تدخين الأطفال ..السيجارة الأولى للانحراف.. والممنوع مرغوب
¶ غياب دور الأهل
يرى البعض أن للأهل دوراً جوهرياً في حماية أطفالهم، بل ويشير آخرون إلى أن الأهل يتحمَّلون مسؤولية انحراف أولادهم تجاه هذه الظاهرة في سنّ مبكرة، فالطفل، ضمن أسرة يوجد فيها مدخنون، لابدَّ له من تقليد الكبار، رغبة منه في تقليد أهله. ولكن الخطورة تكمن في عدم متابعة الأهل لأطفالهم خارج المنزل، وعدم متابعتهم لسلوكهم، والأسوأ من ذلك أنَّ هناك أطفالا يتسوَّلون في الشارع، وبعض الأهل لا همَّ لهم سوى إرسال أبنائهم إلى الشارع للحصول على المال. بالتأكيد عندما يعملون ويعيشون في الشارع لابدَّ أنهم سيكتسبون عادات الشارع السيئة.
حسام (أحد الأطفال الذين يعملون في مسح السيارات- عمره 11 سنة)، قال : "تركت المدرسة، وأعمل في مسح السيارات، ولايوجد لدي رادع يمنعني عن التدخين"، مشيراً إلى معرفة أهله بموضوع تدخينه، موضحاً: "المهم بالنسبة إليهم أن أعود آخر الليل وبحوزتي النقود التي جمعتها خلال النهار. وفي البداية كنت لا أدخِّن لأنني لا أملك النقود الكافية لشراء الدخان، أما الآن فأخصِّص مبلغاً يكفيني لشراء باكيت".
¶ لغة الحوار
أم أحمد أخبرتنا عن تجربتها مع ابنها المدخِّن البالغ من العمر 15 عاماً: "علمت بالصدفة أنَّ ابني يدخِّن أثناء خروجه من المنزل، والذي آلمني أكثر هو عدم وجود شخص في العائلة من هواة التدخين".
وترجع أم أحمد سبب إقباله على هذه العادة السيئة إلى رفاقه في المدرسة، قائلة: "تحدَّثت إليه مرات عديدة، محاولة إقناعه بترك هذه الآفة لأنها تسبّب له الكثير من الأمراض الخطرة، ولأنه مازال صغيراً على التدخين. وبعد مرور فترة -الحمد لله- ترك التدخين، واقتنع بكلامي، فالمهم من الأهل مراقبة سلوك الأبناء بشكل غير مباشر، وعدم ترك المجال لهم بالتأثر بالعادات السيئة، وعدم إهمالهم أيَّ تفصيل في حياة الأولاد، وفتح قنوات للحوار معهم، حيث إنَّ الانشغال عنهم يساعد على انجرافهم وراء إدمان السجائر".
¶ الممنوع مرغوب
وائل رب أسرة اعتبر أن تدخين الأطفال عادة وتقليداً أكثر مما هو إدمان : " بدأت بالتدخين منذ أن كان عمري 17 سنة وكان ذلك دون معرفة من أسرتي حيث كان والدي متشدداً اتجاه السيجارة ولا يقبل أن يدخن أحد من أولاده علمأ بأنه كان يدخن، لكن كل شيء ممنوع مرغوب، لذلك أنا لا أفرض رأيي على أولادي لكنني أحاول أن أقنعهم بأن التدخين له فوائد سلبية أكثر من الإيجابية ولايحق لي أن أمنعهم وأنا أدخن أمامهم ".
¶ ضياع الضمير الحي
هناك أشخاص لا همَّ لهم سوى الكسب المادي من وراء بيعهم السجائر "ولو للأطفال". والأسوأ من ذلك أنَّ منهم من يسهّل الأمر على الأطفال الذي لايملكون سوى مصروفهم اليومي، الذي لايكفي لشراء علبة كاملة من السجائر، فيبيعون السجائر بالمفرد (وحدة وحدة) وبأسعار بسيطة؛ فهؤلاء هدفهم الوحيد ملء الجيوب ولو على حساب أطفال لا ذنب لهم إلا أنهم ضحية بائعين ضميرهم ضائع. فعبارة "تباع للبالغين فقط" نجدها على علب السجائر، لكن: هل هناك من يلتزم بها من قبل البائعين.. وهل فعلا لايبعونها إلا للبالغين؟..
¶ رأي طبي .. نيكوتين الإدمان
"بالنسبة إلى الأطفال المراهقين، نجدهم أكثر عرضة للإدمان بسبب النيكوتين، لأنَّ أدمغتهم لا تزال في طور النمو"؛ هذا ما أكَّده الدكتور كامل زهر الاختصاصي في الأمراض الصدرية والتنفسية ، مؤكداً أنَّ "النيكوتين في التبغ له تأثير قوي على أدمغة الأطفال، وهو مخدِّر قوي يسبّب الإدمان".
