وَبكيتُ باسْمِ الشَّعْبِ الشاعر السوداني/عبدالإله زمراوي
وَبكيتُ باسْمِ الشَّعْبِ
شُكْرًا
لِحَاكِمِنَا الْمُبَجَّلِ
ذِقْنُهُ كَبَهَاءِ
شَارِبِهِ الْمُعَمَّدِ
مِنْ دِمَائي!
شُكْرًا
لِمَنْفَايَ وَأُمِّي،
قَبْرُهَا الصَّامِتُ
قَبْري،
قُبَّتي وَسَمَائي!
شُكْرًا
لِشُرْطِيٍّ تَأَبَّطَ
سُوءَ نَظْرَتِهِ
فَأجْفَلَ عِندَ
رُؤْيَتِهِ حِذَائي!
شُكْرًا
لِشَيْطَانيَ الْمُوَسْوِسِ،
حينَ ضَاقَ الشِّعْرُ،
وَسْوَسَ فِي دِمَائي!
شُكْرًا
لأوْطَانٍ دَعَتْني
كَيْ أَنامَ الْلَّيلَ
عِنْدَ الْمَخْفَرِ السِّرِيّ
هذا الّليلُ،
زُلْزِلَ من هجَائي!
شُكْرًا
لِلَيْلَيَ وَاهِبِ الأشْعَارِ
يَا للشِّعْرُ
أبْرقَ مِنْ بَهائي!
شُكْرًا
لِثَوْرِيٍّ تَهَجَّدَ
عِنْدَ بَابِ السِّجْنِ،
صِرْتُ سَجينَهُ،
وَهتَفتُ باسْمِ الشَّعْبِ
أبْكَيْتُ سَمَائي!
شُكْرًا
لأفْرَاحي وَدَنِّي،
ثُمَّ دَرْبِ السَّائرينَ
عَلَى الصِّرَاطِ،
وَغَايَتي في الْفَجْرِ
أنْ يُسْمعَ نِدَائي!
شُكْرًا
لِدَمْعِ الْعَاشقيْنِ
إذَا هُمَا
عَجَبًا نهَارُ الدَّمْعِ
يَغْرُب في إنَائي!
شُكْرًا
لِمَنْ زَرَعُوا الْمَحَبَّةَ
في فُصُولِ الشَّوْقِ
وَاحْتَطَبُوا الْمَوَدَّةَ
مِنْ حَيَائي!
شُكْرًا
لأُمِّي حِينَ
بَارَكَتِ السَّمَاءُ
فَزَغْرَدَتْ للطَّيْرِ،
هَذَا الطَّيْرُ
ألهَمَني غِنَائي!
شُكْرًا
لِوَالِدِنَا الْمُبَجَّلِ*
مُسْرِعًا كَالْبَرْقِ
نَامَ عَلَى الصَّلاةِ
فَمَاتَ
أوْرَثَني شَقَائي!
* تُوُفِّيَ وَالِدُنَا وَهُوَ عَلَى سجَّادَةِ الصَّلاةِ وَكُنْتُ وَقْتَهَا لا أعْرفُ مَعْنَى الْمَوْت.
شُكْرًا
لِحَاكِمِنَا الْمُبَجَّلِ
ذِقْنُهُ كَبَهَاءِ
شَارِبِهِ الْمُعَمَّدِ
مِنْ دِمَائي!
شُكْرًا
لِمَنْفَايَ وَأُمِّي،
قَبْرُهَا الصَّامِتُ
قَبْري،
قُبَّتي وَسَمَائي!
شُكْرًا
لِشُرْطِيٍّ تَأَبَّطَ
سُوءَ نَظْرَتِهِ
فَأجْفَلَ عِندَ
رُؤْيَتِهِ حِذَائي!
شُكْرًا
لِشَيْطَانيَ الْمُوَسْوِسِ،
حينَ ضَاقَ الشِّعْرُ،
وَسْوَسَ فِي دِمَائي!
شُكْرًا
لأوْطَانٍ دَعَتْني
كَيْ أَنامَ الْلَّيلَ
عِنْدَ الْمَخْفَرِ السِّرِيّ
هذا الّليلُ،
زُلْزِلَ من هجَائي!
شُكْرًا
لِلَيْلَيَ وَاهِبِ الأشْعَارِ
يَا للشِّعْرُ
أبْرقَ مِنْ بَهائي!
شُكْرًا
لِثَوْرِيٍّ تَهَجَّدَ
عِنْدَ بَابِ السِّجْنِ،
صِرْتُ سَجينَهُ،
وَهتَفتُ باسْمِ الشَّعْبِ
أبْكَيْتُ سَمَائي!
شُكْرًا
لأفْرَاحي وَدَنِّي،
ثُمَّ دَرْبِ السَّائرينَ
عَلَى الصِّرَاطِ،
وَغَايَتي في الْفَجْرِ
أنْ يُسْمعَ نِدَائي!
شُكْرًا
لِدَمْعِ الْعَاشقيْنِ
إذَا هُمَا
عَجَبًا نهَارُ الدَّمْعِ
يَغْرُب في إنَائي!
شُكْرًا
لِمَنْ زَرَعُوا الْمَحَبَّةَ
في فُصُولِ الشَّوْقِ
وَاحْتَطَبُوا الْمَوَدَّةَ
مِنْ حَيَائي!
شُكْرًا
لأُمِّي حِينَ
بَارَكَتِ السَّمَاءُ
فَزَغْرَدَتْ للطَّيْرِ،
هَذَا الطَّيْرُ
ألهَمَني غِنَائي!
شُكْرًا
لِوَالِدِنَا الْمُبَجَّلِ*
مُسْرِعًا كَالْبَرْقِ
نَامَ عَلَى الصَّلاةِ
فَمَاتَ
أوْرَثَني شَقَائي!
* تُوُفِّيَ وَالِدُنَا وَهُوَ عَلَى سجَّادَةِ الصَّلاةِ وَكُنْتُ وَقْتَهَا لا أعْرفُ مَعْنَى الْمَوْت.