" مملكة الحرية "
هناك في الأفق البعيد ... في أحضان بحار صافية ... بعيدا عن ذلك العالم المشوه .. توجد
مملكتي الخلابة ، مملكة توجت ملكاً مبجلاً عليها ..
مملكتي بقصورها السامقة و بساتينها النضرة و جناتها الخضراء ، لم تميزها أشجار و
أزهار بديعة و طيور زاهية بشتى الألوان فقط ... بل زينتها قوانين نحتت على قوالب من ذهب ...
ففي مملكتي تحدث كيفما شئت ، فكل كلمة و كل عبارة لها قيمتها ، أنت حر فيما تقول ، عبر اكتب ارسم اشدو متى شئت ...
الصمت ممنوع ، و الحزن جريمة لا تغتفر ...
مسموحة لك أيها المواطن كل عبارات الحب و الحرية ... و ممنوعة هي تلك العبارات التي تحمل معاني الأسى و القسوة ... محظور عليك أن تقترب من الضيق و الكدر ...
أطلق لخيالك العنان ... فهناك مكافآت قيمة لكل متفائل طموح ... و هناك عقوبات رادعة لكل متشائم متخاذل ...
ليس هذا فحسب ... بل هناك يوم ألتقي فيه بمواطني و شعب مملكتي كل أسبوع .... أبواب قصري مفتوحة للجميع ... نلتقي سوية ، نتناول شتى المأكولات ...
و نتمشى في جنان مملكتنا ، نتناقش بصراحة تامة بعيدا عن تلك القيود التي يولدها
الانغلاق و الكبت ... كما يمنع منعا باتا الخروج من المملكة إلى ذلك العالم البعيد ...
لكني أسمح بدخول الفارين منه ... أرحب بهم بكل رحابة صدر ، فقانوننا
" عش حرا كما أنت ... "
كل ذلك فقط في مملكتنا ... حيث لم توجد مملكة قط ... تأسرنا معاني الحرية فيها ... و تجذبنا طيور السعادة المحلقة في سمائنا ... أحب تلك المملكة العظيمة ... أحبها و سأحافظ عليها ...
سأحمي شعبي و مواطني و سأقدم لهم كل ما يشاؤون على أطباق من نور ... أحبها لأنني بنيتها بعرق جبيني في محيط نظيف ...
" مملكة الحرية "
تلك المملكة التي لم توجد بعد على أرض الواقع !!!