ويضيف زهر: "نصف الأولاد يدمنون خلال ستة أشهر، حيث يكفي تدخين سيجارة واحدة ليدمن الطفل، والتدخين بشكل عام يقلِّل كفاءة ووظيفة عمل الرئة، كما يزيد من العدوى التنفسية التي تسبِّب حساسية الصدر والربو والالتهاب الرئوي".
إثبات للذات
الدكتورة باسمة عرابي (باحثة اجتماعية)، تحدَّثت عن الدوافع التي تدفع الأطفال إلى التدخين: "من أهم الأمور التي تؤدي إلى انحراف الطفل نحو سلوك سلبي، التربية الذاتية للطفل والتي تبدأ من المنزل (الأب والأم)، فالطفل دائماً يقلِّد من هُم أكبر منه في المنزل، اعتقاداً منه بأنهم القدوة والمثل الأعلى بالنسبة إليه، فما يصدر عنهم يعتقد أنه سليم ويعتبره صحيحاً. وبعد ذلك يستمرّ التدخين عادة لايستطيع الإقلاع عنها، ويستجيب ويقلد كلَّ شيء يصدر عن أهله"، مشيرة إلى أنَّ "الطفل أحياناً تكون لديه رغبة في إثبات ذاته ورغبة في التجربة وحبّ الاستطلاع".
وتضيف: "إلا أنَّ الأصدقاء هم المؤثر الثاني، وليس بالضرورة أن يكونوا رفاق سوء، لكنهم أيضاً ربما اكتسبوا عادة التدخين من أهلهم وتقليدهم لهم"، مشيرة إلى أنَّ "التنشئة السليمة للطفل والثقافة السليمة والوعي الكافي من قبل الأهل، تبعد الطفل عن كلّ أنواع الانحراف".
تشير الإحصاءات إلى تزايد نسبة المدخنين في الدول العربـــية والتي تبلغ 20 إلى 25 % من السكان، كما أن نسبة متزايدة من الأطفال العرب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 سنة يدخنون، وتبلغ هذه النسبة نحو 22 % من أعداد المدخنين.
-------------------------------
منقووووووووووول
لم يعد وباء التدخين مقتصراً على الكبار، إنما انتشر هذا الوباء، وبشكل مخيف، بين أوساط الشباب الذين لاتتجاوز أعمارهم الثامنة عشرة، وأحياناً السنوات العشر. بالطبع مظهرٌ مؤسف أن نرى هذه الظاهرة بين أوساط شبابنا، الذين لايعون ربما مخاطر ذلك على صحتهم وسلوكهم، الذي تكمن وراءه تقصيرات كبيرة من قبل الأهل بصفة خاصة، والمجتمع بشكل عام.
¶ غياب دور الأهل
يرى البعض أن للأهل دوراً جوهرياً في حماية أطفالهم، بل ويشير آخرون إلى أن الأهل يتحمَّلون مسؤولية انحراف أولادهم تجاه هذه الظاهرة في سنّ مبكرة، فالطفل، ضمن أسرة يوجد فيها مدخنون، لابدَّ له من تقليد الكبار، رغبة منه في تقليد أهله. ولكن الخطورة تكمن في عدم متابعة الأهل لأطفالهم خارج المنزل، وعدم متابعتهم لسلوكهم، والأسوأ من ذلك أنَّ هناك أطفالا يتسوَّلون في الشارع، وبعض الأهل لا همَّ لهم سوى إرسال أبنائهم إلى الشارع للحصول على المال. بالتأكيد عندما يعملون ويعيشون في الشارع لابدَّ أنهم سيكتسبون عادات الشارع السيئة.
حسام (أحد الأطفال الذين يعملون في مسح السيارات- عمره 11 سنة)، قال : "تركت المدرسة، وأعمل في مسح السيارات، ولايوجد لدي رادع يمنعني عن التدخين"، مشيراً إلى معرفة أهله بموضوع تدخينه، موضحاً: "المهم بالنسبة إليهم أن أعود آخر الليل وبحوزتي النقود التي جمعتها خلال النهار. وفي البداية كنت لا أدخِّن لأنني لا أملك النقود الكافية لشراء الدخان، أما الآن فأخصِّص مبلغاً يكفيني لشراء باكيت".
¶ لغة الحوار
أم أحمد أخبرتنا عن تجربتها مع ابنها المدخِّن البالغ من العمر 15 عاماً: "علمت بالصدفة أنَّ ابني يدخِّن أثناء خروجه من المنزل، والذي آلمني أكثر هو عدم وجود شخص في العائلة من هواة التدخين".
