى:
( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ) النمل (56).
والمسلم مأمور ومطالب بالتحلي بالطهر والنظافة لأنها شعبة من شعب لإيمان وعن طريقها يشعر المسلم بالنقاء والصفاء ويفتح الطريق بينه وبين ربه ويصبح ودعاؤه مقبولا يقول تعالى: ( وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ ) المائدة (6).
وفي بيان فضل الطهر والتوبة يقول الهدي القرآني العظيم:
( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) البقرة (222).
ويسعى الإسلام لشفاء من في قلبه مرض، والمقصود مرض نفسي وإيماني وحالات من الشك والريبة أو الرفض للدعوة الإسلامية وللقرآن الكريم يقول تعالى:
( فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً ) البقرة (10).
ويحذر الإسلام من أن يمتلىء قلب الإنسان بالمرض والشك والريبة وهي من علامات المرض النفسي والعقلي يقول تعالى:
(وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ) التوبة (125).
وقوله عز وعلا: (رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنْ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ ) محمد (20).
يقول القرآن الكريم: ( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ ) المائدة (52).
كما يقول: ( إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـؤُلاء ) الأنفال (49).
ويحث الإسلام المسلمين للبعد عن الهوى والضلال والطياش حيث يقول القرآن الكريم:
( وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى) طه (81).
وكما في قوله تعالى:
( أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ) البقرة (87).
وقوله تعالى: ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ) إبراهيم (37).
ويدعو لتحاشي هوى النفس كما في قوله تعالى:
(فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا) النساء (135).
وقوله: ( فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) ص (26).
وتأكيدا لصدق الرسول (ص) يقول القرآن الكريم:
(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) النجم (3).
وفي فضل البعد عن هوى النفس يقول القرآن الكريم حتى لا يشعر الإنسان بالتشتت والضياع وتفترصه الهواجس والوساوس والشكوك يقول القرآن الكريم.
( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) النازعات (40).
وقوله تعالى: ( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) الكهف (28).
وقوله تعالى: ( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ) الفرقان (43).
وفي الدعوى للتمسك بهدى الله وسنة نبيه يقول القرآن الكريم:
( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ) القصص (50).
وفي النهي عن اتباع الهوى يقول القرآن الكريم:
(وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا ) الأنعام (150).
وقوله أيضا: ( وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً ) المائدة (77)
الإيمان الروحي الإسلامي يؤدي بصاحبه إلى التمتع بالصحة النفسية الجيدة ويحميه من الإصابة بالأمراض والأعراض والأزمات والمشاكل والتوترات والصراعات والقلاقل النفسية والإجتماعية فيصبح راضيا عن نفسه وعن المجتمع الذي يعيش في كنفه من جراء التزامه بالقيم الإسلامية العظيمة التي تحفظ على الإنسان دينه ودنياه وآخرته وتعمل على تحسين علاقته مع الناس مع المجتمع. وتمتاز النفس، في الإطار الإسلامي، بالصفاء النقاء والطهارة والعفة والسمو الشفافية والتحرر من الغل والحقد والحسد والغيرة.. فالإسلام دني الدنيا والآخرة والفرد والجماعة ويدعونا إلى الإحساس إلى الناس وإلى اتقان الأعمال النافعة وتجويدها وتحسينها إلى المثالية في كل شيء فهو الخالد حتى قيام الساعة.
- وفي الدعوة إلى الإحساس إلى الناس وإلى النفس قال تعالى: ( وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ) النساء (69).
وقوله تعالى: ( مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ) الكهف (31).
- وفي بيان فضل الإحساس والإتقان والأخلاص والتفاني في العمل والتدريب الجيد على أدائه. يقول تعالى: ( إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً ) الكهف (30).
وهذا ما يسعى إليه فرع تطبيقي من فروع علم النفس هو علم النفس المهني الذي يدعو إلى حسن التدريب والإتقان والإخلاص في العمل والميل إليه وعدم كراهيته.
كما يقول تعالى: (وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ) القصص (77).
تعبيرا عن الوسطية والإعتدالية والحكمة والروية في الإسلام فلا ينسى الإنسان نصيبه من الدنيا ولا يهمل أمور آخرته.
يقول تعالى: ( إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ) الإسراء (7).
فالإحسان في المحل الأول يرتد على صاحبه ثم على من حوله من أبناء المجتمع والإحساس يشعر صاحبه بالسعادة والغبطة والرضا.
كما في قوله تعالى: ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ) يونس (26).
وقوله تعالى: ( وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ) القصص (77).
وللإحسان أجر عظيم في الآخرة وله أثره النفسي والخلقي والإجتماعي والأسري في هذه الحياة كما جاء في الهدى القرآني الخالد..
(وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ) آل عمران (195).
وقوله ( وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ) البقرة (83).
وللصلاة آثار نفسية عظيمة فهي تدفع الشعور بالراحة وبالقرب من الله والإتصال به فهي مناجاة روحية بين العبد وربه وفيها مرضاة الله تعالى..
وقوله تعالى: ( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ) العنكبوت (.
فالإسلام يحرص على سلامة الأسرة وحماية القيم ومن أعظمها قيمة احترام الوالدين والعطف عليهما والإحساس إليهما.
وقوله: ( وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً ) الشورى (23).
وللإحساس أجر عظيم عند الله تعالى كقوله تعالى: ( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ ) البقرة (245).
وفي الدعوة للإحساس والإنفاق في وجوه الخير يقول تعالى:
( وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا ) النحل (75).
وفي بيان القيمة النفسية والروحية والإيمانية والأخلاقية للإحسان يقول تعالى:
( وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا ) الحج (58).
وقوله تعالى: ( وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) البقرة (201).
فالقرآن الكريم يضع أمام الإنسان صورة للحياة المتكاملة والمتوازنة بين الدنيا والآخرة.
كما في قوله: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا ) النساء (40).
(مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ نَفْسِكَ ) النساء (79).
بين لتحمل الإنسان مسؤولية سيئاته وبيان فضل الله على عباده.
والإحساس منهج عام كما في قوله: ( مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا ) النساء (85).
وقوله في مضاعفة أجر الإحساس (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) الأنعام (160).
وقال عز وجل: ( وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ ) الأعراف (156).
قال: ( قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ) الأعراف (156).
والحسنات يذهبن السيئات حتى يتحرر المسلم، بلغة علم النفس، من مشاعر الذنب والإثم والخطيئة وإنما يتحرر من هذه المشاعر السالبة لتحل محلها مشاعر الأمل والرجاء.
يقول تعالى: ( وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ) الرعد (22).
ويقول في الإحساس في منهج الدعوة وليس العنف أو التهديد أو القوة وإنما بالحسنى قال تعالى: ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) النحل (125).
وخير من يهتدي به المسلم ويتأسى بأعماله ومبادئه وهديه الرسول الكريم بقوله تعالى: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) الأحزاب (21).
مما يوضح الرؤية أمام المسلم ويبين معالم الطريق حتى لا يحتويه الشك والحيرة والضياع لعدم معرفة الحق من الباطل: فلنا في رسول الله أسوة حسنة وقدوة رائعة.
يقول تعالى: (وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ) فصلت (34).
وكذلك قوله: ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ) هود (114).
- والطهر فضيلة عظيمة وقيمة رائعة يحض الإسلام أبناءه على التمسك بها: طهارة اليد والقلب والنفس والفؤاد وكل الجوارح..
يقول تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ) التوبة (103).
وفي الدعوة للطهر يقول الهدي القرآني الخالد ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ` وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ) المدثر (4).
وينبذ الإسلام كل مظاهر الشذوذ الجنسي وغير الجنسي ويدعو إلى سواء والفطرة السوية، وسلامة الشخصية وصحتها واعتدالها يقول تعالى:
( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ) النمل (56).
والمسلم مأمور ومطالب بالتحلي بالطهر والنظافة لأنها شعبة من شعب لإيمان وعن طريقها يشعر المسلم بالنقاء والصفاء ويفتح الطريق بينه وبين ربه ويصبح ودعاؤه مقبولا يقول تعالى: ( وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ ) المائدة (6).
وفي بيان فضل الطهر والتوبة يقول الهدي القرآني العظيم:
( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) البقرة (222).
ويسعى الإسلام لشفاء من في قلبه مرض، والمقصود مرض نفسي وإيماني وحالات من الشك والريبة أو الرفض للدعوة الإسلامية وللقرآن الكريم يقول تعالى:
( فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً ) البقرة (10).
ويحذر الإسلام من أن يمتلىء قلب الإنسان بالمرض والشك والريبة وهي من علامات المرض النفسي والعقلي يقول تعالى:
(وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ) التوبة (125).
وقوله عز وعلا: (رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنْ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ ) محمد (20).
يقول القرآن الكريم: ( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ ) المائدة (52).
كما يقول: ( إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـؤُلاء ) الأنفال (49).
ويحث الإسلام المسلمين للبعد عن الهوى والضلال والطياش حيث يقول القرآن الكريم:
( وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى) طه (81).
وكما في قوله تعالى:
( أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ) البقرة (87).
وقوله تعالى: ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ) إبراهيم (37).
ويدعو لتحاشي هوى النفس كما في قوله تعالى:
(فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا) النساء (135).
وقوله: ( فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) ص (26).
وتأكيدا لصدق الرسول (ص) يقول القرآن الكريم:
(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) النجم (3).
وفي فضل البعد عن هوى النفس يقول القرآن الكريم حتى لا يشعر الإنسان بالتشتت والضياع وتفترصه الهواجس والوساوس والشكوك يقول القرآن الكريم.
( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) النازعات (40).
وقوله تعالى: ( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) الكهف (28).
وقوله تعالى: ( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ) الفرقان (43).
وفي الدعوى للتمسك بهدى الله وسنة نبيه يقول القرآن الكريم:
( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ) القصص (50).
وفي النهي عن اتباع الهوى يقول القرآن الكريم:
(وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا ) الأنعام (150).
وقوله أيضا: ( وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً ) المائدة (77)