وترجع أم أحمد سبب إقباله على هذه العادة السيئة إلى رفاقه في المدرسة، قائلة: "تحدَّثت إليه مرات عديدة، محاولة إقناعه بترك هذه الآفة لأنها تسبّب له الكثير من الأمراض الخطرة، ولأنه مازال صغيراً على التدخين. وبعد مرور فترة -الحمد لله- ترك التدخين، واقتنع بكلامي، فالمهم من الأهل مراقبة سلوك الأبناء بشكل غير مباشر، وعدم ترك المجال لهم بالتأثر بالعادات السيئة، وعدم إهمالهم أيَّ تفصيل في حياة الأولاد، وفتح قنوات للحوار معهم، حيث إنَّ الانشغال عنهم يساعد على انجرافهم وراء إدمان السجائر".
¶ الممنوع مرغوب
وائل رب أسرة اعتبر أن تدخين الأطفال عادة وتقليداً أكثر مما هو إدمان : " بدأت بالتدخين منذ أن كان عمري 17 سنة وكان ذلك دون معرفة من أسرتي حيث كان والدي متشدداً اتجاه السيجارة ولا يقبل أن يدخن أحد من أولاده علمأ بأنه كان يدخن، لكن كل شيء ممنوع مرغوب، لذلك أنا لا أفرض رأيي على أولادي لكنني أحاول أن أقنعهم بأن التدخين له فوائد سلبية أكثر من الإيجابية ولايحق لي أن أمنعهم وأنا أدخن أمامهم ".
¶ ضياع الضمير الحي
هناك أشخاص لا همَّ لهم سوى الكسب المادي من وراء بيعهم السجائر "ولو للأطفال". والأسوأ من ذلك أنَّ منهم من يسهّل الأمر على الأطفال الذي لايملكون سوى مصروفهم اليومي، الذي لايكفي لشراء علبة كاملة من السجائر، فيبيعون السجائر بالمفرد (وحدة وحدة) وبأسعار بسيطة؛ فهؤلاء هدفهم الوحيد ملء الجيوب ولو على حساب أطفال لا ذنب لهم إلا أنهم ضحية بائعين ضميرهم ضائع. فعبارة "تباع للبالغين فقط" نجدها على علب السجائر، لكن: هل هناك من يلتزم بها من قبل البائعين.. وهل فعلا لايبعونها إلا للبالغين؟..
¶ رأي طبي .. نيكوتين الإدمان
"بالنسبة إلى الأطفال المراهقين، نجدهم أكثر عرضة للإدمان بسبب النيكوتين، لأنَّ أدمغتهم لا تزال في طور النمو"؛ هذا ما أكَّده الدكتور كامل زهر الاختصاصي في الأمراض الصدرية والتنفسية ، مؤكداً أنَّ "النيكوتين في التبغ له تأثير قوي على أدمغة الأطفال، وهو مخدِّر قوي يسبّب الإدمان".
ويضيف زهر: "نصف الأولاد يدمنون خلال ستة أشهر، حيث يكفي تدخين سيجارة واحدة ليدمن الطفل، والتدخين بشكل عام يقلِّل كفاءة ووظيفة عمل الرئة، كما يزيد من العدوى التنفسية التي تسبِّب حساسية الصدر والربو والالتهاب الرئوي".
إثبات للذات
الدكتورة باسمة عرابي (باحثة اجتماعية)، تحدَّثت عن الدوافع التي تدفع الأطفال إلى التدخين: "من أهم الأمور التي تؤدي إلى انحراف الطفل نحو سلوك سلبي، التربية الذاتية للطفل والتي تبدأ من المنزل (الأب والأم)، فالطفل دائماً يقلِّد من هُم أكبر منه في المنزل، اعتقاداً منه بأنهم القدوة والمثل الأعلى بالنسبة إليه، فما يصدر عنهم يعتقد أنه سليم ويعتبره صحيحاً. وبعد ذلك يستمرّ التدخين عادة لايستطيع الإقلاع عنها، ويستجيب ويقلد كلَّ شيء يصدر عن أهله"، مشيرة إلى أنَّ "الطفل أحياناً تكون لديه رغبة في إثبات ذاته ورغبة في التجربة وحبّ الاستطلاع".
وتضيف: "إلا أنَّ الأصدقاء هم المؤثر الثاني، وليس بالضرورة أن يكونوا رفاق سوء، لكنهم أيضاً ربما اكتسبوا عادة التدخين من أهلهم وتقليدهم لهم"، مشيرة إلى أنَّ "التنشئة السليمة للطفل والثقافة السليمة والوعي الكافي من قبل الأهل، تبعد الطفل عن كلّ أنواع الانحراف".
تشير الإحصاءات إلى تزايد نسبة المدخنين في الدول العربـــية والتي تبلغ 20 إلى 25 % من السكان، كما أن نسبة متزايدة من الأطفال العرب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 سنة يدخنون، وتبلغ هذه النسبة نحو 22 % من أعداد المدخنين.
-------------------------------
منقووووووووووول